٢٩: تمزق وانفجار.

43 4 115
                                    

بسم الله

《-عظيم هو الشعور.

-ليس حقًّا.

-أليس هو من يفقدنا البصر؟

-أنا أراك بالرغم من أنني حزين.

-أنت تراني بشكل ثقيل، لا تفهم سبب قولي لك اصبر سيتحقق ما تريده قريبًا، أنت ستسخر من قولي ولن ترى أنني أريد أن أراك سعيدًا، بذلك أنت أعمى》.

-٨١-

أعدت الإفطار ثم ذهبت لإيقاظ زوجها. وبالرغم من أن ذلك هو هدفها إلا أنها سارت بحذر إليه. وقفت أمام السرير للحظات تتمهل في تنفيد مخططها، تؤكد لذاتها أنها ستندم إن أيقظته لما يبدو عليه من الإرهاق. جفناه محمران وشفتاه قد زارهما القحط. أن تراه نائمًا على ظهره يتنفس براحة بين الفوضى المرسومة على وجهه تشعرها بالطمأنينة وبالضيق.

تعض شِفتها السفلى، ثم تخرج بخطا حذرة مقررة إيقاظ ابنه هيونغوون كبديل. أغلقت باب الغرفة ببطء، ثم توجهت تحت زقزقة العصافير إلى غرفة الصغير، وأحست أنها ترمي بنفسها أمام المِدفع. مع ذلك سارت بأكتاف مرفوعة إلى الباب، تحمحمت قبل أن تطرقه. طالت طرقاتها المتفرقة ولم يستيقظ. تنهدت تفكر في أنه يتمنى رحيلها اليوم قبل الغد.

فتح هيونغوون الباب بغتة وشهقت هي مستديرة عنه، أخذت تربت على قلبها الذي كاد أن يصل إلى حلقها، وحين حصلت على سلامها أخيرا إذا بموهيون يفتح باب الغرفة بقوة؛ فتشهق وينبض قلبها في حلقها. تعتقد أنهما تآمرا ضدها في ذلك.

كان هيونغوون قد اقترب من الحمام حين قال والده بصوته المرهق والخشن:
-اسمح لوالدك العجوز في أن يسبقك.

-أبي.
لا يكمل تذمره إثر نعاسه، ووالده كاد أن يستسلم لأجل صغيره. فاللمسات الصغيرة تجعلك تتأثر، لكن إن كان جلدك متقرحًا لن تشعر، كما كاد السعال المصحوب بالدماء أن يهرب من موهيون فقال في ضعف:
-هيا، رجاءً.

بدا أنه رققَ صوته في قوله ذاك، مما جعل هيونغوون يستدير ليحدق في وجه والده المحمر، يعترف في نفسه أنه يبذل جهدًا كبيرًا ليدخل الحمام قبله، فتنهد يجرُّ ساقيه ليعود إلى غرفته، يسمع والده يشكره لكنه لا يردُّ عليه.

سارت يونهي إلى غرفتهما لترتبها، بينما لا تزال تستر فاهها وهي تتحسر على أنها لم تقم بتسجيل صوته. تتساءل كيف لصوت لطيف أن يخرج من شخصٍ بضخامته، وتبتسم سخريةً من فكرها الساذج، وسريعًا ما تنزلق تلك السعادة لتغدو عبوسًا، تركض لتلتقط الوسادة التي لُطخ وسطها بالدماء، ترتجف يديها متذكرة رائحة المشفى التي ترافقه هذه الأيام، وكذلك وجهه المحمر قبل وهلة وانتفاضات رأسه الطفيفة، لقد كان يكتم سعاله!

أرضٌ لا تُزرعحيث تعيش القصص. اكتشف الآن