٣٧: أمسك الماء.

13 2 0
                                    

بسم الله

-١٠٥-

الخامس من يناير.
يوم الخميس.

تعض أظافرها، تدور أمام دورة مياه الصبيان، يكاد الصداع يفتك برأسها، كل ما ينقره هو الأمس وما سيحدث في الغد إن لم تمضي قُدُمًا.

يخرج هوسوك من هنا، ليس كشخص طبيعي، خطاه راقصة وجميلة، ويبدو مشرقًا ومظلمًا في ذات الآن؛ تقف في طريقه، هو بذات طولها، يدها تلمس وسط طية معطفه، تقول:
-اسمع.

الهلع الذي ظهر على وجهها تستبدله في الصمت الذي دار، تبتلع ريقها، ثم تقول، ترجو كأنها تتذمر:
-هل يمكنك أن تعرفني على تشا هيونغوون بشكلٍ لائق؟

تعود اليدان خلف ظهرها، تبدي لطافتها بابتسامة؛ قلوب الفتية تسقط وهم يقفون خلف هوسوك، يتكدسون وهم يتهامسون عنها.

-آسف، أنا سأرفض.

يدس يده في جيبه بعد ذلك، تدق قدميها الأرض في غيظ، يتسرب أيضًا في صرختها:
-لمرة واحدة فقط!

ينكزه الفتية من الخلف.
-يا! فالتوافق! ما بالك؟

يتنهد مغمضًا عينيه، يصيبه الدوار، كيف له أن يذهب إليه معها؟ سيركله بالتأكيد، ربما قد تسوء علاقته معه.

-هل ذلك ممنوع؟
تبرزُ شفتها السفلى وتميل برأسها جانبًا، يصيح الفتية في الخلف متأثرين، هناك من كاد يبكي قهرًا، وهي يكاد التوتر يعيدها إلى المركز الأخير، حيث كانت تبكي كل يومٍ ويمتلئ قلبها بالرغبة دون تحقيق شيءٍ مما أرادت.

-ماذا تريدين منه؟

-ستعرف الآن إن ذهبت بي إليه.

-الحقي بي رجاءً.

يتقدمها بخطا هادئة، وقعها يعلو وينخفض كأفكاره. يقطعان الردهة تترًا، ويصدح البيانو معلنًا وقت بدء الدروس. يخاف هوسوك أن يزعج رفيقه، وأن يتركه وحيدًا، قد يقترب أي أحد منه ويؤذيه، لربما الفتاة خلفه تُضمر ذلك أيضًا؛ يتوقف في منتصف الطريق، تعلوه المشاعر في هدوءه، هالته كانت صاخبة جدًا حينها، جعلت فتاة الصباح مشتتة أشد من قبل، تخاف ألا يساعدها في إصلاح ما أفسدته.

يقف، فتفعل المثل.

-اعذريني.

يستدير ويكمل بنبرة هادئة:
-لا تحاولي التقرب منه.

-ماذا تعني؟

-لا أريد منه أن يتأذى أكثر من ذلك.

تعقد ساعديها:
-ماذا تكون أنت؟

جذعها يميل إليه وهو شيءٌ من جسده يهتز، تسأله بسخرية:
-أوالدته؟

تصمت قليلًا. يلتفت عنها وهي تصرخ:
-لماذا تقوم بانتقاء من يقترب منه؟

-لأنه صديقي، وأخي، وابن خالتي.

انهاقت وهي تلوي عطفها وتقول:
-نسيت أن تضيف أنه زوجتك.

أرضٌ لا تُزرعحيث تعيش القصص. اكتشف الآن