19

86 12 1
                                    

أبوس جالس على الأرض بأرجل متقاطعة ،واضع وجنته اليمنى على يده . تحدث بعدم اكتراث : إذن هذه مرتك الأولى هنا (مازحها) جيسي؟

جيسيكا بتعبير فارغ وضحت على معالمه ارتفاع أحد حاجبيها مندهشة ،أجابت : جيسي؟ هذا صحيح هذه زيارتي الأولى للإمبراطورية لذا أريني الأرجاء بينما أنا هنا بوس!

بدت جيسيكا طفولية لوهله لأبوس كونها ردت باختصار أسمها وكأنها منافسة من نوع ما .لكن لم يعقب على ذلك فأكمل : ما الذي تريدين رؤيته ؟(بتعبير مظلم )على الأغلب المكان هنا كأي مكان أخر .

ردت جيسيكا بينما ألقت نفسها على وسادة سريرها: حتى لو كانت متشابها ،لكن كل مكان له نكهته الخاصة .الناس مختلفة ،وقد قابلتك .

صمت أبوس لفترة فحرك يده من خده ليضعها كستار على شفته.

تحدث بصوت ضعيف يشبه الهمس: وما الجيد بمقابلتي ؟ فقد شخص.... (أخفض جفن عينه لتتضح فقط نصف عدسة عينه)من رأي أن كل الناس متشابهة، الأماكن متشابهة .لا شيء يهم بعد الأن .

جيسيكا بتعبير متألم: تعلمين ؟ اعتقدت أننا متشابهتين .

فمن الوهلة الأولى التي رأيتك بها شعرت بالألفة لسبب ما . لكن لو كنت أنا شخص يغرق بالبحر ويناضل لنجاته ،فأنت بالفعل قد .... .

صمتت ،وأكتنز الصمت المكان لفترة طويلة كلتاهما كانتا غارقتان بأفكارهما .

تحدثت جيسيكا مهيمنه على الصمت : أنتِ، أتريدين معرفة قصتي؟

أجابت أبوس كما لو كانت غائبة عن الوعي : وما الذي سيتغير ؟ معرفتي بالأمر من عدمه لا تغير ما حدث بالفعل ،أليس كذلك؟

رفعت جيسيكا جسدها العلوي . كانت كما لو كانت ستنفعل . لكن ضبطت نفسها ، وأخفضت رأسها .

تحدثت بعدها بنبرة جافه: كم أنتِ قاسيه؟ أردت أن نتعرف على بعضنا البعض (بتردد) ونقترب كذلك. فأنتِ أول شخص أنفتح عليه بالحديث ،أعتقد هذا ما يسمى بالصديق؟

نهض أبوس مع على الأرض بتثاقل وتوجهه لنافذه ينظر حيث القمر الذي كان على وش الاكتمال يسطع بالسماء.

تحدث بعد برهه: فلتفعلِ ما تشائين .وبالنسبة لصديق مقرب فأنا لم أحصل على واحد بدوري .

ابتسمت جيسيكا بضعف : كم هي الحياة قاسيه ،ها؟
حسنا سأخبرك .

كنت الفتاة الصغرى بعائلة محاربين لأجيال لدي أختي كبرى وأخ أكبر . كانت تلك الأيام سعيدة ،لم نستشعر الخطر الذي كان يدق أبواب قريتنا.

كنت في منتصف تعلمي فن السيف ،غافله .مشتتة بمنافسة أخي الأكبر ،بعدها حدث مالم يحمد عقباه .

صمتت لفترة كما لو لم ترد الحديث ،لم يلتف أبوس بينما ظل يحدق بالقمر بلا تعبير ،فتح فاه :ثم؟

كما لو كانت جيسيكا تنتظر أبوس لينطق بذلك الحرف ،فأكملت : موجة وحوش هجمت على القرية ،كانت موجة معتادة .استطعنا هزيمة معظمهم. لكن(صمتت لبرهه).....

عندما كان والدي على وشك قتل أخرهم ،ظهر رجل متخفي بالسواد .رفع أصبع ووجهه نحو الوحش وازدادت قوته بغتة.

والدي الذي فقد الطاقة بالفعل في مواجهة الوحوش السابقة فقد قوته بلحظة حاسمه، فأصيب بجرح بليغ من مخلب ذلك الوحش .

أتى أخي لمساعدته لكن أعترض ذلك الرجل سبيله ،وواجه .

كنت مختبأ خلف كومة أشجار صغيره أراقب المشهد أمامي .

والدي الجريح بطبيعة الحال لم يستطع إكمال القتال ووافته المنية على يد الوحش .

أخي الذي بصعوبة يقاتل ذلك الخيال الأسود الذي لم يتبين بعدها جنسه لي سواء كان مرأة أم رجل.

بعد أن فطن أخي لوفاة والدي، وقدوم الوحش الذي أصبح خصمه بمكان ذلك الخيال الأسود .

لم يتحكم بنفسه ووجه طاقته لقتال الوحش الذي هزمه أخي بطريقة ما .

وعندما كان ذاهبا لتفقد والدي، خرج الخيال الأسود أمام أخي معترضا طريقه.

أقترب منه وكان غريبا بالنسبة لي أن أخي وقفا متجمدا هناك .

صمتت لتأخذ نفس بصعوبة ،أكملت : همس له شيئا ما بأذنه ،لكن لم أستطع رؤية ملامح القاتل وسيد تلك الوحوش .

فإذا بأخي بعدما أبتعد عنه الخيال، يطعن قلبه بنفسه .

سقطت دمعة على خدها الأيمن ،وواصلت: كان مشهدا سيئا ،هطلت الأمطار بشده بعدها .

كان الخيال الأسود واقفا أمام جثت أخي وبعدها التفت حيث كنت .

كنت فتاة صغيرة بالرابعة عشر ،أكتم أنفاسي بصعوبة ،تتساقط الدموع على وجنتين بلا هوادة .

بلا خجل خشيت الموت على يده كذلك .

مسحت الدمعة المتمردة : لكنه ببساطة غادر .

لم تستطع ركبتاي الوقوف لكن أجبرتهما على الوقوف بصعوبة .

ذهبت للمنزل ،علي أجد أمي أو أختي.

لكن عندما فتحت الباب وجدت مخلوق يأكل من جثتهما .شعرت بالغضب ،فأخذت السيف بجانب الباب وتوجهت نحوه وطعنته من الخلف بصمت.

صمتت كما لو أنها تعيش تلك اللحظة مرة أخرى ،وواصلت: بعدها عشت حياتي كصياده تدربت على يد فارس متعاقد، وتجولت بأنحاء العالم بلا هدف .

أبحث عن الخيال الأسود الذي بت أشك بوجوده حتى .

أنهت حديثها وصمتت بعدها ،ألتفت أبوس فوجدها ترتجف بخفه ،فتوجه نحوها وعندما أقترب جلس بجانبها .

نظر لها لفترة ،فوجدها تنظر للأرض كما لو كانت غائبة عن الواقع لفترة .

فمسح على ظهرها بلطف مما سبب ردة فعل كقشعريرة طفيفة .

رفعت نظرها نحو أبوس ،كانت منذهله مترددة .

لم تشعر بذلك منذ فترة طويلة .فأسقطت بعض الدموع المتحجرة بهدب عيناها بمشاعر مختلطه .

وأستمر أبوس بالمسح على ظهر صعوداً ونزولاً برفق بينما كانتا تنظران كلتاهما لبعضهم البعض .

استشعرت أبوس بتلك اللحظة بأنها خففت الثقل من على كاهل جيسيكا .

لكن ماذا عنها؟ هل سيأتي اليوم الذي ستتحرر فيه من الهاوية التي وقعت بها؟ أهي بنفسها أم تحتاج لشخص أخر لإنقاذها؟

لم تطل التفكير حتى استسلمت ،ووقعت بهاويتها أكثر. ثم تيقنت أن الآوان قد فات بالنسبة لها .

>>>>>>>يتبع

تجسيد البؤس (مكتمله )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن