ءادم :-
فى البداية دعونى أوضح لكم نقاط اللبس التى قد تكون تبادرت فى ذهنكم . بالطبع ستتبادر فقد كان كل شئ مبهماً حتى بالنسبة لى فى بعض اللحظات .
فى البداية أن السبب وراء سفر توماس إلى بلدى لم يكن للدراسة و إنما كان لخضوعه لبرنامج حماية الشهود .
ذلك الفتى كان أحد أوغاد الإنترنت ، كان يقوم بعمليات الاختراق و التجسس و الاحتيال مقابل ثمنٍ مجزٍ من العميل ، إلى أن طلب منه أحدهم شراء عبد .
لم يكن توماس فى البداية يصدق ذلك الرجل ظنه يمزح إلى أن تأكد له العكس ، فى بادئ الأمر ، كما يقولون تحولت عيناه إلى دولارات من قيمة المبلغ الذى كان سيتقاضاه ، سار فى الأمر إلى ما قبل التسليم أنهى مهمته و تقاضى أجره و أرسل إحداثيات المقايضة إلى الشرطة ؛ ماكر صحيح ؟!
لم يخسر المال و لم يقدم على ذلك الفعل الشنيع و لكن لسوء حظه فإن أحد الأعضاء فى تلك الخلية هو شخص مرموق المنصب فى الشرطة و يبدو أنه لم يكن يخفى أمره عمن حوله ، و لكن لا أحد يستطيع الاعتراض لعد وجود أدلة ، ذلك الرجل يعمل بأيدٍ نظيفة ، هو لا يلطخ يده و لكنه يحمى من يفعل ؛ خوفاً على توماس تم إرساله إلى بلدى و لكن مازال أمر ذلك الرجل عالقاً ، و لكن عندما حدث اختطاف ماريا و والدتها و قتل والد ماريا بمجرد رؤية توماس للسائق تعرف عليه ، فى تلك اللحظة بدأ توماس بالتواصل مع اللواء الذى وضعه فى برنامج حماية الشهود و لكن الصدمة كانت أن ذلك الرجل قد وصل برتبته بالفعل إلى عميد ؛ كان توماس مصدوماً حقاً كيف يكون شخصاً بتلك الدنائة و يستطيع أن يدعى النظافة كل هذا الوقت ، عندها تم وضع خطة القبض على شريك والد ماريا بالإيقاع بذلك الرائد ، لا أعلم تفاصيل تلك الخطة لا أنا ولا توماس و لكن دورى تمثل فى تقديم البلاغ ، بالطبع لم يكن الأمر سهلاً فقد أصابتنى غصة عند رؤية نظراته التى كانت حائرة و مصدومة فى نفس الوقت ، ما أثار فضولى هو أنه لم يبدو حزيناً أو خائب الأمل كما لو أنه كان يعلم بشأن ما أفعله .
بالطبع بعدها أخبرنى توماس بأن اللواء قد أخبر الشريك أنه سيتم استخدامه للإيقاع بمن أطلق النار على ابنته و لكنه لم يخبره بما سيحدث بالضبط . وقتها علمت أن صدمته لم تكن لأنى بلغت عنه و لكن لأنه كان متفاجئاً من طريقة استخدامه .
أشعر بالسوء حقاً ، كنت أظن أننى مُسيطر على كل شئ و لكن اتضح أن توماس هو من كان يفعل ، أشعر بالغباء قليلاً و لكنى حقاً شاكر له لولاه لكنا جميعاً عبيداً الآن .
فور القبض علينا لم ينبس بحرف ، لم أسمع سوى أنفاسه من السماعة و لكنه استطاع التواصل مع كل من اللواء و المحامى(الذى كان بالفعل فى ألمانيا قبل يومين من اختطافنا) فى نفس الوقت ، كان هو من وضع خطة المباغتة ، خطة تقضى بمداهمة المقر قبل وصول باقى العصابة و من ثم إيهامهم بألا شئ قد حدث .
دماغه عظيم و لكنه مازال صعلوكاً لم يعلمنى بكامل الخطة ، ااااااه أشعر بالغباء حقاً .
.
لانا : هل أنت غبى ألن تتوقف عن فرك رأسك ؟! ، لقد بدأ الصبى يخاف منك .
وعيت على كلمات لانا لابتسم للطفل الذى بجانبى ببلاهة و أعاود النظر من نافذة الطائرة ، لحسن الحظ مقعدى ليس بجوار الجناح هذه المرة .
بالطبع تعرضت لسخط والداى فور وصولى للمطار ، سافرنا بدون علمهم ، و ما جعلنى أقوى على وصف توماس بالصعلوك هو أنه أخبر والداى بكل ما حدث قبل عودتنا بنصف ساعة ، كان غضبهما مايزال طازجاً و لكنى سعيد فهذه المرة لم يتم توبيخى وحدى ، لقد تم توبيخ لانا و هانى معى هيهيهيهي أشعر بشئ من الرضا .
عاد المحامى بكل من ماريا و والدتها و كذلك نادية إلى بلادهم ، ااااااه و الآن عدت إلى المسئوليات المملة ، علىَّ تعليم تلك الجميلة أساسيات اللغة قبل الاتحاق بالمدرسة ، حسناً لن يكون ذلك ممكناً قبل بدء الدراسة فقد أضعنا الكثير من الوقت فى البحث عن ماريا و والدتها ، لا خيار أمامى عليها مواجهة بعض من شعور البلاهة لفترة خلال المدرسة حتى تنتهى من دروس اللغة بالتزامن مع الدراسة .
لماذا لا يمكننى عدم التفكير فى شئ ليوم واحد؟! ، حقاً أشتاق إلى الكسل .
.
.
.
مشهد إضافى :-
هانى : مازلت لم أفهم لماذا لم يتواصل الشريك مع عائلة والد ماريا ؟!
توماس : لابد أنه لم يُخَون الشرطة فى تلك الفترة فسلم أمر إبلاغ الأسرة لهم بينما هُرع للبحث عن زوجة المتوفى و ابنته لإعلامهم بالأمر فهم أولى .
ءادم : نحن أيضاً لم نُخَونهم فى البداية و لم نتتبع مسار رحلتهم اعتماداً على بياناتهم .
توماس : إلى أن عثرنا على السائق كن دقيقاً .
هانى : شئ آخر إذا كان ذاك اللواء يتكفل بالأمر لماذا خاطرنا بأنفسنا ؟! .
ءادم : دعنى أتحفك بسبب ذلك :-
الأول : أننى لم أكن أثق بأى عنصر من الشرطة بعد ما قاله توماس ،
و الثانى : هو أن ذلك الوسيم أمامك استغل عدم ثقتى بهم ليستعملنا كطعم لمعرفة المقر للعصابة .
هانى : إذا كنت لا تثق بهم لماذا شاركت فى خطتهم ؟!
ءادم : و كيف كنت سأرفض ؟! كنت سأقول أسف سيدى لن أفعل فأنا لا أثق بك ؟! .
هانى يتنهد : حسناً دعك من هذا ، أين العشاء لانا ؟! .
لترد من المطبخ عشر دقائق فقط .
.
.
بدأت حياة الفتيات تستقر و حياة لانا التى ينتظرها روتين جديد و عالم جديد .

أنت تقرأ
زواج إرث
General Fictionتدور القصة حول فتاة جميلة فى الثامنة عشرة من عمرها اضطرت للزواج تنفيذا لوصية جدها المتوفى كيف ستتزوج ؟!و من ستتزوج؟! أحداث معقدة كيف ستتعامل معها تلك الفتاة؟!