زواجى أيضا مشروط

523 8 2
                                    

عندما حل الصباح استيقظت لانا بتخدر قليلا فلم تستطع النوم ليلة أمس و لكن عند استيقاظها كان أول شئ فعلته هو لطم وجهها .
لانا : اااه حسنا هذا يؤلم حقا ، الحمدلله ليس حلما .
ثم استقامت من سريرها و توجهت إلى المدرسة .
فى الطريق :-
بدأت تلاحظ أن جميع ما حولها قد تحول إلى ثنائيات ، عندما تنظر إلى الأعلى تجد أزواج العصافير ، و تنظر على جانبيها هذا رجل و زوجته ، و تلك جارتنا مع خطيبها .
لانا : يا إلهى لماذا تحول كل شئ إلى أزواج فجأة أم أننى فقط من بدأ يركز .
عند وصولها إلى المدرسة مر الوقت ببطئ شديد حتى آخر حصة و إذ بالمعلمة تتحدث عن التوافق بين الأزواج و انعكاس ذلك على نمو الأسرة و المجتمع .
لانا : حسنا هذا كثير سوف أختنق حقا .
دقائق ...

حتى رن الجرس معلنا عن انتهاء الدوام لتتنفس تلك الجالسة براحة ، ثم تخرج مسرعة للقاء صديقتيها و عقد ذلك الاجتماع الطارئ .
عند وصولها إلى البوابة وجدت صديقتاها بانتظارها .
تحدثت كل منهم بحيرة : ماذا هناك ؟!.. ما الذى حدث ؟!
اكتفت لانا بالنظر بجدية ثم أردفت : علينا الذهاب إلى مكان هادئ أولا .
توجهن إلى مقهى يقع فى حى هادئ قرب المدرسة ؛ بمجرد جلوسهن تنهدت لانا ثم قالت : سأتزوج خلال أربعة أشهر .
نادية : ماذا بك أيتها البلهاء هل صدقتى لعبة الأمس حقا ؟!
لانا :بالطبع ليس كذلك أنا جادة بل و لن أتزوج هنا سأسافر خارج البلاد إنه أجنبى ..... أعنى نصف أجنبى أو ربع أجنبى لا أدرى .
عم الصمت للحظات الكل يحدق فى الآخر حتى تكلمت ماريا : مهلا لحظة دعينى أستوعب ما يحدث الآن ؛ لتتسارع وتيرة حديثها : كنا معا بالأمس نلعب بالمساحيق و مثلنا أنك العروس و تحدثت حول أنك لا تريدين تركنا يوما كما لو أنك ستتزوجين بعد خمس سنوات ثم رحلتى للمنزل و بعثتى لنا رسالة فى منتصف الليل تقول أن هناك اجتماع طارئ و الآن تقولين أنك ستتزوجين و خلال أربعة أشهر فقط . تنهدت لتستنشق الهواء و ترتاح من سرعة حديثها ثم تكمل و لكن بهدوء : الآن هناك احتمالان الأول هو أنك كنتى تخفين عنا أمر خطبتك لا أعلم لماذا و لكن ربما لأنك شعرت بالحرج أو لديك سبب آخر و قررتى إخبارنا بعدما حدث البارحة ؛ أو أن البارحة . كانت طقوسنا مطابقة لطقوس جنية الأمنيات و تحقق ذلك عند نومك .
نادية : حسنا أنت أيضا بلهاء ؛ لانا ما الذى يجرى هنا ؟!
حكت لهما لانا ما حدث ليلة البارحة بكل التفاصيل و عما قاله والداها و عن رأى والدتها و عن ذلك الحلم المريع .
نادية : إذا هل رأيتى وجهه فى الحلم ؟ كيف يبدو ؟!
ماريا : انظروا إلى من كانت تنعتنا بالبلهاء طول النهار هذا ليس وقته ؛ حسنا لانا ماذا ستفعلين ؟
لانا : لا أعلم ، لهذا السبب اجتمعنا .
نادية : هل تريدين الهرب ؟
لانا : بالطبع لا أنا لست جبانة و لكن فى نفس الوقت ماذا عن دراستى ؟ و الأهم من ذلك مشاعرى ؛ سأتزوج شخصا لم أره فى حياتى الأمر صعب جدا و الأصعب أننى حقا سأترككن و أذهب ؛ أتمنى حقا من أعماق قلبى أن يكون ذلك مجرد حلم و أن أستيقظ منه سريعا .
تلقت لانا قرصة فى ذراعها .
لانا : يااااا لماذا فعلت هذا إنها تؤلم .
ماريا بضحك : أحاول إيقاظك .
ضحكت لانا بخفة ثم قالت أحسنت صنعا .
نادية : عندى فكرة
قالت نادية هاتان الكلمتان بعد شرود بسيط لتنتبه لها كل من لانا و ماريا .
لانا : ماذا هناك ؟! أخبرينا .
نادية : سيكون من الظلم لعائلتك لو أنك رفضتى بأريحية و حرمتهم من حقهم و فى نفس الوقت سيكون ظلما لك إذا وافقت و تنازلت عن حياتك :لذا سنحاول التفاوض أولا .
ماريا : رائع أكملى .
نادية سوف نقدم شروطا لموافقتك ، تماما كما قدم جدك شروطا لتقسيم الميراث و شروطنا هي:-
أولا : سوف تكملين دراستك الثانوية و كذلك الجامعية مهما كانت الظروف و عليهم توفير بيئة جيدة لك للدراسة .
ثانيا : لك الحق فى طلب الطلاق إذا لم يعجبك ذلك الشخص أو لم تستطيعى التفاهم معه ففى النهاية قد كان شرط جدك أن تتزوجا و لم يشترط أن يستمر الزواج للأبد .
لانا بابتسامة واسعة : أنت تشعين الآن مثل النجوم ، أكملى .
نادية :
ثالثا: لديك ثلاث رحلات رئيسية خلال العام تأتين لزيارتنا و زيارة أهلك و أن تستمر الزيارة لمدة أسبوع على الأقل و ذلك بالإضافة إلى حالات الطوارئ كمرض أحدنا أو حفلات زفاف الأصدقاء أو التعازى فى حالات الوفاة و ما إلى ذلك من أمور .
خامسا : سوف نأتى معك يوم الزفاف إذا كنت ستسافرين من هنا عروسا و إذا لم يكن ؛ كانت مراسم الزفاف هنا أو هناك يجب أن نكون موجودات .
أخذت نادية نفسا طويلا ثم أكملت حديثها : و الآن هذه شروط مبدأية هل من إضافات ؟.
لانا و هى تهز رأسها : لقد أبدعت حقا لا أستطيع إيجاد شئ لأضيفه من صدمتى ...؛ لم أعلم أن لك جانبا شيطانيا ؛ على الحذر منك لاحقا .
نادية : هل هذه طريقتك فى الشكر ؟!
لانا : بالطبع لا ؛ و لكن هناك تفصيل بسيط أود أن أسأل عنه ؛ هل سأقول تلك الشروط لأبى وجها لوجه أم على إعطائها له فى ورقة ؟!
ماريا : لنكتبها فى ورقة و أعطها لوالدك فى وجود المحامى .
لانا : كيف ؟!
ماريا : أعنى أن المحامى سيلتقى بك قريبا ليحدثك فى الموضوع و يعطيكى فكرة عن ذلك الشخص الذى سيبتلى بك .
لانا : عفوا !
ماريا : ليس وقته ؛ المهم أعطها لوالدك فى وجود المحامى ثم انصرفى و لننتظر ردهما .
لانا: حسنا فكرتك جيدة و لكن لنعد إلى الأهم من سيبتلى بمن ؟!
قالت ذلك و هى تمد رقبتها ناحية ماريا و قامت بتضيق عينيها
ماريا بتلعثم : أنت ستبتلين به .
لانا : أحسنت القول .
نادية : وضعنا الخطة و الآن عليك التنفيذ .
لانا : حسنا لا تقلقن .

زواج إرثحيث تعيش القصص. اكتشف الآن