الفصل الرابع

8.3K 381 9
                                    

قراءة ممتعة

دخل الأمير تايهيونغ إلى القصر مسرعا يحمل بين دراعيه الجارية ايرين التي كانت ملابسها مبتلة تماما وفاقدة للوعي أيضا قال مخاطبا مويونغ التي تقف في حيرة من أمرها بينما يتجه نحو جناحه : بسرعة أحضرو الطبيبة إلى غرفتي !
أمرت مويونغ الخادمة التي كانت تقف بجانبها لتتحرك فورا بينما كان الجميع يقفون وعلامات الإستفهام على وجوههم ظاهرة .
ايرين :
لا أدري ما الذي يحدث بالضبط ولكنني أشعر بأن جسدي يوضع على فراش ناعم ، أسمع  حديث بعض الأشخاص بجانبي ولا أستطيع تمييز ماذا يقولون لابد وأنني فقدت الوعي ..لا أستطيع تذكر ما الذي حدث ..مهلا أتذكر انني كنت على وشك الفرار من القصر واتجهت نحو طريق مظلم ثم...ثم سقطت فجأة في الماء ، أيعقل أنني قد غرقت وتم إنتشالي ؟ هاد يعني أنه تم إعادتي للقصر بكل تأكيد ..تبا. فتحت عيني ببطئ ادركت أن اصوات الأشخاص اختفت ، ألقيت نظرة حول المكان لأجد انني في غرفة ملكية كيف حدث هذا ؟ ولما أنا في هذا السرير تحديدا ..وقفت بصعوبة أحاول تمالك نفسي من الدوار وأبحث في أرجاء الغرفة لعلي أجد شخص ..لاكن لا أحد هنا ، هذا جيد لي ، سأغادر إذا..اتجهت نحو الباب بخطوات سريعة مددت يدي أفتحه ولكنني أجفلت مكاني حين وقف بوجهي ذلك الكيان فجأة ..إنه إنه الأمير ، ابتلعت ريقي أنظر إليه في حيرة نظر إلي من الأعلى إلى اخمص القدمين قائلا : إلى أين تذهبين ؟
كنت أحاول إختلاق حجة وأنا أقلب عيني هنا وهناك بتلبك وتلعثم حتى قام بدفعي إلى الداخل لأعود بإدراجي وأقفل الباب بعد ذلك قائلا : لا يحق لك الوقوف من الفراش بعد ، لقد كان مغمى عليك وأخبرتني الطبيبة أنه من الخطر مغادرتك للفراش  المفاجأ بهذه السرعة .
قلت مبتسمة بتوتر : حسنا أنا بخير لذا سوف..
لم أكمل كلامي لأنه قد دفع بجسدي لأعود إلى السرير مستلقية ثم قال : إذا أخبريني مالذي كنت تفعلينه في تلك البحيرة ليلا ؟
نظرت إلى السقف بتلبك قائلة : كنت..كنت أتجول فحسب .
ابتسم بسخرية قائلا : تتجولين ؟ سمعت انك كنت تحاولين الهرب ...ولكن للأسف انتهى بك المطاف ملقاة بالبحيرة .
خفضت عيني نحو الأرض بيأس قائلة : حسنا .. هذا صحيح لقد حاولت الهرب .ولكن كما ترى غبائي جعل من أعود وكأن شيئ لم يحدث .
نظر إلي بتمعن ليقول : كلا لا أظن أن هذا غباء إنه القدر ...
قلت مستنكرة : قدر؟
تنهد ليكمل : أتعلمين ماهي عقوبة من يحاول الفرار من القصر ؟
قلت باستخفاف : القتل بدون شك أو شيء من هذا القبيل .
نفى برأسه ليجيب : كلا ليس لهاد الحد ..سيكون عليك دخول السجن بلا تأكيد .
قلت مسنكرة : سجن ؟ حسنا لايعد الأمر فرقا بالنسبة لي أنا في سجن أصلا .
شعرت أنه تفاجأ لما قلته فقد صب كله تركيزه نحوي ليسأل : لماذا ؟ لماذا تعدين هذا القصر سجنا ؟ أو بالأحرى لما كنت تحاولين الهرب مسبقا ؟
لوهلة تذكرت القرية تذكرت والدتي وبيتي وكل الأصدقاء و الجيران هناك السوق الذي يعج بالناس في الصباح تذكرت جين كذلك الذي لطالما حلمنا بزواج مع بعضنا البعض شعرت بغصة كبيرة في قلبي فقلت بصوت مرتعش يملئه الحزن محاولة حبس دموعي: أريد أن اعود للمنزل .
نظر إلي بعينين تملئهما الحيرة وعلامات الإستفهام : تريدين العودة للمنزل ؟
صمت قليلا ليكمل : أعتقد بأنك تشتاقين لعائلتك بلا شك ...ولكن قوانين القصر تقول أن كل من يدخل هنا لا يمكنه أن يخرج أبدا ..
مسحت دمعتي التي تسلسلت دون إرادتي لأقول معتدلة في جلستي : لا بأس ..أفهم هذا جيدا الأن سبق وأخبروني بالأمر ما البيد حيلة حين تكون الأوامر من أشخاص لديهم سلطة أكبرهذا قدري وعلي تقبله.
إبتسم وقال : هل تريدين رؤية عائلتك ؟
لم أفهم ما الذي يقصده تحديدا فصمتت أنتظر توضيحا ..فأكمل : بإمكاني تحقيق هذا لك ..بإمكاني مساعدتك لرؤية عائلتك  ولكن ليست لوقت طويل ما رأيك ؟
توسعت عيني وشعرت بشرارة من السعادة تتخلل جسدي : كيف ذلك ألم تقل أن الأمرا ممنوعا ؟
أجاب مبتسما بخبث : بإمكاني أن أفعل أي شيء أريده لاأحب القوانين و لا الشروط ..حين أرغب في شيء ما سأفعله .
تنهد ليكمل : سنذهب لزيارة القرية أنا وأنت غدا صباحا ...ولكن عديني أن يبقى الأمر سرا بيننا .
لا أستطيع وصف سعادتي حين سمعت كلامه هذا و كأنه أحيى روحا ميتة بداخلي لا أصدق أنني سأذهب للقرية بالرغم من أنها ليست بأيام كثيرة قد مرت ولكنني أشعر أنها أعوام أو أكثر لا أصدق ..
وقف مغادرا فاستوقفته قائلة :شكرا لك كثيرا .
التفت نحوي وتبين أنه تذكر شيء قائلا : أه بخصوص دخولك للسجن فلا تتوقعي أنني سأعفو عنك بشأن هذا ستدخلين السجن فور عودتك من القرية .
ماذا ؟ سجن اه تبا حقا هذه الحياة لن تسمح لي أن أفرح ولو قليلا ...
دخل الأمير تايهيونغ و أخته الأميرة روزي إلى غرفة الملك بعد أن طلب لقائهم
انحنى كل منهما ليبتسم الملك برضى قائلا : أرى أنكما أصبحتما تشبهان بعضكما كثيرا .
قالت روزي مستهزئة : ما الذي تقوله يا أبي ان أجمل منه بكثير .
ضحك تايهيونغ ليضيف : بحقك يا فتاة ألن تكفي عن تصرف بغرور قليلا ..
روزي : أي غرور تتحدث عنه إنها الحقيقة .
قال الملك مقاطعا : حسنا لقد استدعيتكما ليس لأستمع لشجاركما المعتاد بل لدي خبر مفاجأ لكما .
نظرا كل من تايهيونغ و روزي لوالدهما بتمعن ينتظرون فأكمل المبك قائلا : اخاكم كاي سيعود من المنفى غدا ..وسيعود للعيش معنا هو ووالدته بدأ من الغد كذلك. أردت إخباركما بهذا لأنني لا أريد أي صراعات مجددا يكيفي ماحدث  قبل ثلاث سنوات ..أخاكم أخطا وقد دفع ثم خطأه لذلك أرجو منكما أن تتقبلا الأمر و تنسون ما حدث وأن تبدأو بداية جديدة معه حسنا ؟
هتف تايهيونغ وروزي معا : أبي !
قطب تايهيونغ حاجبيه بغضب قائلا : كيف لك أن تسامح بساطة يا أبي بعد كل مافعله معنا ..لا يحق له العيش هنا مجددا ..إنه شخص يملئ قلبه الحقد و الشر لن يتعلم من خطئه أبدا ولا أأيد فكرة أه سيبدأ من جديد معنا لا شك في أنه يريد العودة لينتقم ..
أجفل كلا من تايهيونغ وروزي لصوت الملك حين صرخ مقاطعا : كفى !
تدخلت روزي بصوت هادئة داعمة لكلام تايهيونغ : أبي أرجوك ..
تنهد الملك بإنزعاج متجها نحو كرسيه قائلا : إنتهى كلامي ..غادرا الأن .
حلت دقيقة صمت لتترك نظرات الغضب و القلق تتصارع فيما بينها غادر الأمراء غرفة الملك .
وقفت روزي خارج الغرفة مقابلة لتايهيونغ قائلة : عودة كاي لن تكون إلا بداية لصراع جديد في هذه العائلة . أعلم جيدا أن هدفه من العودة هو طمعه في العرش ليس إلا ..بداية جديدة أو العيش مع العائلة ليس إلا ترهات قد خلقها ليقنع أبي بالعودة ..لذلك يا أخي كنا قويا ولا تسمح له بأخد العرش منك لا تسمح له بذلك.
ابتسم تايهيونغ بثقة : لا يهمني امر العرش بقدر ماتهمني سلامة عائلتي علي أن أحرص على سلامتكم انتي ووالدتي فأنتم الأهم و الأولى .
قلبت روزي نظرها بملل : أه كف عن تفوه بشكل مقزز أنت تجعلني أشعر بالغثيان ..ثم بحقك مالذي تقصده بحمايتنا ..نحن لسنا أطفالا .
ضحك تايهيونغ مغادرا : بلى أنت طفلة .
^^^^^^^
روزي :
بعد ان غادرت من غرفة الملك توجهت إلى خارج القصر في الساحة الخلفية لعلي أجد القائد نامجون يتدرب كالمعتاد ..كما توقعت لقد وجدته بالفعل يتدرب على المبارزة بالسيف بمفرده وكم يبدو رائعا وجذابا حين يمسك بذلك السيف استغرقت وقتا طويلا  أتأمله  من بعيد ..ثم اقتربت منه ببطئ بغية إفزاعه ولكنه مقاتل فمن المؤكد ان تكون كل حواسه يقظة سيشعر بي بكل تاكيد لقد إستدار نحوي موجها سيفه نحو وجهي ولكن حين انتبه انني انا من بقف امامه اعتذر معيدا سيفه إلى غمده قائلا : ماالذي تفعلينه هنا في وقت كهذا ؟
ثم خفض نظره نحو ثوبي قائلا : الا تشعرين بالبرد بهذه الملابس الخفيفة ؟
قلت مغيرة للموضوع : لقد اشتقت اليك لهذا أتيت إلى رؤيتك .
تفاجأت حين رأيته ينتزع سترته الجلدية ليضعها على كتيفي قائلا : سيكون هذا ثقيلا لكن أفضل من لا شيء .
ابتسمت قائلة : لطالما تظاهرت بالبرود اتجاهي لكن حين يكون الوضع مقلقا بالنسبة لك فأنت تتصرف فورا ...ولهذا أحبك .
قال محاولا أن يتملص من خجله  والهروب من مشاعره : من قال أن الوضع مقلقلا بالنسبة لي ..فقط طباعي لا تسمح لي أن أبقى مكتوف اليدين أمام أمور كهذه ..
تنحنح بتوتر خافضا نظره نحو بطني قائلا : كيف ..كيف حالك ؟ أقصد هل كل شيء على مايرام ؟
فهمت أنه يقصد الطفل فشعرت بساعدة كبيرة  فأخيرا قد أظهر إهتمامه فقلت بحماس امرر يدي على بطني : أجل كل شيء على مايرام على حسب ما أخبرتني به الطبيبة ...
أكملت بعد صمت قليل : ولكن الأمر أصبح يقلقني ..مالذي سأفعله لو أصبح الأمر واضحا ..علينا أن  نجد حلا .
تنهد قائلا : عليك بدل جهدك في إخفاء الأمر ..سأحاول  إيجاد حل لهذا قريبا ..لا تقلقي .
88888888
في اليوم التالي :                                       
ايرين :
كنت اقف على بعد مسافة قليلة من بوابة القصر أراقب الأمير تايهونغ وهو يجهز حصانه لكي نذهب للقرية مثلما أخبرني البارحة ..اقتربت نحوه وسألته : هل سنذهب بواسطة هذا الحصان ؟
كان يملس شعر الخيل ليجيبني دون ان يلتفت : أجل ..هل تخافين الخيول أم ماذا ؟
نفيت برأسي ثم قلت : كلا ولكن ...
صعد فوق الخيل فجأة ثم قام بمد يده نحوي قائلا بابتسامة عريضة : أعطني يدك ..لنذهب الأن .
هل سأمتطي نفس الحصان رفقة الأمير ؟ أليس هذا الأمر غريبا بعض شيء .أن يفعل الأمير كل هذا لأجلي ؟
ـ هيا !
قال مجددا ولا تزال يده ممدة نحوي ..مددت يدي انا الأخر فقام بسحبي إلى الأعلى لينتهي بي الأمر في المقدمة بينما هو يمسك بي جيدا كي لا أقع قال مهيئا : تمسكي جيدا .
كانت نبرته قريبة جدا لأذني فلا أدري كيف إلتفت فجأة إليه دون سابق إنذار لتتقابل أعيننا لوهلة كان الأمر أشبه بالخيال ..شعرت أن العالم توقف لوهلة حتى يمهلني أن أتمعن في تفاصيل وجهه الساحر لا أدري مالذي يحدث لي ولكنني أشعر بشعور غريب جعل الدماء تتسارع نحو الصعود لوجنتي أما نبضات قلبي فهي تدق طبول الإنذار أن روعة هذه اللحظة قد تسبب ليس جلطة دماغية . انتشلني من تفكيري حين قال : لماذا تنظرين إلي بهذه الطريقة ؟ هل تخافين ركوب الخيل ياترى ؟ هل تريدين النزول و العودة إلى القصر ؟
قلت نافية بسرعة : كلا كلا ! لست خائفة ..فالنذهب حتى لو توجب علي أن أمتطي تنينا سأذهب ..
انفجرت ضاحكا لكلامي ثم انطلقنا ...
^^^^^^^^^^^^^^ ستوب ^^^^^^^^^^^

عشيقة ولي العهد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن