أرضٌ لا تُزرع

٣٨: القِبلَة الصحيحة

بسم الله.

-١٠٨-

الخامس والعشرون من يناير.
يوم الأربعاء.

انتهى اليوم الدراسي. هيونغوون يذهب إلى السطح معاكسًا للتيار الطلبة المزعج. يتفقد جدوله في هاتفه، ما عليه أن يفعل لينجح، ليرضي شخصًا لا يشبع. يزفر أنفاسًا باردة هناك، والشمس تميلُ بعيدًا لتختبئ خلف الجبال مع رياحٍ قوية، وسماء ذاتِ زرقة حزينة. هوسوك بغتة يعانقه من الخلف وهو يقول:
-هيونغوونآه، أنا سعيدٌ جدًّا اليوم.

قلَّ ما يجب عليه أن يفعل، لا بد من أنه يشعر بالسعادة. ذراعاه تحاولان باستماتة عناقه بطريقة مريحة لينقل إليه شيءً من ذلك، يهلس:
-حقًّا.

يغلق الهاتف ثم يلتفت لينظر إليه، يجد عيناه تتألقان؛ قال:
-أنا أرى.

يدخله في جيبه، ويسير هوسوك به للوقوف عند الحافة والنظر إلى الطلبة الخارجين.

-كما ترى، سأخطفك اليوم أيضًا، هناك الكثير من الأمور لفعلها معك.

-لدي جدولي الخاص.

-حطمه، ستندم إن لم تفعل.

-سأندم إن فعلت.

التفت هوسوك عنه ونطق:
-حسنًا.
سافرت ابتسامة بين سماءٍ وأخرى. أبعد ذراعيه عنه ليتخصر ويردف:
-سأفسد المفاجأة إذًا.

يعقد حاجبيه وهو ينظر إليه، ينظر أن يلتفت، وحين فعل، ازدادت بسمته وهو يكمل:
-إنها حفلة ميلاد متأخرة، عليكَ القدوم معي.

-لا أريد.
التفت عنه يشاهد الفوج بعضهم يتضاحك. يخرج يده من جيبه، كاد أن ينساها هناك، أخذها لتمسك بالحاجز الحديدي البارد، ينطق حين فعل:
-الحفلات أمرٌ بائس.

يعبس هوسوك وينعته بالرجل الأحمق الكئيب وهو يلتفت عنه. لكن على الأقل خطته للاحتفال لم تتدمر بالكامل. رأى رأس نارا من الباب؛ فابتعد عنه إليها. خرجت بعد إذ فهمت إشارات وجهه. وبدأت معه بالغناء لهيونغوون وهي تحمل كعكة مزينة دون شموع، بالإضافة إلى رفاقِ هوسوك الثلاثة، اندفعوا بغتة من الباب ومعهم متفجرات الزينة، سحبوا الخيط وانتشرت الألوان فوق رأسه.

كانت مفاجأة جعلت ضيقًا غريبًا يمتلئ في حلقه، ويتسع. يبدأ هوسوك بالتباهي ورفع رأسه عاليًا بينما يقول:
-في الواقع، أخبرني والدك أنك سترفض بشدة، لذا سنحتفل هنا!

ابتسم هيونغوون، كل شيءٍ فيه كان يذوب، الأقنعة اختلطت ببعضها، فظهر حزينًا وسعيدًا في آن وهو يلتفت عنهم إلى أين وصل الجمع الذي كان يراقبه، ما يزالون في مرمى سهامه، بينما كان هوسوك يكمل تذمره بقوله:
-كنا سنلعب لعبة التمثيل معك، أنا حقًّا سأمررها فقط اليوم لأنك مشغول! الأعوام القادمة لا أعذار، عليك أن تفرغ جدولك تماما.