إذا بدك تقرأ الفصل كله فصحى إنزل لتحت 👇
💓الفصل الحادي والعشرون(قبل الأخيرة) 💓
💃يولاندا الغجرية💃
❤️ بقلم بشرى أبو غيدا❤️
Bouchra Abou Ghaidaأسرع نحوها راكعا بجانبها وقد رفع رأسها بيديه مقربا إياه من صدره، محيطا جسدها بذراعيه وقد إنفطر قلبه لرؤية وجهها المليء بالدماء، تمسكت بثيابه تبكي وتبكي وصوت بكاءها يعلو أكثر وأكثر، اخذ يهمس لها بهدوء وحنان عكس الغضب الذي يعتمل بداخله.
رفعت : انا هون حبيبتي، أنا حدك ما تخافي.
لكن يولاندا لم تستطع تحمل ألمها، فأخذت تصرخ وهي تضغط أسفل بطنها .
يولاندا : آآه، آآه.
إرتعب قلبه وأردف بخوف.
رفعت : شو بكِ حبيبتي؟
يولاندا : وجع ما بينحمل رح موت، إبننا يا رفعت.
أمر أحد رجاله قائلا.
رفعت : روح بسرعة وقول لبيي يجيب السيارة لهون ، قله ما يتأخر، يولاندا تعبانة كتير ، بسرعة يلا .
نفذ الرجل الأمر وانطلق على الحصان مسرعا، ولكن أناتها وبكاءها كادا أن يفقداه عقله، صوتها المتألم يدمي قلبه، عليه نقلها إلى المستشفى لكن كيف، لا يوجد وسيلة نقل مناسبة، وضعها لا يسمح بالمزيد من الحركة، ولكن ليس أمامه خيار آخر حملها بين ذراعيه واقترب من حصانه، تقدم منه أحد الرجال أمسك بلجام الجواد جيدا كي يثبته مكانه، همس رفعت بأذنها.
رفعت : حبيبتي تمسكي برقبتي منيح.
أحاطت عنقه وشددت من عناقه، أفلت إحدى يديه وتمسك بالسرج واضعا قدمه في الركاب وامتطى الجواد بصعوبة كبيرة، ثم وجه كلامه لأحد رجاله قائلا.
رفعت : خود هالواطي واحبسه بالمزرعة لإفضالو .أوعى تسلموه للشرطة فهمتوا، ويا ويلكن إذا هرب، ساعتها ما في شي بيخلصكن من تحت إيدي.
إنطلق بجواده محاولا قدر الإمكان أن لا يعرضها للإهتزاز داعيا الله أن يأتي والده بالسيارة بسرعة، قطع نصف المسافة، توقف فجأة حين شاهد السيارة تقترب منه، ترجل عن جواده وأسرع بها نحو السيارة التي توقفت بالقرب منه، فتح له والده الباب من الداخل، دخل رفعت وإياها إلى السيارة، وضعها على رجليه ، وانطلق والده، أخذ يمسح دموعها التي لم تنضب، يقبل أعلى جبينها، نظر لوالده وأردف بقلق .
رفعت : بابا بسرعة .
ألمها المستمر يفقده صوابه، أخذ يهمس لها بكلماته الحنونة المحبة.
رفعت : صرنا رح نوصل حبيبتي، إصبري شوي يا روحي .
أردفت يولاندا بصوت متقطع
يولاندا : الوجع قوي كتير ، إبننا راح يا رفعت، أنا السبب، الله عم يعاقبني لأني ما كان بدي إياه بالأول ، آآه.
رفعت : ما تقولي هيك حبيبتي، رح تكوني أنتِ والولد بخير إن شاء الله.
وصلوا إلى المستشفى، أسرع بها إلى الداخل، حيث أخذها الممرضون إلى غرفة المعالجة، ودخل الطبيب وراءها.
تكاد روحه تسحق، القلق أتلف أعصابه، يمشي في الممر ذهابا وإيابا تارة، ثم يضع قبضته على الحائط مسند جبينه عليها مغمضا عينيه تارة الأخرى، أما كاظم فلا يقل عنه خوفا يجلس على المقعد قدمه تهتز لوحدها من شدة التوتر، أطالوا المكوث في الداخل لقد مرت ساعة ولم يخرج احد إلى الآن لطمأنتهما، مرت نصف ساعة أخرى وروحه تكاد تخرج من جسده، إنتفض متجها نحو الطبيب الذي خرج وسأله بلهفة.
رفعت : طمني يا حكيم كيف حالها هلق .
الطبيب : رح تكون بخير ما تقلق، بس لازم تهتموا بصحتها النفسية والجسدية منيح هالفترة، خاصة بعد ما أجهضت الجنين.
أغمض رفعت عينيه وهبطت دمعة وحيدة من محجرها، وحزن كاظم حزنا شديدا لفقدانه حفيده، لكن الأمل إنتعش داخلهما حين اكمل الطبيب كلامه.
الطبيب : بس قدرنا ننقذ الجنين التاني .
نظر رفعت إليه وأردف بلهفة متسائلا.
رفعت : الجنين التاني .
الطبيب : الهيئة مدام يولاندا كانت حبلة بتؤام بس بخلاصين ، والظاهر إنها تعرضت لجهد كبير سببلها نزيف قوي خلاها تفقد الجنين وقدرنا بفضل الله نوقف النزيف، ولحد هلق وضع الجنين الثاني مستقر.
كاظم : الحمد لله.
رفعت : لو سمحت يا دكتور ما بدي إياها تعرف إنها كانت حبلة بتوأم وروحت واحد منن ، ما بدي إياها تنقهر.
الطبيب : هيك أفضل لأنو إذا عرفت ممكن يصير عندها إنهيار عصبي بيؤثر بالسلب على الجنين التاني، الأفضل تبقى نايمة على ظهرها اول كم شهر وما تقوم غير للضرورة، لحتى يثبت الجنين ويتكون، وانا رح تابعها .
رفعت : شكرا إلك دكتور ، فينا نشوفها هلق .
الطبيب : رح ينقلوها لغرفتها بعد شوي وبعدها فيكن تشوفوها، ورح تبقى هون كم يوم تحت المراقبة.
رفعت : إيه بيكون أحسن، بشكرك مرة تانية.
الطبيب : لا شكر على واجب، الحمدلله على سلامتها.
إنصرف الطبيب، نظر رفعت لوالده ورسم شبه بسمة حزينة على وجهه ممزوجة بغصة قهر على جنينه الذي فقد ، عانقه والده وأردف.
كاظم : ما تزعل يا بيي ، هاي إرادة الله، والحمد لله الله كرمك وحفظلك الولد التاني .
رفعت :كل إللي بيهمني صحة يولاندا وإن كنت رح إزعل إن لا سمح الله روحت الولدين لأني بعرفها رح تزعل كتير وتنقهر منشانن ،بيكفيها إللي عاشته ، ما فيني إتحمل شوفها مقهورة وزعلانة ،على شان هيك ما بدي حدا يعرف إنها روحت ولد وخصوصي إمي.
في تلك الأثناء أتت بوجدانا مع بيسينك وبولدو والخوف مرتسم على وجوههم، اسرعوا بخطواتهم نحو رفعت واردفت بوجدانا ببكاء.
بوجدانا : كيفها يولاندا يا رفعت، طمني عنها الله يخليك ؟
أمسك رفعت بيديها مربتا عليهما قائلا.
رفعت : إهدي،يولاندا منيحة الحمد لله ، طمننا الحكيم من شوي.
بولدو : الحمد لله.
بيسينك : ويني، بدنا نشوفها.
رفعت : بس ينقلوها لغرفتها منقدر نشوفها .
أنت تقرأ
يولاندا الغجرية
عاطفيةيولاندا الراقصة الغجرية ذات الصوت الآسر، سحرته بجمالها وبراءتها، وقع أسيرا لعينيها الزمرديتين ،بات يتنفس عشقها واقسم أن تكون له، ملكا لرفعت العامري، غير آبه بما سيواجه من صعوبات لا سيما قوانين الغجر من جهة ومكانة عائلته من جهة الأخرى، والمتيمين بها...