° المقدمه °
كاتب اول قصه عن مصاصي الدماء في التاريخ
شيريدان لو فانو
ولد جوزيف توماس شيريدان لو فانوفي ( 28 أغسطس 1814 ) ، وتم تصنيفه كاتبة إيرلندية للحكايات القوطية وروايات الغموض و خيال الرعب حيث يعد رائدة لذلك المجال في القرن التاسع عشر ؛ كما كان محورا في تطوير هذا النوع خلال العصر الفيكتوري . لقد وصف السيد جيمس لوفانو بكونو قد تبوأ المرتبة الأولي ككاتب لقصص الاشباح ووالد الرواية البريطانية التي تدعى ( غريب الخيال ) . لقد بات السيد لوفانو طي النسيان بعد أن وافته المنية عام 1873 عن عمر يناهز التاسعة و الخمسين.
..................
«البداية»
كنت قد رأيت ما قيل لي مرات متتالية في وجه ( كارميلا ) فائق الحسن ، ووجه ( ميلاركا ) الذي يأسر القلوب ويغمر الأنفس بدفء لا مثيل له ، حتى تبين لي اخيرا أن لا علاقة تربط بين الجمال وما يعتمل داخل النفس من خبايا وأسرار ؛ حي يمكن للجمال أن يكون - الشيطان الأكبر - بحد ذاته ولا يستطيع أي أحد إدراك ذلك إلا بعد حلول الطامة الكبرى التي يمكن أن ينتج عنها خراب شدن عريقة بما أنزلت فتصبح خرائب وأطلال يخشی الناس دخولها لقرون . لقد تم إحياء ذكرى مصاصي الدماء مجددا وفتحت القبور التي غرست في بقايا القلاع المهشمة ،
.يحيط بها الضباب من كل حدب وصوب ويحتضنها الرعب كما لو كانت وليدته ... ستجد ( كارميلا ) طريقها إلى الذاكرة بعد قراءة قصتها مدى الحياة ؛ فتارة تراها تلك الأميرة ذات الجمال الأخاذ أو تلك الطفلة التي تحسب أن لا وجود لها من فرط هدوئها ورقتها ، وتارة أخرى تراها شيطانا مريدا يحول دون استمتاعك بنومك فتعيش على رفات الجميلات ويصبحوا بذلك في عداد الموتى الذين أندرس إثرهم إلى أبد الآبدين . وفي النهاية سيتنفس الصعداء كل من القارئ والمترجم ، بل وحتى الرفوف التي ستحتضن ( كارميلا ) كما احتضنتها صفحات هذا الكتاب دون أن تلطخ بالدماء . لقد كانت كتابة شيريدان لو فانو كتابة ذاتية خالصة ، فهو من بداياته يتطلع الى أن يكون أديبا حقيقيا ، لا مجرد حاكي يروي قصص رعب . ولنذكر هنا انه كان يكتب الحكايات الغريبة والاشعار العاطفية ذات الطابع الريفي ولد عام ( 1814 ) في دبلن ، عاصمة إيرلندا ، ابنا العميد الكنيسة البروتستانتية الإيرلندية ، وكان لا يزال في المدرسة
.
بعض الثانوية حين بدأ بنشر قصائده وقصصه الأولى و الصحف ، ولكن دائما بتواقيع مستعارة . عمل كمحام لفترة استطاع بعدها الزواج من حبيبته سوزان ، ثم كتب روايتين تاريخيتين على النمط الذي اشتهر به « والتر سكوت ، . وكان من شأنه أن يتابع على نفس النمط لولا رحيل زوجته سوزان ... خلال السنوات التالية لاعتزاله في عام ( 1863 ) ، کتب خمسة عشر رواية والكثير من القصص متأثرا بمفكر سويدي صوفي هو « سويد نبرغ ( 1688 1772 ) الذي كانت فلسفته تقوم على فكرة ان كل شخص أو كل شيء حقيقي في هذا العالم له قرين روحي ، أما الكائن المادي فليس في حقيقته موی انعکاس لذلك القرين الروحي . مع موت زوجته الشابة إذا ، توشح العالم كله بالسواد بالنسبة إلى شيريدان ، فما كان منه إثر ذلك إلا أن ينزوي في قصره الفخم في دبلن ، وقرر أن يمضي ما تبقى من عمره في الكتابة ، متحولا في وحدته إلى كتابة النصوص المملوءة بالأشباح والطاقات من العالم الآخر .
.وهكذا حضرت كائنات المرايا بقوة في قصص شیریدان لوفانو وحكاياته ، وراح يكتب تلك الحكايات ذات المناخات الليلية ، واصفا عالما غريبا 6 مملوءا بالأشباح ومصاصي الدماء . كان ذلك المؤلف المنعزل عن العالم وفق كاتبي سيرته ، يحرص على أن يكتب خلال الليل وقبيل بزوغ الفجر ، بقلم رصاص على دفتر مفتوح يضعه فوق ركبتيه ، مستعينا بسنا شمعة . وتروي الحكاية أنه ظل يكتب طوال سنوات خلال الليل ، لخوفه من أن يبعث نومه الأشباح ، وهو ضمن إطار ذلك المناخ كتب بعض أقوى أعماله ، ومنها طبقا رواية كارميلا .. ولعل الميزة الأساسية في رواية ( كارميلا ) تكمن في أن الكاتب حرص على ألا تمتلئ الصفحات بأي مؤثرات تحمل أي قدر من البالغة ، فالأمور والأحداث هنا تدور في شكل أقرب إلى أن يكون طبيعيا ، لا صخب ولا ضجيج ، كل شيء يجري بهدوء ، وفي ألوان تقع بين الظل والضوء ، ذلك أن الدراما الحقيقية تدور داخل وعي الشخصيات ، لا سيما الشخصيتين الأساسيتين : كارميلا وربة القصر
.
القصر ، أو بالأحرى بين حساسيتيهما ، من هنا نتج ذلك الجانب الحسي الغامض الذي يسيطر على الرواية ليعطي في نهاية الأمر عملا يتسم بالثلاثي الشهير : ( إغواء استحواذ تواطؤ ) . وحين اكتشفت السينما رواية شيريدان لو فانو هذه ، حولتها على الأقل إلى ثلاثة أفلام أهمها فامباير للدنماركي كارل دراير ( 1932 ) ، وأشهرها الموت لذة للفرنسي روجيه فادیم ( 1960 ) ، وثالثها وأقلها أهمية وشهرة وإن كان الأقرب الى الرواية الأصلية ، كان عشاق مصاصة الدماء لروي وارد باکر ، ( 1972 ) . والملفت للنظر أن الأفلام الثلاثة اقتربت ، وأحيانا أكثر مما يجب ، من الجانب الجنسي من الرواية الأصلية . إن رواية شيريدان لوفانو أثرت فيما كتبه برام ستوكر لاحقا في دراکولا ،، غير أن ستوكر لم يكن الوحيد المتأثر ، بل إن عمل لوقانوهذا حرك كتابا مهمين من أمثال هنري جيمس ، و إميلي برونتي ، ، ممن أكدوا إن النظرة إلى ( مصاصي الدماء في الأدب قد تبدلت كليا ، لتضحى نظرة رومانسية تتفادى العنف لتركز على حساسية الشخصيات وذاتيتها .. وكانت كارميلا من آخر الروايات التي كتبها شيريدان ، إذ مات في دبلن نفسها بعد عامين من إنجازها ، أي في العام ( 1873 ) وهو في التاسعة والخمسين من عمره .
.....ايات
وقت النشر
2021/24/jul
5:06 am
أنت تقرأ
كَارمِيلٌا / للكاتب شيريدان لو فانو . «كاملة»
Fantasíaشهوة الدم والغموض تتجسد برواية درامية قوطية . - صحيفة الغارديان - العبادة الكلاسيكية التي الهمت داركولا . - صحيفة التلغراف - على عكس روايات الرعب التقليدية فهنا لا توجد مقابر ووحوش متغيرة الأشكال ، إنما هي رواية في الغموض الأخلاقي والنفاق الديني...