22

71 9 1
                                    

وجد أبوس الغرفة بفوضى وبعض الدماء بالمكان ،لم يصدق ما يراه كيف حصل هذا وهو كان بالغرفة التي بجانبها لم يسمع الضجيج .

بينما كان يتأمل كل ركن بالغرفة جذب انتباهه وجود ورقة بوسط تلك الفوضى وضعت فوق الطاولة التي كانت الشيء الوحيد السالم بتلك الغرفة .

توجه نحوها وأمسكها فبدأ بقراءة محتوياتها، لم يعجبه ما كتب بها .

فقام بتجعيد الورقة بيده ،ولم يرد كذلك تنفيذ ما كتب .

بعد البقاء لفترة والغوص في أفكاره خرج بخطة ارتسمت الابتسامة على وجهه للمرة الأولى منذ زمن طويل أو لم يبتسم أبدا كما أبتسم بهذا اليوم لكنها كانت انكسار  .

عاد وجهه لطبيعته الخالية من المشاعر بشحوب ،وخرج.

____________________________

كان هوار خارجا من مركز الشرطة في منتصف الليل متوجها للمنزل ولكن لحظة خروجه من البوابة الرئيسية وجد شاب شاحب واقفا أمامه تساءل ماذا يريد ،وعندما حاول تخطيه تحدث الشاب.

الشاب :أريد منك المجيء معي .

حاول هوار تجاهله ولكن توقف عندما أمسك الشاب مرفقه : هناك حياة تعتمد على قدومك معي .

قلق هوار من الذي يجري فقال : ماذا؟

فشد الشاب قبضته كما لو كان يقول فلتأتي بعدها أرخاها وترك يده وتقدم هوار فتبعه .

_____________________
دخل ذلك الرجل للقصر وتوجه الخدم القريبين محينه بفرح .

فأخذ الخدم ممتلكاته ،وتحدث لهم : أين أبي وأخوتي؟

فأجاب الخادم : أنهم بغرفة الطعام يتناولون العشاء سيدي.

فشكر الخادم وطلب من الخدم الأخرين بأن يجلبوا له العشاء معهم. فانحنوا احترام له وتوجهوا لعملهم.
فتح باب غرفة الطعام وتوقفت ضوضاء الملاعق المتصادمة مع الصحون .

كانت السعادة ظاهره على ملامح البعض بينما الكره من أحدهم .

نهض الأب وتوجه له المقتحم وتحدث: لقد عدت يا أبي وأنهيت المعاملة مع الشرقيين .

فأومئ لفخره وسعته من الأخبار بينما الأصغر توجه له وأعطاه عناق ودي معبرا عن اشتياقه لأخا الذي لم يره منذ سنوات .

وكان أحدهم غير مبالي : إذا لقد عاد الوريث الحقير؟
توجهت نحوه الأنظار وتحدث الأب :جيان! فلتحترم لوديو فقد عاد لتوه بعد غياب طويل .

نهض جيان وتوجه للخارج بينما نفث سمه :وكأني أهتم بحثالة .

تنهد لوديو وتحدث ريك :أرجوك لا تنصت لما يقول فأنت تعلم من بعد ذلك الحادث وهو غير طبيعي.

خيم جو ثقيل بالمكان ولكن قطعه دخول الخادم الذي أحضر عدة طعام للوديو وتحدث  لوديو: حسنا أنا جائع.

وافق الأب كلام لوديو وتوجه كل منهم لمكانه وإكمال طعامهم بينما يتناقشون بما حدث خلال فترة غيابه ويتناقلون الاخبار.

__________________

فتحت عيانها ليقابلها الظلام حاولت التحدث لكن لم تستطع كما لو كان هناك ما يمنعها ،فحاولت تحريك يدها فوجدتها مقيده مع قدميها.

حاولت الحركة يمنه ويسار ،لكن كان المكان ضيق .

تنفست بسرعه خوفا وتخبطت بالمكان عسى أن تجد مخرج منه لكن باءت كل محاولاتها بالفشل .

فأخرجت الدموع من عيناها فترطب القماش الذي يغطي عيانها .ظلت على هذه الحال وتفكر ماذا حدث لها .

حاولت التفكير لكن لم تجد أي فكرة عما جرى فقلقت على أبوس لان غرفته كانت بجانبه ما إذا حل به شيء.

فحاولت الصراخ ولكن كل ما يخرج كان صوت مكتوم ،فتنهدت وظلت تحاول تحرير نفسها .

________________________
باليوم التالي وقبل شروق الشمس بالقرب من أحد المستودعات المهجورة وصل هوار مع الشاب الذي أمامه . كان لتوه أنهى حديثه الذي لم يصدقه حتى.

ففتح هوار فاه: هل أنت مجنون؟

ألتفت الشاب بعد ما فتح الباب :أدخل .

عدم تعليق الشاب على سؤاله ونظراته لهوار أوضح له أنه عازم وجاد ،فحاول التحدث وإذا بالشاب يخرج بندقيه صغيره موجهها نحوه لتهديده بالانصياع لكلامه .

تنهد هوار ورفع يده استسلام : حسنا ،حسنا .كما يبدو أنك مصمم على رأيك ولن يغيره الحديث معك .

فتقدم حيث أبتعد الشاب قليلا ليفسح له المجال .

دخل هوار المكان حيث كان هناك كرسي يتوسط ذلك الفراغ الكبير . أشار له الشاب أن يجلس عليه ففهم وتوجه ناحيته وجلس ويداه مرفوعتان .

تحدث الشاب : كما أخبرتك سابقا لن يتغير شيء ما .

حاول هوار التحدث لكن أستشعر بوجود أحد أخر بحدسه حسب خبرته الكبيرة في المجال ألتزم الصمت .

أرتفع سلاح الشاب ووجه نحو قلب هوار ،كانت ملامح الشاب خاليه من أي عاطفة وعيناه فارغة بصفة خاصه كما لو كان ينظر لهاويه بلا قاع .

أرتجف هوار قليلا وتنفس بصعوبة ،بتحدث الشاب : أسف ،أعدك أن يتحسن الحال ،وداعا.

فأطلق الشاب بيدين مرتجفة فأصابت صدر هوار الأيمن  وتدفق الدم منه .أنتفض جسد هوار وسقط بينما كانت يده المرفوع تمسك بصدره .

برؤيته الضبابية شاهد الشاب يغادر ،وكما لو أن أحدهم ينتظره أمام باب المستودع .

فأغلق هوار عينيه ببطء بينما يتنفس بصعوبة.
__________________

مع بزوع أول إشعاع لشمس عمت الفوضى بقصر عائلة جيان ،تم اقتحامه من مجموعه كبيرة من المسلحين .

ودب الهلع بين العاملين ،من حاول الهرب منهم أصيب والبعض قتل . وفي خضم كل ذلك كان أحدهم مستمتع بالفوضى التي حلت ،تم جر رأس العائلة وأبنائه للأسفل .
ونزل هو بكل فخر بينما كان يتم تقييد الأخرين .

فتحدث لوديو: جيان ؟؟!

كان الشحوب والصدمة وعديم التصديق كان هو التعبير الذي غطى وجوه جميع الحاضرين .

>>>>>>>>> يتبع

تجسيد البؤس (مكتمله )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن