إفتتاحية ٢

391 22 8
                                    

أشتد بكاء طفل حديث الولادة بتلك البناية القديمة ،
انزعج الجيران من صوت بكاء الطفل الصاخب فقرروا زيارة منزلها .

ففجأتهم الفاجعة!

ذلك الجسد المضجر بالدماء ،وتحتها الصغيرة ترتجف. رق قلب السيدة الأربعينية لها فأخذتها لتربيتها كي تؤنس وحدتها بعد فقد زوجها المقتول .
_______________

بعد أن أخذتها الأربعينية قررت بتسميتها أبوس .
كان من الواضح لتلك السيدة أن أبوس فتاة لكنها فكرت ،في ذلك الحي الذي يعيشون به ،لا بل العالم الذي ولدت فيه لا يرحم سيدة كبيرة بالسن وطفلة صغيرة .
__________

لذلك قررت بتربيتها كصبي ،ظن منها بأنها ستكون أفضل حالا لحمايتها من المجرمين والمنتهكين الطغاة. لم تكن بالفقيرة أو الغنية ،لكنها استطاعت تدبر أمور معيشتها مع الطفلة .
_________

اتخذت قرارها بمغادرة المهجع الذي تسكنه ،بل خرجت من ذلك الحي تمام الذي يعرف أبوس بكونها فتاة .
عثرت على مكان يؤويهما بشكل جيد ،وجدت لها عمل بحانة كطاهية يعود عليها بمصاريف جيدة .
___________

مرت تلك السنوات الثلاث على مولد أبوس ،كان من الجلي للأربعينية بأن أبوس فتاة شديدة الذكاء .
تعلمت الكلام والكتابة والقراءة بتلك السن الذي من المفترض تعثر الأطفال به .

كانت أبوس فتاة فضولية .فسألت بكل براءة عن سبب كونها ترتدي ملابس الفتيان بينما هي فتاة ،فأجابتها الأربعينية بسببها ،لحمايتها من العالم ومساؤه بطريقة تفهمها .طلبت منها وعد أن لا تخبر أحد عن كونها فتاة حتى الممات ،فموافقة الصغيرة.
___________

رعتها لأربعينه بكل حب كما لو كانت من صلبها ،علمتها العديد من الأشياء ولم تنسى ما تبرع به الطهي.

بعد مرور سنتين على سؤالها الفضولي بدأت الأربعينية بالمرض ،نعم أنه مرض تسبب به حزنها وألمها على فراق زوجها ،ووفاة أم أبوس الحقيقية .

على الرغم من تقدم الطب إلا أن أمراض القلوب ،بل الأروح أقوى من أي علاج لتلك السيدة الأربعينية.
__________

عندما أتمت أبوس السادسة أصبحت الأربعينية طريحة الفراش تمر بسكرات الموت لم يكن من المؤكد استمرارها بالعيش أكثر من بضعت أشهر .

كانت أبوس تبكي طوال الوقت تخشى فقدان من تحب ،الشخص الوحيد بالعالم الذي يهتم بها حقا ويحبها.

لكن الأربعينية وبختها على ذلك ،فأخبرتها بالنهوض على قدميها وأن تبحث عن عمل لها كي تدير شؤونهم ،كي تجهزها للحياة بخفيه .

فأخبرتها العديد من الأمور في حال فارقت الحياة يجب عليها أن تفعلها ،وعلمتها أن تخفي هويتها كونها فتاة وكيفية إخفائها في حال واجهتها أمور الفتيات.
____________

كانت أبوس ذات السادسة تعمل في نفس الحانة التي تعمل بها والدتها الأربعينية ،لقد أشفق عليها رئيس الطهاة فعملت بتنظيف المطبخ والأواني مقابل عائد جيد.

هكذا عاشت أبوس سنتها السادسة بين رعاية والدتها وبين العمل المضنى .
____________

عند حلول إتمامها السابعة كانت الأربعينية تحتضر ،فطلبت من أبوس أن تمكث معها ذلك اليوم .
أخبرت رئيس الطهاة برغبتها بالبقاء مع أمها ذلك اليوم فأذن لها وعادت بسرعة للمنزل .

فأخذت الأربعينية تقص عليها ما حدث سابقا .
لقد كانت صديقة لوالدتها الحقيقة ،فأخبرتها ما حصل لوالدتها من كونها كانت إمراه رائعة لكنها وقعت بحب لعوب لا يهتم إلا بجسد المرأة.

كذلك أخبرتها بحب والدتها لها أثناء حملها لها ،لكنها أيضا عاشت الخوف والقلق فالاستياء مما جلبت لنفسها .

لقد كانت والدتها في بداية ثلاثنيتها عندما ولدتها ،فأخبرتها بحادثة ولادتها وكيف توفيت .
بعدها أخبرتها بشأن زوجها الذي قتل من طرف صديق ذلك اللعوب الذي كانت والدتها ترتعد منه لو علم بشأن كونها حبلى منه.

وعندما انتهت من سرد كل ذلك وصتها ببعض الوصايا ،ولفظت أنفاسها الأخيرة .

يتبع >>

هذه إفتتاحية الرواية أتمنى أعجبتكم.
الفصول الجاية راح يكون فيها نصوص وحوارات .

ستعيشون الحياة مع أبوس، فهل أنتم مستعدون ؟

تجسيد البؤس (مكتمله )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن