الفصل السابع

6.7K 349 24
                                    

سيرا:
لقد كنت أتجول في أروقة القصر وصادف انني سمعت صوت جدال قادم من الحديقة الملكية ..لم أستطع كبح فضولي فألقيت نظرة خاطفة ..يال الدهشة فأنا أرى الأمير كاي يقف هناك رفقة فتاة لا أرى سوى ظهرها .. لكن مهلا لحظة أعرف هذه الهيئة جيدا ، هذا الفستان و هذا الشعر الأسود الطويل ..إنها إنها  أيرين ، ما الذي تفعله رفقة كاي يا ترى ؟ ثم ألا يجدر بها أن تكون في السجن الأن ؟
اللعنة ما الذي يحدث هنا هل يقوم بتقبيلها ؟؟ يا إلهي لا أصدق ما الذي تراه عيني .. كيف كيف تجرأ هذه العاهرة على تقبيل الأمير كاي ، ماذا يحدث تحديدا !
سمعت صوت قادم باتجاهي فأسرعت أغادر المكان تاركة خلفي علامات الإستفهام و التعجب، هذه الفتاة تستمر بإدهاشي كل بوما بعد يوم ..تخرجت رفقة أمير ثم تقبل أميرا أخر أي حظ تتمتع به بحق هذه الأرض .
أيرين :
نجحت في إبعاده عني أخيرا اتراجع بضع خطوت للوراء وقد بدى على وجهي الإنزعاج الشديد كما أنني انفجرت بوجهه قائلة : كيف تتجرأ على فعل هذا بي !؟
قال بكل هدوء وبرودة أعصاب : أخبرتك أن تعتذري ولكنك لم تفعلي فهذا عقابك على ما فعلته ذلك اليوم وعلى عنادك هذا.
وكم استفزني كلامه جعلني أرغب  بصفعه بقوة أفقده القدرة على الكلام لأعوام حتى لا يتفوه بهراء كهذا مجددا ..أشار بيده نحو الخدم الذي يقفون في الزاوية قائلا : خذوها حيث كانت .
ماذا ! اه لا اصدق وبكل بساطة سأعود للسجن ؟
قام الخدم بالإحاطة بي وإمساك دراعي أما أنا فقد اكتفيت بإلقاء سيل من شتائم مع نفسي أرمقه بنظرات كره وهذا الأخير اكتفى بالإبتسام ببرودة فحسب . نعم لقد نجح في جعلي أفقد رباطة جأشي لكنه سيندم على هذا بكل تأكيد .
***********
وصل تايهيونغ إلى القصر بعد أن كان غائبا لأيام دخل بخطى واثقة متجها نحو جناح الملك لكنه سرعان ما توقف للحظة حين لمح كاي يخرج من غرفة الملك هو الأخر تغيرت ملامح تايهيونغ فجأة ليبتسم كاي ببرودة قائلا : ها نحن نتقابل أخيرا .
أشاح تايهيونغ نظره بملل : لقد تعكر مزاجي الأن ..هل كان عليك الظهور أمامي فجأة ؟
ـ ولما لا ..نحن إخوة من الطبيعي جدا أن نتقابل في القصر ألم تعتد على الأمر بعد ؟
ـ أنا لا أعتبرك أخا لي لذلك لا تتلفظ بتلك الكلمة مرة أخرى فهذا مقرف .
ـ حقا ؟ لماذا يا ترى ؟ ألأ تزال أنت و أختك غاضبان بشأن ما حدث منذ ثلاث سنوات ؟ بالرغم من أن الشخص الذي تأذى هو أنا لأن أبي قام بإرسالي للمنفى وليس انتم أليس هذا قاسيا ؟
تنهد تايهيونغ بإنزعاج : لا أريد تحدث بشان ذلك الأمر فقد أصبح من الماضي الأن كما انه امر لا يستحق تضيع وقتي لأجله خاصة مع شخص مثلك ، والأن ابتعد عن طريقي علي لقاء والدي . اه و أيضا حبذا أن لا نلتقي بأي طريقة كانت سأفعل ما بوسعي لذلك أرجو ان تفعل المثل.
واصل تايهيونغ السير نحو الباب ليفتح متفاديا النظر إلى كاي لكنه أوقفه قائلا :أه كدت أنسي هل تظن أنك مؤهلا لاستلام العرش بينما أنت كل ما تفعله هو تسكع مع النساء ؟
ظهرت تقطيبه انزعاج على وجه تايهيونغ التفت إليه مبتسما بسخرية : ماذا هل بدأت هواية التجسس على الأخريين المفضلة لديك ؟ أطربني ماذا اكتشفت ايضا ؟
نظر كاي للفراغ متظاهرا بالتفكير ليقول بابتسامة مكراء : إنها جميلة جدا ، لا أنكر أنك تجيد اختيار الفتيات .
غادر كاي تاركا خلفه علامة إستفهام على رأس تايهيونغ الذي يقف امام غرفة الملك ينظر إلى الفراغ في حيرة : ترى ما الذي يقصده بكلامه هذا الوغد ..
^^^^^^^^^^^^^^^^^^
روزي :
كنت اتجول في القصر فقد شعرت بالملل من جلوس المطول في غرفتي كما أن الطبيبة قد أخبرتني أنه يجب علي أن اتمشى لأجل طفلي .. يجب أن أعتني به أشد إعتناء وأن أحميه من كل مكروه ولن أسمح لأي أحد أن يقوم بإبعاده عني حتى لو كان الملك بنفسه .. وقفت لوهلة لأنني أرى تجمع الجواري حول بعضهم البعض مما جعلن الوضع مريبا ، شعرت بالفضول لذلك اقتربت منهن فلمحت الجارية سيرا ، ناديتها من بين الجميع : سيرا ماذا يحدث هنا ؟ ماهذا التجمع ؟
نظرت إلي في صمت وقد تبين أنها تخفي أمرا فملامحها المتوترة تبعث بالقلق قلت بصوت عال أحثها : ماذا هناك تحدثي !
ابتلعت ريقها واقتربت من أذني قليلا قائلة بصوت خافت : حدث أمر يخص الأمير كاي.
توسعت عيني بقلق أمسكت بدرا عها أحثها أكثر : ماذا هناك تحدثي ما الأمر ؟
قالت بتلعثم : أخشى أن أخبرك أيتها الأميرة فأقع بمأزق .
تنهدت بنفاد صبر : لا تقلقي ..سأقوم بحمايتك وتحمل المسؤولية فبعد أن تقومي بإخباري سأجعل منك جارية تابعة لي هل هذا مطمئن ؟
ظهرت ابتسامة خفيفة تدل على السعادة في وجهها لتعود إلى الإقتراب إلي قائلة : لقد رأيت قبل قليل الأمير كاي يقبل تلك الجارية أيرين في الحديقة ..
قطبت حاجبي في حيرة : من تكون الجارية ايرين ؟
قالت بسرعة : تلك التي خرجت رفقة الأميرة والتي يشاع عنها أنها مفضلته.
فغرت فاهي بدهشة : ماذا ؟! تلك الوقحة ؟ التي كانت ترفض الدخول على غرفة تايهيونغ بشدة ؟ والأن تقوم بتقبيل كاي ببساطة ؟ ثم ماذا قلتي مفضلة تايهيونغ ؟ واه يالها من خائنة تايهيونغ لن يصمت عن هذا ابدا ان علم بذلك ، اخي العزيز ولي العهد أصبح يتعرض للخيانة في قصره ؟ كم هذا مخزي .. هذه الفتاة يجب ان تتوقف عند حدها .. اما ذلك المدعو كاي سيكون حسابها عسيرا .
ايرين :
كنت اغط في نوم عميق فشعرت بيد تهز كتفي بلطف فتحت عيني ببطئ لأجد وجها ملائكيا مؤلوفا ينظر إلي مبتسما ..هذه الأعين هذه الابتسامة هذه الرائحة الزكية اعرفها جيدا انه ...انه تايهيونغ . لكن ما الذي يفعله تايهيونغ في سجن لاشك أنني أحلم ..اعتقد ان شعوري بالوحدة جعلني اهلوس بك يا تايهيونغ ..انزلت جفني لأعود إلى النوم ولكنني سرعان ما تأوهت متألمة لأنني شعرت بقرصة على خدي تلاها صوت مؤلوف : لابد وأن هذا المكان يروق لك لهذا انت تغطين في نوم عميق .
عدلت من جلستي بسرعة والسعادة تغمرني : تايهيونغ !
وقف هو الأخر متجها نحو الباب : فالنخرج من هنا بسرعة .
وقفت بحماس : نخرج؟ هل هذا يعني انه تم الإفراج عني ؟
سبقني بخطوات قائلا : بسرعة قل أن أغير رأيي.
ركضت نحوه بسرعة وحماس بالكاد استطيع وصفه.. اخيرا .
خرجت رفقة تايهيونغ أنظر هنا وهناك إلى اشعة الشمر أنظر إلى الأشجار التي تزين نوافد القصر أنظر إلى الخدم و الجواري اللذين يتجولون بأريحية إنه شعور جميل جدا . توقف تايهيونغ أمام باب ذو زخرفة أنيقة أشبه بباب الأمراء إلتفت إلي قائلا : هذه غرفتك الجديدة التي حدثتك عنها .
نظرت إليه بعدم تصديق أشير بسبابتي نحوي : غرفة ؟ لي أنا ؟ هل أنت جاد ؟
تجاهل دهشتي وأمر بفتح الباب لتظهر أمامنا هذه الغرفة أخيرا .. سبقته بالدخول أتفحص المكان يمينا و يسارا بمفم مفتوح .فقد كانت هناك نافدة كبيرة تطل على خلفية القصر تمرر أشعة الشمس بكميات هائلة وفي المنتصف سرير ضخم بأغطية حريرية أنيقة ولا ننسى كل هذه الفساتين الخلابة المعلقة هناك .. بإختصار إنها غرفة ملكية لم أتصور بحياتي أنني سأحصل على مثلها ..إلتفت إليه أبتسم بسعادة فقال يتفحص المكان بدوره : أعجبتك ؟
قلت متأثرة : لماذا كل هذا ؟
نظر إلي في صمت مقتربا ..خفض نظره ليمسك بيدي أخرج منديلا أحمر اللون وقام بربطه على معصمي ..رفع عيناه نحو وجهي قائلا : هذا لأنك أصبحت ملكا لي .
ولوهلة شعرت أن الزمن قد توقف ، توقف ليمهلني الوقت حتى أستوعب ماذا يحدق و ما الذي يقوله لي هذا الشخص الذي يقف أمامي ينظر إلي ببريق لامع يصدر من عينيه .. أصبحت ضربات قلبي تتسارع وتتسابق مع سرعة تنفسي ..طرفت بعيني عدة مرات بينما أنظر للمنديل الأحمر الذي على معصمي ثم تذكرت كلام الجواري المكرر حول هذا المنديل .. هل هذا يعني أنني قد أصبحت المحضية رسميا ؟ هذا يعني أنه سيتم معاملتي باحترام من الأن فصاعدا .والأهم من كل هذا ..الأمير ..هذا يعني ان ولي العهد تايهيونغ معجبا بي ..
انتشر الخبر بسرعة البرق في هذا القصر وأصبحت معروفة بأنني عشيقة تايهيونغ الأن ..أصبحت أتجول بأريحية دون أن أتعرض لأوامر أحد وخاصة رئيسة الحرم مويونغ ..الجواري اللواتي كن يتنمرن علي أصبحن ينحنين لي . اما بخصوص علاقتي تايهيونغ فقد مقربين ..نخرج لنتمشى في الحديقة أمام أعين الجميع ..نتناول الطعام رفقة بعضنا البعض ونمرح كثيرا .
ها أنا الأن أعود لغرفتي بعد أن كنت رفقة تايهيونغ يعلمني ركوب الخيل .. بعد لحظات من دخولي ..تم دق الباب
الخادمة : سيدة أيرين .. الأميرة روزي تنتظر في الخارج تطلب لقائك .
قلت بينما أجلس على المقعد : حسنا اخبريها ان تتفضل.
دخلت روزي بإبتسامة مزيفة واضحة على وجهها أمرت الخدم بالخروج من الغرفة بحجة انها تريد ان نتحدث على إنفراد.
قلت : ماذا هناك ؟ هذه أول مرة تقومين بزيارتي  يبدو أن هناك امر مهم .
بدأت تتجول في الغرفة بخطى بطيئة : يبدو أنك تستمتعين بوقتك كثيرا رفقة أخي .
أضافت : حتى أنك حصلت على ما تريدينه بسرعة .
نظرت إليها مستغربة : مالذي ترمين إليه ؟
ابتسمت بهدوء : سأدخل في صلب الموضوع مباشرة .
ـ يسرني ذلك .
احتدت ملامحها لتكمل : هل تعتقدين أن لا أحد يدرك امر خيانتك لأخي ؟
ظهرت تقطيبة بين حاجبيه لأجيبها بسرعة : خيانة ؟ تقصدين أنني أخون تايهيونغ ؟ عن ماذا تتحدثين ؟
اقتربت نحوي تنظر إلي عيني بثقة : أنا أعلم أنك تبادلتي القبل مع الأمير كاي .
شعرت بشرارة كهربائية قامت بصعقي كلامها جعلني أتذكر ذلك المشهد المزعج مجددا .. ولكن كيف لها ان تعلم بالأمر .. هل قام بإخبارها أم ماذا ؟ ثم لما تتحدث إلي بهذه الطريقة وكأنني فعلتها بإرادتي .
رفعت رأسي لأنظر في عينيها : لم يكن ذلك بإرادتي .. هو من فعل بي هذا ..بالطبع لم أكن مسرورة لذلك فقد كان فعلا وقحا وجريئا منه .
ضحكت بسخرية : هل تتوقعين مني أن أصدق هذا الهراء ؟ بالطبع أنت ستنكرين ذلك ، فأنت تعلمين أن موقفك سيكون صعبا إن علم تايهيونغ .
توسعت عيني لما سمعته : ماذا تقصدين ؟ هل أنت تعتقدين أنني فعلت ذلك قصدا ؟ وقمت بخيانة تايهيونغ ؟انا لست بتلك الوضاعة ..يستحيل أن أفعل أمرا كهذا ايتها الأميرة .
نظرت إلي بإزدراء لتقول  : أنا لم أشعر بالإرتياح حين رأيتك اول مرة فقد كنت وقحة للغاية وكنت أعلم أنك شخص لا يمكن الوثوق بك والأن أصبح ظني في محله ..أخي لا يعلم شيء هو منخدع تماما بملامحك المزيفة تلك ..يجب أن يعرف بما فعلته عاجلا أم أجلا قبل أن يتفاقم الأمر . لا ندري ماقد تفعلينه لاحقا . كاي عدو لنا ولا يمكن أن أسمح لشخص على قرابة منه ان يقتحم عائلتنا ..ابتعدي عنه تايهيونغ وإلا سأخبره عن ذلك اليوم
كلامها جعلني أغضب أغضب بشدة لما هي مقتنعة بفكرة كوني خائنة ..لما هي تريد تدمير علاقتي بتاهيونغ قلت بنبرة غاضبة مشحونة : بحقك ؟ لما تستمرين بقول إفترائات وهمية عني ! كل كلامك غير صحيح .. لست كهذا نوع من الأشخاص .. أنا لا أعرف شيئا بشأن المدعو كاي ..ولم أقم بخيانة تايهيونغ أبدا .
ـ قلت لك إبتعدي عن أخي !
تنفست بعمق أكبح إنفعالي : لن أفعل
رفعت حاجبيها في  دهشة : ماذا ؟ إذا سأخبره وتحملي العواقب .
إلتفت قصد المغادرة تاركة خلفها شحنات الغضب محيطة بي فلم أستطع كبح نفسي لأنفجر قائلة : إن فعلت ذلك ...سأخبره واخبر الجميع أنك حامل من القائد.
شعرت انها تجمدت من شدة الصدمة واعلم جيدا أن قلبها كاد ان يتوقف فهذا واضح على ملامحها ..نحن الأن نتبادل النظرات في الصمت و الجو أصبح أكثر شحنة .
اقتربت مني مسرعة بخطوات ثابة لتقوم بصفعي فجأة .. لقد كانت مؤلمة رفعت يدي اتحسس مكان الصفعة في صمت لتقول هي بحنق : من أين أتيت بهذا الكلام ؟
أجبت بثقة : سمعتك تتحدثين إلى القائد ذلك اليوم في الحديقة بينما كنتما تختبئان في الظلام .
رمقتني بنظرة كره مع نبرة غضب تفوهت بها : هل كنت تتنصتين إلينا ؟
ـ كلا كان ذلك بالصدفة .
رفت سبابتها مهددة : حري بك أن تطبقي فمك إياك وتفوه بهذا الكلام مجددا .. وإلا سينتهي أمرك بين يدي ...
كانت على وشك المغادرة لكنها عادت قائلة : مهلا ..فالتفعلي .. فالتخبري الجميع ..وكأنهم سيصدقونك ..
ضحكت بسخرية لتكمل : من سيصدقك ؟ هل سيصدق الناس أن أميرة بجلالتها قد تحمل من مجرد قائد ؟ بالطبع لا أحد سيصدق لاسيما أنه لا يوجد دليلا على هذا ...فالتفعلي إذا .
غادرت روزي تاركة خلفها صدى ضحكاتها الهستيرية خلفها يالها من غريبة أطوار كيف لها أن تكون غير مسؤولة هكذا ...لكن دعنا من هذا الأمر .. ماذا لو قامت بإخبار تايهيونغ بالفعل ماذا سيفعل.
روزي :
كيف لجارية حقيرة أن تقوم بتهديدي بأمر خطير كهذا ؟ هذه الحمقاء جلبت لنفسها سوء الحظ ..لايمكننها ان تبقى في هذا القصر .. يجب أن أتخلص منها في أسرع وقت ممكن قبل أن تفعل أي شيئ اللعنة مالذي جنيته لنفسي ..
أمسكت بأطراف ثوبي وتوجهت مباشرة بخطى سريعة نحو غرفة تايهيونغ ..يجب أن أخبره بكل شيء حتى يقوم بالتخلص منها بنفسه تايهيونغ ..علينا أن نرمي هذه الفتاة بعيدا لا يمكنني أن أتعايش معها أبدا.
فتح باب غرفة تايهيونغ على مصرعي لأدخل قائلة : اخي .. بسرعة لدي شيء مهم أريد إخبارك به
تايهيونغ :  أنا مشغول الأن بالدراسة .. عودي لاحقا .
هتفت قائلة : إنه يخص المحضية أيرين .
رفع رأسه نحوي فبمجرد ان اتلفظ بإسمها ينصاع إلي فورا قال متسائلا : ما الأمر؟
فكرت لوهلة ماذا لو قام بمسامحتها وأن تستطيع إقناعه بأنه خطأه هو وليست هي ..لما لا أضيف قليلا من البهارات للقصة ابتلعت ريقي وشرعت : تايهيونغ ...عليك أن تطرد تلك المحضية فورا ..
نظر إلي في حيرة : لما ؟
أضفت : إنها خائنة ..رأيتها بعيني تدخل إلى غرفة كاي وسمعت انهما تبادلا القبل هناك .
ضحك تايهيونغ بعدم تصديق : ما هذا الهراء الذي تتفوهين به .
نجحت في إلتماس بعض من الجدية منه حين قلت : لدي شاهدة . استطيع احضارها إليك لتخبرك بالحقيقة بنفسها .. تايهيونغ استيقظ تلك الفتاة ذهبت بسهولة إلى غرفة كاي حين طلبها وكان ذلك حين كنت غائبا عن القصر لقد قامت بإستغلال الأمر..تلك الفتاة خائنة ألا تعلم أنك تمقت ذلك المدعو كاي وهاهي تذهب وتتبادل القبل معه يالها من وضيعة .
هتف بصوت عال جعلني انتفض من مكاني : اصمتي!
أجل هذا ما أريده .. أريدك أن تغضب .. فبهذه الطريقة أستطيع طردها بسهولة .
أردف قائلا بنفاد صبر : إذهبي الأن إن أنهيت كلامك ..احتاج إلى تركيز.
خرجت من غرفته بعد ان تأكدت انه اقتنع بالأمر و الأن سأتنظر مالذي ستفعله يا أخي لاـصرف من بعدك.
ايرين :
كنت أمشي ذهابا و إيابا في الغرفة بقلق أفكر في ماقد تفعله روزي ..ماذا سأفعل حينها ، مالذي ساخبر به ..
فتح باب غرفتي ليدخل تايهيونغ فجأة شعرت أن قلبي قد نزل إلى معدتي من شدة الخوف ..لقد كنا قبل قليل برفقة بعضنا مالذي قد يجعله يأتي فجأة الأن .ابتسمت قائلة : تايهيونغ انت هنا ..مالأمر يا ترى ؟
تقدم نحوي ينظر إلي في صمت رفع يديه نحو وجهي ليمسك به بين كيفيه قلت بتوتر ظاهر : ماذا تفعل ؟
دنى نظره نعو ثغري ليمرر إبهامه على شفتي قائلا بهدوء : هل صحيح ما سمعته ؟
بدأت ضربات قلبي تتسارع لأقول بتلعثم : ماذا ..مـاذا سمعت ؟
أبعد يديه عن وجهي قائلا : هل سبق وقابلتي الأمير كاي ؟
قلبي توقف ..لا اشعر به لا اشعر بنبضاتي ..إنه يتحدث عنه عن ذلك المعتوه هذا يعني أنه يعلم بالأمر بلا شك ماذا سأجيبه الأن ..
ـ نـ..ـعم قابلته
تنهد وكم اشعرتني تلك التنهيدة بعد الإرتياح ابتسم بعدها قائلا : حسنا ..أراك لا حقا سأعود لغرفتي.
مهلا لحظة اشعر أن هاك امر ما ..لا أشعر بالإرتياح مطلقا .. يوجد بريق غريب في عينيه .
امسكت بيده قائلة : تايهيونغ ماذا هناك ؟
لا أريد أن اتفوه بشيء قد أندم عليه .. أخشى أن أخبره أنني لم أقم بخيانته فيتضح أنه لايعلم شيئا .
أفلت يده قائلا : لا شيء .
غارد بعد ذلك دون ان يتفوه بأي كلمة أخرى ما الذي يحدث له ..لما تبدو نبرته هادئة بطريقة غريبة ..ماذا هناك تحديدا ؟
******
حل الظلام وحان وقت تقديم العشاء كنت أجهز نفسي لأذهب إلى غرفة تايهيونغ لنتناول العشاء رفقة بعضنا البعض كالعادة  وعزمت ان أخبره بالأمر بنفسي و أتحمل العواقب سأخبره بكل شيء هذه الليلة وثبت له أنني لست خائنة كان كل شيء بغير إرادتي وصلت إلى جناحه لكنني توقفت فجأة حين رأيت سيرا و بعض الخدم يقفون خلفها كانت تقف مبتسمة بسعادة وكأنها تنتظر إذنا للدخول خشيت أن يكون ما أفكر به صحيحا فركض إليها بسرعة
قلت بلهفة واضحة : ما الذي تفعلينه هنا امام غرفة تايهيونغ؟!
إلتفت إلي ترمقني بنظرات من على كتفها بتكبر : ألا تعلمين ؟  الأمير طلب جارية اليوم ..على الأرجح قد سئم منك .
كلماتها كانت سكاكين حاذة تخترق قلبي لا أصدق ماذا أسمع أيعقل أن يفعل هذا بي ؟
فتح الباب ودخلت سيرا وهي تستمر بالإبتسام بتلك الطريقة المستفزة كان الباب على وشك ان يغلق بوجهي ولكنني قررت أن لا أقف مكتوفة اليدين قمت بصد الباب بكفي فأدفعه ليفتح من جديد لينتهي بي الأمر أقتحم المكان ..قابلني ذلك المشهد ..المشهد الذي كنت خائفة منه إنه تايهيونغ يقف مبتسما لها بكل بساطة ..كنت اكبح دموعي بشدة
تتبين انه انتبه لوجودي للتو تلاشت ابتسامته شيئا فشيئا ليقول بحزم مخاطبا الخدم : من سمح لها بالدخول ؟
وكم كانت هذه الجملة قاسية لم أكد استوعبها بعد ليضيف جملة اشد قسوة : اخرجوها !
لم أستطع التلفظ بأي شيء فقد كنت أنظر إليه بإستسلام بينما الخدم يقومون بجري إلى الخارج فيغلق الباب بعدها ..لأسقط منهارة على الأرض غير مصدقة .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
رأيكم في رواية حد الأن ؟؟
كثرو تفاعل باليز

عشيقة ولي العهد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن