الفَصْل السّادِس: قَاتِلَة

253 37 89
                                    

ألقيت نفسي على السرير بعد يوم متعب استنزف طاقتي الشّبه معدومة من الأصل، تنهدت عميقاً بينما أغمض عيناي، كان يوما طويلاً لكنه لن يكون بطول ليلتي هذه، النّوم لن يرحمني أبداً كما لم يفعل من قبل،

مددت يدي نحو هاتفي لأرى ماذا نُشِر في مَقالات اليوم.. مجرد فضول فقط لكن يا ليتني لم أفعل،
أغلب المقالات البارزة تتحدث عن مقتل هي جين،
فتحت أول مقالة و بدأت أقرأ بسرعة ما كُتِب.

"جريمة قتل بشعة تهز منطقة تشونسو السكنية و السكان المحليون يشعرون بالخوف، فتاة في العشرينيات من عمرها، جو هيجين تتعرض للطعن عدة مرات لتسقط بعد ذلك جثة هامدة في بركة من الدماء.

الشرطة لا زالت تحقق في القضية و تبذل قصارى جهدها للتوصل إلى القاتل، قاطنة الشقة رقم 11 'بارك سو يون' وُضِعت كأول مشتبهٍ به لهم بحيث أن الضحية قُتلت أمام باب شقتها..."

ألقيت الهاتف بعيدا عني فأنا لن أكمل قراءة هذا الهراء، كيف يحق لهم التشهير باسمي هكذا! امتنعت عن هاتفي و التلفاز فالكل يتحدث عن هذه القضية التي أثارت اهتمامهم و أثارت حنقي و غضبي، سقطت دموعي دافئة على بشرتي الباردة...

بحق السماء لِم أتذكر الغراب و ما قاله لي الآن؟ لكن من ناحية أخرى فمعه حق... الوقت ليس وقت البكاء و الانهزام، يجب أن أقف على رِجليّ كي أستطيع الأخذ بثأر صديقتي المقتولة بدون سبب يذكر..

مسحت دموعي و نهضت بجذعي مستعدة للدخول في دوامة تفكير عميق لربط الحقائق ببعضها البعض..

"أولا ليس لهي جين أعداء و ليس للقاتل دافع يجعله يتخلص منها في حين أن لا أحد يعرفها هنا في سيول و قد عادت من أمريكا مؤخرا، بما أن ليس هناك دافع و قتل بغاية الانتقام فلنستبعد هذا الاحتمال..

الاحتمال الثاني أنها دخلت في نقاش حاد مع إحدى سكان العمارة و طعنها... قد يكون سكيرا أو ما إلى ذلك، لكن لو دخلَت في اشتباك مع أحدهم لكانت طُعنت من الأمام... هناك شيء مبهم و غير واضِ-"

سكتت لوهلة و تعابير وجهي جامدة كمن باغتته الحقيقة التي كانت أمامه طوال الوقت بصفعة جعلت من خده يحمرّ

"مهلا... مهلا مهلا مهلا! لا يمكن أن..! يا إلهي! هل ما أفكر فيه.. صحيح؟"

.

كنت أتمشى بينما أركل الحصى في الطريق غارقة في تفكير عميق، أطرافي ترتجف و خائفة حد الجحيم أن يكون ما أفكر فيه حقيقة حدثت و أنا في غفلة من أمري،

أصابعي ترتجف و تأبى التوقف عن توتيري هكذا
إن كنت أنا السبب في موت هي جين فلن أسامح نفسي أبدا، ضربتني نسمة هواء الصباح العليل بلطف كأن الطبيعة تواسيني...

𝖧 𝗂 𝗋 𝖺 𝖾 𝗍 𝗁  |  حَنِينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن