إللي عايز السرد والحوار فصحى ينزل تحت 👇
الفصل الثاني والعشرون (الأخيرة) 💓
💃يولاندا الغجرية💃
💓بقلم بشرى أبو غيدا💓
Bouchra Abou Ghaidaوأسرع كاظم أيضا نحوها،وجدها فاقدة للوعي، صرخ برفعت الذي أصابته صدمة، ألغت عقله تماما.
كاظم : يلا رفعت إحملها لناخذها على المستشفى بسرعة يلا .
حملها رفعت وأسرع بها إلى المستشفى، مرت الساعات وهما ينتظران خارجا، والقلق يتآكلهما وخاصة عندما طلب الطبيب منهما التوقيع على موافقة دخولها العمليات ، هرولا نحو الطبيب ما إن خرج.
رفعت : طمني يا دكتور كيف وضعها؟
كاظم : شو بها نازلي؟
الطبيب : تعرضت لجلطة دماغية قوية، إنفجرت الأوعية الصغيرة بالدماغ وهالشي تسبب بنزيف قوي ، ما قدرنا نوقفه بالأدوية فكان لازم نتدخل جراحيا لنوقف النزيف وإلا كانت توفت، رح تبقى بالعناية المركزة لحتى يستقر وضعها.
رفعت : رح تكون بخير ما هيك ؟
تنهد الطبيب وأردف.
الطبيب : للأسف الجلطة سببتلها شلل تام بالجهة الشمال من جسمها ، والجنب اليمين رح تكون الحركة فيه بطيئة للأسف لأنو قوة الجلطة إللي صابت الجهة الشمال والنزيف، عملت ضرر بسيط بالجهة اليمين كمان .
إتكأ رفعت على الحائط ودمعت عيناه حزنا على ما أصاب والدته، زفر كاظم بحزن وأردف شاكرا الطبيب.
كاظم : شكرا إلك.
الطبيب : سلامتها .
إنصرف الطبيب، نظر كاظم لرفعت وقد آلمه حزنه، ناداه.
كاظم : رفعت.
نظر إليه رفعت بعينين تلمع بالدموع، فتح كاظم ذراعيه عانقه رفعت ،آخذا شهيقا عميقا عله يريح قلبه، ربت كاظم على ظهره قائلا.
كاظم : ما تخاف إن شاء الله بتتحسن .
رفعت : إن شاء الله.
جلسا في صالة الإنتظار، ينتظرون السماح لهم برؤيتها، نظر رفعت لأبيه وأردف
رفعت : من أيمتى متجوز من المدام تسنيم؟
حمحم كاظم مردفا.
كاظم : منذ تلاتعشر (ثلاثة عشر) سنة.
صمت رفعت، أخذ كاظم نفسا عميقا وأردف.
كاظم : هي إخت رفيقي ، إيجا بيوم وطلب مني إذا في مجال وظف تسنيم عندي، خبرني إنو جوزها توفى بحادث بشغلو،ورفيقي كان متكفل فيها وبإبنها من وقتها، بس شغله ما عاد يكفي عيلتين، وكمان كان بدو إياها تطلع من الحالة إللي حطت حالها فيها من وقت ما توفى جوزها ، وافقت على طلبه بدون ما إتردد وخاصة وإنو تسنيم إنسانة مثقفة، وكمان عندها خبرة بالحسابات ، وانا كنت محتاج لشخص أمين أوثق فيه لهيدا الشغل وطبعا ما رح لاقي أحسن من أخت رفيقي إللي بعتبره خي إلي ، وطبعا بحكم شغلها كنا نجتمع سوا بغرفة المكتب كل إسبوع لنراجع الحسابات، إمك لما عرفت إني وظفتها خوتت ونجنت وكان بدها إياني إكحتها من الشغل بس ما قبلت، قدرت تسنيم تثبتلي إنها أهل للوظيفة، أمانتها خلتني إتمسك فيها، وبعدين ما تنسى عم تربى يتيم عمره تنعشر ( الثانية عشر) سنة ، وقتها كترت زيارات نازلي للمكتب تقريبا كل يوم ، وكانت تسمعها كلام جارح وتقلل منها ، و تسنيم ما كانت تحكي كانت تكبت وجعها بقلبها لأنها محتاجة للشغل ، وبيوم كنت أنا وتسنيم عم نراجع الحسابات، فاتت نازلي على المكتب وشافتنا قاعدين حد بعض، وطبعا فيك تتخيل الأفكار السودا وظنها السيء، عملت مشكلة كبيرة وسببت بفضيحة ضلت تحكي الناس عنها شهور ، شهرت فيها وبهدلتها كتير وما كانت تسمع مني ، حتى ما خلتني فسرلها، أكيد ما تحملت تصرفاتها وحكيها فبهدلتها قدام الموظفين، عصبت منها لدرجة كان جاي على بالي إضربها كف يومها، وطبعا نازلي حبت تنتقم لأني بهدلتها وما لاقت قدامها غير هالمسكينة،دورت ورا تسنيم وعرفت كل شي عنها ، وراحت لبيت بيها وعملت فضيحة تانية هونيك قدام الجيران، بيها لتسنيم طار عقله من إللي سمعو من نازلي وللأسف صدقها، ضربها لتسنيم كسرها تكسير ، إتصل فيي رفيقي وخبرني باللي عملتو إمك، رحت بسرعة لعندن ، كان بيها رح يقتلها عقله قفل ،قدر رفيقي يوقف بوج بيو ومنعو يقتلها، وروحتي لهونيك خلا الإشاعات تزيد، يومها بيها قلعني من عندن، وحبسها بغرفتها وحلف يجوزها لأول رجال بيتقدملها، وهيدي كانت فرصة كبيرة لكل إللي طمعانين فيها، تقدملها رجال كبير بالسن، مجوز وولاده بعمر تسنيم وخيرها بيها يا إما بتوافق أو بيقتلها، كنت عم تابع أخبارها من رفيقي اللي وقف مكتف قدام قسوة بيو ، وقتها قررت، ما رح إسمح إنو تسنيم تنظلم بسببي وبسبب نازلي، حكيت مع رفيقي وطلبت إيدها، بالأول ما قبل خاف هالزواج يثبت الحكي إللي طلع ، بس إقتنع بعد ما وعدته حافظ عليها وما إتخلى عنها وعن إبنها أبدا طول ما أنا عايش، وخصوصي إنو عارف إنو قرار بيو يعني الموت بالنسبة لتسنيم وعرفت منو إنو العريس إشترط إنو إبنها يضل عن جده ، بألف حلاش لحتى إقتنع بيها لتسنيم، ونكتب الكتاب بوجود الجيران وقرايبها بس ، بس ما أعلنت زواجي ببلدتنا هون وعملت جهدي ما يتسرب الخبر واللي ساعدني إنو بلدتها بعيدة عن هون ، كان زواج على ورق، كنت زورها كل يوم، ما بنكر إني تعلقت فيها، وصرت عد الساعات لحتى روح لعندها واقعد معها، ما بتعرف قديش هالساعات كانوا مهمين بحياتي فيك تقول أسعد الأوقات اللي قضيتها بحياتي، حبيتها وعشقتها بس ما بينتلها ، خفت يكون حبي من طرف واحد ، خفت تفكر إني بدي إستغلها، بس بالحقيقة هي كمان عشقتني ، كنت شوف حبها بنظراتها ، وفكر حالي عم بتوهم قد ما بحبها ، وبيوم من سنتين تقريبا، رحت لعندها كانت لحالها ويومها ما قدرت أبعد أكثر وكانت بداية حياتنا سوا ، إعترفتلها باللي بحسو ، وجوابها برّد قلب كان عم يحترق ليسمع كلمة منها، قالتها ونعنشت قلبي المغروم فيها ، كنت بدي إعلن زواجنا وقتها بس هي ما قبلت خافت حياتك إنت تتأثر ، وقالتلي كل إللي بتتمناه هو حبي ودفا مشاعري ووجودي حدها والباقي ما بيهمها. بالنهاية إللي عملته إمك دمر أي طريق للصلح بيننا، وكمان ما بقدر ضل أظلم إللي حبتني من قلبها وبدّي عليها إللي عايشة معي من شان واجهتها الإجتماعية وما شفت منها نظرة حب وحدة أو إهتمام طول حياتي.
طال الصمت بينهما إلى أن نظر كاظم لرفعت نظرة رجاء وأردف .
كاظم: ما بدك تقول شي؟
رفعت : شو فيني قول ؟
كاظم : بعرف إنك زعلان منشان إمك ، بس إنت جربت العشق، وحسيت بالسعادة بحضن الحبيب، وبعتقد من حقي بعد كل هالسنين عيش أيامي الباقية مرتاح البال ومبسوط .
إبتسم رفعت لكاظم وأردف.
رفعت : صدقني يا بابا انا مبسوط كرمالك ، وما تضايقت لأنك تجوزت ، وإذا كنت مقهور عليها فعلى شان الوضع إللي وصلت حالها ووصلتنا لإلو ، وبطلب من الله يشفيها لأني ما بقدر شوفها ضعيفة.
كاظم : صدقني يا إبني انا ما بكرهها، بس كرهت حياتي معها، الله يشفيها .
مر شهران على ذلك اليوم، نازلي ترقد في فراشها لا تستطيع الكلام ولا التحرك، فقط تستطيع تحريك يدها اليسرى، وضعوا ممرضة مرافقة لها على الدوام لتلبية إحتياجاتها وإعطائها العلاج.
كاظم يعيش أسعد أيام حياته، للحق نستطيع القول أنه الآن عرف معنى السعادة والحب.
في جناح رفعت ويولاندا عند منتصف الليل، أخذت يولاندا تتأفف وتتقلب على جنبيها بقلق، تنظر لرفعت آملة أن يستيقظ وحده، فهي لم تعد تجرأ على إيقاظه، لكنها لا تعلم بأنه يشعر بها ويحاول وأد إبتسامته، أردف وهو مغمض العينين قائلا.
رفعت : إيه يولاندا ،يلا قولي شو جاي على بالو إبننا الليلة.
شهقت يولاندا وأردفت.
يولاندا : إإنت فايق حبيبي؟
رفعت : كيف بدي نام وإنتِ عم تتقلبي يمين وشمال وكأنو في مسامير تحتك.
يولاندا : بعتذر حبيبي، رح حاول نام.
رفعت : يولاندا بقّي هالبحصة وريحيني بلكي بقدر نام ولو ساعتين أنا بعرفك ما رح تقدري تنامي لحتى تاكلي إللي جاي على بالك .
يولاندا : حبيبي أنا ما دخلني، هيدا إبنك هو بدو .
فتح عينا واحدة وأبقى الثانية مغلقة فهو يقاوم النوم بجهد،وأردف.
رفعت : مصدقك يا قلبي ،شو بدو حبيب بابا؟
يولاندا : بدي ،بدي
رفعت : يولاندا إحكي .
يولاندا : بصراحة مشتهيي شغلتين، اول شي البطيخ.
إنتفض رفعت وجحظت عيناه قائلا.
رفعت : من وين بدي جبلك بطيخ بالشتا يولاندا.
يولاندا : أف شو بعمل عم شم ريحته وكأنه قدامي .
أرادت أن تحك وجهها أمسك رفعت يدها بسرعة موقفا إياها.
رفعت : اوعى تحكي بوجك، بدك الولد يطلع بوجو بطيخة.
لمعت عينا يولاندا ورفعت حاجبها، وإبتسامة ماكرة زينت شفتيها، توجس رفعت خيفة من طلبها، أخذت تلعب بأزرار منامته بدلال وهي تقول.
يولاندا : رفعت حبيبي، مش أنا حبيبتك وحشيشة قلبك.
رفعت : أنا عارف نهايتي على إيدك.
عبست وادعت الغضب، أدارت ظهرها له، كتفت يديها أمام صدرها واردفت.
أنت تقرأ
يولاندا الغجرية
Roman d'amourيولاندا الراقصة الغجرية ذات الصوت الآسر، سحرته بجمالها وبراءتها، وقع أسيرا لعينيها الزمرديتين ،بات يتنفس عشقها واقسم أن تكون له، ملكا لرفعت العامري، غير آبه بما سيواجه من صعوبات لا سيما قوانين الغجر من جهة ومكانة عائلته من جهة الأخرى، والمتيمين بها...