الفَصْلُ السّابِع: رَفْضٌ

228 35 44
                                    


دخلت القاعة الدراسية أبحث عنها بعيناي، و لا أثر للثلاثة! هل سيتغيبون عن الحصة بسببها؟
اقتربت من الطاولة حيث تجلس.. و كما أردت تماما ملصقات و كتابات بالأحمر و جمل تتمنى لها الموت بمختلف الخطوط، اهتز طرف شفتي العليا بشبح ابتسامة!

تستحق ذلك فكفى أنها أخذت مني يورا و جونغكوك،
سأجعلها تعيش أسوء أيام حياتها حتى موتها..

أخرجتني من أفكاري اليد التي وضعت على كتفي ثم رُفعت بخفة، استدرت ليواجهني جسد جيمين واقفا أمامي ببرود.. زفر الهواء ثم قال بنفس نبرته الهادئة كما كانت دائما "أنت تبالغين"

نظرت له بحيرة "ماذا؟"

"ماذا فعلت لكِ لتعذبيها هكذا؟"

رفعت حاجبي بعدم تصديق "لماذا تتحدث عنها هكذا؟ هل أصبحت صديقها أيضا؟ هل تعجبك؟"

"توقفي عن قول الترهات و أجيبيني عن سؤالي"

"لست مضطرة لإخبارك بأي شيء، كما لست مضطرة لأقف و أتحدث معك بالأصل، احسب خطواتك و ابتعد عني و لا تتدخل في أموري بعد الآن!"

غيرت وجهتي لأبتعد عن إزعاجه لكنه أمسك ذراعي و سأل "منذ متى أصبحت هكذا؟ "

استفزني سؤاله فاقتربت منه بتحدٍ ليعود خطوة إلى الوراء

"لطالما كانت نفسي اللعينة هكذا، لكنك لم تكن ترى ذلك بسبب إعجابك بي الذي أعماك عن ماهيتي.. إذاً افتح عينيك و ابتعد عن طريقي إذا كنت حقا تحبني و تهتم لأمري"

"هل تحبينه"

"و ما شأنك؟"

"أنت تحبينه صحيح؟"
دفعته صارخة في وجهه "ابتعد!"

ابتعدت عنه لأجلس في مقعدي و أضع سماعاتي
يا للإزعاج!

الموسيقى الكلاسيكية تنسيني همومي و تأخذني إلى عالم آخر بعيدا عن جيمين المزعج و سويون المخادعة..
و يورا الخائنة كذلك، كانت صديقتي فأنهت صداقتها بي في ليلة و ضحاها بسبب سويون! ستدفع ثمن ذلك هي أيضا!

و ما هي إلا دقائق ليدخل الأستاذ و يرن الجرس معلنا بدء الحصص الجامعية.. طوال المحاضرة كنت أحس بجيمين ينظر إلي ببروده المعتاد، لكن خلف نظرته الجامدة بؤس و أسى.. لماذا يحاول أن يكون دائما مثيرا للشفقة هكذا! لقد رفضته مرتين لكنه لا زال يحاول كسب وِدّي و قلبي، و لو أنه يعرف أنه يخفق لمالكه الواحد لا أحد غيره.. أحبه و لو أنه لا يعيرني اهتماما

يتصرف معي ببرود تام و كأنّي شخص من عامة الناس،
سنتان و هو سلطان قلبي و لا زال لا يعرف ماذا يفعل بي كل يوم.. كيف يعذبني ببطئ شديد، لطالما أبدى عدم اهتمامه بالفتيات، ظننت أنّي لست مثلهم في نظره..

لذا كان لي أمل! أمل ضئيل قتلته سو يون بمجيئها و تقربها منه و التصاقها به كالغراء، لا ينظر لها كباقي الفتيات قط! و لا ينظر لها مثلما ينظر لي.. ذلك البريق في عينيه حين يكون معها، تبسمه في وجهها يثير حنقي و غضبي..

𝖧 𝗂 𝗋 𝖺 𝖾 𝗍 𝗁  |  حَنِينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن