جولة فى أفكارى

297 9 0
                                    

توماس : إذا حسم الأمر و سأبدأ فى المضايقات من الآن .
قالها و هو يبتسم بخبث ، لم أعره اهتماما ؛ لتدخل أمى تقول بأن أحدهم يريدنى على الهاتف ، لينهض توماس من على الأريكة ثم ينظر إلى أمى قائلا
توماس : حسنا ، سأنصرف أنا ، فأنا مدرك حجم مسؤوليات من هم مقبلون على الزواج .
رأيت عين أمى تتسع و ذلك التمساح يربت على كتفى .
توماس : سأكون أول الحاضرين لحفل الزفاف .
قالها مع ابتسامة خبيثة ؛ تمنيت لو أغير القليل من معالم وجهه فى تلك اللحظة و لكن لدى مصيبة أكبر للتعامل معها ألا و هى أمى المتصنمة التى تنظر إلى ببلاهة .
أمى : هل أخبرته ؟!.....

لأقوم بوضع يداى فى جيبى و أجيبها ببرود : أخبرته بماذا ؟!
أمى : بما حدث فى الأمس .
لأقوم بقلب عيناى و أنا أقول كلماتى الأخيرة : أجل أخبرته و أخبرته أننى سأقبل .
فى تلك اللحظة لقد ارتسمت على وجهها ابتسامة جميلة حقا ، و لكن من المفترض الآن أننى الضحية لذلك سأمثل أننى مستاء ، حسنا أنا فعلا مستاء و لكن ليس كليا فقد ارتحت قليلا بعد معرفة أنه أمر من جدى ؛ لنعد إلى الواقع الآن .
تركت أمى و هى حقا ترغب فى الاحتفال ، استدرت و تحركت خطوة ...،... اثنتان ... لأشعر بها تعانقنى بشدة من الخلف و هى تقول بصوت شبه باكى : شكرا لك بنى .
ارتسمت على وجهى ابتسامة رقيقة فى تلك اللحظة ليدخل والدى ليستغرب من ذلك المنظر لتتركنى أمى و تركض تجاهه تخبره بما حدث للتو .
بالطبع لا يمكننى البقاء أكثر و إلا سأنفجر من الضحك و لن أستطيع التمثيل أكثر .

صعدت إلى غرفتى لألقى بنفسى على السرير و أبدأ فى تخيل ما حدث منذ قليل .
ءادم : يا إلهى ما الذى أفعله ؟!
قلتها بصوت منخفض ليفتح باب الغرفة و يدخل والدى.

حال رؤيته اعتدلت فى جلستى ليأتى هو و يجلس بجانبى .
أبى : بنى هل انت مستاء ؟
لأنظر له بعيون واسعة
ءادم : و كيف لا أستاء أبى ؟!!!
ليجيبنى : هون عليك بنى إن الأمور ليست كما تتخيل ، صحيح أن الزواج يعنى مسئولية ، و لكنه أيضا أحد أبواب السعادة التى يمكنك تحقيقها .
ءادم : و كيف هذا ؟!...
أبى : كل ما عليك فعله هو التواصل مع زوجتك و محاولة فهمها و الاستماع لها ، قد يكون ذلك صعبا فى البداية و لكن مع الوقت سوف تنتظر بفارغ الصبر تلك اللحظة التى تعود بها إلى المنزل و ترى زوجتك و أبناءك ، أو بمعنى آخر ستحن إلى بيتك الدافئ .
لأنطق بعد أن أنهى كلامه و صوتى مهتز تماما : صحيح لقد نسيت أمر الأبناء !!.
ليضحك أبى و هو يربت على كتفى
أبى : لا عليك بنى إن ما تراه من مسئوليات على عاتقى لم أستيقظ من النوم يوما لأجدها تكونت فوق رأسى فى ليلة واحدة و إنما الأمور تأتى بالتدريج ، كما تقول تماما ليس من السهل تولى أمور الشركة دفعة واحدة و إنما عليك التخرج أولا ثم التدرب حتى تتمكن من دخول الإدارة ؛ صحيح ؟!! أليست هذه كلماتك ؟
لأشعر باطمئنان شديد لأومء له بهدوء . ليكمل حديثه : و لكن أنا مسرور جدا لأنك اتخذت قرارا أبديت فيه مصلحتنا على مصلحتك ، الآن تأكدت من أنك ناضج كليا .
لا أنكر شعرت بالإطراء الشديد من ذلك لأجيبه و أنا ابتسم بخفة : شكرا لك أبى و لكن أيضا أحد الأسباب الرئيسية هو أنه أمر من جدى و لذلك أنا واثق من أنه يحبس منفعة لى بشكل أو بآخر .
ليضع يده على رأسى و ينهى حديثه : هذا هو عين العقل .
قالها بفخر شديد ليدعنى بعد أن طمئننى بنسبة عشرة فى المئة .

زواج إرثحيث تعيش القصص. اكتشف الآن