.
التمست السيدة مني عذرا ونوهت أن ابنتها تتعافي من حادث ركوب خيل كان قد أثر على أعصابها بشدة ، لم ترغب مفارقتها لكن كان عليها الذهاب في رحلة شديدة الخطورة أو كما قالت رحلة حياة أو موت ) . كان طلبها الوحيد أن أعتني بابنتها دون ذكر أي تفاصيل أخرى ، في تلك الأثناء جاءت طفلتي جواري وهمست تطلب مني دعوة ( ميلاركا ) الزيارتنا ، يا لسخرية القدرا كنت سأطلب منها في ظروف أخرى أن تصبر الوقت ريثما نعرف ماهيتهم على الأقل ، بيد أني لم أكن أملك الوقت لذلك ؛ لقد أسر بجمال الشابة الأځاذ وكرم أصلها لذا وافقت على بقائها فورا . اومأت السيدة لابنتها ثم راحت تحكي لها كيف أن ظروفا قاهرة تضطرها للرحيل وأنها ستبقى معنا ونحن من سيعتني بها في الفترة القادمة ثم دست منها لتهمس بكلمات غير مفهومة وطبعت على وجنتيها قبلتين ، وبقلب مرهف الإحساس رحلت يصحبها السيد الشاحب ذا الرداء الأسود . طلبت منا ( میلاركا ) بعدئني أن نذهب للغرفة المجاورة لكي تسنح لها الفرصة أن تودع والدتها من خلال النافذة الكبيرة هناك ، امتثلنا لرغبتها فرأينا عربة أنيقة يحيط بها الخدم والسعاة بينما كان الرجل ذو الرداء الأسود يضع عباءة مخملية على كتفي السيدة ويرفع الكبود ليغطي رأسها ثم على الفور توارت العربية عن مدى أبصارنا . بدأت أفهم حينها للمرة الأولى حماقة ما فعلت ؟ تنهدت الطفلة بعدها والحزن يملأ عينيها الجميلتين ثم قالت : ولم تنظر والدتي إلى قط . قدم لها مواساة بقولي إن والدتها لم ترغب بكشف وجهها وما كان بوسعها أن تعرف أننا نقف ها هنا لتوديعها ، كان جمالها مذهلا لدرجة أنني أسف على الجفاء الذي قابلتها به وصمم على تعويضها حين العودة إلى الديار .. صارت صلة ( ميلاركا ) بنا وطيدة فراحت تحدثنا عن قصص ملفتة عن القوم العظام الذين رأيناهم في الشرفة ؛ كان حديثها مسليا جدا ، صرت أميل لها شيئا فشيئا وأدركت أنها ستعيد الحياة لتلك الأمسيات الكئيبة التي وشحت قلعتنا . لم ينته الحفل حتى لاح الصباح في الأفق ، كنا في صالة مزدحمة عندما سألتني طفلتي عن مكان ( میلاركا ) ، كنت أحسبهم مقا لكن من الواضح أنا 6 فقدناها . بوعود لا أعرف أتضح لي في تلك الأثناء مدي حماقة تصرخ باستقبال الآنسة بينما لا أعرف عنها شيئا إلا اسمها خاصة بعد أن فشلت كل محاولاتي في العثور عليها ورح أتخبط بين أفكاري التي تحتم علي أن ألتزم سبب الإصرار عليها أو حتى تعهدي بعدم السؤال عنها كما كان من السخف أن أسأل الناس عن الأنسة التي رحلت والدتها قبل قليل . دقت الساعة الثانية ظهرا في اليوم التالي وكالانزال تائهين في زوبعة أفكارنا لا نعلم ما الذي يتوجب علينا فعله ، بعد قليل جاء خادم يقول إن هناك آنسة صغيرة قلقة جدا طلبت منه بجدية أن يد لها على مكاني وابنتي وليتها لم تفعل ؟ قضت لنا كيف أنها فشلت بالعثور علينا ونامت في غرفة مدبرة المنزل حتى الصباح ، يبدو أنها كانت مرهقة بعد الحفل ، ثم عدنا سويا إلى دیارنا وكنت مسرورا برفقتها حتى تفتحت الأزهار في صدري وعمت السعادة أرجاء أرواحنا
...........
ايات
وقت النشر
2021/jul/24
6:52 am
أنت تقرأ
كَارمِيلٌا / للكاتب شيريدان لو فانو . «كاملة»
Fantasiaشهوة الدم والغموض تتجسد برواية درامية قوطية . - صحيفة الغارديان - العبادة الكلاسيكية التي الهمت داركولا . - صحيفة التلغراف - على عكس روايات الرعب التقليدية فهنا لا توجد مقابر ووحوش متغيرة الأشكال ، إنما هي رواية في الغموض الأخلاقي والنفاق الديني...