الفصل التاسع: تَحت الثَّرى

449 69 72
                                    


"ماذا هناك أيها الصغار؟ أتشعرون بالجوع؟ هل تريدون الأكل؟" سألت هامسة و تجمدت أنتظر الإجابة، ماءت ميمي فنهضت بسرعة لأجلب لهم طعام القطط و الحليب من المطبخ، رجعت سريعا على رؤوس أصابعي كي لا أوقظ الصغير النائم، مع أن ثلاثتهم يستمرون في دهسه و عض أذنيه، إلا أنه لن يستيقظ إلا بحركة مني! لطالما استغربت من ذلك، لكن يبدو لي أنه يخاف أن يستيقظ و لا يجد نفسه في البيت ككل مرة أذهب به عند منزل الجدة،

ليست لدي خبرة في تربية القطط فهذه أول مرة أربيهم فيها، منذ أسبوع مضى، أي منذ أن جعلتني جيني أضحوكة، قررت البدء من جديد... سأعود كما كنت و أقوى لكن قبل كل هذا، كان يجب على أن أبحث عن القطط التي تركتها بقرب المتجر مرمية...

كان الذنب ينهشني فقد وضعتهم بدون أدنى شعور بالمسؤولية تجاههم و جريت نحو الميتة...
كنت أتمنى أنه لم يأخذهم أحد أو أصابهم مكروه، أو ماتوا فهم لا زالوا صغارا و ليست هناك أم ترضعهم...

لكن بعد بحث طويل وجدتهم متكورين على بعضهم البعض وراء الصناديق، جلبتهم معي للبيت و بدأت أعتني بهم، كنت سأحممهم لكنّي شعرت بالخوف لذلك انتشلت هاتفي و أخذت أبحث، قرأت أنه لا يجب تحميم القطط كثيرا و بالأخص لو كانت صغيرة، فلا يجب أن يمسهم الماء في تلك الفترة، فقد يتسبب ذلك في موتهم... تنهدت براحة أني لم أفعل شيئا أندم عليه فقد كنت سأحممهم و أتسبب في موتهم

بدلا عن ذلك نظفتهم بمنشفة مبللة، مع درجة حرارة مناسبة كما قرأت، فالقطط لا تكره المياه بدون سبب... فقد يموتون بسببها، كان أربعتهم يرتجفون من البرد، لذلك قمت بصنع سرير لهم بصندوق و أفرشة ناعمة و دافئة

أطعمتهم و أشربتهم الحليب، فقد جلبت طعام القطط مسبقا و كذلك أسميتهم،

ثلاث ذكور و أنثى، سكر كان فراؤه كله أبيض اللون لهذا.. هذا الاسم يليق به، ستورم و قد كان رمادي اللون بالكامل، ماكس لقد كان خليطا *ميكس* من اللونين الأبيض و الرمادي.. ميكس أو ماكس؟ ماكس أحسن، و في الأخير ميمي الصغيرة.. كانت هي الأخرى بيضاء اللون بالكامل، كانت الأكثر مُواء في الأسرة الصغيرة... دائما ما تموء بلطف شديد و عينيها الزرقاوان دائما ما تغطيهم طبقة سواد بؤبؤيها الكبيرين، لذا أسميتها ميمي نسبة لمواء، و هذا الاسم لطيف مثلها...

عيد ميلاد جيمين غذا و لا أعرف كيف سأترك الصغار مجددا، أشعر بالذنب فأنا دائما ما أتركهم مع جارتي العجوز.. هي لطيفة جدا و تحب القطط عكس السكان في تلك الشقة القديمة! لقد استأجرت شقة أخرى،
فلنعتبر ذلك كبداية جديدة لصفحة بيضاء، بعد ثلاث أيام من البحث المتواصل عن شقة للاستئجار و تكون قريبة للجامعة... وجدت هذه الشقة، أكبر من الأولى و الثمن مناسب، مع أنها بعيدة قليلا عن الجامعة لكن لا بأس فسأتخلى عن المشي و سأستقل الحافلة...

𝖧 𝗂 𝗋 𝖺 𝖾 𝗍 𝗁  |  حَنِينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن