وصلت رسالة سريه للإمبراطور عن طريق مساعده الموثوق ،ذكر أن الفارس اللا معبر طلب إيصالها به على وجه السرعة .
تذكر الإمبراطور لمن منح هذا اللقب فأخذ الرسالة بسرعه وقرأها ،تغيرت ملامح وجهه بينما يقرأها .
فقام بقراءة الورقة الصغيرة المرفقة معها وعندما أنتهى نهض من عرشه بغته وقام بإصدار الأمر وتبعه بأوامر أخرى .
بينما نهض قائد الجيش وقائد القوات العامة سمعا للأمر فغادرا معا ،وتوجه مستشار الإمبراطور لتنفيذ أمره الثاني مع رئيس الشؤون الصحية وقائد قوات الأمن على عجل.
سقط الإمبراطور على عرشه بتذبذب غير مصدق لما كتب بالورقة الصغيرة ،فأقترب منه ساعده الأيمن (من له السلطة بعد الإمبراطور ) وتحدث: ما الذي كتب بتلك الورقة جلالتك؟ لتخور قدامك وتجلس بهذه الطريقة!
كان الإمبراطور منحني الظهر وبيديه الورقة الصفراء الصغيرة ،وعندما تحدث صديقه الموثوق وسأله ما جرى قام بتجعيد الورقة وأمسك تاجه الذي على رأسه فأنزله وبقي يحدق به في يده .
فأقترب ساعده الأيمن : موريس منذ اعتليت العرش قبل سنة لم أرك بهذا الحال ،ماذا جرى ؟ هل أصاب الإمبراطور السابق مكروه؟ هل أصاب جلالتها يايا أذى؟ أخبرني!
فتحدث موريس : هل تعلم سيبس أن طوال فترة حكمي منذ السنة الفائتة. ظننت أن كل يوم متعب وصعب التغلب عليه ،قرارتي كانت تحدد المصير .
الحياة أو الموت ،سلب الحرية أو ترقية أو العزل وما إلى ذلك .
فرد ساعده الأيمن(سيبس) : أعلم أنها كانت مسؤولية ثقيلة عليك لدرجة أنك كدت تهرب ببداية الأمر .
وقهقه بخفه ،فأصمته جواب الإمبراطور(موريس) :ولكن أتعلم هناك روح لم يستطع أحد التحكم بمصيرها ،كنت أشعر منه بالغيرة سابقا ،ولكن سرعان ما احترمته .
لم تكن هناك سلاسل تقيده ،كان هو من يحدد إلى أي اتجاه يذهب معه ،كانت هناك حدود لم يستطع أحد تخطيها وهو يقف خلفها ،كان يملك الحرية لفعل ما يريد .
أتعلم أن هذه الورقة الصغيرة التي بيدي على الرغم من ما تحمله من خبر فظيع إلا أن الخط الذي كتبت به جميل جدا . أتعلم ما يعينه هذا ؟
فأجاب ساعده الأيمن(سيبس) : لا أعلم عن مدى فظاعة الخبر الذي لم تطلعني عليه ،ولكن إذا ما كان أفكر به صحيح إذن فيدل على عزم وجدية كاتبه .
تنهد الإمبراطور (موريس) : بل يدل على نبله وحسم أمره ،لا زلت لا أصدق ما كتب .
فقام بمد يده التي تحمل الورقة لساعده الأيمن ،فأخذها منه وقرأ كلتا الرسالتين وعندما أنتهى من الورقة الصغيرة تقابلت أعينهما لفترة حيث عجز لسانهما عن الحديث .
_______________________
كان الدوق يقرأ تلك الرسالة التي بيده عشرات المرات غير مصدق فقام بوضعها طاولة مكتبيه بينما أسند ظهره على مقعده .رفع يده حيث وجه وقام بفركه بتورك حتى استقرت حيث فكه الأملس .ظل على هذه الحال لفترة حتى جلس بشكل صحيح وأخذ الجرس بزاوية مكتبه ورنة مرتين ،فأتى مساعده: كيف لي أن أساعدك سيدي؟
فتحدث الدوق بتعب : جهز كتيبه الفرسان الأولى والثانية للمداهمة ولتبقى الثالثة والرابعة لحماية الملكية .
تغيرت نظرت المساعد :أفهم من كلامك أن ستقودهم سيدي فهل أجهز عتادك ؟
فأجاب الدوق بنظرة حازمه :وأسلحتي ذات المدى القريب والبعيد .
فانحنى المساعد بتواضع : حاضر سيدي.
خرج المساعد بينما نهض الدوق وتوجه حيث اللوحة الجدارية تتوسطا أزاليا فلمس مكان يدها وكأنه يحاول تجديد قوته منها .ظل يحدق بتلك العينان الزمردي الفاتحة عكس زمردتيه الغامقة ،يحدق بانكسار .
طرق الباب مره ودخل بعد أن سمح له :سيدي عتادك جاهز بغرفة الأخرى والقوات اصطفت بالخارج بانتظارك.
توجه الدوق حيث عتاده عندما فتح الباب كان هناك العديد من الخدم لمساعدته على ارتدائه .
كان لديه درعان أسود وأبيض ،كان يرتدي الأبيض عندما يكون أحد قوات الإمبراطورية أما الأسود عندما يكون بصفته الدوق أي حربه الخاصة .
عندما خرج للفرسان المصطفين بالخارج علموا من لون درعه غايته ،فانحنوا جميعهم احتراما لقائدهم .
فتقدم الدوق : أنهضوا أيها البواسل ،فأنتم بل نحن متوجهون كي ننقذ من يواجه كربه الخاص ،أنه نداء حماية وقتال .(عل صوته)فأتبعوني ننصرهم.
فرد جميعهم بصيحة الحرب .
أبتسم متنهدا وقال بصوت عال :أفتحوا البوابة لخروجنا حالا يجب أن نصل اليوم مهما كلفنا ذلك.
فرفع الفرسان سيوفهم ويطرقون دروعهم بها استعداد للغارة .فنزل الدوق عن المنصة بتعابير عازمه جديه متوجها لخيله فتبعه جنوده خارجين وصهيل الحصان يتردد المكان ،بينما كان حاشيته بالقصر يدعون لعودته سالما وأن ينتصر بحربه الخاصة .
التي كانت حدث نادرا سيدخل بتاريخ الدوقية .
______________________
كان أبوس في خضم هذه المعمعة يمشي بهدوء خلف مصيره بعينان الفارغتين التي بها شعله للمرة الأولى .
>>>>>>>يتبع
(بالمناسبة الحديث الذي دار بين الإمبراطور ومساعده الأيمن خلفه معنى عميق ،لو تلاحظون أن مره كتبت أسمه بلا لقب كان عندما كان يعبر عن نفسه كشخص ليس كحاكم والمرات الأخرى بلقبه كان كحاكم ،كذلك كلماته البسيطة كانت تحمل معاني عميقه كثيره. )
(وتم تقديم موريس بالفصل ١٨ لتذكير.(
أنت تقرأ
تجسيد البؤس (مكتمله )
Mystery / Thrillerحكايتي لكم عن روح أرهقها البؤس لدرجة تخطيها مرحلة تمني الموت ، روح أُنهكت بجدارة حتى أصبحت قالب فارغ يتربع البؤس فيها بكل بساطة. لطالما وجد طريقه في كل حكاية! أينما نظرت ستجده يقبع بكوامن الأشياء! أم هو القالب الذي تتكون منه مسارات حياة؟ إنه البؤس ي...