تشابه مُريب . 6

16 4 0
                                    

.

في ذاك الأصيل ، وصل من ( غراتس ) – وهي المركز الإداري لمقاطعة ( ستيريا ) في النمسا ، ابن منظف الصور راكبا عربة يجرها حصان ، محملة بصناديق ممتلئة بالصور ، عادة عندما يصل زائر من ( غراتس ) فأننا نحاوطه من شتى الجهات النعرف آخر المستجدات . كانت الخادمات أول المستقبلين ليسمع منه الأخبار أثناء تناوله وجبة عشاءه ، ثم نقابله نح عندما يكون منهمكا بتعليق الصور باستخدام المطرقة والإزميل بينما كان والدي يمسك قائمة تحتوي على أرقام الصور التي أخذت للتنظيف . كانت ( كارميلا ) جالسة ترقب المشهد في هوادة ، بينما علقت الصور واحدة تلو الأخرى ؛ إن أكثر الصور في قلعتنا تخص والدتي نمساوية الأصل ، لم تكن الصور جميلة بقدر ماهي عتيقة لدرجة أنني رأيت بعضها لأول مرة بعد التنظيف لأن الغبار كان يحجبها . قاطع والدي حديث عقلي قائلا : ثمة صورة لم أستطع إيجادها حتى الآن ، مكتوب على أحد أركانها اسم ( مارشا کارنشتاین ) بتاريخ ۱۹۹۸ . لم أستطع تمييز الصورة بشكل جيد ، لكنني أذكر أنها صورة مربعة بلا إطار ومغطاة بالسواد ، أخرجها الرجل بعد حين بنوع من الفخر وعرضها علينا ، كانت تخطف الألباب بل إنها الجمال بعينها لكن الغريب بالأمر أنها نسخة أخرى من ( كارميلا ) ؟ صحت في دهشة : كارميلا ) ؟ تلك معجزة ، أليس كذلك ؟ ها أنت حيين تلك الصورة « . وأخذ التوتر مني منحاه ورحت أرمق تلك الوحمة التي تقطن فوق حنجرتهاد إنه لشبة مريب . ضحك والدي وأعقب : « بالفعل إنه لتشابة مريبا طلبت منه تعليقها في حجرتي ووافق على الفور بينما لم تبد ( كارميلا ) أي حماس يذكر بل وبدا لي انها لم تسمع ما قلته للتو ، كانت تجلس نے مقعدها متوجهة بناظريها نحوي وارتسمت على وجهها ابتسامة بنوع من الانتشاء . أعدت قراءة الاسم المكتوب على أحد أركان الصورة ، رباها إنه ( ميركالا ) وليس ( مارشا ) كانت أمي كونتيسة ( كارنشتاين ) أي أنني من نسل تلك العائلة قالت ( كارميلا ) : أنا أيضا من نسل ( كارنشتاین ) ، لكنه نسب فاني منذ عصور ، أعني هل ما يزال هناك أحياء بينهم ؟. أجبت : لا ، إن أسرة ( كارنشتاین ) قد فنت جراء الحروب الأهلية على حد علمي بيد إن خرائب قلاعهم تبعد ثلاثة أميال من هنا قالت في تراخ : رائع ، ما أجمل ضياء القمر ؛ هل ترين ؟ ما رأيك أن نقوم بجولة ونشاهد انعکاس سناه على الطريق ومياه النهر ؟
.......

لم أبي أي اعتراض ونهضت ثم خرجنا منا ومشينا في صمت مقيت ، لقد كانت ليلة مماثلة لتلك التي جاءتنا ( كارميلا ) بها . همست ( كارميلا ) في أذني قائلة : تذكرين ليلة مجيئي ؟ أأنت سعيدة حقا بذلك ؟ هذا يعني أنك طلبت تعليق الصورة في غرفتك لأنها تشبهني . أراحت رأسها على كتفي فأجبتها قائلة : بل إنني منبسطة الأسارير لما حدث ، أنت عاطفية للغاية ؛ أعتقد أنك تعيشين غراما ملهما . تتنهد : لم أحب أحدا قط ، لو أحببت لوقع اختياري علي ؛ إنني أعيش في ولسوف تموتين من أجلي فأنا أحبك .. تراجعت عنها والرعب يملا جو ، فنظرت الي بوجه شحوب خلي من أي تعبير ولون ثم قلت لها باستغراب شديد وارتياع أشد : يبدو أنك على وشك فقدان وعيك ، هل أنت بخير ؟ أجابت : نعم ، أنا بخير ؛ دعينا نعود أدراجنا وسوف أستعيد صحتي بعد قليل . قبل أن ندخل القلعة قالت لي : دعينا نلقي نظرة أخيرة ، لربما لن نستطيع مشاهدة ضوء القمر ما مرة أخرى . انتابني الرعب وخشيت أن تكون مصابة بذات الداء الذي اجتاح البلدة ، مرت تلك الليلة بعد ذلك من دون إي نوبات افتتان ما خلا شيء واحد جعل افكاري تأخذ منحى آخر تماما ، ويبدو أنه ما جعل خمولها الملحوظ يتحول لنوع جديد من النشاط العابر

........

ايات
وقت النشر
2021/jul/24
6:08 am

كَارمِيلٌا / للكاتب شيريدان لو فانو . «كاملة»حيث تعيش القصص. اكتشف الآن