أبوس بعد تراجعه قليلا، تقدم بانفعال :أنت تبكي؟ من سمح لك بذلك أيها الوغد؟(قالها بصراخ )
أنتفض جيان بمكانه بل أقرب للقشعريرة مرت بكامل جسده ،أحكم قبضته وأنزل نظره للأسفل خائب الظن بنفسه غارقا في افكاره(كيف أصبح هكذا ،تمنى لو يعيد الزمن حيث أصيب بجنونه غير المعقول .تنمى تغير كل شيء تخيل مشهد له مع زوجته وابنه يبتسمون بسعادة ،لكن ذلك المشهد تحول للأحمر كما لو لطخات الدم لوثته ).
قلق أبوس من صمته الذي لم يتوقعه ،لكن ما لبث يتفكر إلا بأكتاف جيان تهتز وصوت قهقه ضعيف يخرج من فاه جيان بعدها رفع يده مرجعا شعره للخلف وضاحكا بصوت عالي .
تعجب أبوس من الذي امامه كل ثانيه تتغير حاله ،فتراجع بدون شعور وكأن جسده تصرف تلقاء نفسه لدفاع عنه.
تقدم جيان بعد أن هدئ مسرعا الخطى لأبوس فأمسك رقبته بيد وصافقا بجسده الجدار .كان ذلك غريبا لأبوس الذي يعتبر ثاني أقوى شخص بالإمبراطورية بعد قائد الحرس .
فعلى ما يبدو أن جيان كان نقطة ضعف أبوس التي كانت غير المكتشفة .
فتحدث جيان بتعابير مجنونه أطبقت الصمت على أبوس : هي أبوس ،هل علمت لون دماء والدتك كان مميز (فألقى نظرة سريعة على الأرض ) لقد اشتريت هذه الشقة المهترئة حتى لا يتم تنظيفه .
فمرر اصبعه السبابة على طول شعره من الجهة اليمنى مما سبب ردة فعل لأبوس أدى لانكماشه ،أكمل : يا ترى كيف سيبدو لون دمك ،مختلف؟ أم مشابه له
استعاد أبوس رشده فطرح والده على الأرض وثبته بوضع يده على صدره بشكل أفقي ضاغطا بثقل جسده .
تحدث بتقزز: أووه أيها المسكين جيان ،هل لديك أدنى تصور عن شعوري عندما دخلت للحانة ذلك اليوم؟
فأجاب جيان بابتسامه كبيرة مستثار: بالفرح ،انتظر أم بالشوق؟
ضحك أبوس ساخرا بشكل أقرب للهمسة : لا لا، بل قتلتك للمرة الألف برأسي (اختفت ابتسامه جيان وتغيرت ملامحه ليصبح أقرب للهدوء فرضى أبوس بذلك ) بأبشع الطرق الممكنة التي مرت ببالي.
قتلتك بكل الطرق ،أطعمتك للكلاب ،قطعتك ،بل حتى فكرت في وضعك في آلة لتفرمك حي وأنا أستمتع بصوت صرختك . هذا هو أقل وصف لمقدار كرهي لك .
شعر جيان بغصة في قلبه ،شعر بحزن شديد لكن لم يظهره لأبوس الذي كان يعتليه .فأبعد أبوس بيده اليسرى بسهوله لفارق ثقل جسديهما فنهض تاركا أبوس على الارض الذي كان ينظر له بعيون مشمئزة .
فتحدث بهدوء :... لا بأس ،أستمر وأكن لي مشاعر قويه كهذه . فأنها الصلة التي بيني وبينك .
أشدت نظرة الازدراء في عيني أبوس له بعدها بصق على الأرض ردا على كلام جيان .
فأبتسم جيان بخفه كانت ابتسامه سخريه بعد أن رتب هندامه غادر تاركا أبوس ملقى على الأرض لم يتحرك لأونصة واحدة حتى فقط ينظر للأرض ساخطا.
_________________
نزل هينري من القطار مسرعا لذلك المجمع السكني المهترئ ،فصعد بسرعه حتى أن كتفه صدم شخص كان نازل.
فلمحه بسرعه كانت ملابسه لرجل نبيل يرتدي قبعه تغطي نصف وجه لأنه كان خافضا لرأسه ،تعجب من وجود شخص مثله هنا لكنه لم يهتم فأعتذر على عجاله صاعدا عساه يجد أبوس .
دخل لشقه يتذكر مكانها بوضوح ،وجد بابها مفتوح، عجل في مشيته حتى دخلها.
فوجد أبوس على الأرض غارقا في تفكيره .
فذهب له هاز من أكتافه ،تحدث بقلق : هل أنت بخير ؟ هل تسمعني؟ أجبني أبوس ؟
كما لو عينا أبوس استعادت القليل من بريقها الضعيف كالعادة زام على شفتيه بحسره : لم أستطع ...لم أستطيع يا هينري.
فضم هينري بقوه يبكي بخفه مخفي وجهه بصدره ،أراد هينري سؤاله ماذا يقصد وما الذي حدث .
لكنه تنهد بضعف بارتياح وبيده اليمنى مسح على ظهر أبوس برفق مواسيا له ،عسى أن يخفف عنه .
فضلا على حالهم لفترة حتى هدئاً أبوس ،فخرجا مغادرين ذلك المكان الموحش تاركين ذكرى جديده تكونت في ثناياه .
________________
عاد مساعد الدوق للمكتب ،طرق الباب فسمح له الدوق بالدخول : سيدي لقد عدت لك بتقرير .
الدوق بتعجل :أخبرني بسرعه!
فأجاب المساعد : لقد سبقنا له السيد هينري فغادرا بعد أن دخل لبرهه من الوقت ،كان حال السيد أبوس بخير جسديا لكن لا يبدو بخير ذهنيا .
أما السيد جيان كان غامضا بسبب أرتده للقبعة التي كانت لا تظهر ملامحه إلا بشكل طفيف ،ومع الظلمة لم نستطع تميز شعوره او كيف حاله لكن بدا لنا أنه كان متعجلا للمغادرة .
تحدث الدوق : جيد ،والأن أخرج .
فخرج المساعد ،وأسند الدوق ظهره على الكرسي رافعا بصره للأعلى (ما الذي تفكر فيه جيان ؟ )
بينما جيان كان في عربته منغمسا في أفكاره فأبتسم بخبث .
_______________
شخصيه مجهولة : هي! هل أنت متأكد بأننا في الوجهة الصحيحة؟
فأجاب من يقابله الذي كان مرتديا الأسود من الأعلى للأسفل حتى أنه متلثم لكن بريق شعره الأشقر كان بارزا : بكل ثقة .(بعدها أبتسم بثقة متفاخرا )
فنهضا مغادران العربة .يتبع>>>>
أنت تقرأ
تجسيد البؤس (مكتمله )
Mystery / Thrillerحكايتي لكم عن روح أرهقها البؤس لدرجة تخطيها مرحلة تمني الموت ، روح أُنهكت بجدارة حتى أصبحت قالب فارغ يتربع البؤس فيها بكل بساطة. لطالما وجد طريقه في كل حكاية! أينما نظرت ستجده يقبع بكوامن الأشياء! أم هو القالب الذي تتكون منه مسارات حياة؟ إنه البؤس ي...