الفَصلُ الثّانِي: رِحْلَةُ المَوْتِ

645 92 83
                                    

يوم آخر بدأ بجملة أكره حياتي

لم أنل كفايتي من النوم فقد سهرت حتى الثانية صباحاً و أنا أراجع الرياضيات و الفلسفة

هل أربع ساعات كافية لاسترجاع طاقتي و نشاطي؟

انتفضت من فراشي فإذا ما انغمست في التفكير مجددا فسأتأخر.. قمت بروتيني الصباحي المعتاد

استحمام، ارتداء زيي المدرسي

و تسريح شعري الطويل على شكل ذيل حصان فأنا لا أسدله أبدا لطوله فهو يصبح مصدر إزعاج فقط

خرجت من غرفتي و يوري و تاي أيضا تزامنا معي
ألقوا علي التحية و هرولا نزولا إلى مائدة الإفطار
وأنا أتبعهم بخطواتي المتزنة

قبلت أمي على غير عادتي فأنا عادة ما ألقي التحية من بعيد فقط...

أظن أن هناك من شعر بالغيرة فهذه الشرارة الطائرة نحوي لم تأتي وحدها لذا قبلت أبي أيضا،

أبي الذي يحمل في يده جريدة الصباح يقلب بين صفحاتها باهتمام..

جلست على كرسيي بهدوء بينما تضع أمي عجة البيض في صحني و شرعت في تناول طعامي بشهية زائدة جعلت أبي يستغرب فأنا أهمل صحتي و لا آكل كثيرا خصوصا في الإفطار

لاحظت أمي نظراته المستغربة لي فابتسمت بجانبية لتنطق بسخرية "لم أنت مستغرب؟ أنسيت أن شهيتها تفتح في فترة الامتحانات و الضغوط"

قهقه أبي بعدما أدرك الأمر فهو كثيرا ما ينسى فأردف موجها عينيه نحوي مباشرة

"لا زلت لا أفهمك رغم أنك ابنتي.. أنت أكثر إنسان غريب رأيته في حياتي "

قهقه و وجه كلامه بعد ذلك لأمي المركزة في صحنها

"البشر العاديون تنغلق شهيتهم في فترة الامتحانات.. فترة الاكتئاب على عكس ابنتك تتناول الأخضر و اليابس...

لذا أدعو أن تكوني دائما سعيدة و هانئة البال كي لا أفلس و نموت جوعاً و تصبح لدي بقرة سمينة في المنزل"

فغر فاهي بعدم تصديق مما قاله و ضحكت قائلة

"هل يمكنني إعتباره تنمرا؟"

من ناحية أخرى فهو لم يكذب أنا غريبة حقا

لكن أبي اعتاد دوما السخرية مني و الضحك بعد ذلك فمثلا عندما أزيل غرتي و يظهر جبيني يخبرني أنه يشبه الحافلة.. أو عندما آكل كثيرا يخبرني أني سأتسبب له في الإفلاس،

𝖧 𝗂 𝗋 𝖺 𝖾 𝗍 𝗁  |  حَنِينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن