مهلا لحظة من سيتزوج؟!

588 10 2
                                    

فى يوم العطلة تناولت لانا الفطور مع والديها ثم خرجت لمقابلة صديقتيها ؛ كن غالبا ما يجتمعن فى أحد المقاهى و لكن قررن أن يكون اللقاء هذه المرة فى منزل نادية بما أنهن سيقضين اليوم سويا .
ماريا : إذا ما الخطة لليوم ؟
نادية : لا أعلم ربما نلعب بالمساحيق ؟
لانا : أجل فكرة رائعة !
نادية : إذا لتكونى العروس .
لانا : ماذا ؟!!
نادية : أجل ستكونين العروس لليلة و سنقوم بتجهيزك .
لانا : حسنا سيكون ذلك رائعا لطالما تمنيت تجربت ذلك الشعور .
بدأن بالمساحيق تارة تشبه الدمية و تارة تشبه الوحش كل تلك المحاولات للوصول إلى نتيجة مقبولة وسط ضحكات صاخبة لا تصدر إلا و هن مجتمعات ؛ انتهى أمر المكياج ، بدأت مسألة تصفيفة الشعر ، لقد أخرجت ماريا مصففا بارعا من داخلها استمرت ضحكاتهن حتى أنهين تجهيز من فرضو أنها عروس .
بدأت لانا تحدق فالمرآة ثم قالت : يا إلهى هل حقا سأتزوج و أترككما يوما ؟!
نادية بعد أن ضربت رأس لانا : هل أنتى مجنونة بالطبع سوف تتزوجين و سنظل كظلك .
ماريا : أجل و يجب عليه أن يعلم أن خلفك شبحان قد يلتهمانه إذا أحزنك .
ابتسمت لانا بعد ضحكة خفيفة : أجل بالطبع سيعلم .
.
.
.
بعد مساء لطيف أمضته لانا مع صديقتيها عادت إلى منزلها بطاقة رائعة.
عند دخولها إلى المنزل وجدت والدها فى انتظارها جالسا على الأريكة و بجانبه والدتها .
لانا : عند دخولى إلى المنزل أثار قلقى منظر والداى وهما جالسان هكذا تبدو أمى منزعجة و حزينة للغاية ، يا إلهى ما هذا الجو الغريب و لماذا أبى متوتر جدا هكذا ؟! ، يا إلهى أتمنى أن يمر الأمر على خير .
.
تقدمت لانا نحوهما .
لانا :مرحبا جميعا لقد عدت . تحرك والد لانا ليعتدل فى جلسته مردفا بصوت هادئ جدا : أهلا بعودتك ابنتى ، أرجوكى اجلسى و ارتاحى ، و أشار إلى الكرسى بجانبه .
حدثت لانا نفسها : يا إلهى لم أزدد سوا قلقا ما الذى يجرى هنا ؟!
والد لانا : عزيزتى أنت تعلمين أن جدك كان شخصا حكيما يحسب لكل تصرف يقوم به و يعلم كيف يبقى من حوله سعداء .
لانا : أجل أبى أعرف هذا .
والد لانا : لذا فليس عندك شك فى صحة قراراته و مدى أهميتها لمصلحة الجميع أليس كذلك ؟
لانا : بالطبع لا ولكن ماذا تقصد أبى أنا لا أفهم شيئا ؟!
والد لانا : عزيزتى لانا لقد صرت فتاة عاقلة بلغت الثامنة عشرة بقدرات عقلية تفوق سنك لذا أظن أن عليك أن تعرفى ما يدور حولك .
لانا : لقد بدأت أخاف الآن ؛ حسنا أبى تفضل أرجوك .
والد لانا : فى الواقع عزيزتى لقد كان جدك يمتلك سلسلة شركات كبيرة خارج البلاد لم يكن يعلم عنها أحد منا عن هذا الأمر لقد علمنا بذلك عند قرائتنا للوصية
لانا : ذلك شئ جيد أبى لما أنت حزين إذا ؟!
والد لانا : فى الواقع لقد اشترط جدك ألا يمس قرش واحد من التركة إلا بشرط صعب قليلا
لانا : ما هو الشرط أو لنقل ما مدى صعوبته
والد لانا : فى الواقع لقد كان جدك متزوجا من امرأة أجنبية هى التى كانت تدير تلك الشركات و قد رزق منها بولدين و عند وفاتها تولى أولادها إدارة الشركات .
فى تلك اللحظة قالت شقيقتها الصغرى بعفوية : إذا لم يكن جدى يسافر للعلاج و إنما كان يسافر للالتقاء بزوجته سرا
لتكتم لانا ضحكاتها وسط صراخ والدها على شقيقتها و طلب منها أن تعود إلى غرفتها
لانا : إذا أبى ما المشكلة الآن ؟! سوف يتم تقسيم التركة بين أحفاد جدى الخمسة بالتساوى و ربما لسنا مضطرين للقاء هذين العمين لينهى المحامى تلك الأمور .
والد لانا : و ماذا عن ذلك الشرط الذى أخبرتك عنه ؟!
لانا : اه أجل لقد نسيت أمره ؛ ما هو ؟
والد لانا يبلع ريقه ثم يردف : لقد اشترط أن يتم تزويج الأحفاد من الجنسيتين قبل أربعة أشهر و إلا فلن نحصل على شئ و سيستمر أحفاده الآخرون بالعمل كموظفين فى الشركات و ستذهب كل الأرباح للبنك .
و يبدو أنه قد حسم أمره فى من سيتزوج فلا يوجد سوى اثنان فقط فى السن المناسب للزواج .
لانا : حسنا لم أكن أعلم أن جدى يضع مثل تلك الخطط ؛ و لكن لماذا قد يفعل هذا ؟!
والد لانا : ليحقق الألفة بين أحفاده و يمنع المشاكل بينهم على الإرث الذات .
لانا : حسنا نية حسنة كما هو متوقع من جدى ؛ و لكن مهلا لحظة من سيتزوج ؟!
والد لانا : ستكون الفتاة من بيننا .
لانا بضحك خفيف : هههه لحظة لا تقل أن تلك الفتاة هى ....
والد لانا : أجل عزيزتى إنها أنت
لانا : بالطبع لا ابحثوا جيدا ربما يكون أحد أعمامى تزوج سرا كما فعل جدى و لديه أبناء لا نعرفهم .
ضحكت والدتها بينما قال والدها بغضب خفيف بالطبع لا ثم نظر إلى زوجته
والدة لانا : حسنا سأصمت .
كان ذلك و لانا مازالت فى حالة ذهول تحدق فى والديها و فمها مفتوح .
والدة لانا : عزيزتى أعلم أن الأمر صعب و لكن لا يمكننا ألا ننفذ الوصية قد نجد ذلك ظالما و لكن جدك لديه حكمة فى ذلك
حمحم والد لانا ليقول و هو ينظر لزوجته : بالطبع ليس ظلما نحن نتكلم عن والدى هنا .
لتنظر زوجته إلى الجهة الأخرى و هى تتمتم .
نظرت لانا نحو والدها لتردف : أستأذن أريد النوم تصبحان على خير .
.
تسير لانا بتثاقل نحو غرفتها ، أغلقت باب غرفتها لتستند عليه محاولة استيعاب ما يحدث استلقت على السرير محدقة فى الفراغ رأسها فارغ تماما كل ما تشعر به هو وخز فى قلبها بقيت على تلك الحالة حتى غطت فى النوم .
.
.
.
لانا : استيقظت من النوم لأجد أن الصباح قد حل بالفعل نزلت من الدرج لأتناول الفطور قبل الذهاب إلى المدرسة و لكن عند جلوسى على الطاولة وجدت أن الجميع يحدق بى أمى ، أبى ، و حتى شقيقتى الصغرى لأتوقف عن مضغ الطعام ما إن لاحظت نظراتهم التى لم تنقطع بعد لى لأبتلع الطعام بصعوبة و أسألهم بصوت مهتز "ماذا ؟!.... ماذا هناك ؟! " لتسألنى والدتى "لماذا ترتدين هذه الملابس؟!" لأجيبها باستغراب "ماهذا السؤال الغريب أمى بالطبع لأننى ذاهبة إلى المدرسة " لأسمع فى تلك اللحظة صوت رجل يقهقه من الخلف بينما يدخل إلى المطبخ و هو يحمل طفلا صغيرا و يقوم بالرد على أمى "أرأيت يا أمى ابنتك خفيفة الظل تماما مثل والدها "ثم ينظر لأبى .
مهلا لحظة ... أنا ليس لى أشقاء هل يعقل أن أبى كان متزوجا هو أيضا فى السر قبل أن يتزوج أمى ؟!
يا إلهى لا أستطيع التنفس ليقترب منى أكثر و يردف "عزيزتى ولدنا جائع " ماذا ولدنا ؟!؟!! و... و هل يقصد أن على أن أرضعه بدأت فى الهذيان. و أنا أقول " لا توقف عن المزاح الأمر ليس مضحكا" شعرت بأننى أختنق أغلقت عينى شعرت بأنى سأفقد الوعى لأفتحهما بسرعة و أجلس كان صدرى يعلو و يهبط و أنا أتصبب عرقا .
حمدالله لقد كان مجرد حلم....حلم بل كابوس لأسترجع ما حدث بدأت بفرك جبهتى يا إلهى ما هذا الذى حل برأسى لما لا يمكننى أن أستيقظ و أجد أن ما حدث كان مجرد حلم ؛ نظرت من النافذة و رأيت أن الجو مظلم نظرت فى الهاتف لقد كانت الثانية صباحا ؛ بعثت برسالة إلى صديقاتى " هناك اجتماع طارئ بعد المدرسة "ذهبت لأخذ حمام دافئ لعلى أسترخى قليلا ثم عدت إلى السرير .

زواج إرثحيث تعيش القصص. اكتشف الآن