٢٠: جانبٌ مريح

84 7 216
                                    

بسم الله

《رغمًا من أنهم غمسوني بسائلٍ أسودٍ ثقيلٍ، أخبرك أنه ورغمًا من أنه يقطر مني سالخًا جلدي أنني سعيد...
أنت أخبرتني أنني أستطيع طلاءه على الجدران》.

-٥٧-

-لا تنسَ الكيس.

يهمهم الصغير. والوالد لم يستطع أن يقول المزيد. جاهد منذ استيقظ ووضع العديد من السيناريوهات في رأسه حتى يستطيع دفع صغيره للأمام. على الفرخ أن يدرب جناحيه أولًا قبل أن يطير. تدور هذه الحكمة في رأسه، ويتساءل، كيف يقولها ومعها وقعٌ شديد عليه؟

وقف أمام سياج مدرسته، وما زال صوت صافرة السيارة يرن في رأسه منذ ضغط على الزر في المواقف الداخلية للعمارة السكنية. مرَّ الوقت سريعًا في غمضة عين. ثلاثون دقيقة كانت قليلة ليفكر، يعتقد لو أعطي الوقت كله لن يستطيع، فقط هذه اللحظة التي ينزل فيها الصغير تجذبه.

ظهره مائلٌ يستعد لانكاس رأسه. صورته تطبع في مكانٍ ضاع الماضي فيه.

-بني.

يستدير، وتكف يده عن دحر الباب عنه، فيغلق عليه، ويبقى هو عالقًا فيه لينظر إلى أبيه يقول وعيناه تلمعان:
-قف شامخًا، إن أردت اكتساب الشجاعة تعلم ما يجب عليك فعله، قم وواجه كل ما يخيفك، تدرب على ذلك، وستنجح.

يدق ناقوسٌ من خلف السيارة؛ يضحك والده خجلًا، ويقول ويده على الوتد:
-لنكمل حديثنا لاحقًا، سأخبرك بقصة جديدة.

يغلق هيونغوون الباب ووجهه قد أضاء، مضت فترة منذ أسمعه والده قصة. تطلع لذلك، تمنى لو تغيب الشمس الآن. لا يريد أن يمر بالساعات البائسة حتى ذلك الحين، حيث تزوره البهجة وهو ينصت إلى والده يحكي، ووجهه حينها سيستريح، وهو سيحدق فيه جيدًا ولن يخاف من الغد أو الامتحانات العديدة التي يجب عليها تخطيها بمعدلات عالية.

يدخل المدرسة مرفوع الرأس، السماء تشبه العصر، يتمناها أن تكون هي. يده تؤرجح الكيس الأحمر بعد إذ ارتدى ذراع حقيبته. كانت رغم ثقلها وكثرة ما فيها هي الشيء الوحيد الذي يستطيع أن يقيم ظهره ليحدق في تلك السماء، ويتمنى.

أمام صفه ينتظر، لا يعلم أين صف ذلك المبتهج، هو وهذه المدرسة لا يتلاءمان، ولا الرواق. يبتلع ريقه، يكاد يرتجف مجددًا؛ فيركض من الكوابيس التي تلاحقه، يهرب إلى السطح، حيث هناك لم يشبه المكان أي شيءٍ من الماضي. كفت تلك الأشياء عن الزحف؛ فتنهد وجلس عند الخرسانة.

كان المكان خاليًا تمامًا، ومن هنا يستطيع أن يرى الأفق البعيد، حيث السماء تصافح الأرض.

كان الجو صحوًا، وفجأة قد استترت السماء بالغيوم، ونزل الغيث. هو ركض بابتسامة شاسعة إلى الداخل. وضع حقيبته والكيس عند الباب. كان يفتر، وضحكته كانت رنانة. ثم قد خرج فاردًا ذراعيه. المطر، يحبه كثيرًا.

أرضٌ لا تُزرعحيث تعيش القصص. اكتشف الآن