١٤: أول يوم كالنهاية

56 6 60
                                    

بسم الله

《الحياة تعطيك بقدر ما تدفعه》.

-٤٤-

الخامس والعشرون من مايو.
يوم الإثنين.

هو لن يضطر للذهاب باللباس الموحد لإعداديته السابقة، والده أعد كل شيءٍ على غفلة منه، حين أخذته الدراسة كل تفكيره، ولم يعد يسمع نداءات والده المتكررة، قد تكون شفتاه رددت: نعم أبي. ثم ظلت يده تكتب ما حفظه وظلت عيناه تنظران في المعلومات التي يحفظها. ثم لا بدَّ من أنه اشتراه من دونه. أبهره أنه يعرف مقاسه بالضبط، يتساءل إن كان يفعل ذلك عبر النظر إليه فقط.

هو يملك هاتفًا ليتصل بوالده في حال حدوث أمر سيئ إلا أن ذلك لم يساعده في شيء، ما يزال خائفًا جدًا من محيطه الجديد، سيكون وحيدًا مجددا، لربما إن أظهر أي فجوة ضعفٍ سيتنمر عليه أحدهم ككل مرة، سيقترب منه الجميع لأجل مصلحة قبيحة، لربما أيضًا شبح جيسو سيكون هنا.

يبتلع ريقه، فيما يحاول الانشغال بتكييف الهواء الذي يضرب عرق جبينه. يسأله والده من مقعد السائق الذي يجاوره إن كان بخير؛ يسترق نفسًا طويلًا ليبعد اهتزاز الخوف عن صوته:
-نعم.

تمرُّ لحظة صمت طويلة بينهما كان موهيون فيها يحارب عظامه التي تؤلمه بشدة، كان يتحامل على نفسه ليوصل صغيره، والآن يشك أنه يستطيع السير معه بشكل قويم؛ فقال بصوت منخفض:
-أعتذر لأنني لن أستطيع الدخول معك.

أجابه صغيره من فوره مصطنعًا ابتسامة واسعة:
-لا بأس أبي سأكون بخير، لدي صديقٌ هناك أيضًا.

يهمهم والده متقبلًا الفكرة بمرارة، فيتوقف أمام مدرسة صغيره الجديدة لينزله أمامها، فيودعه هيونغوون بتلويحة خجولة ثم يوليه دبره الهزيل، حينها فقط موهيون يسمح لنفسه بكل محرم، يمسح على مفاصله ووجهه قد اكفهر.

أصوات الطلاب مرتفعة حوله، يسيرون مبتسمين وليس هناك واحد وحيد غيره. يبعد هيونغوون عنه الإحباط ليشهق بعمق قبل أن يتقدم للدخول بأكتافٍ مرفوعة.
اعتقد أنها فكرة جيدة أن يعتقده من يراه أنه قويٌّ. أذلك سينقذه؟ يظن ذلك، فالقوي هو من لا تمسه الأيادي، هو من يخضع له الجميع، و، يخافه. تمسكَ بذلك اليقين كحبل نجاته وأخذ يجعل من تحديقاته حادة ومشى بخطًا أوسع. رغم أن ذلك لا يشبه، كان الأمر سهلًا عليه، أن يتظاهر بأمرٍ بعيدٍ كلَّ البعد عنه، فكم ارتجف وسال العرق منه ونفى أن ذلك من خوفٍ شديد من أشباح الماضي.

في بادئ الأمر اعتقد أنه من الواجب عليه أن يبحث عن هوسوك، لكن حرصه على أن لا تتزعزع صورته القوية دفعه ليسارع إلى مكتب المعلمين.

قَلِقٌ جدًا من المجتمع الذي ينظر إليه بفضول، خائفٌ من أن يتم حفره والوصول إلى حقيقته كشخص خائف، تزداد خطاه حدَّة مع هذه الأفكار، وفي حين غفلة منه يظهَر ضعفه بانكاسه لرأسه.

أرضٌ لا تُزرعحيث تعيش القصص. اكتشف الآن