٠٨: غطاء العين

75 10 80
                                    

بسم الله

《دون أن ندرك قد تكون مراقبتنا لريشة تسقط هو ما أعمانا》.

-٢٠-

الواحد والعشرون من أبريل.

يراقبه في كل دقيقة وثانية تمرُّ. حتى عند ذهابهما إلى المدرسة صباحًا لا يذهبَ إلى مكتبه إلى أن تطمئنَّ نفسه بدخولِ صغيره إلى صفِّه.

خوفه المفرط قد قاده ليذهب إلى غرفة التمريض ليسألها أن تتصل به في حال إن أتى صغيره إليها مصابًا، ذلك لم يسكنه بتاتًا إنما زاد من خوفه.

التوتر والقلق كانا باديانِ عليه لجميع المعلمين، حقيقةً كانت يونهي أول من تحسستهما، لكنها رمت السبب على نفسها، تؤمن أن قسمًا كبيرًا منه كان بسبب تواجدها هنا معه. لم تكن تريد أن تسبب ضغطًا كبيرًا عليه؛ فارتجلت متجهةً إلى مكتبه بينما تحمل رسالة طلب للاستقالة التي أعدتها بحرص ليلة أمس إذ لم تنم، ونام شيءٌ من الدُّجى تحت عينيها.

راقبت حالته خلفَ الزجاج، كيف يقرِّب كأس القهوة من ثغره ببطءٍ ساهم ولا يرتشفه ثم يعيده مرة أخرى على مكتبه. تنهدت ثمَّ تقدَّمت لتطرقَ الباب. لم ينتبه لها؛فأعادت كرتين، لكنه لم يلتفت إليها.

يئست من أن يستجيب فقررت أن تمنح نفسها يومًا بعد، لتراه لآخر مرة، على الأقل سعيدًا!

استدارت عائدة إلى مكتبها، وما كادت أن تستريحَ حتى نده عليها زميلها يلقي عليها شرف مراقبة الطلَّاب وضبط مخالفاتهم. زفرت خارجة معه لتضبطهم، تأكدت أن هذه الحياة لن تمنحها يوم راحة.

بعد إذ انتهت، ذهبت تتجوَّل هنا وهناك لتجعل الوقت يمضي يسيرًا غير عسيرٍ حتى موعدِ حصصها. لكنه قد اختلط بالسهومِ إذ عادت تُفكر في أن تغادر المدرسة لأجله.

بغتة صوتٌ لشخصٍ يتذمرُ وأنفاسٌ مرهقة كانت قد بلغتها من خارجِ نوافذ الممر المفتوح بعضها؛ فتلتفت وترى صبيًّا نحيلًا يحمل آخر سمينًا -بالنسبة للنحيل- على ظهره. ركزت عليهما فظهر أن الحامل هو من يحضر ويذهب مع موهيون دائمًا.

ركبتاه لم تعودا تستطيعان الصمت؛ فسقط أرضًا مع جوهون الذي صرخَ عاليًا بغضب وأخذ يخبط رأس هيونغوون الذي بقي منكسًا بينما يتلقى شتماتِ زميله المصاب من حصة الرياضة، تظلُّ تراقبهما بفاهٍ مفغورٍ دونَ أن تقدر حتى على الخروج إليهما، بدت كأنها استعادت أيامها السوداء معهما.

يعودُ هيونغوون يحمل الغاضب على ظهره ليذهب به إلى غرفة التمريض، وتقرر أن تلحقهما بذاتِ الملامح المصدومة.

عبر العتبة ليدخل بينما يونهي تقطع الممر بعجلة ناظرة إليهما بقلق، وحين يصلان الباب الزجاجي يدخلانه، ترمل إليهما لتقف أمامهما سائلة عن طيبِ خاطر:
-ما الذي حدث؟ هل أنتما بخير؟

أرضٌ لا تُزرعحيث تعيش القصص. اكتشف الآن