الفصل الخامس عشر (سرد فصحى حوار عامية لبنانية)
يولاندا الغجرية
بقلم بشرى أبو غيدا
Bouchra Abou Ghaidaخطا أول خطواتهما داخل عشهما الزوجي , ومع كل خطوة قلبيهما يعزفان ألحان العشق والغرام , تكاد دقاتهما تسمع وقد تعالت عن معدلها الطبيعي .شعر بإرتجافها وقف أمامها رفع رأسها الذي تكسوه حمرة الخجل لتلتقي ببريق عيناه الذي يلمع بعشقها , وضع يدها ناحية قلبه همس بخفوت وهو يحتضن وجنتها بكف يده .
سليم :سمعي قلبي وحسي بدقاتو، طاير من السعادة والفرح ، من هاي الليلة انا ملكك وإنتِ ملكي، ما بعرف شو هالسحر إللي فيكِ لحتى صرتِ قطعة مني، وصرتِ قدري، حلمت بهيدا اليوم من أول ما عيني شافتك، لهلق ما عم صدق انه الحلم صار حقيقة وأنه سقف واحد جمعنا، وحياتنا إللي جاي رح نتشاركها مع بعض، خايف غمض عيوني ولما فتحن يطلع كل هاللحظات وهم.
نهال : مش وهم هيدي حقيقة واجمل حقيقة بالكون , حبيبي صار رفيق أيامي وليالي .
سليم : يا الله شو بتحيي قلبي كلمة حبيبي من بين شفافك , عيديها وارويني وأروي قلبي العطشان لحروفها .
نهال : حبيبي , وروحي وجوزي وقلبي .
حملها ودار بها بسعادة لآ توصف , أحاطت بعنقه مطلقة ضحكة خافتة ,عقب على كلامها .
سليم : بعشقك يا روح الروح والقلب .
ويغيبا معا في بحور العشق والغرام .
دخل يبحث عنها بعينيه لتتأكد ظنونه بمكانها ،امسك قبضة الباب ليجده غير مقفل، دخل سرح بنظره فيه لم يجدها، هوا قلبه خرج مسرعا نحو الشرفة، ليست هناك، بحث في كل الغرف كالمجنون وهو ينادي عليها.
رفعت : يولاندا يولاندا،.
لا أثر لها.....
إستيقظ والداه وخرجا من غرفهما، إستيقظ كل من في القصر على صوته.
رفعت : يولاندا، يولاندا اا.
كاظم : شو في رفعت؟
رفعت : بابا، ماما شفتوا يولاندا؟
نازلي : لا ما شفتها .
ودخلت غرفتها، نظر كاظم لإبنه.
كاظم : شو إللي صار ، تخانقتوا ؟
رفعت : إيه وقسيت عليها، طلعت على شان إهدا شوي ولما رجعت ما لقيتها .
كاظم : إهدا ، يمكن تكون راحت لعند أهلها ؟
رفعت : رح روح لهونيك.
أسرع يسابق الريح على جواده، وصل والسكون يلف المكان، ترجل عن حصانه متجها إلى عربة بوجدانا.
طرق الباب مرتين وإنتظر بصبر نافذ، فتحت بوجدانا الباب بعينين ناعستين، لتتفاجأ برفعت ،هوى قلبها خوفا وأردفت بفزع.
بوجدانا : رفعت، صاير شي ، يولاندا صابها شي؟
وكأنها قد صبت عليه ماءا باردا، إذا يولاندا ليست هنا، إبتلع لعابه.
بوجدانا : رفعت الله يخليك إحكي ، وقعت قلبي.
رفعت : لا، لا إطمني، هي بخير.
نظرت له بإستغراب أردف بكذب،وقد أصدر ضحكة مصطنعة.
رفعت : شو بعمل ببنتك شافت كابوس وخافت ، وعنّدت بدها تيجي تطمن عليكن، بس قلت بيجي انا احسن .
تنفست بوجدانا الصعداء
بوجدانا : إيه الحمدلله، والله إرتعبت، وخفت يكون صابها شي .
رفعت : الله لا يقدر (بخفوت) ، إن شاء الله تكون بخير.
بوجدانا : رجاع لهالمجنونة وطمنها،نحن بخير.
رفعت : ما تواخذيني ازعجتك بهيك وقت.
بوجدانا : ولا يهمك ، المهم أنكن تكونوا بخير.
رفعت : يلا بخاطرك .
بوجدانا : مع السلامة.
هناك من سمع كل ما دار بينهما لكنه لم تمر عليه كذبة رفعت، وقد توجس خيفة، وقلبه أنبأه أن يولاندا في محنة وتحتاجه، إمتطى جواده ولحق برفعت الذي عاد مسرعا ويكاد يجن خوفا على محبوبته، أين يمكن أن تكون قد ذهبت.
صراخه ملأ أرجاء الحديقة، إجتمع رجاله بأجمعهم وبدأوا البحث عنها.
كاظم : إتصلت بعمك،ما راحت لهونيك (هناك) .
رفعت : وين بدها تكون راحت ، يا الله إحميها، ورجعها بخير.
أنت تقرأ
يولاندا الغجرية
Romanceيولاندا الراقصة الغجرية ذات الصوت الآسر، سحرته بجمالها وبراءتها، وقع أسيرا لعينيها الزمرديتين ،بات يتنفس عشقها واقسم أن تكون له، ملكا لرفعت العامري، غير آبه بما سيواجه من صعوبات لا سيما قوانين الغجر من جهة ومكانة عائلته من جهة الأخرى، والمتيمين بها...