شريكُ سكن

1.1K 49 46
                                    

بذلك المنزل الساكن به قلب دافئ ، يجلس الفتى المراهق الذي ما ينفك الغضب عنه ولا تُحَل عقدة حاجباه الكثيفان ، يحاول تخطي العثرة التي وقع بها للتو و لم يجد من يُسانده خيراً من صديق

"سيهون ، لا يجب أن تغضب ، والدك له الحق ، هو مازال صغيراً بالعُمر"

أحياناً قد يكون هذا الصديق صمته خيراً من كلامه

"لكن هذا لا يعني أن يذهب ليتزوج ، ألم يتَعلم مما فعلَـتهُ به ؟"

"ليس كلهن مثل والدتك ، هو يحتاج لرعاية ايضاً ، لا تكرهه فهو يحاول تعويضك و لو بالقليل"

نظر لها بسخط و كاد ينهض ليخرج من منزلها لكنها أمسكت به لتعيده مكانه

"قبل أن ترحل ، أخبرني ماذا ستفعل ؟"

"لن أبقى معه ، سوف أرحل لمكانٍ آخر"

"اذاً أين ؟"

"لا أعلم ليس لدي ما يكفي لأستأجر مكان للعيش ، و بالطبع لن أذهب لأحد أقاربي"

صمتت لتفكر معه قليلاً حتى أتتها فكرة قد تكون خطيرة لكليهما ، لكن هو فتى نبيل على كل حال

"اذاً ، سيهون .. ما رأيك أن تعيش معي ؟"

إلتفت لها ينظر بإستغراب و تعجب لما تفوهت به للتو

"هل أنت حمقاء ؟"

"و لما لا ؟ انا ليس لدي أصدقاء غيرُك و أعيش وحدي أشعر بالملل ، المنزل كبير و واسع للغاية يحوي غُرف كثيرة ، سنتقاسم كل شيء الطعام و الفواتير و ما إلى ذلك ، سوف نبحث لك عن عمل"

عدت له مميزات العيش برفقتها و هو بدأ يقتنع ، لكن مازال هناك بداخله ما يمنعه ، فكيف له أن يعيش معها ؟ سيكون صعباً

فتى مراهق بعُمر الثامنة عشر يعيش مع فتاة لم تصل للسابعة عشر بمنزل وحدهما ..

رغم أنها صديقة طفولته و يثقان ببعضهما البعض أشد الثقة و لكن من يعلم ما تخفيه الأيام ، و أيضاً هو شاب بالنهاية .. لكن إن رفض أين سيذهب !

عاد بنظره لها و هي مازالت جالسة على ركبتيها فوق الأريكة تنظر له بأعين الجِراء كي يوافق

"حسناً موافق ، سيكون مؤقتاً ، لكن بشروط"

"ستُنفذ جميعها ، أخبرني ما هي"

تنهد و بدأ يخبرها

"أولاً ، انا سأشتري الطعام و انت عليك طهيه فقط ، ثانياً ممنوع منعاً باتً أن يدخل الكُحول للمنزل ، ثالثاً سنصنع أقفال للغرف ، رابعاً إياكي و أن تتجولي في المنزل بملابس مُريحة ، خامساً لا أحد يجب أن يعلم أننا نعيش معاً ، سادساً نحافظ على مسافة بيننا دائماً و أخيراً إياكي أن توصلي أخباري لأبي"

•كَنزي الثَمين | my precious treasure•حيث تعيش القصص. اكتشف الآن