٠٦: ابتسم واتركها خلفك

109 12 69
                                    

بسم الله

《راحتنا الوحيدة هنا بدأت تنهدم》.

-١٣-


الخامس عشر من أبريل.

سابقًا في وقت الإستراحة بقي هيونغوون في صفه الفارغِ. كفه يريح خده المستدير، وسبابة يده الأخرى تمسح سطح الطاولة تائهة كما هو حالُ صاحبها.

بالأمس كان قد سُكِبَ عليه غداء أحدهم وتعرضَ لسخرية شديدة لأنه اعتذرَ بانحناءة مفاجئة، كان ذلك غريبًا! فلم يستطع أن يطأ مكانًا إلا وهو منكسُ الرأس. يتوهم بأن الجميع ضده، يسخر منه، وأن الهمسات ماهي إلا شفقة تستحقره؛ فيضع رأسه داخل دائرةٍ من ذراعيه، ويقبض بشدة على مرفقيه، أليس من الأسهل له أن يشكو لوالده أن جيسو لا يزال يلاحقه! فهذه مهمة الأب، أن يحمي صغيره.

يعقد حاجبيه بإصرارٍ، فقد حزم أمره. لن يُكملَ عامه الدراسي صامتًا على الأذى الذي يتلقاه من الجميع. ينهضُ من مقعده بغتة، يبتلع ريقه بعسر ثم يسير بعجلة ليخرجَ من فصله.

كانت الردهة مخيفة، لا يذكر لماذا، ولا يحاول أن يفعل، يبقي ذلك الرف بعيدًا عن عينيه متكدسًا بالغبار بإنكاسه لرأسه، يتمتم بعناوين الدروس وهو ينظر إلى بعض السيقان تتقافز بسعادة؛ ويتذكر الرف، فيكاد شيءٌ غريبٌ يصيب قلبه إلى أن اعترض جوهون طريقه وقال له:
-اتبعني.

يرفع هيونغوون رأسه فتتقابلُ أعينهما الحادة والغير آبهة لفترة، يجيبه وهو يدعي عدمَ اهتمامه:
-لاحقًا.
فيبتغي أن يتجاوزه إلا أن الآخر كان قد طوَّق نحره بذراعه مكررًا بهسهسة آمرة:
-اتبعني!

يهمهم هيونغوون مذعنًا، فيفلته حادُّ العينين راضيًا ويتقدم بخطا واسعة ليصل إلى المخازن قبل أن يلمحهما معلم.

كان هيونغوون يحسبُ أن المخازن ستبقى ضيقة بهواءٍ ثقيلٍ وصناديق كثيرة، لكنَّه تفاجأ حين لقيها فارغة تمامًا! النافذة كانت مشروعة قليلًا مهربة بعضًا من ضوء الشمس.

يقف جوهون أمامها ويدسُّ يديه في جيبيه، يهمس باسم قريبه الذي أثقله:
-جيسو...

يحدق به هيونغوون شاردًا، ويتفكر معمقًا في نتائج إخباره ما سيقدم عليه، هل سيمنعه؟ ذلكَ أعظم ما سيحدث.

يستدير جوهون مكملًا بذبولٍ:
-جيسو قال لي أن أعذبك أكثر، وأن أجعلكَ تذوقَ الجحيم، لذلك سأنشر إشاعة عنك وأجعل الجميع يكرهك.

يرى عيني جوهون مليئة بالحقد وراغبة في صبَّ كل غضبه عليه، أعطاها ذلك اللون الأحمر وصدقه؛ فترتجف يده. يتساءل لماذا يجب عليه أن يتحمل من أجله؟ من هو؟ لماذا يريد أن يحميه؟ ها هو ذي يقف أمامه يخبره أنه سيزيد من عذابه! يشعر بالاختناق فيتمسك بأبيه كوسيلة ليحصل على الراحة. يفتح ثغره ويغلقه مرارًا وتكرارًا حتى ثبت على الزمِّ. مايزال خائفًا من النتيجة.

أرضٌ لا تُزرعحيث تعيش القصص. اكتشف الآن