الجارية الجديدة

8.9K 450 20
                                    

#عــشيقة_ولي_العهد
                              البارت الثاني    

كان قلبي ينبض بشدة وانا اتقدم خطوة بخطوة نحو غرفة الامير اللعين لا أدري بحق مالذي ينتظرني خلف هذا الباب ..دقت الخادمة الباب ثم دخلت اخبرته انني قد اتيت لتخرج بعد أن أومأ بالايجاب خرجت وهي تنظر إلي قائلة : هيا يا فتاة إنها فرصتك  .. حظا موفقا .
تجاهلت كلامها لأدخل الغرفة فبغلق الباب خلفي شعرت انني دخلت السجن المؤبد الذي لا مفر منه أكيد.
دخلت فرأيت هذا المدلل أخيرا ..كان يجلس على مكتبه يقرأ شيئا ما لم يتكبد عناء النظر إلي حتى ..فكرت في أنه لا يدرك انني دخلت فتعمدت إصدار نحنحة ..ها قد تحرك اخيرا مدد جسده على الكرسي لكن لا يزال لا ينظر نحوي ..ثم فجأة تحركت شفتيه قائلة : لا تقلقي و لا تخافي انا لن اقترب منك ستغادرين غدا صباحا وكأن شيئا لم يحدث مثل غيرك
صدمت ..ماذا ؟ ببساطة ؟ هل حقا نجوت ؟ لن أضطر لنوم معه ؟ واه لا أصدق أحمد الرب على هذا .
فأجبته بثقة قائلة : نعم هذا أفضل ..شكرا لك.
تفاجأة به يرفع نظره من على الأوراق باتجاهي  ثم ضحك بخفوت قائلا : ماذا؟ شكرا لك !
تلعثمت فجأة لأنني قد استوعبت كلامي فقط بمجرد اعادته لكلامي هو بلسانه
أشحت بنظري الى الجهة الأخرى حرجا ..فسمعت صوت إزاحته للكرسي فأدركت انه بصدد الوقوف
نظرت إليه فرأيته متجها نحوي ..ظننت انه سيتوقف على بعد مسافة لكنه لا يزال يقترب مني اكثر فأكثر ..بدأت اتراجع بخطواتي للوراء إلى ان اصطدم ظهري بالباب الذي كان خلفي ..اصبح قريب جدا وبابتت ملامحه اكثر وضوحا ..لقد صعقت إنه أوسم مما ظننت ..لا أصدق ان من أمامي هو مجرد بشر إنه يبدو كالملاك شعر أسود بشرة تميل للسمرة عينان بشكل حبة اللوز أنف لطيف شفتين ورديتين. أخرجني من تيها ني حين قال : أرى أنك تحملقين بي  هل وقعت في حبي يا ترى ؟
اشحت بنظري دون أن أقول شيء فقال : أنتي أول فتاة بكت رفضا قبل مجيئها إلى غرقتني  ..هذا غريب حقا
قلت بعد أن نظرت إلي عينيه بتمعن : هذا لأنني لأريد النوم مع شخص لا أعرفه
قال بعد ان ابتسم : ولكن أتعلمين أن كل فتيات القصر يحسدن لحظتك هذه ؟
قلت بثقة : أنا لست مثل كل فتيات القصر .
صمت لوهلة بينما يبحر في النظر نحو عينين بتركيز ثم ضحك بخفوت وهو يبتعد عني قائلا : هذا صحيح أنت لست مثلهن إطلاقا ..أنت الأكثر غرابة
قلت مغيرتا الموضوع : هل يمكنني المغادرة الان ؟
قال بينما يجلس على الكرسي : أشك في أن أمي ستعيدك فورا او ستعاقبك
قلت : سأخبرها انك طردتي
قال مبتسما بخبث : سأخبرها بأنني لم أفعل .
ساد الصمت فجأة بدأت أفكر في كلامه مالذي يعنيه بهذا ..ألا يردني ان أغادر ؟
فجأة بدأ يتأوه بينما يضع يده على جانب بطنه الأيسر وكان الألم باديا على وجهه ..الفضول لم يدعني أتظاهر باللامبالاة بل وجدت نفسي أسأله : ماخطبك فجأة ؟
قال بصعوبة : أظن أن جرحي قد تفتق مجددا .. ناوليني الأدوات الطبية هناك
قلت في حيرة : ماذا ؟ ألا تريد أن أخبرهم بأن ينادو على الطبيبة ؟
قام وأخد المعدات بنفسه قائلا : لا بأس ..سأهتم بالأمر
بدأ بنزع ملابسه فجأة فلتبكت مستديرة فجأة كنت أنظر باتجاه الحائط بينما أستمع إلى تأوهاته التي تدل على مدى ألم الجرح ، أردت إلقاء نظرة خفيفة لأرى كيف يتعامل مع الأمر ..يا ترى هل يبلي حسنا  ؟ مامدى فضاعة جرحه ؟
التفت نصف دائرة ألقيت نظرة لأجده يجلس على حافة السرير يحاول خياطة جرحه بنفسه شعرت ببعض الشفقة عليه ربما باستطاعتي مساعدته بعض الشيء .
تنحنحت قليلا محاولة لفت انتباهه قائلة : هل تحتاج الى مساعدة ؟ لقد كان ابي طبيبا فاعتدت على مراقبته ومساعدته خلال عمله ..بإمكاني مساعدتك إن اردت .
أجابني بصوت مبحوح دون ان ينظر إلي : لا بأس ..ب..
لم يكمل كلامه  حتى وجدني أقف بجانبه أخدت منه الأدوات ثم جلست إلى جانبه وطلبت منه أن يتسطح على الوسادة ..بمجرد أن فعل ذلك تجمدت مكاني حين رأيت مدى روعة جسده لقد كان مثاليا عضلات بطنه البارزة أصابتني بالذهول ، لابد وأنه يتدرب كثيرا ليحصل على جسد رياضي كهذا .. انتشلني من جمودي حين قال فجأة : مالذي تحدقين إليه .. ألم ترى أمامك جسد رجل من قبل ؟ أو يبدو جرحي لك سيء لهذه الدرجة ؟
تلعثمت قائلة : كلا ..كنت ..
قال مقاطعا لكلامي : فلتبدئي بخياطته !
طلبت منه أن يضع منديلا في فمه يعض عليه بأسنانه لمقاومة الألم لكنه رفض ذلك ..فبدأت بعملي وكان واضحا أنه يحاول كبح ألمه ..لا بد وأنه يحاول أن يبدو رجلا قويا أمامي .يال السخافة !
انتهيت !
قلتها بعد ان وقفت بحماس ولكنني تعثرت فجأة فانتهى بي الأمر أنحني عليه بينما أسند يدي بجانب رأسه  كان وجهي مقابلا لوجهه تماما فتقابلت أعيننا لوهلة ..اللعنة هذه اللحظة المحرجة ..لقد كان ينظر إلي في صمت بينما أنا دقات قلبي تكاد تكون مسموعة بصوت اعلي ، اشعر ان قلبي يكاد يخرج من جسدي .
ابتلعت ريقي حين لمحته ينزل بنظره نحو شفتي ..هذا أسوء موقف امر به  لما هو ينظر إلي بهذه الطريقة ولما أنا لا أستطيع الحركة ولماذا نبض قلبي يستمر بإزعاجي ...لقد بدأ يقترب ، إنه يقرب وجهه نحوي ..مالذي يحاول فعله تحديدا ..ألم يقل قبل قليل انني سأغادر ببساطة في الصباح دون أن يحدث شيء ؟
استجمعت قواي وحاولت الوقوف بسرعة مبتعدة ..عدلت وقفتي بينما أنظر إلى الأرض محرجة فسمعته يقول : أمرك غريب حقا يا فتاة .
قلت ببلاهة متظاهرة : م..ماذا تقصد ؟
تنهد قائلا : على أية حال ..شكرا لك لخياطة الجرح ..سأنام الأن تصبحين على خير .
ها ماذا ؟ سينام ببساطة ؟ ماذا عني مالذي سأفعله ؟ اقصد اين سأنام تحديدا يستحيل ان ننام بنفس السرير .
قلت بنبرة متوترة : ماذا عني ؟ أين سأنام ؟
قال مستديرا الى الجهة الأخرى :: لا يهمني .
ياله من ..
رجل شهم فعلا ..نظرت حولي في الغرفة فوجدت شيئا أشبه بالأريكة ..حسنا أفضل من لا شيء سأنام هناك .
استيقظت على ضوء ساطع يكاد يخرق عينيني فتحتهما يبطئ لأجد انها اشعة الشمس المتسللة عبر  النافذة... ناديت على أمي ...ثم تذكرت انني لست بالبيت حين فتحت عيني جيدا لاجد انني في غرفة ملكية تذكرت انني في غرفة ولي العهد فنظرت حولي لعلي أجده يقف حولي ولكنني صدمت حين أدركت انني انام على سريره ، نعم انه سرير ولي العهد ..كيف وصلت الى هنا ؟ اتذكر يدا انني نمت على الاريكة التي هناك ..ترى هل قام بحملي الى هنا ؟ اتمنى ان لا يكون قد فعل شيء اخر غير حملي ..
خرجت من الغرفة اخيرا اتنفس الصعداء انتهت اليلة الكابوس بالنسبة إلي  بخير وكل هذا بفضل ذلك الأمير ..حسنا بالرغم من انني شتمته عدة مرات لكنه تبين انه شخص متفهم و كفؤ ..ابتسمت ومشيت في ذلك الرواق الملكي بمرد ان خرجت منه لأنبهر بعدد الجواري اللواتي ينتظرنني في الخارج بدأن يتهافتن ويركضن نحوي :
-كيف كانت ليلتك اخبرينا ؟
-هل اعجب بك الامير ؟
- لابد وأنه تقبلك لهذا أنتي سعيدة .
- هل قال لك شيء مثل : اراك بعد حين أو سوف اراك مجددا ؟
- مهلا لا أرى المنديل الأحمر ..ألم يعطيك المنديل الأحمر الخاص بالعشيقة ؟ لقد قيل أن الأمير يعطي للجارية منديلا أحمر حين يكون معجبا بها ويريد ان يراها ثانية فتصبح عينها عشيقته "المحضية"
رفعت يدي نحوهن لأوقفهن عن الصراخ و الهتاف قائلة بعدها : توقفو ..كفى كفى
تنهد ثم اكملت : الامير لم يعطيني أي منديل أحمر ولم يقل لي أي كلام يدل على اعجابه بي  لذا لا تقلقن لتزال لديكن فرصة .
صرخ الفتيات صرخة واحدة وبدت السعادة ظاهرة على وجوههن إلا ان سمعنا صوتا قادما نحونا يبدو حازما إنها مويونغ رئيسة الحرم : كفى صراخا وتوقفن هذا الاجتماع التافه فالتذهب كل منكن الى عملها .....أما انت ايرين فتعالي معي.
مجددا ؟ لماذا تطلبني مجددا ألم أنتهي من هذه المهمة بعد؟
تبعتها وإذا بي أجد نفسي أصل إلى غرفة الملكة والدة الأمير ..دخلت الى الغرفة لاجد الملكة تتناول طعام الإفطار انحينت لها فقالت بصوت هادئ قائلة : تعالي ايرين واجلسي لابد وانك جائعة
ماذا ؟ سأتناول الإفطار مع الملكة ؟ هل هو يوم حظي؟
جلست بجانبها بينما كانت نظراتها تفترسني ثم قالت بعد ان ارتشفت من كأسها : اذا كيف كانت ليلتك ؟
اللعنة هذا السؤال مجددا
ابتسمت قائلة : كانت ليلة عادية
وضعت كأسها بسرعة على الطاولة وتوسعت عينيها قائلة: لم يحدث شيء ؟ اقصد ألم تناما مع بعضكما ؟
أومأت برأسي متظاهرتا بالحزن
فاضافت : معقول ألم يغوه جمالك انت ايضا ؟
فأكملت بنبرة حزن مزيفة : للاسف
تنهدت قائلة : اه هذا الولد سيصيبني بالجنون بلا تأكيد ..انه يرفض الزواج بشدة
قلت بصوت حازم : ولكن لماذا تجبرونه على الزواج ..انه شاب بالغ بإمكانه اختيار الفتاة التي يريدها حالما يحين الوقت لذلك ..أظنه لا يرد ذلك الأن
سمعت مويونغ تحذرني قائلة : شششش
نظرت اليها الملكة قائلة : لا بأس اتركيها تتحدث لا شك في انه اخبرها بهذا
تدخلت قائلة : كلا لم يخبرني بذلك، ولكنني ادرك تماما شعوره نحو الامر
ضحكت الملكة قائلة : حسنا معك حق ولكن ..في الحقيقة أريده أن يتزوج في أقرب وقت ممكن لأنـ...
فجأة دخلت فتاة شابة إلى الغرفة فانحنى لها جميع الخدم فعلمت أنها قد تكون أميرة او ماشابه
قالت بينما تتقدم نحونا : أمي هل تتناولين الإفطار  الأن ؟مالذي كنت تفعلينه منذ الصباح ؟
نظرت إلي بحيرة لتضيف : ثم من هذه ؟ اه لحظة رأيتها البارحة أليست الجارية  التي أرسلت لغرفة اخي البارحة ؟
قالت أخي ؟ إذا فهي الأميرة بالفعل .
قالت بعد أن ضحكت بسخرية : أمي مالذي تفعلينه بحق ؟ هل أصبحت تتناولين طعام الإفطار مع الجواري ؟
مـ ماذا ؟ مالذي تقصده بكلامها تحديدا ؟ ماذا سيحدث لو تناولت الملكة طعام الإفطار رفقة جارية ؟ تشه يالها من متعالية .
وقفت بإنزعاج قائلة : أستميحكم عذرا سوف أغادر .
اطلقت تلك الأميرة ضحكة استهزاء قائلة : ماذا ؟ كيف تجرئين على المغادرة دون أن تطلب منك الملكة فعل ذلك ؟
رفعت رأسي نحوها وقلت بثقة : لماذا ؟ ألا يحق لي  الذهاب إلى الحمام أيضا ؟ هل علي أن أحصل على الموافقة لأقضي حاجتي ؟
توسعت عيناها لدهشتها عما بدر مني من كلام فتقدمت نحوي تحاول تمالك اعصابها والتحكم في رباطة جأشها  :كيف تجرئين ؟
تدخلت رئيسة الحرم بتوتر  : أعتذر أيتها الأميرة روزي إنها جارية جديدة هنا هي لا تعرف تعاليم القصر . أعتذر بشدة سوف أقوم بمعاقبتها لتحدثها بفضاضة .
نظرت روزي نحو مويونغ قائلة : لماذا قد تعتذرين بدلا عنها ، فالتفعل هي ذلك .
قالت مويونغ : هيا ايرين فالتعتذري فورا إلى الأميرة!
رمقتني الأميرة بنظرات ثقة قبل أن تقول بنبرة حازمة :ليس بهذه البساطة ..بل عليها أن تركع  لكي أعفو عنها .
أجفلت مكاني حين سمعت كلامها كيف تتوقع مني هذه المتبجحة ان اركع لها هل هي مخبولة أم ماذا ؟ وااه ياله من يوم بأسي .
كنا نتبادل النظرات بحنق إلى أن تدخلت الملكة قائلة بصوت هادئ : ابنتي لماذا أنت قاسية دوما مع الجاريات لما قد تطلبين منها أن تركع فجأة بإمكانها أن تعتذر لك  بينما هي تقف امامك .
انتفضت لصوتها المشحن قائلة :   أمي هل تدافعين عنها ؟
دهشت الملكة لإنفعالها المفاجأ لتقول : لماذا تصرخين يا فتاة ، اخبرك الطبيب مرارا وتكرارا بأن هذا مضر لك .
وقفت فجأة من مكانها بينما تقول بحزم : أيتها الجارية ايرين غادري .غادري بسرعة وإلا سيكون وضعك أسوء .
خرجت بسرعة من الغرفة أتنفس الصعداء لقد كانت غرفة مشحونة بالفعل كنت اعتقد انني لن اخرج من هناك قبل أن يقطع رأسي من طرف تلك الشمطاء
قالت مويونغ بينما تسبقي ببضع خطوات : انه يوم حظك لقد كان واضحا كيف دافعت عنك الملكة ووقفت بصفك بالرغم من انك كنت وقحة امامهم .
رفعت كتفي بلامبلاة وتبعتها ولكنها توقفت فجأة قبل أن أرى أن الأمير تايهيونغ قادم هناك بجانبه رجل وخلفهم رجال أعتقد انهم حراس أو ماشابه ...انحنت مويونغ لكنني لم افعل بل وقفت بثقة انتظر من الامير العبور الى جانبي ولكنني دهشت أراه يعبر بجانبي دون أن يعيرني أي انتباه انا متاكدة انه رآني فقد ابتسمت له حتى لكنه تجاهلني فحسب ..ياله من أمير مغرور.
ذهبت رفقة مويونغ إلى حيث يجتمع الخدم و الجواري جلست لأرتاح قليلا ولكن راحتي لم تكتمل حين وقفت سيرا امامي فجأة : اخبريني مالذي فعلته في غرفة الأمير طيلة ليلة البارحة ؟
ـ ماشأنك ؟
تنهدت بانزعاج : لاشك في أنه رفضك لأنك مزعجة ذات لسان سليط
قلت بينما أغمض عيني لأغفو قليلا : كلا بل أنا من رفضته
تعالت ضحكاتها في المكان لتردف قائلة : كانت أطرف نكتة سمعتها هذا الصباح ...لابد وأنك تعيشين في أوهام كبيرة لا ألومك عزيزتي .واصلي ذلك.
ـ
لقد تكفل شخيري برد على كلامها فقد غفوت بسهولة لشدة الإرهاق ، غادرت سيرا بإنزعاج .
مرة أخرى هانحن نصطف لتأتي الملكة لتختار كنت في غاية الإرتياح لانه يستحيل اختياري مرة اخرى ، وقفت الملكة مواجهة لنا تنظر إلينا بتمعن حتى جائت إحدى الخادمات وقالت : الأمير تايهيونغ قال ....أنه يريد الفتاة .التي أتت البارحة إلى غرفته.
ــــــــــتـــــــــــــــــــــــــ

عشيقة ولي العهد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن