.
كل ما كتبته مسبقا لم يكن خلوا من الخوف والوصب ، لم أستعد رباطة جأشي حتى الآن فقد مﺅقت تلك الحادثة أعصابي لأشهر طوال وستبقى ذكرى تجعل من أيامي وليالي مرعبة بل وترهب وحدتي على مر الأعوام . سأحدثكم الآن عن البارون فوردنبورج ) الذي استطاع إيجاد قبر ( ميركالا ) مما جعلنا مدينون له حتى الموت . كان يعيش في غراتس بدخل قليل مما بقي له من أملاك أسرته الثرية ، وقد كرس نفسه للتحقيق في موضوع مص الدماء الموثق حيث كان يملك كل المراجع المهمة والتي لا أذكر منها إلا مجموعة محددة من العناوين التي أقرضها لوالدي ، لقد درس البارون كل الحالات التي تنفذ فيها حكم الإعدام بحق مصاصي الدماء . إن اللون الشاحب الذي ينسب لمصاصي الدماء لا يعدو كونه خيال مسرحي فهم في الحقيقة يبدون
أصحاء فحينما ترى توابيتهم ستجد كل العلامات الماثلة لتلك التي وجدناها في قبر الكونتيسة ؛ أما عن كيفية مغادرتهم قبورهم دون إحداث أي خلل في التربة فذاك أمر يستحيل تفسيره . إن طبيعة مصاص الدماء الثنائية يرقبها بقاؤه في اللحد طيلة الشفق ، بينما الشعار المريع للدماء هو ما يجعله يستفيق من نومه ، كما أن من عادة مصاصي الدماء أن يتكاثروا طبقا لقانون شيطاني صارم يمنحهم قبضة ذات بأس شديد فتظل أكفهم مطبقة كمصيدة صلدة على فرائسهم ويصبح من الصعب أن يبرأوا منها . أحيانا تستبد بهم شهوة جبارة كشهوة الحب ، تتعلق بأناس معينين فيعتمد في بحثه عنهم صبرا لا ينفد وتخطيطا متقنا حيث لا يكل ولا يتوقف قبل بلوغ غايته وهي امتصاص الحياة من ضحيته المشتهاة . فقد كنت حالة ذات خصوصية ، تعمدت ( ميركالا ) أن تتخذ اسما يتكون من ذات حروف اسمها الأصلي بلا زيادة ولا نقصان حيث حقق اسميها تلك الغاية . بقي البارون ( فور دنبورج ) بعد مقتل كارميلا ) في قلعتنا الإسبوعين أو ثلاثة ، حيث وجد والدي الوقت ليحكي له قصة السيد الموران ومصاص الدماء في كنيسة ( كارنشتاین ) ثم سأله عن الطريقة التي وجد بها قبر الكونتيسة المختفي منذ ما يقارب القرن ونصف القرن . سادت على وجه البارون ابتسامة غامضة ونظر لأسفل وراح يعبث بغطاء عويناته ثم قال : الدي كتب عديدة يحكي بها ذاك الرجل النبيل عن زيارته إلى كارنشتاين حيث قيل إنه من نبلاء مورافيا لأنه عاش هناك بيد أن أصله من ستيريا ) ، كان في شبابه الحبيب المفضل للكونتيسة ( ميركالا ) الحسناء وقد سبب له موتها حزنا لا يوصف ، كل من انتحر في ظروف غامضة قد تحول المصاص دماء يزور الناس أثناء نومهم فيتحولون بشكل حتمي بدورهم إلى مصاصي دماء في القبر وهذا ما حدث مع ( ميركالا ) التي استحوذ عليها أحد تلك الشياطين وقام أسلافي باكتشاف ذلك من خلال بحث مضني ومن ضمن ما اكتشفه أن الدماء سوف تتجه عاجلا أم آجلا نحو الكونتيسة التي كان يهيم بها حبا فأصابه الهلع من هذا فقام أن تنتهك حرمة رفاتها بفضيحة تنفيذ حكم الإعدام بعد الموت وقد اختار أن ينقذ حبيبته من برحلة وتظاهر بأنه تخلص من بقاياها وأغلق قبرها لكن بعد ما تقدم به العمر بدأ يدرك شناعة ما اقترفه فوضع العلامات التي ساعدتني على بلوغ ضريحها . سافرنا في الربيع التالي إلى إيطاليا وبقينا هناك نحو عام كامل ، لقد استغرقنا وقتا طويلا حتى توارت ذكريات تلك الحادثة لكن ( كارميلا ) ما زالت تجد طريقها إلى ذاكرتي بأشكال يصعب علي تفسيرها ، فأراها حينا فتاة لعوب وأحيانا وحش شرير ، أو يراودني طيفها فأسمع صوت خطواتها الرقيقة على باب غرفة المعيشة شيريدان لو فانو 1872.........
ايات
وقت النشر
2021/jul/24
شكرا لحسن القراة 🤍
أنت تقرأ
كَارمِيلٌا / للكاتب شيريدان لو فانو . «كاملة»
Fantasíaشهوة الدم والغموض تتجسد برواية درامية قوطية . - صحيفة الغارديان - العبادة الكلاسيكية التي الهمت داركولا . - صحيفة التلغراف - على عكس روايات الرعب التقليدية فهنا لا توجد مقابر ووحوش متغيرة الأشكال ، إنما هي رواية في الغموض الأخلاقي والنفاق الديني...