كان هناك رجل كبير بالسن على مكتبه يقرأ بعض الأوراق ،وبجانبه رجل يوقع بعض الأوراق.
دخل أحدهم مقاطع الصمت الذي كان تحريك الأوراق والقلم من يكسره فقط ،فتحدث : ما هذا ؟ ألم تتقاعد أيها العجوز بعد؟
فرفع كبير السن رأسه من الأوراق الذي كان منغمر بها: أهذا أول شيء تقوله لوالدك الذي لم تره ل٩ شهور؟
فأختلس الذي بجانبه النظر للذي دخل بلا احترام وعاد للأوراق أمامه متحدثا: لم تتغير بعد، لا زلت وقحا لا يحترم الأكبر سنا يا جيان.
فغضب جيان وأغلق الباب خلفه بقوه : لم أتحدث معك يا أخي الأكبر ،لا أعذرني فأنا لا أحترم يا ريك.
تنهد ريك بينما تجاهله، فأحدث الأكبر سنا حمحمه وأجاب: حتى بعد مرور هذه السنوات ألم تكبر؟ لولا الاحتفال السنوي الذي قام قبل ٩ شهور لم نكن لنراك حتى. ماذا تريد؟
جلس جيان بكل وقاحه على الكرسي الذي أمام المكتب : أريد ؟ لما لا تخمن ؟
تنهد والده : ألا ترى بأننا مشغولون؟ فلتدع ألعابك لوقت لاحق وأبصق ما تريد فليس لدي وقت .
شد جيان قبضته وأجاب: أريد شراء شركتنا العائلية منك.
أنزل كل من الأب والأبن اوراقهما على المكتب ونظرا لبعضهما، بعدها انفجرا بالضحك.
أمسك جيان أعصابه وأجاب: لا أعتقد أنى قلت نكتة ما. فما الذي يُضحك لهذه الدرجة؟
توقف ريك بعدما تنهد ليستعيد نفسه: أتقول ما الذي يضحك؟ ما قلته بالضبط، لا تفكر أبدا بأن تضع يدك عليها، لأنها ستفلس معك. لا تظن بمجرد نجاح شركتك الصغيرة فستكون قادرا على قياده مؤسستنا الكبيرة
.
صر جيان على أسنانه: تهينني؟
فرد والده بحزم: أنت من تهين نفسك. فلن يحدث ما تتمناه أبدا بامتلاك المؤسسة فأنت لست بمؤهل لذلك.
قام جيان بغضب : أنت لا تتحدث ،كل إنجازاتي أنت من نسبها للأحمق لوديو كي يحصل على هذا المنصب الذي أنا أحق به .
تنهد ريك : ألا زلت تعتقد ذلك كفى أوهام! لا تدعني أكرهك يا أخي الصغير فأنا لا أريد ذلك ، أرجوك أنضج.
غادر جيان مغلق الباب بقوة بعدما أعطاهما نظرة حقد .
فتنهد الوالد : لما يحدث له هذا ؟
فأجاب ريك : من بعد وفاة والدتها وهو على هذه الحال كما لو كان مريض.
عندما قال ريك ذلك، أنتفض ووقف شعر الوالد بقلق واستياء فصمت، وعاد لقراءة الأوراق القديمة كي يراجعها لأن ريك طلب منه ذلك.
___________________
دخل هينري حانة جيفري بالمساء حيث أتفق على القدوم بعد يومين ونفذ ذلك ،لكنه تأخر بسبب القطار الذي تعطل .
ناد على جيفري بضع مرات ،حيث أخرج جيفري رأسه من الممر الضيق بالخلف : هينري ،من هنا تعال.
أتبعه بامتعاض كيف له أن يكون بارد هكذا بعد طول الغياب، عندما وصل لسطح الحانة كان هناك طاوله عليه بعض الطعام والشراب.
فتحدث جيفري: ما رأيك بالاستقبال؟ لن تقول كم أنا جاحد لعدم استقبالك بشكل جيد، أليس كذلك أخي؟
ضحك هينري للطافة أخيه الأصغر : لا ،لن أفكر بذلك .
فتقدم لطاوله حيث جلس وترك الأغراض بجانبها فتناول قطعة من الخبز المبهر المفضل لديه مع كوب شراب ،وتحدث: إذن ،ماذا يحدث لك جيف؟
توقف جيفري الذي كان يلعب بالطعام قليلا وتحدث : أتتذكر الماضي ؟
تنهد هينري : ماذا بالماضي اللعين ؟ لا تفكر بالهرب من السؤال.
أبتسم جيفري بامتعاض: كما كنت لا أستطيع أن أخفي عنك شيء.
فأجاب هينري وهو يمضغ اللحم بأسنانه : أبصق ما عندك .
صمت جيفري قليلا وتحدث :أنا_
قطع حديثه شخص ما دخل من الباب المؤدي لسطح.
فتحدث المقتحم: أووه، هل هو لم شمل عائلي؟
وقف كل من هينري وجيفري بجفله ،فتحدث هينري :من أنت؟ وكيف دخلت؟
أخرج المقتحم خنجر وأخذ يلوح به بالقرب من جرحه بالخد الأيسر : لست بحاجه لمعرفة ذلك ،أتيت لأخذ روح معينه لكن لم أتوقع وجود أثنين! والأن من سيكون الأثمن؟
أبتلع كل من هينري وجيفري ريقه ،فقد فهما ما يقصد .وكل واحد منهما يريد أن يكون درع للأخر .
فتحدث جيفري : لقد أتيت لمحلي لذا لابد وأن أكون المقصود أليس كذلك؟
فصرخ به هينري :ما هذا الهراء الذي تنطق به أيها الأحمق؟
كاد جيفري الرد لكن المقتحم لم يكن صبورا فرمى الخنجر على هينري ،لكن جيفري كان كالدرع له فأصابته بدل عنه.
سقط كل من الأثنين على الأرض بينما غادر المقتحم كما أتى .
تحدث هينري وهو يلمس ظهر جيفري المحمر الذي أرتكز الخنجر عليه مما سبب تدفق الدماء فأرتعد .
تحدث بانتفاضه، والدموع تتساقط من عينيه كالشلال: ج_جي_جيف، لما فعلت ذلك؟ فأنا عجوز أما أنت أمامك الحياة.
تحدث جيف بأنفاس متقطعة: هين_أردت_أخبارك_أنني_
أوقفه هينري بينما يخرج هاتفه بيد مرتعشة: أصمت، سأتصل على الإسعاف، تماسك.
__________________
كان يوما متعب لأبوس فقرر المرور على حانة جيفري ،كان سيذهب من الباب الخلفي لكن الباب الأمامي كان شبه مفتوح.
تنهد أبوس لإهمال جيفري فدخل مناديا عليه، أستغرب من عدم الاستجابة.
فتذكر عادة جيفري بالصعود لسطحه كي يستمتع وغيره بينما يتأمل المدينة.
صعد للأعلى وأقتحم أنفه رائحة لا يحبها أرتعش بينما فتح الباب ليجد كل من هينري وجيفري على الأرض.
بينما جيفري مصاب وهينري بحاله هستيرية بالبكاء والتحدث لجسد صامت، ظل أبوس بمكانه متجمدا من المشهد أمامه لم يعد يسمع أو يستوعب أي شيء.
لكن صوت الإسعاف كان الذي أعاد اتصاله بالواقع، فركض حيث الاثنين بعين مدمعه: جيفرري!!>>>يتبع
أنت تقرأ
تجسيد البؤس (مكتمله )
غموض / إثارةحكايتي لكم عن روح أرهقها البؤس لدرجة تخطيها مرحلة تمني الموت ، روح أُنهكت بجدارة حتى أصبحت قالب فارغ يتربع البؤس فيها بكل بساطة. لطالما وجد طريقه في كل حكاية! أينما نظرت ستجده يقبع بكوامن الأشياء! أم هو القالب الذي تتكون منه مسارات حياة؟ إنه البؤس ي...