الفصل الثامن

21 9 0
                                    

"وراء الكواليس"


اليوم التالي

---

فى طريقها لمكتب المدير، و لأن هى الآن محط انظار الجميع، فظهرت ازعاجات أكثر من ذى قبل بسبب زواجها من المدير مع مزاجها بالنسبة لهم

---

اوقفتها فتاة ممدة ذراعها امامها وفى يدها أوراق، فوقفت بثبات ونظرت لها، و رأت فتاة أخرى بجانبها واضح عليها التوتر و الانزعاج من ما تفعله الفتاة

قالت سنيم: ماذا هناك؟
رد الأولى: ارسلي هذا للتحقق منه فى طريقك..
اخذت الاوراق منها تتحق من ما يحتويه، ونظرت لهما وقالت: هل هو للمدير؟
قالت، وهى ترفع زواية من فمها بسخرية: لا، فقط اوصليه فى طريقك لذلك المكتب..  و أشارت عليه
تنهدت سنيم وقالت: إذا لم يكن له علاقة بعمل المدير او عملى كمساعده له هنا، ولم اقرأ أنه يجب علي توصيل الاشياء فى عقد الوظفية، إذا لا علاقة بى، تفضلي هذه اوراقك، طاب يومكم.  

و تركت الأوراق فى يدها و أكملت طريقها، لكن قبل أن تبتعد سمعت صوت فتاة غريب عن الأولى "بالطبع أنها الثانية" قائلة: ألم أقل لك أنه يملؤها الغرور، و الآن هى تأخذ زواجها من المدير قوة لها.

أكملت طريقها كأن شىء لم يحدث

"كم أكره السطحية، طريقتهم مثيره للاشمئزاز، كيف للناس التفكير بهذه الطريقة، هل فقط لحديثِ بالحقيقة و تعاملِ برسمية مع من لا اعرفهم، يقولوا أنه غرور و إلى آخره؟! ، آه حقاً كم هذا محبط، نحن فى القرن الواحد و العشرين، كيف لهم الحكم فى البشر كما يحلو لهم؟!"

---

رأها تدخل المكتب مسرعة لانها تأخرت، استراح بعد أن ظهرت، لأن تأخرها اقلقه عليها، لكن "ما خطب تعابيرها؟! هل سمعت شىء جارح من احدهم، آه حقاً توقفوا عن ذلك، دائماً تجعلوها متوترة فى التعامل بعفوية مع البشر بسببكم، آه متى تتركوها، تظلوا فى جعلى قلق عليها أن تمر بوقت عصيب دون أن أعلم، آه حقاً أرغب فى اخفائها بين ذراعى لحمايتها من أى شىء، و انتشلها من وحدتها التى تعايشت معها بشكل رهيب"

بعد اكمال عمله مع الموظفين بالاجتماع فى مكتبه،  التفت لها و قال: سنيم، ما رأيك فى المغادرة مبكراً؟
أمالت رأسها جانباً: آه فى الحقيقة، هناك عمل بخصوص الرواية الجديدة و بعض الترتيبات لها و أوراق يجب التأكد من منها.

تشتت نظره ثم بالاخير نظر لها و أشار أن تقترب، بعد أن تقدمت ناحيته
تنهد وقال وهو يمسك يديها: حسنا إذا، اخبرينى عنك اليوم؟
اخذت نفس و اخرجته، لا تعرف بسبب الارتياح ام الاستياء "أنت تصر على التقرب منى قدر الإمكان، لكنى اقر إنك ستصل فى النهاية، لكن سبب راحتي معك إنك لا تسأل على الإطلاق، لا تسأل الاسئلة التى سئمت منها طوال حياتى من كثر ما سمعتها، مثل لما لا تتحدثِ؟  لما لا تخرجِ؟  لما أنتى وحدك؟  لما.. لما.. لما.. لما.. آه حقاً تذكر ذلك محبط وحده " تنهدت "لكن نوح مختلف احبه لأنه يقترب و يحاول من أجلى، ولا يسألنى عن سبب شىء طبيعى بالنسبة لى، لا أعلم لكنه دافء بطريقة تجعلنى اطمئن معه، لدرجه أن مهما حصل لن اتركه يفلت منى، لكن رغم ذلك تعودت على وحدتى و على عدم فهم الناس لى برغم من ألمِ بسبب ذلك، لكنى تعود على ذلك، فلا يأتى شخص فجأة و يحاول التقرب منى، لانى تعايشت مع نفسي الآن و وصلت لمرحلة الاقتناع بالوحدة، أنا ولدت وحيدة إذا سأرحل وحدي، كيف لى ان اعيش معه برغم من رغبتى فى ذلك، لكن ليس طوال الوقت، لانى فى الحقيقة ليس لى طاقة لذلك،التفاصيل و الوعود ، أنه مثل الكسل بالنسبة لى الآن، أن اظل اشرح موقفى او ادافع عن نفسى طوال الوقت او التعبير عن مشاعرى أو حزني، الكسل عادة بالنسبة لى الآن، لكن لا تتركنى، اريدك معى، أحب تواجدك بجانبى برغم تقصيرِ، برغم تحفظِ، برغم أنى مغرورة، فضائية، مثيره للغضب و الاعصاب، برغم حبِ لنفسى أكثر من أى شىء، برغم ذلك أنت تحاول من أجلى، أنت تشعرني بأهميتى فى حياتك، و هذا ما يحتاجه كل شخص، على الأقل شخص مثلى، طوال حياتى ابحث عن سبب وجودِ فى العالم حتى الآن، اتمسك بأى شعاع أمل حتى لا اختل نفسياً، و لأن يُقال اختار الرفيق قبل الطريق ، نوح تم اختيارك لتكون رفيقِ فى حياتى، و إلى نهاية حياتى سأحرص على ذلك، ثق بذلك، أنا لست مثلهم لا تفى بالوعود، لانى ببساطة أعرف اهمية وعد كذلك بالنسبة لشخص مثلى"

كيف حالك اليوم؟ لم لا تترك تعليق و تصويت قبل الذهاب 🙂❤ شكراً لك 💘

My Home is You || منزلي هو أنتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن