الفَصْل-13- : بَقَرَة

306 53 20
                                    

صوته كان أكثر من كافيا لشفاء جروحي كلها، أتى بالمرحلة الثانية بعد السعادة الغامرة، عندما تعلق الأمر بالأشياء التي لا يمكن وصفها بالكلمات، نسيت كل شيء، أخرسني و لم أستطع نطق شيء آخر، أحاط بنا صمت رهيب إلى أن قررت كسره

"متى كتبت الكلمات؟" تمتمت

"لم أكتبها"

أجابني بإيجاز فارتفعت ملامح وجهي مجددا بدهشة لأسأله و الحيرة تتفرسني، إن لم يكن هو من كتبها هل هذه أغنية لشخص مشهور؟ غريب إنها جميلة لماذا لم أسمعها من قبل

"لم تكتبها؟"

"الغناء ترجمان المشاعر، و الكلمات تنساب وحدها حين يأتي الوقت المناسب، غنيت ما أشعر به و حسب"

رمقته بصدمة هذه المرة، إذن هو من ألّفها؟ ألّف مقطع أغنية خلال صمته ذاك؟ الآن؟

"لا تستغربي، فكل فتى يصبح شاعرا ما إذا لامس الحب قلبه"

أملت رأسي و لا زال الاستغراب و الدهشة يغزواني فتابع

"و كل فتاة تصبح غبية بطيئة الفهم ما إن يلامس الحب قلبها"

و استقام، وضع يديه في جيوبه، يوليني ظهره لكنه ينظر لي بطرف عينه، ملامحه هادئة كما المعتاد
ارتفاع طفيف في طرف شفته لمحته، بعد وهلة مشى مبتعدا يتوجه نحو يورا و جيمين القادمين نحونا

سعلت بشدة أبزق ما في فمي عندما دخلت حشرة صغيرة ما لفاهي بينما أنا أفتحه كالبلهاء، بزقت مجددا متأكدة من أني لم أبلعها ثم استقمت بصعوبة فالجرح لا زال يؤلم كلما تحركت، توجهت أتبعهم أعرج قليلا و رغما عني

عندما اقتربنا صرخت يورا "أشعر بالجوع!"

قهقهت و نطقت "سنذهب لنأكل لكن قبل ذلك سنذهب إلى الحظيرة كي نساعد و الآن سأتولى مهمة إحضار البقرة و صغيرها من المرعى إلى الحظيرة"

تذمرت يورا تمسك بطنها فأخرستها ثم توجهنا إلى حيث البقرة تقضم من العشب و صغيرها يلعب حولها قافزا، أبعدت القش الذي تبقى في السلة التي تركتها بجانب البقرة، وضعته أرضا ثم أخذت حبلا متوسط الطول جلبته معي، ربطته برفق في الحزام المحَوّط لرقبتها الذي عُلّق عليه جرس ذهبي صغير، ربتت على رأسها بخفة ثم كافأتها بالتبن لطاعتها، كان الرفاق يصطفون واقفين على بعد مسافة ليست بالكبيرة ينظرون إلي و أنا أتحدث إلى البقرة و أمدحها ثم أقهقه و كأنها تجيبني بخوارها

"أقسم أنهما تفهمان بعضهما البعض، سويون كنت متفاجئة لغبائك الحاد و لم أعذرك، أنا آسفة أعي الآن أنك من فصيلة البقر" صرخت يورا بكلامها تشير إلي ثم إلى البقرة بإصبعها، جيمين كان يضحك و يؤيد كلامها بسرور بينما جونغكوك كانت ملامحه هادئة لكن مع ابتسامة خفيفة

𝖧 𝗂 𝗋 𝖺 𝖾 𝗍 𝗁  |  حَنِينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن