#الهروب_من_الواقع
البارت الأول
مريم:انا هركب القطر يلا سلام... مش هتروحي؟!!
ندى: لاء انا هتمشي ع الكبري شويه
"انا ندى عندى ٢١سنه طالبه ف كلية الشعب واللى هى طبعا التجاره انطوائيه الى حد ما دايما صحابى واخويا بيتريقو عليا لإنى بخاف من حاجات كتير اوى بيقولو انى جبانه نفسي اثبتلهم ف مره انى مش كده"..
بحب اتمشي ع الكورنيش ف الشتا واحس بالهوا وهو بيخبط ف وشي واتفرج ع البحر وعلى هدوئه بحب السقعه يمكن لإنى متعوده عليها وعمرى ماحسيت بالدفى مع حد
كانت ندى ماشيه سرحانه ف البحر والسما وبتبتسم لما تشوف العصافير وهما طايرين ف صفوف وبانتظام.... وفجأه ينتشلها من تفكيرها وشرودها صوت رجل غاضب لتنظر اليه وتجد رجل ف نهاية العشرين من عمره يتحدث على الهاتف بغضب ويقول:'لاء مش هاجى النهارده............. انتى مالك قولت مش هاجى وخلاص مليش نفس اسمع حد ولا اساعد حد سيبونى بقي'..... ثم اغلق الهاتف
امسكت ندى بيد شنطتها واغلقت قبضة يدها عليها بشده بتوتر وتفكير وتردد ولم تشعر بنفسها وهى فى طريقها اليه
ندى: شيكولاته؟؟
الشاب: نعم!!!!
فتحت ندى شنطتها واخرجت منها شيكولاته ومدت يدها له
ندى: اتفضل
الشاب: شكرا
ندى: مش حاطه فيها سم ولا هخضرك واخطفك دى طعمها جميل وهتخرجك من الزهق اللى انت فيه
الشاب بابتسامه: مع انى مبقتنعش بالكلام ده بس شكرا
ندى:العفو...اتفضل
الشاب وهو ينظر اليها ويتأمل ابتسامتها الجذابه وعيناها العسليتان الساحرتان: انا من غير مااكل الشيكولاته وانا خرجت شويه من الزهق اصلا
ندى: كويس....... عن اذنك
الشاب: استنى..
ندى: نعم
الشاب:خلاااص اناااا بس حبيت اشكرك ع الشيكولاته
ندى بابتسامه تظهر غمازاتها: العفو....بس حاول متزعقش كده تانى وانت بتتكلم ف الموبيل وخصوصا لما تكلم بنت عشان دى حاجه تضايق
الشاب:......
ندى: انا اسفه بس اصل كان صوتك عالى وسمعت غصب وكان واضح انك بتكلم بنت.... هى كانت بتسأل عليك مفروض تشكرها مش تزعقلها
الشاب بشرود: انا آسف
ندى: على ايه
الشاب: عشان زعقتلها
ندى بابتسامه: تتأسفلها هى مش انا... ربنا يسعدك
الشاب بابتسامه: واياكى يارب
ندى: اسفه لو ازعجتك كُل الشيكولاته قبل ماتسيح.... سلام
الشاب: طا..... طب هنتقابل تانى
ندى باستغراب: لاء.... قصدى اللى ربنا عايزه هيكون
'انا أحمد ٢٧ سنه دكتور نفسانى لما بحس بخنقه باجى اقعد ع الكورنيش شويه ادام البحر وخصوصا ف الشتا... بالرغم من انى بسمع الناس وبحللهم مشاكلهم واعالجهم الا انى ماليش حد يسمعنى ولا اشكيلو همى بحس انى بعرف احل مشاكل الناس الا مشاكلى... اصلا كل الناس اللى بتجيلى العياده امهات جايبه اطفالها عشان مشاكلهم وسوء سلوكهم او ناس كبيره الزمن جه عليهم واولادهم نسيوهم'
يبتسم أحمد ويأكل الشيكولاته وكأنها عالجته تماما اخرج هاتفه...
أحمد:الو...انا آسف ياياسمين بس كنت متعصب شويه وزعقت فيكى انتى انا اسف
ياسمين:لا يادكتور حصل خير انا عارفه ان حضرتك كنت زهقان...بس فى مرضي كامو مستنيين بقالهم كتير بس انا قولتلهم ان حضرتك بتعتذر ومش هتقدر تيجي النهارده
احمد:كويس
ياسمين:بس الشغل هيبقي متضاعف بكره عشان هييجو بكره
احمد:مش مهم ان شاء الله اقدر اخلصهم كلهم
ياسمين:ان شاء الله
انهى احمد كلامه مع ياسمين ولكنه مازال يفكر فى ندي
أحمد:ياترى اسمك ايه؟..انا عمرى ماحصل معايا موقف زى ده......يارب نتقابل تانى
"فى نفس الوقت"
ندى:ايه اللى انا هببته ده انا عمرى ماعملت كده زمانه خد عنك فكره وحشه يارب سامحنى انا والله بس كنت عايزه اديله الشيكولاته
...............
ماهر:الهانم شرفت مفروض محضرتك بتخلص الساعه ٣ والساعه دلوقتى ٥ونص كنتى فين ده كله
ندى:كنت ف الطريق هكون فين وبعدين انا مش عيله صغيره عشان تقعد تحسبلى الوقت خلصت المحاضرع واتمشيت شويه ع الكورنيش وجيت
ماهر:لوحدك!!!
ندى:اه هتخطف يعنى
ماهر بنرفزه:ماترديش عليا...اه هتتخطفى ياختى تانى مره م الكليه للبيت وم البيت للكليه ياإما والله هجيلك الكليه بعد كده اروحك
ندى:والله ماتربطنى بسلسله بالمره قولتلك انا مش عيله صغيره وعارفه انا بعمى ايه..خليك ف حياتك بقي
الأم:ايه فى ايه على طول خناق خناق فى ايه ياندى
ماهر:شوفى بنتك قال ايه بتتمشي ع الكورنيش وهى مروحه مفكره نفسها بتتمشي ف طرقة بيتها
الأم:وماله يبنى الكورنيش ف طريقها وبتتمشي شويه هو انت لازم تعمل مشكله على طول كده
ماهر:بقى كده اه انا بقي بعمل مشاكل ولو بعد كده مروحتيش على طول هتقعدى م الكليه خالص
دخلت ندى غرفتها وعيناها مليئه بالدموع ف أخوها لم يكن حنين عليها ابدا ودائما يتحكم فيها ويسخر منها ومن تفكيرها وخوفها
ندى ببكاء:حرام عليك بقي سيبنى ف حالى ليه دايما بتزعلنى وبتتريق عليا انا كرهتك خلاص
يقاطعها من حزنها صوت رنين هاتفها ليعلن عن اتصال من مريم
مريم:الوو
ندى وهى تمسح دموعها:الووو
مريم:مالك؟!!هو زعقلك برده
ندى:كالعاده
مريم:معلشي ياحبيبتى استحملى انتى عارفه ان ده بيبقي خوف عليكى
ندى:خلاص يامريم بتقوليلى الكلام ده كل يوم
مريم:طب انتى هتعملى ايه دلوقتى
ندى:مش هعمل حاجه هقعد مع نفسي شويه مخنوقه
مريم:طب احكيلى ان ماكنتيش هتحكيلى انا هتحكى لمين
ندى ببكاء:مش عارفه...انتى عارفه انى مبعرفش اطلع اللى جوايا لحد مبعرفش احكى
مريم:طب ماتسمعى كلامى وروحي لدكتور
ندى:قولتلك لاء انا مش مجنونه عشان اروح لدمتور
مريم:طب بذمتك ده كلام واحده متعلمه ومين قال انك مجنونه هما بيبقى عندهم طريقه معينه كده بصي انا سمعت عن دكتوره وسألت عنها بيقولو انها شاطره اوى وهتصاحبك وهتقدرى تحكيلها
ندى: طب سبينى افكر ف الموضوع ده... يلا سلام دلوقتى
مريم: سلام ياقلبي
ندى مع نفسها: ايه؟! اكيد لاء اكيد مش هروح انا عمرى ماهعرف اتكلم مع حد... بس برده انا نفسي احكي وافضفض بيبقي نفسي اتكلم مع مريم واحكيلها بس انا مجرد مابقولها مبعرفش احكي بتقولى ماشي مبحسش باهتمام من ناحيتها... ليه بحس ان الكل بعيد عنى
.... مسحت ندى دموعها وجلست على كرسي مكتبها وفتحت كتاب فهوايتها هى القراءه تحب قراءة الكثير من الروايات وخصوصا الخياليه والرومانسيه فهى دائما تحلم بفتى أحلامها تتمنى انا تعيش قصة حب
تنتبه وهى تقرأ ف الروايه الى صوت الباب
ندى: اتفضل
دخل ماهر وجلس على السرير بجوارها ووضع يده على ركبتها
ماهر: احمم ماتزعليش منى
بدأت ندى ف البكاء
ماهر: ياااه هو انا مزعلك اوى كده خلاص حقك عليا انا اسف
ندى وهى تمسح دموعها: خلاص مفيش حاجه
ماهر: انا بخاف عليكى من ساعة وفاة بابا الله يرحمه وسابلى امانتين انتى وماما بخاف يحصلكو حاجه
ندى ببكاء: بس مش للدرجه دى انا اتمشيت ع الكبرى وكمان فى طريقى يعنى ماروحتش بعيد ايه مش من حقى اشم نفسي مش من حقى ابسط نفسي مدام مش لاقيه حد يبسطنى
ماهر بتأثر: خلاص متزعليش انا عارف انى ببقي رخم معاكى بس والله غصب عنى ضغوط الشغل عليا جامد
نظرت اليه ندى باستغراب لتحوله فجأه من شخص قاسي وليس عنده اى مشاعر تجاه اخته الى شخص حنون يعتذر ويعترف بخطأه بل ويطلب منها ان تضع له اعذار بسبب ضغط الشغل عليه
ماهر: ايه بتبصيلى كده ليه
ندى: هااا؟ مفيش
ماهر: طب بتعملى ايه
ندى: كنت بقرأ روايه
ماهر: مواركيش حاجه غير قراءة الروايات ودايما قافله على نفسك وقاعده لوحدك
ندى: عادى انا بحب اقرأها بلاقي نفسي فيها ولازم ابقي لوحدى عشان اركز ومحدش يشوشر عليا
ماهر: امال ايه الكشكول الصغير ده
ندى بتلقائيه وهى تسحبه منه: داا... داا مش كشكول ده اسمه نوته بكتب فيها حاجات
ماهر: اممم فهمت ومالك اتخضيتى كده ليه لما مسكتها
ندى: عادى بس كل واحد وليه خصوصيات
ماهر: ماشي ياامو خصوصيات يلا عشان نتغدى سوا
احتضنت ندى كشكولها الصغير المزخرف فهو يلفت النظر بألوانه الجميله،، ومازالت فى حالت زهول من اخيها وتفكر فى سبب تحوله فجأه ولكنها الآن سعيده لأنها ادركت ان اخيها لايزال يحبها وكل مايفعله خوفا عليها
ندى لنفسها: انا كده مش محتاجه اتكلم مع حد ولا محتاجه لنصايح مريم... معقول كلام ماهر البسيط ده خلانى مبسوطه... كفايه انه اهتم ودخل يصالحنى..... بس هو اول مره يعمل كده... بس فرحنى اوى،،، كان نفسي يحضنى عشان احس بحنانه بجد افتكر آخر مره ماهر كان حنين عليا يوم وفاة بابا لما حضنى وقعدنا نعيط مع بعض.....
الأم: يلا ياندى الأكل هايبرد
ندى: حااااضر حااااضر ياماما جايه اهو
أنت تقرأ
الهروب من الواقع
Romanceشاب يجلس فى المقابر بجانب صاحبه ويوجد اثر دموع على وجهه يبتسم ويقول: احنا جايين ف الدنيا دى عشان نهرب منها كل واحد بيهرب م الواقع اللى هو عايش فيه ندى بتهرب من واقعها وحزنها للقراءه وانت عايز تهرب من واقعك اللى هو الهموم والمشاكل والمسؤوليه وتسيبنا...