حِرمان. 11

11 3 0
                                    

.

لم نكن قد تقابلنا منذ ما يقرب العشرة أشهر لكنها بدت وكأنها أعوام ، بدا أكثر نحولا وحلت الكآبة محل الهدوء الذي كان يميز تقاطيع 6 وجهه . عيناه اللاتي اكتسبن ژرقة البحار وغموضها صارتا تلمعان ببريق حازم كما تلمع أشعة الغروب على سطح مياه البحر ، يغطيهما حاجبان كشان كما لو كانتا سحابتان . كنت أدرك تماما أن هذا التغيير لا يحدث جراء الحزن فحسب بل إن للغضب دورا أساسيا في ذلك . شرع يتكلم بطريقته العسكرية المعتادة عن شكله لابنته الصغيرة وفجأة انفجر في نوبة غضب مشيرا الى ما دعاه ب ( الفنون الشيطانية ) التي راحت طريدة سهلة لها ، لقد كان يثور كالبركان غضبا متسائلا عن سبب صبر السماء على تلك الممارسات الشريرة . أثار غضبه فضول والدي مما جعله يفهم على الفور أن شيئا غريبا قد حدث فسأله توضیا ۔ بالطبع إن لم يؤله الحديث عن الموضوع - متسائلا عن سبب تلك اللغة العنيفة التي تحدث بها . أجاب الجنرال مترددا بأن لا مانع لديه من الحديث لكن قصته أبعد ما تكون عن مستوى استيعاب العقل البشري وأردف ممازحا والدي سوف لن تصدق إلا ما يتوافق مع رسوخ معتقداتك ، كنت مثلك في بادئ الأمر ثم اقتادني ما حدث گرها على التصديق » . نظر والدي إلى الجنرال ( شبيلزدورف ) بلحاظ ملؤها الريبة ، مشکگا بمدى قواه العقلية - الحسن الحظ لم يلحظ الجنرال ذلك - فقد كان ينظر في كآبة مبرحة إلى حدود الغابة المحيطة بنا ؛ ثم أعقب والدي قائلا : لست متزمت الرأي كما تظن ، أنا متيقن تماما أنك لن تؤمن بشيء ما لم تجد عليه برهانا  قاطعا . قاطع الجنرال جا بيث والي متسائاد حقا إذا كنا ذاهبين إلى خرائب آل ( گارنشتاین ) فأومأ والدي بالإيجاب ، أبتهج الجنرال وقال : إنها مصادفة رائعة ، فقد كان ينوي الذهاب إلى هناك لتنحص المكان وتساءل عما إذا كانت تلك الخرائب كنيسة قديمة تضم مقابر الأسرة المنقرضة . أجاب والدي ممازحا الجنرال هذا رائع ، هل تنوي المطالبة بتلك الأطلال ؟ . لم يبد الجنرال ( شبيلزدورف ) أي علامة تدل على أنه سمع دعابة من صديق بل على العكس تماما فقد بدا صارما وكأن شيئا ما قد أستفه ثم قال : ثمة أشياء غريبة لابد من أن أخبرك بها الاحقا ، ما أنويه يرتكز أساشا على تخليص الأبرياء من الشرور ؛ سأجعل أرضنا تتنفس الصعداء مجددا بعد أن أسدي لها معروفا بتخليصها من الطاقات الشريرة وسأجعل الناس ينامون في أسرتهم بلا وجل » . نظر والدي نحوه باهتمام شديد مهابة ما يمكن لكلامه أن يضمر تحت طياته وقال :

.........

انقرض ال ( كارشتابن ) منذ ما لا يقل عن أنه ولك مائة عام ، كانت زوجتي من نسلهم بيد اللقب ولى واندثر ؛ مژ زمن طويل مد شوهدت آخر معالم للحياة في قلعتهم قبل أن يتم هدمها . احتشدت الدموع في عيني الجنرال العجوز فبدت وكأنها مشكاة من فرط اللمعان وقال بلهجة متقطعة : بالرغم من أنها ليست من شلبي ، ولكنني كنت دوما وصيا عليها ولم تر عيناي ماهو أجمل منها ؛ نحن صديقان قديمان وأعرف أنك حزين لأجلي ، يجب أن تعلم أنه ما بقي لي في هذه الحياة الفانية إلا القليل وجل ما أريده هو أن أسدي خدمة اللجنس البشري أجمع ، سأصب انتقامي على من سلبوا الفتاة روحها في ريعان شبابها .. أجاب والدي متأسفا ويالها من فتاة مسكينة ، حقا لقد كانت تأسر القلوب لدرجة أنني لم أستطع تصديق ما حدث وما زال الحزن يستوطن خلجات نفسي إزاء ما أصابها أتحرق شوقا لمعرفة القصة . کا قد بلغنا عندها نقطة طريق ( درونشتال )
الذي جاء منه الجنرال ( شبيلزدورف ) والذي يتفرع من الطريق المؤدي الى خرائب ( کارنشتاین ) ، بعد هنيهة ، سأل الجنرال عن المسافة المتبقية لبلوغ القلعة فأجاب والدي قائلا : نحو نصف فرسخ ، والآن دعنا نستمع إلى قصتك التي برعت في تشويقنا لسماعها .....

..........

ايات
وقت النشر
2021/jul/24
6:36 am

كَارمِيلٌا / للكاتب شيريدان لو فانو . «كاملة»حيث تعيش القصص. اكتشف الآن