الفَصْلُ الثَّالِث: غُرَابٌ

695 87 126
                                    

اختبار قبول غبي،

لماذا هذا الاختبار و قد اختارونا من قبل!

حتى أنه أصعب من اختبارات آخر السنة الخاصة بطلاب الصف الثالث...

أنا و فتى فقط من اجتزناها بنجاح و الباقين الذين تكبدوا عناء السفر إلى هنا ليتفاجؤوا باختبار قبول لم نكن نعرف عنه شيئا،

سيعودون أدراجهم بخيبة أمل،

كان أبي سبق و أن أوصى شخصا يعرفه هنا بي، ذلك قبل ثلاثة أشهر، و الشقة التي أجرها لي مسبقا،

أنهيت إجراءات الإيجار في مكتب العقارات و استلمت مفتاحي،

و ها هو ذا السكن حيث سأمكث لبقية الموسم الدراسي...

دخلت هناك أتفقد المكان و قد كان صغيرا جدا يكفي لشخص واحد فقط،

مطبخ صغير، غرفة نوم واحدة، غرفة المعيشة و حمام.. لا أعلم كيف كنت سأعيش في سكن الجامعة فهو أصغر لكن بغرفتين

مع شريكة سكن! أسوء شيء

وضعت سماعاتي لكي أستمع لموسيقاي المفضلة مع أنه للأسف لم تعد هناك موسيقى تؤثر علي بعد الآن،

بدأت بتنظيف المكان و وضعت أغراضي و ملابسي بالخزانة و وضعت قطتي المحشوة الكبيرة على السرير الذي غيرت أغطيته لخاصتي التي جلبتها معي،

و وقفت بالباب أنظر بفخر لما قمت به و الديكور الذي غيرته.. أحببت الأمر أردت الابتسام لكن الضيق الذي لا زال يغمر قلبي يمنعني.. أدويتي التي آخذها بلا فائدة، كربي و حزني متدفقان لا ينتهيان
أتساءل متى سأرجع لأعيش حياتي كما كانت رغم أنها لن ترجع أبدا و مستحيل!

أعددت الرامن ثم ذهبت إلى غرفتي الجديدة آكل فوق سريري..

أين تلك المائدة المملوءة بالطعام؟ أين صوت ضحكات أخواي الصغيران؟ أين ذلك الدفء؟

أنا لا أحس بشيء الآن غير البرودة و الصقيع يخترقان بشرتي و لحمي، عروقي.. وصولا إلى عظامي فيمنعاني من النوم و يحَرّمان عليّ الراحة

علبة الرامن لا زالت ممتلئة لكني لا أقوى على الأكل رغم أن معدتي تطالبني بمساعدتها بالطعام أو ستهجرني كما هجرني أربعتهم،

وضعتها في المطبخ و عدت إلى غرفتي لألقي بنفسي على السرير و حاولت النوم قليلا لأن علي أن أستيقظ باكرا من أجل يومي الأول في الجامعة،

لكن هل له أن يرأف بي و يجعل عيناي تستريحان قليلا.. يرفض أن يزورني..

أنا أعلم أني لن أنام إلا ساعتان أو أقل كالعادة لذا نهضت بجذعي..

𝖧 𝗂 𝗋 𝖺 𝖾 𝗍 𝗁  |  حَنِينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن