الفَصْلُ الخَامِس: اعْتِقَال

310 41 44
                                    

فتحت عيناي في سرير في غرفة فيها عدة أسِرّة، بعضها فارغ و بعضها عليه من يصارع ألمه و أقربائه بجانبه يمسكون يديه مطمئنين إياه، على عكسي أنا هنا، لا يوجد من يقلق علي و لا يطمئنني بأنه معي و لكن يتركني مهما حدث..

أنا و مرضى و أقرباؤهم و ممرضتين و طبيبة فقط في هذه القاعة الخانقة،

رميت عيناي نحو النافذة فلا أرى إلا أشعة برتقالية تتسلل عبر الزجاج لتصل إلي، يبدو أنه شروق الشمس، لكن مهلا! هل نمت ليلة كاملة؟

أين المنطق؟ لا بد و أنهم أعطوني مسكنات و ما إلى ذلك فأنا أذكر أنّي رأيت عدة كوابيس مرعبة البارحة، لا أذكر تفاصيلها إلا أنّي أكيدة من شدة رعبها..

لكن مهلا! أ هذا هو أسوأ نوم ينامه الإنسان..؟
أول نوم بعد فقده لمن يحب،

حينما يغمض عينيه بعد بكاء طويل و نحيب و صياح يستنزف طاقته، ثم يستيقظ وهو لا يعلم كيف نام حتى،

يظنّ أن كل شئ كان مجرد كابوس، ثم تصفعه الحقائق في وجهه صفعة موجعة تهدم قلبه

سقطت دموعي من عيناي في طريقها لتبلل المخدة أسفل رأسي حين استرجعت خيط ذكرياتي و تذكرت ما حدث،

شيء ما يخبرني أنها ليست هي فهي في الولايات المتحدة الأمريكية...

كيف جاءت هنا، أنا فقط أهلوس لقلة نومي من المستحيل أن تكون صديقتي العزيزة التي لطالما كنا معا إلى حين سفرها مع عائلتها إلى أمريكا،

من المستحيل! لكن من جهة أخرى أنا لن أخطِئ وجهها، لكني لست متأكدة! لذا عليّ أن أتأكد...

نهضت بجذعي محاولة نزع المغذي بيدي، فنادت علي ممرضة مهرولة نحوي

" مهلا يا آنسة! لم ينتهي المغذي الطبي بعد.. "

أجلستني في مكاني ثم خطت خطوات متزنة إلى الطبيبة التي تعاين مريضا في السرير المقابل لي، كتبت الممرضة بجانبها شيئا في الملف الذي بيدها ثم تبعت الطبيبة القادمة نحوي..

ألقت علي التحية بابتسامة دافئة ثم أخرجت ما يشبه المصباح.. فحصت عيناي ثم كتبت أشياءً في مذكرة صغيرة و قالت بصوت هادئ، بالطبع سيكون هادئا فهي بالطبع معتادة على إخبار المعلولين بعِلَلهم

"أنت تعانين من سوء التغذية، و من الممكن أنك مصابة بنقص في مستوى الحديد، لذا يجب أن تقومي بتحاليل معينة لكي يُشَخّص مرضك و تتلقين العلاج،
فإن تركت الأمر يطول ستتكرر حالات الإغماء و ستزيدين الأمر سوءا"

قطعت الورقة التي كتبت فيها مسبقا و قد اتضح أنها وصفة طبية ثم أعطتني إياها

" بعض الفيتامينات و المكملات الغذائية "

ربتت على كتفي ثم أكملت

" بالشفاء العاجل "

فور خروجهم من القاعة نزعت المغذي من يدي و خرجت من هذا المستشفى الحكومي الذي سبب لي ضيقا في التنفس،

𝖧 𝗂 𝗋 𝖺 𝖾 𝗍 𝗁  |  حَنِينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن