الفَصْل الثّامِن: وَجِيفٌ ثُمّ رَجِيفٌ

238 39 52
                                    

كل شيء بدأ قبل ثلاث سنوات..

و بالضبط يوم عيد ميلاد جيمين، الخامس عشر من شتنبر.. في نصف الشهر و في منتصف الليل حيث كانت السماء حالكة الظلمة، و القمر مختفٍ لا أثر له.. وُلِد هو ليعوّض مكانه و ينير تلك الليلة بصرخاته كما أنار حياتي.. أو هكذا وصفت لي أمه الأمر.

إنه أخي ليس صديقي فقط و أرى فيه كل حياتي، و أحاول بجد في كل عيد ميلاد له أن يكون أفضل يوم في حياته.. لأن اليوم متى ولد كان أفضل يوم في حياتي و لو أنّي كنت رضيعا! و لم أرَى بكيته الأولى، فقد كنت مشغولا بالرضاعة و اللعب و الحبو هنا و هناك، أنا ممتن للقدر بقدر كراهيتي له! فلو أنه أخذ مني أمي و أختي إلا أنه ترك لي أفضل صديق و أخ في الوجود.

عائلتينا كانوا أصدقاء، و كنّا نزور بعضنا دائما لذا نحن كبرنا معاً.. ترعرعنا معاً.. لعبنا معاً.. ضحكنا معاً.. أكلنا معاً.. بكينا معاً.. و كبرنا معاً.. و لا زلنا معاً.

بالرغم من أنّي أكبر منه بسنة، و بالرغم من أنّي كنت دائما أجعله يخدمني و يلبي طلباتي.. هو لم يشتكي أبدا من تصرفاتي الوقحة، و قد كان يضحك كل مرة قائلا "حسنا سيدي الرئيس"، و أنا في المقابل أزيد من طول رقبتي كعلامة تكبر..

لم يحسدني أو يغَر منّي يوماً.. على امتلاكي ألعابا أفضل و أكثر من ألعابه، بل كان يأتي لغرفتي و يتصرف كأن كل شيء ملكه و يلعب بها حتى أنه يجلب ألعابه معه و يعطيني إياها قائلا "إذا جمعناها معا سيصبح لدينا الكثير من الألعاب و سنمرح كثيرا"

عندما أبكي لافتقاد أمي كانت شفته تهتز ببطئ ثم بسرعة و فورا يبدأ بالبكاء كما لو أن أمه هي الميتة
فينتهي بي الأمر أواسيه لكي لا يبكي لبكائي..
علمني هو ألا أبكي مجددا خوفا من أن يبدأ البكاء
و أنا علمته أن لا يبكي أمام أي مخلوق آخر غيري..

و يوم عيد ميلاده قبل ثلاث سنوات.. أتاني باكياً،
كفكفت دموعه و سألت "ماذا حدث؟"

لكنه لم يقل شيئا و هو يشاهد وجهي يحمر و يشتعل غضبا هو لم يطلعني يومها على من أحزنه هكذا لدرجة البكاء لأنه يعرف أنه أيا كان هذا سأمزق كل عضلة يمتلكها، لم أمرر اليوم بسلام و هو نسي حزنه و بدأت محاولاته لجعلي أهدأ، الكل يعرف أنه من يغضب أو يحزن جيمين يوم عيد ميلاده أو أي يوم قريب لعيد ميلاده سيكون له جيون جونغكوك بالمرصاد و سيندم.

مرت الأيام و نسيت الموضوع و حينها فاجأني من حيث لا أدري.. يروي لي ماذا حدث

"لأصدقك القول كنت خائفا من أن تفعل شيئا سيئا ذلك اليوم.. فأنا أعي جيداً أن لا شيء في السماء و لا في الأرض يمكنه أن يلملم أعاصير غضبك و يهدئها،
لذلك أبَيت إخبارك أي شيء، لكن بغض النظر عن أنك ستغضب لا محالة.. فأنت أخي و من حقك معرفة ما يدور في حياتي، أو حياتي العاطفية بالأصح"

سكت لوهلة بينما كنت أنظر له بتشجيع ليكمل، وضعت يدي على كتفه حين تنهد و قلت بصوت خفيض كي لا يُغيّر رأيه إن صرخت مجددا بدون شعور "ماذا حدث جيمين؟ أ هي تلك الجيني؟"

𝖧 𝗂 𝗋 𝖺 𝖾 𝗍 𝗁  |  حَنِينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن