.
بينما كان الجنرال يتكلم ظهر رجل غريب المظهر ودخل من الباب الذي دخلت منه ( كارميلا ) ، كان طويل القامة ضيق المنكبين ويلبس السواد ؛ ذا وجه أسمر ممتلئ بأخاديد عميقة يعتلي رأسه قبعة عريضة ذات ت تصميم غريب فيما يضع على عينيه نظارات ذهبية ؛ كانت له تصرفات تثير استغرابي كأن ينظر صوب الأرض تارة والسماء تارة أخرى . صاح الجنرال في دهشة سابقة بهذا الرجل حيث بدا عليه سرور واضح ثم جذب الرجل من ساعده وقدمه لوالدي بشكل رسمي وفورا دخلوا في محادثة جادة . تناول الغريب لفافة ورق من جيب سترته وفردها على سطح إحدى القبور ، وشرع يرسم بقلم رصاص يحمله بين أصابعه خطوطا في شتى ، و الاتجاهات فاستنتجت أنها تصميم خطي للبناية التي نقف فيها الآن ، وبعد لحظات مشيا عبر الممر الجانبي ثم قاسا المسافات باستخدام خطواتهم و النهاية وقفا مواجهين إحدى الجدران المتداعية وأخذا ينزعان اللبلاب المحيط به ويخلعان البلاط باستخدام عصيمها وهنا كانت المفاجئة لقد رأينا نقشا عملاقا عليه شعار نبالة ، وعلى ما يبدو فإنه جزء من ضريح ( ميركالا ) - كونتيسة كارنشتاین ضم الجنرال يديه ورفعهما صوب السماء ، بدا وكأنه يصلي ويشكر الله حيث سمعته يقول إن المفوض السامي يكون هنا وسيتم تنفيذ الحكم وفقا للقانون ، ثم استدار صوب الرجل الغريب وهز كتفيه بقوة قائلا : كيف لي أن اشكرك أيها البارون ، سوف تنقذ هذه المنطقة من وباء ظل يطارد أهلها طوال قرن كامل . اقتاد والدي الجنرال ( شبيلزدورف ) والغريب المكان بعيد عن مدى أسماعنا ورأيتهم يحدقون بي من وقت لآخر حيث فهمت من خلال نظراتهم غد بعد أنهم يسردون قصتي ، ثم قررنا أن نعود أدرجانا مصطحبين معنا القس الطيب الذي يقطن بالقرب من هنا . لقد كنت منبسطة الأسارير حقا لدى عودتنا إلى القلعة بيد أن سعادتي صارت رعبا عندما لم أجد ( كارميلا ) هناك لم أكن قد أدركت ما شاهدت عيناي في الكنيسة المهدمة واعتقدت أنه سر يريد والدي أن يبقيه في منأى عني بيد أن اختفاءها جعل المشهد يبدو في ذاكرتي أكثر شناعة . كانت تلك الليلة مختلفة عن أقرانها حيث نامت بجانبي خادمتين بالإضافة إلى السيدة بيرودون ) بينما بقي والدي والقس في حجرة الثياب الملاصقة لغرفتي وكان القس عندها قد بدأ بطقوس معينة لم أستطع فهم فحواها لكني علمت مسبقا أنها كانت لحمايتي لا أكثر . بعد أيام فهمت جل ما يدور حولي وانتهت معاناتي الليلة باختفاء ( كارميلا ) . لقد سمعتم بالتأكيد الكثير من القصص الخرافية المتعلقة بمصاصي الدماء في ( ستیریا )
..........
و مورافيا ) بل وحتى في ( روسيا ) ، أود إخباركم الآن بانها براء من كونها خرافة ولو جمع شهادات الناس بكل دقة ونزاهة أمام أكفأ اللجان فإنه من العسير عليهم أن يبرهنوا عدم وجود ما يدعى ب مصاصي الدماء ) . في اليوم التالي دارت الطقوس الرسمية في كنيسة ( کارنشتاین ) وتم فتح قبر الكونتيسة ( ميركالا ) فاستطعنا تمييز ذلك الوجه الغادر ذي الجمال الذي يأسر الأفئدة ؛ مر أكثر من مائة وخمسون عاما من توفيت بيد أن ملامحها ما زالت تحمل دفئ الحياة بمقلتين مفتوحتين ورائحة لا تنم عن كونها مجرد جثة . قام طبيبان بفحص الجثة ليعلن الحقيقة المروعة بأن هناك نبا خافا يمكن الشعور به ، كانت الجثة لينة الأطراف ذات ملمس طري بينما امتلأ التابوت بالدم . وهكذا اكتملت كل براهين م الدماء من قبل الأموات . تم بعدها استخراج الجسد طبقا للممارسات القديمة وتم إيلاج وتد في فؤاد ( ميركالا ) والذي جعلها تطلق صرخة حادة تثقب الأذان وتعصر القلوب ، كما لو أنها صرخة حي لحظة الاحتضار ، ثم قطع رأسها فانفجر الدم من مكان القطع وسال كنهر يفد من منبع لا ينتهي ؛ وأخيرا وضعوها فوق كومة من الخشب وأضرمت النار فيه ولقي رمادها في النهر . الم نشهد زيارات مصاصي الدماء مذ ذلك الحين وما يزال والدي يمتلك نسخة من القرار الملكي حاملا توقيعات كل من شهدوا تلك الحادثة وقد اعتمدت أنا شخصيا على الورقة في سرد تلك الأحداث ........
ايات
وقت النشر
2021/jul/24
7:05
أنت تقرأ
كَارمِيلٌا / للكاتب شيريدان لو فانو . «كاملة»
Fantasyشهوة الدم والغموض تتجسد برواية درامية قوطية . - صحيفة الغارديان - العبادة الكلاسيكية التي الهمت داركولا . - صحيفة التلغراف - على عكس روايات الرعب التقليدية فهنا لا توجد مقابر ووحوش متغيرة الأشكال ، إنما هي رواية في الغموض الأخلاقي والنفاق الديني...