وصبُ مُبهم .7

13 3 0
                                    

.

اجتمعنا بعد حين في غرفة المعيشة ورحنا نرتشف القهوة والشوكولا الساخنة مع المربيتين لكن ( كارميلا ) لم تشارك ، كانت تجلس بهدوء مطب كعادتها ، جلس أبي إلى جوارها متسائلا عما إذا كانت قد سمعت ، أخبارا عن والدتها مذ مجيئها إلى هنا ، فأجابت بالنفي . سألها والدي عن عنوان مناسب نستطيع أن نرسل من خلاله المكاتيب فأجابت في جمة : ليس بإمكاني أن أجيب ، لكنني كنت أفكر جدا بالرحيل ؛ أنتم طيبون ومضيافون جدا وأعتذر عن تسببي بمتاعب جمة ، أعتقد أنه من الأفضل أن أستقل عربة وأبحث عن والدتي يوم غد فأنا أعلم أين بإمكاني إيجادها ولكن ليس بوسعي إخباركم . أجابها والدي باستياء واضح : لا يجدر بك قول شيء كهذا ، لن أسمح برحيلك الا تحت رعاية والدتك التي تكرمت بالموافقة على ترك معنا حتى تعود ، من الواضح أن ذاك الوباء الملغز يتزايد وأمسى يغزو كل شبر من الجوار وأنني لأشعر بمسؤولية كبيرة خاصة مع حاجتي الماسة لنصائح والدتك بيد إني لن أسمح لك بالمغادرة دون توجيه مباشر منها . ارتسمت على محياها ابتسامة ژينت بلون الخجل وقالت : لم أشعر يوما بالسعادة المفرطة كما شعرت بها هنا في قلعتكم الجميلة برفقة ابنتكم ، لكم مني جزيل الشكر والامتنان » . نهض والدي وقبل كفيها بفخامة ، رافقت ( كارميلا ) بعد ذاك لحجرتها كما جرت العادة وجلست أثرثر معها قبل أن تخلد إلى النوم . بعد فينة من الزمن ، تركتها وشرعت أكلم نفسي والتساؤل ينخر تلافيف دماغي ، ترى هل تصلي ( كارميلا ) كما نفعل ؟ لم أرها راكعة قط بل وإنها لم تكن تبرح مهجعها حتى ننتهي من صلوات الصباح ، لم أكن أسمعها تتحدث في أي شيء له صلة بالدين مما أثار دهشتي أكثر أعتقد أن طباع الأخرين تكون معدية أحيانا ، فقد اكتسبت عادة إغلاق حجرتي ليلا وتعلمت منها البحث عما إذا كان هنالك سفاح يختبئ في مكان ما ، فأخلد للنوم تاركة سنا ضوء خافت حتى أنال قسطا من الراحة المرجوة بيد أن الكوابيس كانت تخترق الجدران وتسخر من الأقفال . رأيت حلما مخيفا تلك الليلة ، كنت مدركة أنني في مهجعي وعلى سريري لذا فلا أعتقد أنه كان كابوا ، لقد رأيت شيئا موشا بالسواد يتحرك عند قدمي ، لم أعرف ماهيته في بادئ الأمر ثم كقطة سوداء عملاقة تروح وتجيء بنفس ذاك القلق الذي يجتاح الوحوش الحبيسة في قفص ، كنت مذعورة ته لكني لم أستطع الصراخ أدركت أنه يبدو تماما من هول الموقف . كانت تدنو مني شيئا فشيئا حتى لم أعد اری الأ عينيها ثم صعدت فوق فراشي وعيناها تجثوفوق وجهي ودون سابق إنذار شعرت وكأن نابین حادين اخترقا بوصة صدري . صحوت لأجد نفسي أصرخ بشدة ، رأيت بسبب سنا الشمعة خيال أنثى تقف عند مقدمة

.........

السرير ، كانت متوشحة بالسواد ، يغطي شعرها كتفيها ، تقف بثبات الصخرة من دون أي برهان يدل على أنها تتنفس ثم بدا لي أنها تقترب من الباب وتعبر خلاله دون أن يفتح ، أول ما خطر لي أن ( كارميلا ) كانت تلعب معي لكن خابت أفكاري وراحت أدراج الرياح حين رأيت أن الباب ما زال موصدا كما تركته ، أصابني ارتياع شديد وغمرت وجهي تحت أغطية السرير حتى الصباح .

السرير ، كانت متوشحة بالسواد ، يغطي شعرها كتفيها ، تقف بثبات الصخرة من دون أي برهان يدل على أنها تتنفس ثم بدا لي أنها تقترب من الباب وتعبر خلاله دون أن يفتح ، أول ما خطر لي أن ( كارميلا ) كانت تلعب معي لكن خابت أفكاري وراحت أدراج الرياح حين رأيت أ...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

............

ايات
وقت النشر
2021/jul/24
6:13 am

كَارمِيلٌا / للكاتب شيريدان لو فانو . «كاملة»حيث تعيش القصص. اكتشف الآن