السادس

149 19 2
                                    

بعد مرور ٣ سنوات ،أصبح أبوس ب ١٦ من عمره .

حدث الكثير فيها ،وحان أخيرا وقت تخرجه .

لأخذه المركز الأول طوال فترة دراسته ،بالتأكيد سيسمع به الجميع .

غير أن القصر الإمبراطوري أبدى اهتمامه به ،لكن كل ذلك لم يهم أبوس ،لإن حقق أحد وصايا ولادته بأن يكمل دراسته.

باقي الأخيرتين ،حرص على عدم الانتقام ،لكن العيش سعيد ؟

هذا ما أقلق أبوس فهو لم يشعر بالسعادة منذ وفاتها بالفعل.

فضل مستلقي على سريره بإهمال يفكر بمستقبله متجاهل دعوات العمل من جميع الجهات .

_______________
جيان.

الرجل الذي كان الأبن الثاني في خط الوراثة لعائلة نبيله معروفة ،كان حظه بكونه سيد عائلته بعد وفاة والدته ،ضعيف لوجود أخاه الكبير لوديو.

حاول بكل الطرق أن يبرز لوالده ،ويحقق الإنجازات كي يعترف به.

لكن والده كان ينسب تلك الإنجازات للوديو، شعر بالغضب والظلم .

فأصبح ذلك اللعوب المهمل ، الذي لا يهتم لشيء فقط النوم مع الفتيات والعبث بالأرجاء ،وقتل من تحبل منه لوعده لوالده.

أخيرا قد لفت انتباه والده له لكن بصورة سيئة.

بعدها سطع أسمه لاستقلاله وتكوين ثروته الخاص مما أدى لحصوله على لقبه خارج لقب عائلته.

لقد بناء إمبراطورتيه الخاصة .
____________________

بعد أن وضع جيان ورقة التقرير على المنضدة نهض وبيده مشروبه المعتق القوي .

شرب رشفة منه متنهدا للحال التي وصل لها .

*
*
*
{ذكرى من الماضي}
*
*
*
دخل جيان الملهى الليلي كما العادة كي يلتقط فريسة له يشبع رغبته فيها.

لكن بعد الرقص الطويل وشرب المسكرات لم يعثر بعد على من تبرز بين تلك الحشود .

حتى التفت لطاولة الساقي ،حيث تجلس فتاة بشعرها الأسود البراق ،وتلك العينان الخضرتين كالزمرد بملابسها البسيطة لكن بخامات جيده .

ذهب لها و قدم مشروب لها بعد أن طلب من الساقي.
جيان بافتتان : أيتها الفتاة الجميلة! لما أنت بهذا المكان الذي لا يتناسب معك؟ هل لنا أن نحظى بالحديث قليلا؟

كانت الفتاة فعلا لا تتماشى مع ذلك المكان الفاسق ، كان لديها حضور راقي لا تجده بشخص يذهب لهذه الأماكن عادة بل لا تتوقعه أساسا.

التفتت له بعد أن بدت كما لو كانت تفكر ،وهو قطع سلسلة تلك الأفكار.

فرأى ملامحها الجاذبة فوقع لها.

أجابت الفتاة بتفاجئ : أنا! ماذا؟

أعاد جيان سؤاله: سألت لما أنت بهذا المكان الذي لا يتناسب معك؟

صدت الفتاة عنه بينما هي تلعب بكوبها، أجابت : لقد أتيت مع صديقاتي لكنهن تركني هنا وذهبن .

تمعن قليلا بالتفكير كي يحظى بها : إذن ،لما لا نخرج ونمشي قليلا؟ لكن قبل ذلك يجب علينا معرفة أسماء بعضنا ،أنا جيان ،وأنت؟

أومئت له كي يخرجوا فوقفت بينما قالت بابتسامه : أنا أزاليا.

خرجا وتبادلا أطراف الحديث قليلا ،فتعرفا على بعضهما البعض .

ازداد إعجابهما ببعض حتى افترقا لموعد أخرى غدا.
وفعلا مرت الأيام بسرعه كانت أزاليا ابنة لرجل غني وأم من العامة كانت الأبنة الثالثة له ،فكان صعب عليها أن تعيش بذلك العالم .

فقررت الاستقلال بنفسها ،وبناء حياتها الخاصة.

أعجب جيان بإصرارها وقوتها على الصمود بنفسها ،في قرارة نفسه قرر إكمال حياته الخاصة معها وبناء أسرته.

لكن والده لم يعطيه ذلك القرار ،حيث أخباره بإنهاء علاقاته القذرة وأن يعود لرشده ولم يسمح له حتى التعبير عن رأيه .

كره ذلك وخرج غاضباً، ذهب لأحد الحانات القريبة وثمل بها .

عند مغادرته رأى أزاليا تسير بالرصيف المقابل فأبتسم بخبث وسط ثمالته.

عليه الحصول عليها مهما حصل ،فقام باستدراجها كالعنكبوت الذي ينسج حباله ينتظر فريسته لتقع فيه.
كانت أزاليا فتاة رقيقه مرهفة الأحساس ،صدقته وأتبعته .

لينام معها .

في صباح اليوم الثاني استيقظت أزاليا لتستوعب الذي جرى ،فهربت بسرعه لخوفها مما ارتكبت في لحظة ضعف .

لم يتصل بها جيان الأيام التالية ،فمر أسبوع على ذلك.
شعرت فيه أزاليا بكونها حبلى وذهبت للمشفى للتأكد.
وكما لو أن سكب أحدهم الماء البارد عليها ،تأكدت شكوكها .

فترددت لأخباره أم لا بعد تصرفه مدة الأسبوع السابق .

فقررت عدم أخباره بذلك ومع مرور الأيام لم يعاود جيان الاتصال بها ،لكنها لم تعلم أن جيان كان منشغل مع مسائل عائلته خصوصا والده.

بعدها سمعت الكلام عن جيان ونومه مع فتيات السابقات وحديثهن عن أنه لا يرحم أي فتاة تحبل منه حيث تجهض الجنين أو تموت .

خافت على نفسها كثيرا فقررت الهرب والاختفاء.

بعد مرور ٣ أشهر علم والد جيان عن أزاليا وكونها حبلى من أبنه فخشي بعد ولادتها ستأتي تطلب المال أو تجبرهم على الزواج منها على الرغم من أن ذلك لم يخطر حتى على بالها.

فأرسل صديق جيان ،الذي يعمل بالقتل بالخفاء خلفها كي يقتلها ،لكن تصدى زوج نينا له فأصاب أزاليا بجروح خطيره وقتل زوج نينا ،فغادر ببعض الإصابات كذلك .

فأعطى تقريره لوالد جيان الذي كان خلف كل عمليات القتل لأي إمراه تحبل من جيان .

ظن صديق جيان أنه قتل أزاليا لإن عند مغادرته كانت مصابه بشدة وفقدت الكثير من الدماء مستلقيه بلا حركه .

فسمع جيان من خلف الباب ما دار بينهم ،فسقط على الأرض بعد أن سار مبتعدا من الصدمة .

مات محبوبته أدى ذلك لتحول كبير في حياته .

فخرج من عائلته ونبذ أسمهم ،وكون ثروته الخاصة.

أرسل قاتل مأجور لقتل صديقه الذي قتل محبوبته وانتهت تلك القضية بترك جرح وفراغ بموت أزاليا.

*
*
*
{عودة للحاضر}
*
*
*

أكمل الشرب بقلب نادم.

قائل متسائلاً : هل أبوس أبني يا ترى؟

بعد قراءته لتقرير من محقق خاص أستأجره للبحث بشأن هوية أبوس، لم يجد دليلا حقيقي على تساءله هذا بعد لذا لم يكن واثقاً من الإجابة على الرغم من أنه يأمل ذلك.

يتبع>>

تجسيد البؤس (مكتمله )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن