الفصل التاسع عشر

146 6 0
                                    

❤️الفصل التاسع عشر❤️
💃يولاندا الغجرية💃
❤️بقلم بشرى أبو غيدا❤️
Bouchra Abou Ghaida

لم يكمل كلمته وقد شل لسانه عن النطق وقد سمع كلماتها التي طعنت قلبه.
يولاندا : ما بدي إياه، ما بدي هالولد.
أبعدها لينظر لوجهها ومازال تحت صدمته.
رفعت : شو ؟ يولاندا شو إللي عم إسمعه؟
أحنت رأسها وبدأ جسدها بالإرتجاف وهو تعيد بخفوت.
يولاندا : ما بدي خلف هيدا الولد، ما بدي إياه.

بدأ تنفسه يتعالى شيئا فشيئا من شدة الغضب، أدار ظهره لها، أغمض عينيه ضاغطا بإصبعيه أعلى منخاره محاولا تهدئة نفسه ثم أزالهما، فتح عينيه رفع رأسه ناظرا إلى السماء، أخذ نفسا عميقا وأردف بصوت حاد.
رفعت :بتعرفي مش معناة حكياتك يولاندا؟ بتعرفي شو عملتِ فيني ؟
أجابت بصوت مهتز قائلة :
يولاندا : ما بقدر، الله يخليك إفهمني.
إلتفت إليها بغضب يكاد يحرق الأخضر واليابس، لكن الكلمات تجمدت على شفاهه حين رأى إرتجاف جسدها وصدرها الذي يرتفع وينخفض بسرعة رهيبة إقترب منها مرتعبا.
رفعت : حبيبتي إهدي ،لشو كل هالخوف؟ بعرف إنك بعدك صغيرة وخايفة من المسؤولية، ويعرف إنو حياتنا من وقت تجوزنا لليوم وهي مليانة مشاكل ومش مستقرة، بس كل شي رح يتحسن، أنا بحبك وبعشقك وهيدا البيبي هو ثمرة حبنا وهو هدية من الله، ما في لزوم لكل هالخوف، أنا رح كون جنبك .

كلامه لم يهدأ من روعها وأخذت تتكلم بكلام غير مفهوم أو منطقي بالنسبة إليه.
يولاندا : لاء، لاء هيدا الولد رح يفرقنا، ما بدي إياه، ما بقدر أبعد عنك.
قاطعها رفعت قائلا :
رفعت : شو إللي عم تقوليه حبيبتي؟ كيف إبننا رح يكون السبب بفراقنا؟
أطلق ضحكة خافتة وأردف.
رفعت :معقول تكوني بلشتِ تغاري منه من هلق ؟ لا حبيبتي ما حدا بياخد محلك بقلبي إنتِ إلك الحصة الكبيرة، وإذا كنت رح حب إبننا أضعاف حبي للولاد فهيدا لأنك إمه، كل شي بتمناه لتكمل سعادتي قطعة صغيرة منك بتشبهك حبيبتي.
إزداد بكاؤها وأردفت بشهقات وأنفاس متقطعة، جعلت قلبه يهوي رعبا عليها.
يولاندا : أنت ما عم تفهم عليي ، رح إبعد عنك بسببه، ورح تندم بعدين لأنك جبرتني خليه، ورح تفيق بيوم وما رح تلاقيني، ما بقدر عيش إللي عاشته ما بدي كون مثلها، رح ..

عندها ترنحت إلتقطها بخوف لتسقط بين يديه، حملها مسرعا، وضعها على السرير، مسح عبراتها التي كست وجهها وما أذهله أنها تبدو فاقدة للوعي رغم أنها مستيقظة فجسدها يهتز بقوة،ويداها تتشبث به بقوة إستلقى بجانبها ولاحت بذاكرته حالتها السابقة يوم ذهبت إلى عائلتها دون إذنه، نفس حالة الخوف والرعب، أخذ يطمئنها بهمساته آخذا إياها بين ذراعيه إلى أن غفت، قبّل جبينها وارتدى ثيابه على عجل وهو ينظر إليها بين الفينة والأخرى وخرج مسرعا من الجناح هابطا الدرج حتى وصل إلى باب القصر ونادى سهيل الذي أتى مسرعا.
سهيل : أمرك يا بيك .
رفعت : سهيل جهّزلي حصاني بسرعة.
سهيل : متل ما بتؤمر يا بيك .
إنطلق سهيل ليلبي طلب رفعت الذي أخذ ينادي على إبتسام التي أتت مسرعة بسبب صوته العالي ونداءه المتكرر، كما خرج والده من مكتبه وتقدم نحوه بفضول
إبتسام : نعم يا بيك .
رفعت : طلعي على الجناح وخليكِ حد يولاندا، هي هلق نايمة ،بس إذا فاقت راقبيها منيح ،أوعى تطلعي من عندها أو تبعدي عيونك عنها شو ما صار، حتى لو إيجت إمي وطلبت منك تروحي، أوعى تتحركي من حدها.
إبتسام : أمرك يا بيك .
رفعت : يلا إطلعي بسرعة.
هرولت إلى الطابق العلوي، إقترب كاظم منه مع وصول سهيل بالحصان وقبل أن يخرج رفعت من الباب سأله كاظم :
كاظم : صاير شي إبني؟
إلتفت رفعت إلى والده وأردف.
رفعت : أبي عمول معروف ما تطلع من القصر قبل ما إرجع، وراقب يولاندا.
كاظم : لشو كل هالخوف على يولاندا؟
رفعت : ما بعرف شو بدي جاوبك، كل إللي بقدر قولو إنو يولاندا ما بدها البيبي .
جحظت عينا كاظم وأكمل رفعت.
رفعت : خايف تعمل بحالها شي لتتخلص منه.
كاظم : شو يلي عم تقوله؟ ليه يولاندا بدها تعمل هيك شي؟ معقول ما بدها إبنها لهالدرجة؟
رفعت : ما بعرف شو السبب ما قدرت إفهم منها منيح، من وقت ما عرفت وتحولت كليا وصارت تبكي كتير وفقدت أعصابها، وصارت تحكي حكي مش طبيعي عن الفراق ومدري شو .انا رايح هلق يولاندا وإبني بأمانتك.
كاظم : طب لوين رايح ؟
رفعت : رح روح لعند عشيرة يولاندا، لازم إحكي مع حماتي ، لازم أعرف سبب حالة يولاندا هاي ،بتتذكر لما جبتها من عند أهلها من مدة كيف كانت حالتها؟
كاظم : إيه بتذكر.
رفعت : هيك كانت اليوم، وبوجدانا بتعرف منيح السبب، رح روح إحكي معها .
كاظم : ماشي ، روح وما تقلق عليها،رح أطلع على غرفتي لكون قريب منها .
رفعت : منيح .
إمتطى رفعت صهوة جواده وانطلق مسرعا، وصعد كاظم إلى غرفته.

يولاندا الغجريةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن