الفصل السابع عشر

137 8 3
                                    


❤️الفصل السابع عشر❤️
💃يولاندا الغجرية💃
❤️بقلم بشرى أبو غيدا❤️
Bouchra Abou Ghaida

كلام إبتسام أوجع قلبها , وتسألت لم لم يخبرها رفعت عن صافي؟ أهو خوفا على مشاعرها أم أن هناك شيء بينهما؟ أحست بنغزة قاتلة عند هذا الهاجس , حركت رأسها نافضة تلك الفكرة من رأسها , وهمست لنفسها .
يولاندا :ما رح خلي الوسواس يسيطر عليي،  رفعت بيحبني، وانا متأكدة إنو ما في شي بينن ،ما رح خلي الحية  نازلي تخرب حياتي ، رفعت ما بيفكر بصافي أو أيّ مرة تانية ، لو كان بدو يتجوزها كان عملها من زمان .

رسمت على وجهها إبتسامة يولاندا الغجرية بقلم بشرى أبو غيدا وقد إرتاح قلبها بما أقنعت نفسها به، وتابعت سيرها بسعادة حيث ينتظرها حبيبها , , لكن تلك الإبتسامة بدأت تخبو رويدا رويدا وهي تستمع لصوت صافي الباكي الراجي , إقتربت على مهل وقد تلاشت إبتسامتها كليا واغرورقت عيناها بالدموع , لا تصدق ما تسمعه أذناها .

تقف صافي مقابل رفعت ممسكة بيده برجاء وعيناها تذرف الدموع .
صافي : رفعت، لازم نحكي، إسمعني بترجاك .

رفعت : صافي لو سمحتِ، يولاندا يمكن تيجي بأي لحظة .

صافي : رفعت بعرف إنو إللي عم بطلبه منك يمكن   يسببلك مشكلة كبيرة، بس إنت وعدتني، لازم تنفذ وعدك إلي , صدقني  أنا محتاجيتك ، عمول معروف ما تتركني ،ما رح سامحك إذا درتلي ضهرك هلق وتخليت عني .

رفعت : صافي أنا ما بقدر كمّل  ب.

قاطعته صافي قائلة ببكاء.
صافي : رفعت أنا.

أزال يدها وقاطعها قائلا .

رفعت :إذا بتريدي  صافي، روحي ، يولاندا صارت رح توصل ما بدي إياها تشوفك معي .
أمسكت يده وببكاء اردفت.
صافي :بفهم انك خايف على مشاعرها، بس القصة ما  بتتحمل التأجيل، أنا بحاجتك، بليز رفعت اسمعني، رفعت انا حبلة حبلة .
إمتقع وجه رفعت وعاد بخطواته للخلف على أثر إرتماء صافي في أحضانه محيطة عنقه تبكي بحرقة، جمود أصابه لم يعي ما تفوهت به، تردد كثيرا قبل أن يحيطها بذراعية مهدئا إياها،وسكين حاد غرس في صدر تلك الواقفة بدموع كالشلالات، وضعت يدها على قلبها تضغط بقوة علّ الألم يهدأ .
رفعت : إهدي صافي إهدي.
صافي :كيف بدك إياني إهدا؟ كيف بدي واجه عيلتي والمجتمع؟ بليز رفعت أنا محتاجيتك ، ما تترك إيدي، ما تتخلى عني بليز ، إنت الوحيد إللي بتقدر  تحل القصة  ، بإيدك إنت الحل بترجاك .
تنهد رفعت وأغمض عينيه للحظات، ابعدها بلطف عنه، وضع يده على وجنتها.
رفعت : ما تخافي بوعدك ما حإتخلى عنك.

يا الله ما أصعب هذه اللحظات كم قاسية تلك الكلمات على قلبها الصغير ، هزت رأسها إستنكارا، وضعت يديها على أذنيها تريد منع الكلمات من التسرب إليها،أخرى إحتلت أحضانه ليس للرقص فقط، أخرى نهلت من حنان زوجها، أليست لمساته لها وحدها، أليست كلمات الحب والغزل ملكها وحدها، رقته نالتها أخرى أيضا بعد أن إعتقدت إنها حكرا لها وحدها، وحدها هي،وقد أقسم أن لا أحد سيشاركها بحبه وعشقه أين هذا القسم وأخرى تحمل في أحشاءها طفل منه، طفل لم يبصر النور بعد، أوجد بديلا لها بهذه السرعة، لم تحتمل تزاحم تلك الأفكار داخل عقلها الصغير ، لم تستطع أن تبقى للحظات أخرى في هذا المكان , أرادت الهرب والركض بعيدا , ولكن قدماها لم تسعفاها سوى بخطوات ثقيلة وكأنها تجرها جرّا، وكلمات صافي تتردد في أذنيها .إنها حامل حامل، ولن يتركها، ولن يتخلى عنها،ماذا عني انا؟ هل إنتهى دوري؟ تخيلات وتخيلات تراها أمامها كواقع، رأتهما معا يمسكان إيدي بعضهما هي بفستانها الأبيض وهو ببدلته وسط حفل زفافهما، حركت رأسها تريد إخراج هذا المشهد مؤلم من عقلها لتظهر صورة أخرى لهما جعلت قلبها يتمزق أشلاء، تخيلتهما معا واقفا بجانب صافي يضع يده على بروز بطنها، يمرر يده بحنان عليها والبسمة تنير وجهه، عند هذا المشهد ركضت بأقصى سرعة لديها تريد الهروب من الأفكار التي تتزاحم في عقلها وقلبها ايعقل أن حبيب روحها إقترب من إمرأة أخرى غيرها، أين الحب والعشق والهيام، أين الوعود التي لطالما إنهالت على مسامعها، أيعقل أن كل ما كان يقوله كذب، أيمكنه التمثيل بهذه البراعة، باتت تسأل نفسها من هي بالنسبة إليه، أهي لعبة تسلّى بها أهي رخيصة لهذه الدرجة؟ ألانه غني وصاحب جاه ومقام رفيع يسحق من هم أقل منه مكانة؟ يدوس على قلبها ومشاعرها بهذه الطريقة.

يولاندا الغجريةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن