الفصل الثاني عشر

6.4K 324 19
                                    


أجلس الأن على سرير تايهيونغ و أنا أبتسم بسعادة أنظر إلى الغرفة بحماس انتظر عودته بعد ان قال انه سيقابل والدته للحظات ..طرق الباب فأصبح قلبي ينبض بسرعة لعله تايهيونغ قد عاد بدأت اشعر بتوتر ولكن لا احد يدخل بعد فأسرعت أقول : تفضل .
دخلت خادمة والتي لم يسبق لي ان رأيتها بين خدم تايهيونغ من قبل ، نظرت إلى المكان بتفحص ثم قالت : هل انت هي ايرين ؟
أومأت برأسي مجيبة : نعم أنا هي.
قالت مبتسمة بلطف : لقد طلب الأمير تايهيونغ أن يراك بالحديقة .
ماذا ؟ غريب لقد أصر على عدم خروجي من الغرفة ولا حتى نهوضي من على السرير لما يطلب لقائي بالحديقة فجأة ؟!
قلت بنما أميل برأسي متسائلة : في الحديقة ؟ لماذا فجأة؟!
قالت بنبرة هادئة لطيفة : قال أنه يريدك أن تغيري الجو قليلا وتستنشقي بعض الهواء المنعش في الخارج.
تسللت ابتسامة خجلة إلى وجهي لأقول : حسنا ...سأذهب.
خرجت مع هذه الخامة تقودني نحو مكان تايهيونغ ..مررت برواق كان خال من الخدم و الجواري اللذين اعتادوا على إثارة الضجة هنا شعرت ببعض الغرابة ولكن فجأة شعرت باحدهم يقف خلفي ثم يضع يده على فمي يمنعني من الصراخ ولكن كل شيء أصبح ظلاما حين قام شخص بوضع غطاء على رأسي يمنعني من رؤية .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تايهيونغ :
عدت لغرفتي وقد أحضر معي بعض الأدوية التي حضرتها طبيبة فقمت بأخدها منها حتى أعطيها لإيرين بنفسي ..دخلت الغرفة وكانت المفاجأة أنني لم أجدها على السرير تجولت نظرات تتفحص المكان لاكن لا احد هنا ..اتجهت نحو الشرفة وأنا على تمام الثقة أنها ستكون هناك تستنشق بعض الهواء أو انها شعرت بالملل ..إنها ليست هنا حتى ..كيف تتجرأ على مغادرة الغرفة لقد أخبرتها مرارا و تكرارا أنه  لا يجب عليها النهوض من على سريرها ، هذه الفتاة عنيدة جدا .. خرجت لأسأل الحراس اللذين يقفون عند الباب فأخبرني أحدهم أنها غادرة رفقة خادمة ..كان عليك أن أمرهم بمنعها أو أن أوكل أحدهم بالوقوف بجانب السرير فيمنعها من النهوض حتى.
رأيت سيرا قادمة بإتجاهي لاشك في أن الفضول يكاد يقتلها لهذا هي قادمة الأن لتتفقد ماذا يحدث ، وقفت بثبات مبتسمة : تبدو وكأنك تبحث عن شخص ما ؟ هل هربت عصفورتك يا ترى ؟
تجاهلت حديثها مشيحا بنظري للجهة الأخرى : لماذا أتيت إلى هنا ؟
هزت بكتفيها متظاهرة بعدم مبالاة : لاشيء فقط شعرت بالفضول بشأن ما حدث بينك وبين إيرين ألم تأخد بيدها إلى غرفتك قبل قليل ؟ لماذا إذا دخلت غرفة كاي قبل لحظات !
لفت إنتباهي جملتها الأخيرة فحولت كل إهتمامي لها ملتفة : ماذا قلت ..غرفة كاي ؟!
اومأت برأسها ببرودة أعصاب : أجل..رأيتها بأم عيني قبل لحظات .
تحرك جسدي تلقائيا أستعد للذهاب إلى ذلك السافل لألقنه درسا لكنها أمسكت بدراعي مخاطبة : إلى أين أنت ذاهب الأن ؟
أجبتها بغضب شديد : أبعدي يدك ..أخبرته مرارا و تكرارا أن يبقى بعيدا عن الأشخاص من هم حولي لكنه لا سمع الكلام سأقتله بيدي هذه المرة.
شدت على دراعي وقد تحولت ملامحها إلى الجدية و الحزم أكثر : هل جننت ؟! هل سترتكب خطأ أخر ؟ ألم يكفيك أن والدك منعك من الذهاب لقيادة المعركة بسببه وها اانت الأن تريد إعادة الكرة .. إجمع شتات نفسك ! لا تكن متهورا ، هو يتعمد إغاظتك حتى تستمر في إرتكاب الأخطاء..
كلامها جعلني أهدأ لوهلة واضبط سرعت تنفسي لأقول قاطبا حاجبي و الغضب لايزال متمكنا مني : لكنها معه الأن لا يجب أن أسمح بذلك .
ابتسمت بسخرية : لماذا لا تفهم تصرفاتها .. هي واضحة للغاية ..لقد ذهبت بإرادتها فهذا واضح وليست اول مرة  تفعل ذلك .لقد سبق وذهبت إليه وهاهي الأن تعيد الأمر ، هي لا تحبك ..تستمر بجعلك شخص احمق بأفعالها لكنك تستمر بالحقاء بها ..إفتح عينيك تايهيونغ فكر بعقلك و اترك قلبك ومشاعرك جانبا.
أنا الأن في حيرة من أمري ، لما يبدو كلامها منطقيا صحيح إيرين لم تظهر أي مشاعر اتجاهي حتى الأن ماذا لو كنت لا أروق لها وهي الأن واقعة في حب ذلك الوغد ، أه اكاد أجن ، لكن مع ذلك لا يجب أن أبقى مكتوفا هكذا سأذهب إليهم سأجعلهم يقولون هذا أمامي مباشرة ..قلت وقد تمكن الانزعاج مني : سأتحدث إليهما على أية حال.
عادت تمسك بيدي لتوقفني قائلة بإستياء : حسنا انت لم تترك لي فرصة لأبقي هذا سرا ..أنت من جلب هذا لنفسه ..أنتصت في الحقيقة ايرين اخبرتني شيئا مهما للغاية فكما تعلم نحن قد كنا صديقتان مقربتان حين كنا نعيش في القرية  لذلك هي أخبرتني هذا السر ووعدتها انني لن أخبر أحدا ..ولأنني  أرى ضلما بالموضوع فأنا لن أقف متفرجة أراكا منخدعا بها .
تنهدت بنفاد صبر : إسترسلي !
خفضت عيناها بالأرض لترفعهما فتتحدث بنبرة حزينة : لقد أخبرتني أنها واقعة بحب الأمير كاي .
استغرقت وقتا بالنظر إلى وجهها لعلها تنطق قائلة انها تمزح بقولها ولكنها لم تظهر إلى علامات التحسر و الشفقة علي ..معقول ؟ هل ايرين تحب ذلك الوغد ولهذا هي تستمر بظهور أمامه !
سيرا :
جيد نجحت في تشويش عقله نجحت في غرس هذه الكذبة برأسه هو الأن يقف دون حراك في صدمة ، عليك أن تعتاد على هذا الأمر يا عزيزي فإنك لن ترها بعد الأن هي الأن مغشى عليها في القبو  وسنقوم بإرسالها إلى القصر الأخر هذا المساء فلن ترها مجددا ..سيخبرك كاي بنفسه أنه أرسلها بعيدا مثلما إتفقنا معه لنجاح هذه الخطة والتي كانت تحت رعاية الرأس المدبر روزي.
دخل غرفته قائلا أنه يريد أن يبقى بمفرده قليلا فغادرت أنا في صمت والابتسامة لا تفارق وجهي متجهة نحو روزي لكي أخبرها أن الخطوة الأولى قد نجحت فالننتقل للتالية .
ــــــــــــــــــــــــــــ
إيرين :
فتحت عيناي بتثاقل لأرى ذلك السقف المهترىء ..حاولت تذكر ماحدث فجاء إلى ذاكرتي ذلك المشهد حين قام أحدهم بإغلاق فمي ووضع غطاء على رأسي اقشعر بدني لغرابة ماحدث فشعرت بشيء ما على فمي مهلا إنها قطعة قماش يلفونها على ثغري قصد منعي من الكلام ..عدلت من جلستي أتفحص المكان لأعرف أين أنا ..لقد كان مكانا يبدو قديما به فوضى عارمة ومظلما بعض الشيء يا ترى هل لا أزال بالقصر أم أنا بمكان أخر؟
فجأة سمعت صوتا يبدو أن أحدهم قادم شعرت بالخوف الشديد فجعلت من نفسي متأهبة لكن تبين أنهما جاريتان قادمتان نحوي قالت إحداهن : قفي! يجب أن ترتدي هذا الثوب .
نظرت إلى الثوب الذي تحمله بين يديها وقد تبين أنه ثوب زفاف تقليدي نظرت إليها بعينين تطرحان الكثير من الأسئلة حاولت أن أتحدث إليها ولكن لساني عاجز بسبب قطعة القماش هذه التي يلفونها حول فمي .
لم أقف بإرادتي بل هن من أوقفنني بصعوبة يساعدنني بارتداء ذلك الثوب فبدأ فك قيدي ..فكرت في أن أقوم بمهاجمتهما لكي أستطيع الفرار ..نجحت بدفعهم بعيدا عني فينتهي بهما المطاف بالسقوط على الارض لأستطيع بعدها الركض إلى الخارج  أعرج بقدمي المصابة ولكن الصدمة فقد كان الحارس يقف خارجا فأمسك بي ليعيدني حيث كنت ..قمت بنزع قطعة القماش تلك لكي أصرخ بإنفعال : من انتم ؟ لما تحتجزانني هنا ؟
أجاب على سؤالي ذلك الصوت القادم نحوي : هل نسيت ؟ لم نتفق أنا و أنت على أنك تغادرين هذا القصر بعد أسبوع ؟ أرى أنك تستمتعين بوقتك رفقة الأمير ناسية تماما أنك أصبحت زوجة لأمير أخر ينتظر وصولك بفارغ الصبر .
إنها روزي مجددا تلك الفتاة كم كرهتها في أول يوم رأيتها فيها ..إنها تستمر بملاحقتي و إفساد حياتي .تنهدت بصعوبة أحاول التحكم بأعصابي : لماذا تفعلين هذا بي ؟ لقد اخبرتك أنني سأنسى كل شيء، لو كنت أريد أن أخبر أحدا لفعلت منذ وقت طويل ، لكنت أخبرت الأمير كاي عدوكم جميعا ..لكنني لم أفعل أنا لم أفعل .
قطبت حاجبيها بعدم تصديق : هل أنت تهددينني الأن ؟ هل أفهم من كلامك أنك شعرت بالشفقة علي فلم تخبري أحدا ؟ تشه يا إلهي أنت خطيرة بالفعل ..أنت قنبلة موقوتة بالنسبة لي ..لا يمكنني أن أضمن صمتك عن الموضوع بهذه البساطة قد تنفجرين بأي وقت وهذا سيء ..لا أحب أن أكون تحت تهديد شيئ ما لذلك من الأفضل أن تغادري لنضمن سلامتك و سلامتي أيضا أليس كذلك عزيزتي ؟
خفضت رأسي بيأس لأقول بنبرة ضعيفة : أنتم العائلة الملكية تستمرون بالتحكم بحياة الأخرين كما شأتم وكأن لكم الحرية المطلقة في فعل ما تريدون و العيش كما تريدون أما منهم مجرد سكان عاديون فليس لهم الحق في إختيار قرارات حياتهم بأنفسهم والتحرر من سلطتكم .
ضحكت بسخرية : ستتمكنين من فعل ذلك أنت ايضا فقط حين تصبحين ملكة وهو الشيء المستحيل بحد ذاته.
ابتسمت بثقة : كلا ..لو كنت كذلك يوما فإنني لن أجبر الأخريين على أي شيء .
تلاشت ابتسامة روزي لتقول مخاطبة للجواري اللواتي يقفن بجانبها : بسرعة ساعدنها في تجهيز نفسها .
ارتديت ذلك الثوب مستسلمة للواقع وتكفلت الجاريات بتصفيف شعري بينما أنا كنت اخفض رأسي بحزن أفكر تايهيونغ ..هل سأغادر بهذه البساطة دون أن أقوم بتوديعه حتى ..هل هو على علم يا ترى أم أنها تقوم بإرسالي خلسة .. ماذا لو علم تايهيونغ هل سيقوم بمنعها ؟ علي أن أجد أي طريقة للوصول إليه ..لكن كيف .يجب أن أخبره لعله سيخلصني من هذا المأزق .
وقف أحد الحراس أمامي ليمسك بدراعي ساحيا : يجب أن نذهب العربة في الخارج بإنتظارك.
معقول بهذه السرعة ؟ نظرت إليه بترجي : أرجوك دعني أودع الأمير أعدك أنني سأعود لن أهرب رجاء دعني أراه للمرة الأخيرة .
صرخ بوجهي بإنفعال : كفى ثرثرة وتحركي !
تبين أنه يقوم بأخدي بإتجاه الباب الخلفي للقبو هذا يعني انها تقوم بإرسالي خلسة دون علم أحد لكن تايهيونغ سينتبه لغيابي بكل تأكيد ..سيبحث عني أنا متأكدة من ذلك ..
خرجت لاجد تلك العربة تنتظر امامنا فجاء إلى ذاكرتي ذلك المشهد حين تم أخدي إلى هذا القصر غصبا تاركة والدتي خلفي وهاهو المشهد  يعيد نفسه..يال سخرية الحياة مني ..صعدت إلى العربة أنظر من خلال نافذتها الصغيرة نحو الخارج فأرى روزي تقف هناك تنظر إلي مبتسمة بانتصار و الصدمة حين رأيت سيرا تقف إلى جانبها تلوح بيدها وكانها تخبرني أنها من فاز في معركة الحب التي بيننا .حسنا لن أنكر انني أشعر بنار تحرق قلبي ولن أكذب فأنا أجشأت بكاء فور إنطلاق العربة وهي الأن تغادر القصر بهدوء .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يونا ( خادمة سيرا والتي كانت في الأصل خادمة ايرين ):
كنت على علم بما تخطط له المحضية سيرا رفقة روزي فأنا إلى جانبها دوما وقد رأيت كيف تم إرسال ايرين بتلك العربة إلى قصر الأمير سيهون لم أستطع تحمل كمية الظلم هذه ، كيف لهم أن يقومو بإرسالها دون علم احد ولا حتى تايهيونغ ..شعر بقهر شديد ففكرت في أن أذهب بنفسي و أخبر تايهيونغ بما حدث ..أعلم ان الأمر خطيرا وقد تقوم الأميرة روزي بعدمي أو نفيي إن علمت بذلك ..ولكن لا أريد ان تغادر ايرين هكذا ببساطة هذا ظلم.
إستجمعت قواي وشجاعتي وقررت أن أتجه لغرفة تايهيونغ لأخباره الأن وفورا ..إلتفت قصد المغادرة فأجفلت لصوت سيرا المتحدث خلفي : يونا ؟ إلى اين انت ذاهبة ؟ 
ابتلعت ريقي بتوتر ثم أجبتها بتلعثم : أنا ..أنا فقط..
قاطعت كلامي قائلة : اتبعيني اريدك ان تقومي بمساعدتي في اختيار الثوب الذي سأرتديه الليلة سألتقي بتايهيونغ بكل تأكيد.
انظرو اليها كيف هي السعادة لا تفارق ملامحها الشيطانية تلك ، بعد أن تخلصت من عشيقة ولي العهد هي الأن تتصرف بحرية وتريد ان تأخد مكانة ايرين بكل سهولة .
ابتسمت لها ابتسامة مزيفة ثم تبعتها إلى غرفتها بينما اشعر بقلق كبير على ايرين وكيف سأستطيع الهروب من أوامر سيرا لكي أذهب و أخبر تايهيونغ .
كنت اساعدها على وضع مستحضرات التجميل فشعرت بالإرتباك لنظراتها إلي والتي تلاها بعد ذلك نبرتها الهادئة قائلة : يونا ..
اسرعت أستجيب لها : نعم انستي .
أكملت تنظر للمرأة بغرور : يجب أن تنسي مارأيته اليوم ..أقصد مغادرة ايرين ..لا تخبر أحدا بذلك ، انا اثق بك كثيرا لذلك استمر بإبقائك برفقتي طوال الوقت أرجو أن لا تقومي بخذلاني ذات يوم .
بدأت يدي بالارتجاف و قد جف حلقي بسبب توتري لا أعلم ما علي فعله أو قوله الأن ..أجفلت مجددا لنظراتها الحادة الموجهة نحوي في إنعكاس المرأة لأسرع بالقول : بالطبع يا سيديتي.
ماذا أفعل الأن كلامها جعلني أتردد في ما سأفعله ، انه امرأة مخيفة ماذا لو فعلت الامر ذاته معي ،  هل علي أن اتظاهر بأنني لم أرى شيئا ؟ أم ا، حياة ايرين تعتمد علي ؟! يا إلهي ماذا افعل سأجن .
نظرت إلى النافذة وقد بدى أن الشمس قد اقتربت بالإختفاء خلف الجبل ..ترى ما الذي تفعله ايرين الأن ؟ هل وصلت أم أنها لا تزال بالطريق لابد و انها تشعر بالوحدة و الخوف...حين أصبحت المحضية لقد قامت باختياري بنفسها كخادمة لها ولطالما كانت تعاملني بلطف لذلك لابد انه حان الوقت لرد الجميل .
تنهدت مستنشقة الهواء بقوة لأقول بعدها : أتسمحين لي بالذهاب إلى الحمام يا انستي ؟
إلتفت إلي بأعين ثاقبة تنظر إلي في صمت يجعل ضربات قلبي تزداد كل ثانية تمر في هذه الغرفة إبتسمت إبتسامة  جانبية لتردف قائلة : حسنا لا تتأخري حتى تكملي وضع المستحضرات لي.
تنفست الصعداء حين خرجت من غرفتها ..كان ذلك مربكا حد اللعنة والأن كل ماعلي فعله أن أجعل من وجهتي غرفة تايهيونغ ...وبخطوات ثابتة مشيت على أن وصلت فتتسارع نبضاتي أكثر فأكثر ..أخبرت حارسه ان يخبره ان هناك جارية تريد ان تخبره أمرا مهما .
بعد دقائق عاد الحارس قائلا : لقد قال لك تعالي في وقت أخر إنه ليس بمزاج جيد اليوم .
اللعنة لما تفعل هذا يا تايهيونغ ..أغمضت عيني بنفاد صبر احاول إخراج الحروف بصعوبة من لساني لأقول : أرجوك اخبره ان الموضوع يخص ايرين ، أرجوك.
دخل الحارس إليه ثواني حتى عاد قائلا : تفضلي !
واه أخيرا ..الحمد الله ، نجح الأمر بفضل إسمك يا ايرين .ابتسمت بسعادة لأدخل مرتجفة ، رأيته يقف عند النافذة يراقب غروب الشمس فنحنيت قائلة : جلالة الأمير .
استدار نحوي بملل : ما الأمر ؟ ما الذي تريدون اخباري به بشانها أيضا ؟!
ماذا ؟ ما الذي يقصده بكلامه مهلا لحظة لما يبدو على ملامحه الحزن ، لقد قال "ايضا" هذا يعني أن احد ما جاء اليه و أخبره أمرا ما بشأن ايرين كذلك ..لابد وأنها كذبة سخيفة من إعداد روزي و تنفيد سيرا او العكس . حسنا ساحطم خطتكما الخبيثة هذه .
تنهدت لأقول بعدها بنفس واحد : الأميرة روزي و المحضية سيرا قاما بإرسال ايرين إلى فصر سيهون قبل قليل دون علم أحد.
رفع حاجبيه متفاجأ : ماذا ؟
اقتربت منه وقد نسيت أمر كوني خادمة ومن يقف امامي ولي العهد لأقول مترجية انظر الي عينيه بيأس : بسرعة إذهب إليها ، الأميرة روزي أرسلتها كعروس للأمير سيهون لقد كانت تخطط لهذا منذ اسبوع و تم تفيذ ذلك اليوم ، بسرعة إلحق بها .
توسعت عيناه يضيف : هذا يعني أن ذهابها لغرفة كاي قبل قليل كان كذبة ؟!
تنهدت بعدم تصديق : هي لم تذهب إلى هناك مطلقا لقد كانت محبوسة في القبو أيها الأمير.
وبمجرد أن أنهيت جملتي تلك ركض تايهيونغ خارج الغرفة فأسند بجسدي على الحائط أتنفس الصعداء .
تايهيونغ :
كم فقدت عقلي حين سمعت كلام تلك الخادمة أيعقل أنه تم خداعي بهذه السهولة ؟ لقد تم النصب علينا بكل تأكيد لكنني سأجعلهم يدفعون الثمن غاليا بدون أدنى شك ..أسرعت نحو حصاني الذي قد سبق و أمرت الخادم بتجهيزه فصعدت على ظهره وكل تفكيري بها ..هتفت لأمر الحصان بالحركة ليبدأ بالركض وقد أنتفض الغبار خلفنا لسرعة انطلاقنا جعلت من كل الحرس الواقفين عند البوابة ينظرون إلي بدهشة .هتف أحد الفرسان قائلا : جلالتك ! هل حدث امر ما ؟
لم أتكبد عناء إيقاف الخيل حتى تتسني لي الفرصة لأشرح له فالوقت يداهمني ،قلت بينما أغادر البوابة بتلك السرعة : لا عليك ..
أطلقت العنان لحصاني حتى يركض بكل قوته ويكون سيد هذه الطريق ..يجب أن ألحق بها قبل أن تصل إلى القصر لاشك في أنها تشعر بالخوف شديد أنا أسف يا إيرين ، يحدث كل هذا بسبب أنني لم أقم بحمايتك لكنني أعدك انني سوف أعيدك إلي و ألقن كل من كان له يدا في إرسالك بعيدا عني.واللعنة كم كنت غبيا .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أيرين :
ألقيت بنظرة من نافذة العربة حتى أرى أين أنا فلفت نظري أن العتمة أوشكت على احتلال كل جزء من هذا الطريق الذي نسير عليه تفقدت الأفق وإذا بي ألمح قصرا ضخما يتربع على أعلى التلة هناك فأدركت انه هو بلاشك ..لحظات حتى أوقف الحارس هذه العربة أمام بوابة القصر لتفتح بعدها بثواني ..أزحت الستار بضع سنتمترات حتى أسترق بعض الأنظار ..كان الحراس يصطفون على الجوانب وعلى وجوهمم ملامح الجد الرزانة يبدون مخفين وأكثر حزما ..تبين أن العربة توقفت وسط الساحة الكبرى لمدخل القصر..أخرجت برأسي حتى تتسنى لي الرؤية جيدا وقد دهشت لمدى روعة و جمال هذا القصر فقد كانت مختلفا جدا عن ذي قبله ..تسلل شعور القنطة إلى قلبي حين رأيت أحدهم يقف على عتبة مدخل القصر يقف بثبات مبتسما وقد علمت من هيئته أنه بلا شك سيهون إبن عم تايهيونغ مثلما أخبرتني روزي ، كان بعض الخدم يقفون خلفه و بعضهم يقفون بجانبه وقد لمحت أنه أشار لبعضهم أن يأتوا إلي ..لابد وأنه أمرهم بإخراجي من العربة ..عدت برأسي إلى الداخل بتوتر وقد عاد الغضب و الاستياء يسيطر علي مجددا ..ماذا أفعل انا بالفعل وصلت إلى قصره ، سأتزوج من شخص لا أعرفه  ولا حتى هو يعرفي أجفلت حين فتحت إحداهن الباب لي قائلة : تفضلي بالنزول يا أنسة الأمير بإنتظارك .
تبا كيف لها أن تقول هذا الكلام بكل بساطة هكذا ألا تعلمين أنني أكاد أجن بسبب أميرك الأحمق هذا ..زفرت بانزعاج لأترجل ..فحاطت بي الجاريتين على جانبي يقودانني إلى مدخل القصر حيث يقف ذلك الأحمق ..وصلت حيث يتسمر بثقة فإنتفضت لصوت الطبول التي بدأت بالقرع فجأة تلى بعدها صوت سيهون قائلا : لا تخافي ...إنها احتفالات بمناسبة وصولك .
تحتفلون ؟! كيف لكم  ان تحتفل وانا أتمزق إربا من الداخل، فلينقدني أحدهم رجاء لما انا هنا بحق السماء ..أضاف يقول بينما ينظر إلي بتمعن : إن روزي حقا فتاة لا يستخف بها ، لقد قامت باختيار أجملهن أليس كذلك ..أنت جميلة جدا .
أه كم هذا مقزز كيف له أن يتلفظ بهذا منذ اول يوم ، أشعر بالغثيان فجأة .قلت بينما أزيف إبتسامة : في الحقيقة لم أكن أجملهن بل يوجد منهن أجمل قريبتك روزي تلك تعمدت عدم إرسال الأجمل ..لابد وانها قامت بخداعك.
تلاشت ابتسامته الصماء تلك ليقول بدهشة : هل صحيح ماتقولينه ؟
أومأت برأسي : أجل.
عاد يبتسم مجددا قائلا : لا بأس لكنني معجب بك أنت .
واللعنة ياله من مأزق حقيقي ..أمسك بيدي ليجرني إلى الداخل قائلا : حسنا فالندخل إن الجميع بإنتظارنا في الداخل . ستبدأ مراسيم الزفاف
وحين رأيت يده تلك التي تمسك بدراعي شعرت بقشعريرة تسري بجسدي شعرت أن كل جزء مني يصرخ طلبا للمساعدة إنقبضت تلك العضلة في صدري وتسللت علامات الحزن إلى ملامحي .تايهيونغ  لم يأت بعد ولا أعتقد أنه سيأتي هو لايعلم شيئا بدون شك فلا أحد سيخبره، ومراسيم الزفاف ستبدأ  لا أحد سينقذني منه هل هذا يعني أنها النهاية ؟ هل ستكون نهايتي ان اتزوج بشخص لم أره بحياتي ، ليس جين  و ليس تايهيونغ بل أخرق لا يهمه سوى الجمال ..
أيقضني من تفكيري وغيبوبتي  صوت قادم من الخلف جعل كل من يقفون حولي يلتفتون ومنهم انا : توقف!
اعرف هذا الصوت جيدا وأعرف هذه النبرة ..إنه هو بلا شك ..إلتفت نحو مصدر صوت وقد عادت الروح بجسدي بعد أن فقدت الأمل تماما لكنه أحيا كل شرايين قلبي لتعيد ضخ الدم بسعادة غامرة إبتسمت قائلة بحماس : تايهيونغ !
لقد كان قادما بحصانه نحونا ويبدو عليه الغضب الشديد توقف على بعد أمتار قليلة ليتدخل سيهون : تايهيونغ ؟ يالها من مفاجأة ..هل أتيت لتحضر حفل زفافي ؟
ترجل تايهيونغ من حصاني وقد ابتسم بسخرية : عن أي زفاف تتحدث ؟ أنت لن تتزوج بهذه الفتاة .
نظر إلي سيهون متعجبا ليخاطب تايهيونغ : هذه الفتاة ؟ لما !
تنهد ليجيب : انا لن أسمح لك بأخد الفتيات من قصري ..ألم تجد مكانا أخر غير قصري لتختار منه زوجة لك ؟!
أمال سيهون رأسه بعدم فهم : أيعقل انك أتيت كل هذه المسافة لإسترجاع هذه الجارية ؟غريب أنت لا تهتم بالفتيات كثيرا ثم انها مجرد جارية بسيطة لما انت مهتم بها إلى هذا الحد.
أغمض تايهيونغ عيناه بنفاد صبر ليقول بعدها : من تقف أمامك ليست مجرد جارية ، إنها ..
صمت قليلا ينظر إلي بتمعن مما جعلني أرتبك و أتشوق لما سيقوله فأكمل : إنها خادمتي الخاصة .
تبا ما الذي توقعته أنا ، لابد وأنني أسرح بتفكيري كثيرا لقد صدمني ..ضحك سيهون بسخرية : يا فتى ما خطبك ..هناك العديد من الخدم بقصرك إجعل واحدة منهن خادمة لك .
أجفلت لصراخه المفاجأ : قلت لك دعها وشأنها !
رفعت سيهون حاجبيه بعدم تصديق : انت تقوم بأمري داخل قصري هذا غير معقول .
بدى وكأن تايهيونغ قد نفذ صبره فتقدم خطوة نحونا لكن سيهون استوقفه قائلا : توقف مكانك ..لا تقترب ..وإلا
نظرنا إليه جميعا بتعجب ماذا الأن ؟ هل سيتصرف بعناد هو أيضا ؟!
إلتفت لصوت تايهيونغ القائل : وإلا ماذا ستأمر حراسك بالهجوم علي ؟!
قال بنبرة غرور وثقة: في الحقيقة أنا لا امر حراسي أبدا بل هم من يقومون بحمايتي تلقائيا ، لذلك إرفع رأسك للأعلى وتمعن جيدا في الأسهم المصوبة نحونا ،لايمكنك أن تفعل شيئا ضد إرادتي وبداخل منطقتي .
رفعت برأسي نحو الأعلى وقد دهشت حين رأيت بعض الحراس الذي يصوبون بإتجاهنا على أهبة الإستعداد لابد في أن هذا الشخص مخبول بلا شك كيف له ان يهدد ابن عمه هكذا .
تدخلت قائلة : أيها الأمير سيهون أنا لا أريد الزواج منك.
توسعت عيناي في دهشة ليضحك بعدها بعدم تصديق : ماذا تقولين أنت أيضا ؟! واه لا أصدق ماذا يحدث هنا انتما الأن تفسدان أفضل يوم بحياتي انتظرت وصوله بفارغ الصبر ، نظر إلي بتهديد : اسمعيني جيدا انت الأن داخل أرضي  لا أحد بإمكانه اخدك مني ولا حتى يمكنك رفضي كيفما تشائين و الأن لندخل ونستمتع بوقتنا .
أسمك بدراعي يجرني نحو الداخل ..ولكنني بطريقة ما إستطعت الإفلات منه وركضت بإتجاه تايهيونغ ولدي بدوه صرخ قائلا : كلا لا تفعلي .
نظرات تايهيونغ لي كانت مقلقة ما الذي يعينيه بلا تفعلي ..حينها سمعت صوت سيهون الذي تركته خلفي يقول : أوقفوها !
رفعت رأسي  للأعلى بينما لا أزال اركض بإتجاه تايهيونغ فصعقت حين رأيت أحدهم يصوب نحوي ...ثم أرى ذلك السهم الذي أطلقه قادم نحوي ، أغمضت عيني بخوف كرد فعل تلقائي أنتظر وصوله ..ولكن أنا لا أشعر بشيء بل بدل ذلك شعرت بجسد يحيطني ..معقول ؟! هل هو صحيح ما الذي أفكر به ! فتحت عيني ببطىء لأجد تايهيونغ يعانق جسدي بقوة وقد أصاب ذلك السهم ظهره ..لقد قام بحمايتي واللعنة ، شهقت بعم تصديق أضع كفي على فمي وقد شعرت ان قلبي قد توقف ما الذي فعلته ، لقد عرضته للخطر تبا لي ولذلك الاحمق سيهون ..أمسكت بجسده أحاول أن أمنعه من السقوط بينما أكرر : تايهيونغ ! هل أنت بخير ؟
سمعت سيهون يصرخ بغضب : أيها الأحمق هل قلت أطلق ؟! أخبرتكم أن توقفوها وليس أن تطلقو الأسهم .
تلفظ بصعوبة منه : أنا..بخــ..ير لا..تقلقي ..فالنغادر.
إستجمع قواه ووقف على رجليه ممسكاا بدراعي نحو حصانه يقودني واستمر بسماعي سيهون الذي يهتف بغضب : أوقفوهم لا تسمحو لهم بالمغادرة .
لقد صعدنا على ظهر الحصان فيأمره تايهيونغ بالركض بينما يسحب سيفه الذي كان معلقا على ظهر حصانه ..فيقوم بتلويح سيفه حتى يبعد كل الحرس اللذين يقفون بطريقنا ..أمسكت به جيدا بينما أحاول مزامنة حركاته وتفادي هجمات الحرس وكم كان ذلك مرعبا ..
هانحن ذا نكاد نطير على متن هذا الحصان الذي يركض بأقصى سرعته بينما التف من حين لأخر لأتفقد المسافة التي تفصلنا عن هؤلاء الحراس اللذين يلحقون بنا . كان الظلام حالكا يصعب الرؤيا ، لقت نظري الإتجاه الذي أخده تايهيونغ حيث توجد العديد من الأشجار الكثيفة ، قلت بنبرة مرتجفة : لما تسلك طريق الغابة ؟!
قال بينما يخفض سرعة الحصان : سأقوم بتضليلهم بين هذه الأشجار قليلا حتى ينتسنى لنا الهروب منهم .
إلتفت لأتفقد المكان حولنا وقد تبين أنهم أضاعونا بلا شك ..أصبح الحصان يمشي ببطىء وتايهيونغ قد عم عليه السكوت سألته بقلق : هل أنت على مايرام ؟ لابد وأن جرحك ينزف أرجوك أسرع يجب أن نصل إلى القصر في أسرع وقت ممكن .
تأوه قبل أن يسالني بنبرة متألمة : ماذا عنك هل انت بخير ؟
هتفت بإنفعال : انت هو الشخص الذي يجدر به القلق على نفسه ..لماذا أبطئت سرعة الحصان ؟!
تفاجأت به يتوقف ليترجل متألما ...جلس على الأرض مسندا ظهره على الشجرة ..لتتوسع عيناي مستغربة : هل جننت ؟! لماذا توقفت هنا ؟!
ضحك بصعوبة قائلة : لا أصدق أنك تشعرين بالقلق علي لهذه الدرجة .
رفعت حاجبي في حيرة : أنت تضحك ؟! واه لابد وأنك قد فقدت عقلك ..هل جرحك ذلك أثر بعقلك ..إنهض من مكانك لنذهب إلى القصر بسرعة .
لفت إنتباهي نبرته الهادئة فجأة : أيرين .
نظرت إليه بملامح ضائعة انتظره ان يكمل ما يريد قوله : يجب أن تذهبي ..خدي الحصان وغادري إلى القصر قبل أن يجدنا هؤلاء الحراس بسرعة .
نظرت إليه في حيرة مطولا ..ترجلت من الحصان لأقول بإنزعاج : يالها من فكرة عظيمة أتى بها عقلك المخذر ذاك ..أتتوقع مني أن أعود إلى القصر و أتركك بمفرد هنا ؟ مستحيل .
أردف يقول من بين أنفاسه : لماذا ؟
أشحت بنظري بعيدا أحاول البحث عن إجابة واكتفيت بقول :  لا سبب وجيه ولكنني لن اتركك هنا .
صمت فجأة مغلقا عيناه ..شعرت بخوف وذعر شديد .لماذا صمت ..مهلا لحظة هل هو يتنفس ؟
اقتربت منه لأجلس مقابلة له تماما اقرب أذني إليه حتى أتفحص نفسه ..ابتلعت  ريقي بتوتر ..لكنه فتح عينيه ليتفاجأ بمدى قربي منه قائلا : ما الذي تفعلينه ؟ هل تقوم باستغلال ضعفي حتى تقتربين مني ؟!
إبتعدت بسرعة مرتبكة أدحرج عيناي بتوتر ...وفجأة صدر أصوات على مقربة منا والتي تبدو أنها تعود للحراس اللذين كانو يلحقون بنا ..وضعت يدي على ثغري أمنع أي صوت قد يصدر مني لشدة ذعري انظر إلى تايهيونغ الذي بدوه يشير إلي بأن لا أصدر أي صوت ..بدأ الصوت يقترب أكثر فبدأت أتوتر أكثر أنظر إلى تايهيونغ بخوف شديد ويال صدمتي حين قام  بضمي إلى صدره محاولا تهدئتي ..حينها وفي تلك اللحظة تمنيت لو أننا نبقى هكذا حتى صباح ، حتى تشرق الشمس لتدلنا على الطريق ..حتى يغادر هؤلاء الحمقى فيمكننا أن نرتاح اخيرا ..شعرت ان وجنتاي تحترقان من شدة الخجل الحمد الله انه الظلام وإلا لكنت فضحت نفسي .إنتفضت من مكاني حين إنطلق الحصان فجأة فارا حين سمع صوت الذئاب وقد تبين أن الحراس قد سمعو صوت صهيله ليلحقو به ..حسنا صحيح ان وسلتنا الوحيدة في النجاة قد اختفت لتو ولكن على الأقل لقد ساعدنا في إبعادهم عنا قليلا .
ابتعدت عن تايهيونغ قليلا قائلة باستسلام : ماذا سنفعل الأن ؟
بدى أنه اصبح يشعر بالتعب اكثر لاشك في انه ينزف كثير قال بصعوبة : أخبرتك ان تغادري ايتها الحمقاء.
جلست إلى جانبه قائلة بنبرة طفولية : لن أغادر.
توسعت عيناي فقد وضع رأسه على حجي متألما : سأستعيرك قليلا .
تجمدت مكاني أنظر إليه بدهشة وقد تقابلت أعيننا في صمت ..أغمض عينيه ليقول بنبرة هادئة : لدي شيء لطالما أردت إخبارك به .
طفرت بعنين قائلة : ماهو ؟
فتح عيناه ليكمل : لقد كنت اعرفك قبل أن تأتتي إلى القصر.
فغرت فاهي بعدم تصديق : ها؟
ابتسم ليضيف : لقد كذبت بشأن أنني لم أزر القرية يوما ، بلى لقد ذهبت عدة مرات ..وكانت أول مرة أراك فيها ..ذات يوم حيث كنت تبعين قطع الحلو التي تخبوها أمك ..لفت نظري حيويتك وحماسك فقد كنت تبتسمين بعفوية لذلك ..لم أستطع أن أتمسك بنفسي فقد ذهبت ليك واشتريت منك قطعة من الحلو ..لكنني على يقين تام أنك لن تتذكرينني فأنت كنت مشغولة جدا حينها.
ماذا ماذا ؟ ما الذي يقوله لتو ؟ هل سبق والتقينا ؟! لكن انا لا أتذكر شيئا ! أكمل قبل ان اتلفظ بحرف واحد : في ذلك اليوم أعجبت بك فأنت لم تغادري خاطرتي مطلقا بعدها .
لا أصدق ما الذي يقوله أين كنت ضمن كل هذا ..لاشك في أنني كنت معمية بحب جين لهذا لم أنتبه له ولكن مهلا لحظة هل قال "اعجبت بك" ؟!
إنتفضت حين تلفظ بإسمي : ايرين .
طفرت بعيني أنتظر حديثه : أعتقد أنني واقع في حبك.
أنا ..أنا أشعر بدوار الأن لا أدري إن كان تأثير الصدمة ام انني أحلم ام انني أهلوس فحسب فاليخبرني أحدكم إن كان هذا واقعا أم خيالا فأنا لا أستوعب شيئا .
لقد أغمض عيناي فجأة وأمال برأسه بطريقة لا تجعلني أشعر بإرتياح ناديت بإسمه : تايهيونغ !
إنه لايدر ..مهلا أنا لا أسمع أنفاسه ..ما الذي يحدث له ياترى : تايهيونغ ! افتح عينيك ..هل أنت نائم الأن ؟! استيقظ فهو ليس وقت نوم .
مهلا لحظة بدأت أشعر بالقلق ..قمت بهز جسده بقوة : تايهيونغ ! تايهيونغ! افتح عينيك.
لا إجابة ..اللعنة ماذا أفعل ؟ ما الذي يحدث له ؟! يا إللهي أشعر بالذعر شديد ..رفعت رأسي أنظر حولي لا أحد هنا غير هذه الأشجار التي تقف في العتمة ..لو رأيت هؤلاء الحراس لطلب المساعدة منهم حتى لو انتهى الأمر بتزويجي من سيهون ..أرجوك تايهيونغ استيقظ لا تفعل هذا بي ..بدأت دموعي تنهمر بغزارة فهي ألية  الدفاع الوحيدة التي تخفف عن ذعري ..وضعت كفي على وجهه أحاول إيقاظه بينما أقول من بين شهقاتي : تايهيونغ إستيقظ لا تفعل هذا بي ..أنا لم أعترف بحبي لك حتى ..انت لم تعطني فرصة لذلك ، إستيقظ ..أرجوك ، يا إللهي ساعدني. رفعت رأسي نحو سماء وقد أطلقت نحيبي ليكسر صمت تلك الغابة الهادئة أترجى : أرجوك يا إلهي ساعدني ..لا تدعه يموت أرجوك ..
فليساعدني أحد ..لما يحدث هذا لي ..صرخت بدوي : فليساعدني أحد ...النجدة !
ـــــــــــــــــــــــ النهاية ـــــــــ
امزح امزح هههههههههه لسة في بارتات
خليت البارت طويل كثير من شانكم فلا تبخلو بتعليق حلو ولوف يلا ههه^^

عشيقة ولي العهد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن