الفصل السادس عشر

5.8K 259 8
                                    

ايرين :
كنت أمر بأحد الأروقة حتى شعرت بيد أحدهم تسحبني خلف الجدار ..كنت مغمضة العينين حين اصطدم ظهري بذلك الجدار وقد شعرت بأنفاس أحدهم على وجهي فتحت عيني ببطيء لأجد وجه ذلك الشرير بوجهي قلت بغضب : مالذي تفعله ؟!
كان مقتربا كل القرب نحو وجهي ليقول بينما ينظر إلى شفتي : ألم تشتاقي لإزعاجي المستمر لك؟
دفعته مبتعدا عني لأقول : إبتعد عني وكف عن هذه التصرفات الطفولية أنت تعلم ماذا سيحدث لك لو رآك تايهيونغ .
ضحك بسخرية : هل تقومين بتهديدي بتايهيونغ الأن ؟اتعتقدين انك زوجته بعد ان اعترف بحبه لك امام عائلته ؟لاتنخدعي بهذه التصرفات  ..فأنت تبقين مجرد جارية يمكن تخلص منها .
دفعته بغضب : وما شأنك ؟ كف عن تدخل في ما لا يعنيك !
عاد مقتربا ليهمس بأذني : لأنني اهتم بشأنك أنت ..كما اخبرتك البارحة انا اريد الزواج من جارية وليس أميرة كما قالت والدتي .
دفعته مجددا لكي أغادر : إبحث عن جارية أخرى إذا .فانا لا أهتم بشأنك
استوقفني قائلا : والدتك تشبهك كثيرا ..أتسائل مالذي تفعله وهي مقيدة بذلك البيت .
قطبت حاجبي أفكر للحظة ثم توسعت عيناي لألتفت : ماذا تقصد ؟؟ كيف تعرف والدتي ؟ ماذا يعني كلامك هذا ؟
رفع كتفيه بلامبالاة : حسنا يمكنك اعتبارها رهينة لدي الأن..قد أقوم بأذيتها إذا لم تغيري رأيك بي ..أقصد أنا وانت يجب أن نكون معا وإلا سينتهي أمرها .
تسمرت مكاني في صدمة : لابد وأنك مختل .
نفى برأسه ليقول بغرور : كلا ..انا بكامل قواي العقلية .
قلت بسخرية : هل تظنني غبية كيف لي ان اصدق كلامك هذا ..
هز كتفيه بتبجح : حسنا يمكننا ان نذهب الأن لنزورها حينها سترينها بنفسك وهي مذعورة في ذلك البيت بمفردها .
انفجرت بغضب : انت مجرد سافل ومختل ..لا أفهم لما تفعل كل هذا لما تستمر بتمضية الوقت بإزعاجي .
تنهد قائلا : حسنا إعلمي أنه أخر عرض اقدمه لك حتى تري والدك بعدها لن تستطيعين رؤيتها مطلقا .
ــــــــ
انتهى بي الأمر اغادر القصر رفقة كاي خلسة متجهة نحو المكان الذي يحبس فيه والدتي كرهينة ..أشعر بالقلق الشديد عليها فربما هي الأن تشعر بالخوف شديد ..تبا لي أستمر في التسبب بالمتاعب لمن حولي .
توقفت العربة أمام بيت بسيط على بعد مسافات من القصر ..ترجلت وركضت بسرعة لأفتح باب ذلك البيت بينما أنادي بذعر : أمي ؟!
ولكنني صدمت حين وجدت سيرا تنظر إلي في صمت وتقف بجانب امي المكبلة الأيدي و الأرجل حتى أنها تبدو غائبة عن الوعي .
هتفت مخاطبة سيرا : ما الذي تفعلينه انت هنا ؟
بدأت تدور حول والدتي بتبجح قائلة : هل كنت تظنين أنني سأختفي بهذه البساطة بينما أنت تنعمين بحياة الملوك في ذلك القصر ؟ أبدا لن أسمح بذلك ..سأجعلك تغادرين مثلي تماما .
قطبت حاجبي في حيرة : هل أنت تقومين بمساعدة كاي الأن ؟
صدر صوت خلفي والذي تبين أنه صوته قائلا : أتشعرين بالغيرة يا ترى ؟ اليست صديقتك ؟ إنها الأن تقوم بمساعدتي في الحصول عليك  ، هي صديقة مخلصة أليس كذلك؟
وكم اجتاحني الغضب لأقول بنبرة حازمة : انتم مجرد حمقى ..أنت لن تحصل علي ، وأنت لن تحصلي على تايهيونغ ..أنتما تحلمان.
ضحكت سيرا ليضيف كاي قائلا : اوه حقا ؟ ولكن كيف ستمنعين ذلك ياترى ؟ بجسدك نحيل هذا ؟أنت لاتملكين أي سلطة ولا قوة ..حتى تايهيونغ خاصتك لايعلم شيئا ولن يعلم بأي حال فأنت لن تغادري هذا المكان مطلقا ..إلى الأبد لأنه سيصبح بيتنا ريثما أحصل على العرش سننتقل إلى القصر وستصبحين ملكتي أليس هذا مذهلا ؟
قلت بسخرية : كلامك يشعرني بالغثيان ..لاشيء مما تقوله سيتحقق..لا تسرح بخيالك كثيرا.
أمال برأسه متحديا : لنرى هذا يا عزيزتي ...والأن أنا سوف أغادر لقد أحضرت صديقتك عمدا لكي لا تشعري بالملل ريثما تستيقظ والدتك.
غادر لأستوقفه قائلة : أنت مجرد حثالة .
خرج كاي ففتح والدتي عيناها فجأة لأسرع إليها بقلق : أمي هل أنت بخير ؟
نظرت حولها متسائلة : أين أنا ؟ ما الذي حدث ؟ابنتي ما الذي تفعلينه هنا ؟!
عانقتها بقوة : الحمد الله أنك بخير ..سأخبرك بكل ماحدث يا أمي .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وقفت مويونغ رئيسة الحرم مخاطبة كل الجاريات و الخدم اللذين يصطفون أمامها : ألم يرى أي أحد منكم المحضية إيرين ؟ لقد اختفت منذ يومين ولا يوجد أثر لها ، حتى حرس القصر يقولون أنهم لم يروها تغادر ..فليخبرني أحدكم إذا رأى شيئا ..
وقفت جوي سائلة : ما الامر ؟ مالذي حدث لإيرين ؟
أجابت مويونغ بحزم : لقد اختفت منذ يومين ولا أثر عليها الأمير تايهيونغ يشعر بالقلق .
شهقت جوي بدهشة : منذ يومين ! إلى أين يمكن أن تذهب ..هل هربت ؟!
هزت مويونغ كتفيها : لا أعلم شيئا ..ولكن لا أظن أنها هربت فهي مغرمة بولي العهد والجميع يعلم هذا .
ظهر كاي بشكل مفاجأ قائلا : ما الذي يحدث لما كل هذا التجمع ؟
انحنت مويونغ لتقول بعدها : سمو الأمير ، كنت أقوم بإستجواب الجواري بشأن إختفاء محضية الأمير تايهيونغ .
بدى وكأنه تذكر شيئا ليقول : أه ..تقصدين ايرين ؟لقد رأيتها .
نظر إليه الجميع ليضيف : رأيتها تغادر القصر رفقة شاب ..كيف كان إسمه ؟كيف كان إسمه ؟ أه تذكرت سمعتها تنادي "جين " على ما أعتقد .
جوي :
هذا الشاب غريب بعض الشيء لما أشعر أنه يخفي شيئا ما ..يستمر بالإبتيسام بطريقة غريبة قاطع تفكيري جونغكوك الذي وقف بجانبي وعلى وجهه علامات الإستفهام : ماذا هناك؟ لما كل هذا التجمع و ماذا يفعل الأمير كاي هنا ؟
قلت مجيبة : الجميع يقولون أن إيرين مختفية منذ يومين وهذا الشخص يقول انها غادرت رفقة شخص ما ولكنني لا أستطيع تصديق ما يقوله ..فإيرين لايمكن ان تفعل شيء كهذا أليس كذلك ؟
نظر إلى الفراغ مفكرا : حسنا من يعلم ربما هربت رفقة حبيبها السري وسئمت من تايهيونغ .
رمقته بنظرات سخرية : هل تظن أنها مهووسة رجال مثلما أنت مهووس نساء ؟ 
رمقني بغضب : أنت راقبي كلامك .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تايهيونغ :
وقفت عند شرفة أراقب الحديقة بتفكير عميق ..أين أنت يا إيرين ؟ لما إختفيت فجأة هكذا من دون سابق إنذار ، هل تم إختطافك مجددا أم ذهب إلى مكان ما بمحض إرادتك ..
خرجت من غرفتي بملامح ثابتة لأقف عند الدرج فأرى تجمع الخدم و الجواري هناك ومالفت إنتباهي وجود كاي معهم و كذلك الأميرة روزي التي إنضمت لهم لتو، تنحنحت مصدرا صوتا يلفت الإنتباه فإنحنى جميع الوجود لأقف بحزم قائلا : في المرة السابقة تم إرسال إيرين إلى قصر الأمير سيهون دون إذن مني ..لا أحد منكم قام بإخباري إلا في اللحظة الأخيرة ..وقد علمت في النهاية  أن هناك أشخاص كانو خلف ذلك الأمر وهاهي مرة اخرى تختفي بشكل مفاجأ واتمنى أن لا يكون احد منكم له يدا بالأمر لأنني لن أرحم أحدا بعد الأن حتى لو كان أقرب الأشخاص إلي ..نظرت نحو روزي والتي بدى وكأنها إنزعجت لكلامي قائلة : لا تنظر إلي هكذا فأنا لست بوضع يسمح لي باللعب مع تلك الفتاة لدي ما يشغلني و أنت الأدرى .
تدخل كاي قائلا :ماذا لو غادرت بإرادتها وأنت تظلمنا بسوء ظنك هذا .
رمقته بنظرات حادة : لا يمكن ذلك ..إيرين لن تفعل هذا .
نظر جميع نحو بعضهم وبدى وكأنهم يتهامسون حول شيء ما حتى ضحك كاي مقاطعا : تبدو واثقا كثيرا .
قالت مويونغ بعد ان عم الصمت فجأة : سمو الأمير ..لقد بلغنا أنه تم رؤيتها وهي تغادر القصر رفقة شاب يدعى جين .
قطبت حاجبي مستغربا : من قال هذا ؟
نظرت بإتجاه كاي الذي كان يصفر بملل لأقول : أنت صاحب هذا الهراء؟ هه هل تظن انني بهذا الغباء لأصدق كلامك هذا ؟
هز كتفيه بعدم إكتراث قبل أن يغادر : لايهمني إن صدقت أم لا ..المهم أنني بلغت مارأيت ..بالنهاية أنا لست متفرغا لكي أقوم بإقناعك بشأن أمر لايهمني.
لفت مسمعي هتاف جوي التي تدخلت مستوقفة كاي عن المغادرة : إيرين لم تغادر بإرادتها ..يستحيل أن تغادر بملء إرادتها .
قطب كاي حاجبيه بإنزعاج : أرى أن لديها الكثير من المعارف هنا ..من هذه الفتاة التي تتدخل بين محادثة الأمراء ؟
رمقته جوي بنظرة تحدي : أنا صديقتها ..كما أنني الطبيبة الملكية لهذا القصر .
أشارت مويونغ إلى الطبيبة بأن تطبق فمها ليقترب كاي نحو طبيبة بنبرة محذرة : ما الذي تعرفينه أنت بشأن تلك الفتاة ؟ من الأفضل أن لا تتدخلي في ما لا يعنيك و إلا فأنني سأزج بك في سجن .
قال تاي مقاطعا : توقف عن تهديد الطبيبة وانصت إلي ..أنا لن أستبعدك ابدا من دائرة الإشتباه أنت ألاول على قائمة الأشخاص اللذين يمكن أن يقومو بأذية إيرين لذلك كن على يقين أنك ستموت على يدي إذا علمت أنك خلف اختفائها المفاجأ .
غادر ساخرا  بعد جملتي الاخيرة ليترك الجميع يتهامسون فيما بينهم ..بينما أنا إتجهت مباشرة إلى الخارج و تحديدا نحو الإسطبل لأخد حصاني فقد قررت أن أذهب إلى القرية وأبدا في البحث عنها هناك.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أيرين :
نظرت عبر النافذة لأجد عدد كبير من الحرس في الخارج يحيطون بهذا البيت لاشك في أن كاي من وضعهم هنا لمنعني من مغادرة البيت بأي طريقة كانت ...بعد أن أخبرت أمي بكل شيء حدث معي هاهي الأن تجلس هناك وترمق سيرا بنظرات كره بنما سيرا تدندن مع نفسها والسعادة تغمرها ، سألتها : ما الذي تفعلينه هنا لما لم تعودي إلى القصر رفقة كاي ؟
تنهدت لتجيب دون أن تنظر إلي : سأعود إلى القصر حين يحصل كاي على العرش ويطرد تايهيونغ هو وعدني أنه سيقوم بإعادتي ولكن علي أن أبقى هنا لحراستك ريثما يفعل ذلك .
تفيت بتحسر : أنت غير معقوله ، تريدين العيش هناك بأي طريقة كانت يالك من جشعة .
هتفت بإنفعال : اصمتي لا يحق لك الكلام فأنت السبب في عدم حصولي على تايهيونغ ..بسببك أنا لن أصبح الملكة ..لكن لا تقلقي ..فكاي هو من سيحصل على العرش واما تايهيونغ خاصتك سيطرد مثلما قام بطردي ..حين يبقى أمامي هدف واحد ..الملك كاي ..سأجعله يقع بحبي وساحصل على لقب الملكة أخيرا .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
في غرفة الملك :
دخلت الملكة تشوي بعد أن أمر بمناداتها ليقف أمامها لتقول : جلالة الملك ..تم أإخباري أنك تريد التحدث إلي في أمر مهم .
تنحنح ليقول : أجل ..أمر يخص روزي ..أخبريها أن تقوم بتجهيز نفسها سيكون زفافها قريبا .لقد راسلني أخي والد الأمير سيهون وقال أنه سعيد بشأن زواجه من الأميرة .
خفضت تشوي رأسها أرضا وقد بدى الحزن على ملامحها لتقول بعد ذلك بنبرة هادئة : جلالتك ، ألا ترى أنك متسرع كثيرا بشأن زواج إبنتنا ..لما لا تأجل ذلك قليلا ، هي بحاجة لبعض الوقت للتفكير بالأمر والإقتناع به.
قاطعها قائلا : لا حاجة للإقتناع فهي لن تذهب للجحيم لقد فكرت مليا قبل أن أقول هذا .سيهون شاب جيد كما أنه سيكون وريث العرش الوحيد لوالده أليس ذلك جيد لها ولمستقبلها ؟
قالت تشوي بيأس : ولكن ..هي غير مستعدة بعد تستمر بالبكاء طوال الليل و..
قاطعها بإنفعال : مامن حاجة للبكاء أخبريها أن تتوقف عن تصرف بطفولية ..هي لم تعد تلك الفتاة الصغيرة المدللة بعد الأن ..يجب أن تأسس عائلة و تضمن مستقبلا زاهرا لها و لأطفالها .
تنهدت تشوي بنفاد صبر قائلة في نفسها : تبا لك يا فتاة ، والدك عنيد جدا أما انت مجرد حمقاء تورط نفسها بالمشاكل ..ما الذي علي فعله الأن .
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
مرت ثلاث أيام أخرى وتايهيونغ يستمر بذل جهده في البحث عن ايرين و مراقبة كاي الذي لم يغادر القصر هو الأخر حتى لايتم التشكيك في أمره  ..أما الخدم فهم يقومون بالتحضير لزفاف الأميرة الذي سيكون غدا أما روزي فهي تحبس نفسها بالغرفة ولا تسمح لأحد بالدخول حتى والدتها وكل قلق عليها ..كان تايهيونغ يطرق باب غرفتها كل يوم ولكنها تستمر بالصراخ : اذهب..لا أريد رؤية أحد .
وقف تايهيونغ بيأس أمام غرفتها لتأتي الملكة قائلة : ألا زالت لا تريد فتح هذا الباب ؟ زفافها غدا ولكنها تستمر بالعناد سيغضب الملك بشدة إن علم بذلك ..ما العمل .
مرر تايهيونغ يده على جبينه مفكرا :لا أدري ..تتحدث مع أبي بشان هذا الموضوع ولكنه مصر على قراره بشدة ..
تنهدت لتضيف : صحيح ماذا بشأن إيرين ..سمعت أنها لم تظهر منذ أيام ؟ هل غادرت ؟
قال بنبرة إستياء : أنا متأكد أنها لم تغادر بإرادتها ..ربما حدث شيئ ما جعلها تغادر غصبا وإنني أشك بذلك الوغد بأن يكون خلف هذا ..فقط أنا بحاجة إلى دليل .
وضعت يدها على كتفه مربتة : دعك من تلك الفتاة وركز على كسب ثقة وود والدك ..إنه يستمر بتحدث عن كاي كثيرا في هذه الآونة الأخيرة أخشى أن يسلمه العرش بدلا عنك ..لا تسمح له بذلك.
قال يحزم : لا تقلقي يا أمي ..أنا أعلم جيدا أن والدي لن يسمح له بالجلوس على ذلك الكرسي ولن يثق به مطلقا ..هل نسيت السبب الذي جعله ينفيه لكل تلك السنوات ..إنه مريض عقلي ..يوم أصيب بتلك النوبة فجأة وقام بمهاجمتنا جميع محاولا قتلنا حتى أنه قام بخنق روزي بينما كانت نائمة وكاد يزهق روحها لولا تدخلي في أخر دقيقة، لقد حاول قتل والدته حتى ..كيف لشخص مريض مثله أن يستطيع تحمل مسؤولية البلاد ..والدي ليس بهذا الغباء يا أمي .
قطبت حاجبيها لتقول : ولكن لقد كان يتلقى علاجا طوال تلك المدة ..ماذا لو شفي بنظر والدك ؟
نظر إلى الفراغ قائلا : هو لم يشفى بعد ويمكنني إثبات ذلك ..فقط أمهليني بعض الوقت .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ في اليوم التاليـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
روزي :
استيقظت في اليوم التالي وأنا في غاية الإحباط لأنه اليوم الذي سيقومون بتزوجي للأمير سيهون ..سيقومون بحفل كبير بلا شك وبعدها سأغادر في العربة إلى قصره ، طرق باب غرفتي فأيقنت أنهم الخدم من دون أدنى شك أن أمي من قامت بإرسالهم ليساعدونني بتجهز نفسي ..تنهدت بيأس قائلة : أدخل !
دخلت تلك الخادمة التي تبدو متوترة لتقول : سمو الأميرة ..إن الملك طريح الفراش الأن إنه ليس بخير .
توسعت عيناي بدهشة وتسارعت نبضات قلبي لأخرج مسرعة نحو غرفة أبي ..دخلت متلهفة لأجد اخي تايهيونغ و كاي يقفون بجانبه أسرعت نحو سرير والدي لأجده مغمضا العينين إلتفت نحو أخي بذعر : ما الأمر ؟ ماذا حدث لأبي ؟
قال تايهيونغ بنبرة هادئة : لا داعي للخوف ..سيكون بخير إنه يشعر بتعب و الإرهاق .
تدخل كاي قائلا  جملة جعلت قلبي يتوقف عن النبض : لما تكذب عليها ..أخبرها الحقيقة .
نظرت إلى تاي بعدم فهم ليقول بعد أن ابتلع ريقه : حسنا ..لقد قال الطبيب أن حالته حرجة ولم يعلم سبب مرضه بعد .
فغرت فاهي بعدم تصديق : يا إلهي غير معقول ..ما الذي سيحدث له ..يجب أن نجد طبيبا أخر .ماذا عن طبيبة جوي ألم تفحصه ؟
أومأ برأسه قائلا : بلى ولكنها لم تعرف السبب أيضا .
قلت مغادرة : سأذهب لأخبر الخدم أن يحضروا كل أطباء القرية .
ــــــــــ
تأجل زفاف روزي بسبب مرض الملك المفاجأ والذي غاب عن الوعي ليوم كامل ..لقد كان الأطباء يتداولون فحصه ولكنهم لم يعرفو نوع مرضه ..الجميع يشعرون بالقلق ماعدا كاي الذي يستمر بالتدريب في الحديقة بسيفه ثم غادر القصر بعد ذلك بحصانه رفقة  خادمه دانتاي .
ـــــــــــــــــــ
أيرين :
انتفضت من مكاني حين سمعت باب البيت يفتح فجأة ليدخل بعدها كاي مبتسما بمكر : مرحبا يا زوجتي المستقبلية كيف حالك يا ترى ..أسف لأنني تأخرت في المجيء لزيارتك ذلك لأنني كنت مشغولا بعض شيء فهناك امور مشوقة تحدث بالقصر الأن .
قطبت حاجبي مستغربة : ما الذي يحدث ؟ أنت تقوم بمضايقة تايهيونغ أليس كذلك ؟
نفى برأسه مقتربا : كلا هناك أمور أفضل بكثير ..
نظرت نحو بتركيز أنتظر منه ان يكمل جملته ليقول بعد أن ضحك بهستيريا : الملك يحتضر الأن ..وبلا شك سيعلن عما قريب عن الملك التالي للمملكة ..ألست متشوقة لمعرفة من يكون ؟ ... أه مهلا لحظة لم يعد الأمر مشوقا بعد فالأمر واضح أنني من الملك الذي سيعلن عنه أليس كذلك ؟
قال مقتربا ليضع يده على وجهي مزيلا بعض الخصلات عن وجهي : ولكن الشيء الأروع أنك ستكونين الملكة ..ألست سعيدة بهذا ؟ لما لا تظهرين بعضا من تعابير الفرح ..هل مكان ذلك مفاجأ ؟
إنه يتصرف بغرابة  يوما بعد يوم .يجعلني أشعر بالرعب كيف له أن يتحدث عن والده ببرودة الأعصاب هذه أجفلت لصراخ أمي الغاضبة : أبعد يدك القدرة عن إبنتي .
إلتفت إليها وقد تلاشت إبتسامته بسرعة : لما تصرخين ..ألست سعيدة أن إبنتك ستصبح ملكة قريبا ؟
أردفت أمي بإنفعال : أفضل الموت على أن تصبح إبنتي زوجة لك ..أنت مجرد مختل .
وكم أرعبتني تلك الملامح التي ظهرت على وجهه فجأة لقد ظهر بريق مخيف من عينيه ليضرب تلك الطاولة التي بجانبه بقدمه فتسقط منقسمة إلى نصفين  توقف لهث بصعوبة وبنبرة غضب مشحونة أردف : سنتزوج شئت أم أبيت ..ولن أسمح لها مطلقا أن تذهب إلى تايهيونغ .
ثم غادر ليترك هالة الرعب خلفه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في صباح اليوم التالي :
تايهيونغ :
فتحت عيني ببطيء وقد كنت أستند على حافة سرير أبي ..ألقيت نظرة عليه فسرت شرارة سعادة بجسدي حين وجدته مستيقظا هتفت بعدم تصديق : أبي !
دحرج عيناه نحوي ببطيء فأسرعت أقترب منه مسترسلا : أبي ..هل أنت بخير ؟ أتريد مني أن أنادي  الطبيب لأجلك .
نفى برأس ليقول بصعوبة : كلا ..لا داعي أنا بخير.
أشرت للخادم الذي كان يقف على مقربة منا بأن يذهب و يخبر الجميع .
خرج مسرعا وبدأ بإخبار كل شخص يراه أمامه " لقد أستيقظ الملك ، لقد أستيقظ  الملك "
وبعد دقائق معدودة دخلت روزي برفقة أمي وكذلك الطبيب ينظرون إليه بدهشة فأسرعت روزي تعانقه قائلة : الحمد الله يا أبي ..لقد جعلتنا نقلق بشدة .
أضافت الملكة تشوي : كيف تشعر ، هل كل شيء على مايرام ؟
عدل الملك من جلسته بمساعدة الطبيب قائلا بنبرة واهنة : أشعر أنني على مايرام في الوقت الراهن ..ولكن لا أعتقد أنني قوتي الجسدية المعتادة ستعود إلي ..أشعر ان جسدي ضعيف جدا.
هتفت روزي بنبرة باكية : لا تقل هذا يا أبي ..ستتحسن قريبا ..سأجعل كل أطباء البلاد يعالجونك..
أبتسم لكلامها مربتا على رأسها بلطف ثم نظر إلينا جميعا : يجب أن نعقد إجتماعا بشأن من سيرث العرش من بعدي ..لايجب أن تهمل مسؤوليات الدولة بسبب مرضي على أحد أن يقف مكاني في أسرع وقت ..أخبر شقيقك كاي و الورزاء ..أن هناك اجتماع مهم الليلة .
أومأت قائلا : حسنا .
ـــــــــــــــــــ
كاي :
وأخيرا حضر اليوم المنتظر ها أنا الأن متجها نحو الإجتماع الطارئ الذي أعلنه الملك هذا الصباح ..اليوم سيعلن عن ولي العهد بكل تأكيد ..سيقول أنني الأحق و الأجدر من يجلس على ذلك المقعد أما أنت يا تايهيونغ ستتحطم أمالك ستخسر كل شيء كنت متأملا بالحصول عليه ستخسر الكرسي وستخسر ايرين معا حينها أكون قد نجحت في انتقامي الذي كنت أنتظره بفارغ الصبر ، أنت وعائلتك ستطردون مثلما قمتم بطردي..كل تلك السنوات التي عشتها وحيدا منفيا ستعيشونها أنتم أيضا بمجرد أن أجلس على ذلك المقعد.
جلست مكاني مقابلا لتايهيونغ الذي ينظر إلي بعنينين حاقدتين ننتظر وصول الملك إلى غرفة الاجتماعات ..تهاوى على مسامعي ثرثرة الوزراء اللذين قمت برشوتهم واحدا تلو الأخر حتى يقنعو والدي على أنني الأفضل للمنصب :
ـ الأمير كاي هو وريث العرش بكل تاكيد.
ـ أجل فبفضله إستطاعنا التغلب على الأعداء شرق البلاد ..كانت خطته محكمة.
ـ صحيح أنا أفضل أن يصبح الأمير كاي هو ملكنا المستقبلي فأنا أثق به أكثر .
تدخل الجنرال نامجون الذي انتبهت لوجوده لتو : توقفو عن تفوه بتراهات ..تلك الخطة كانت خطة سمو الأمير تايهيونغ هو من قام بالتخطبط لتلك المعركة حين ألغي ذهابه في أخر لحظة .
هذا الأحمق لقد جعل الجميع ينظرون إلي في حيرة الأن ..لقد تسبب في فوضى عارمة فكلهم يتهامسون ويرمقونني بنظرات شك ..تبا لك أيها الجنرال صدقني بممجرد ان أصبح الملك سأقطع رأسك أمام الملأ و خاصة عشيقتك الحمقاء تلك .
دخل الملك ليصمت الجميع فجأة وقد كان في غاية التعب ..حسنا لا يهمني على أية حال أنت في عمر لايسمح لك بأن ترأس هذه البلاد بعد الأن ..
تنحنح قائلا : اليوم اضطررت إلى خلق هذا الاجتماع الطارئ فأنا بحاجة إلى تعيين ملك للبلاد من بعدي ..فأنا لم أعد قادرا على رئاسة بعد الأن بسبب مرضي ..والذي سيكون بكل تأكيد أحد من بين أبنائي .
أسرع أيها العجوز لا داعي لهذه المقدمات المملة ..
هتف أحد الوزراء : من بعد جلالتك أيها الملك ..أنا أرى أن الأمير كاي هو الأجدر بالمنصب فكما تعلم ..كان سبب في فوزنا بتلك المعركة .
أضاف أخر لكلامه : أوافقك الكلام أيها الوزير ..الأمير كاي هو من يستحق أن يكون الملك القادم .
قلت مبتسما : على رسلكم ايها الوزراء ..لا أحد يحق له أن يتدخل في قرار ملكنا ..
ضحك الملك فجعل من الجميع ينظرون إليه بتعجب ليقول بعد صمت ليس بطويل : هل تظن أنني لا أعلم يا كاي ؟
قطبت حاجبي : ماذا تقصد يا أبي .
أكمل مبتسما : لقد نجحت في تلك المعركة بسبب خطة تاي ..أنا أعلم بشأن ذلك.
اللعنة ..من أخبره بذلك لابد و أنه ذلك الجنرال السافل ..ابتلعت ريقي بغضب ليكمل الملك : حسنا بشأن الملك الذي سيحكم البلاد لقد سبق وقررت ذلك مسبقا ومنذ مدة طويلة ....إنه وبكل تأكيد تايهيونغ ...أنا أعلن ذلك الأن ورسميا و غدا سنبدأ مراسم التتويج.
شعرت بوخز بجسدي أصابني بشلل وجعلني لا أستطيع الحركة ولا رمش حتى كنت أدحرج عيني بين نظرات الملك و تايهيونغ و كأنني أنتظر منه أن يقول أنه يمزح ...مستحيل هذا غير صحيح ..لماذا تايهيونغ وليس أنا ؟!!
من بين كل همسات الوزراء من حولي كنت أجلس على الأرض في صمت و دهشة ..أحاول إستيعاب ما حدث فأنا لم أتوقع ذلك مطلقا ..لم أتوقع ..لايمكن أن يصبح تايهيونغ الملك .. فأنا لن أسمح بهذا ..
رأيت تايهيونغ يغادر الغرفة تبعته بنظرات كره و حقد لأقف و ألحق به ..إستوقفته قائلا : توقف مكانك!
إلتفت إلي متعجبا : ما الأمر ..ماذا تريد أيضا ؟ ألم يستطع عقلك الصغير تقبل كلمات أبي قبل قليل ؟ أتريدني أن أكرر كلامه حتى ينغرس برأسك ؟
إقتربت إليه لأقف وأنظر إلى وجهه بنظرات تحدي : هذا لن يحدث ..أنت لن تصبح ملكا ..الملك هو أنا .
ضحك فشعرت بالإستفزاز : ولكن كيف لك أن تمنع هذا يا ترى ؟ لقد علن الأمر وانتهى .
صممت لوهلة أنظر نحو الأرض ثم رفعت رأسي وقد ظهر بريق شر من عيني : أترك ذلك المنصب لي ..أعلن إنسحابك فورا .
اصبح يضحك بهستيريا لكن يا عزيزي ضحكك هذا لن يدوم طويلا يا عزيزي قال بعد أن كتم ضحكاته اخيرا : لابد و أنك فقدت صوابك .
إستدار مغادرا لأستوقفه مبتسما إبتسامة جانبية خبيثة : عليك أن تختار بينهما ..إيرين أم العرش أنا لن أسمح لك مطلقا بأخذهما معا .
ألتفت قاطبا حاجبيه بعدم فهم : ماذا تقصد ؟!
أضافت قائلا بمكر : أنا من قمت بإختطاف إيرين .
لقد ركض نحوي فجأة ممسكا بياقة لباسي بغضب و حنق : ماذا تقول ؟ لقد كان انت طوال هذا الوقت ؟! أيتها السافل إلى أين أخذتها ؟!
لكمني فجأة لأسقط على الأرض إعتلى جسدي ليمسك بياقة لباسي مجددا : تبا لك أيها السافل عديم المشاعر ..كيف لك أن تختطفها كل هذه المدة بينما تتظاهر أمامنا جميعا أنك غير مهتم بل و أنك قلت أنها غادرت رفقة جين ..سحقا لك .
لكمني مجددا قبل أن أقول مهددا : تراجع عن استلام العرش و إلا فأنت لن تراها أبدا ...إسمحلي أن أحل مكانك في حفل التتويج غدا حينها ساخبرك عن مكانها .
ترك ملابسي بيأس يمرر يده على جبينه في حيرة : أنت غير معقول ..أنت مجرد حثالة ..كم أتعطش لقتلك بيدي هاتين و التخلص من قذارتك ..
مسحت الدماء التي نزفت من شفتي لأقول بثة : ما زلت أنتظر قرارك ..لو يتبقى الكثير من الوقت ..غدا صباحا سيكون اليوم الأخير لسماع قرارك .
ـــــــــــــــــــــ
تايهيونغ :
عدت إلى غرفتي بعد نجح ذلك الأخطل باستفزازي ..لقد كان يخبئ أيرين طوال هذا الوقت معه ..أتسائل عن حالها الأن ..اتمنى انه لم يقم بإيذائها ..بل لو فعل ذلك فهذه المرة ستكون نهايته لا محالة..ولكن ماذا بشأن العرش كيف لي ان اتراجع عنه بهذه السهولة لايمكنني أن أسمح لمختل مثله ان يحكم بلاد بأكملها ..سيقضي علينا جميعا ..واللعنة ماهذا المأزق .
في صباح اليوم التالي ..اتجهت مباشرة نحو حصاني بعد أن حصلت على عنوان مكان ايرين وقد تركت حفل تتويج لذلك الوغد ..أجل لقد تخليت عن العرش ولكن المهم أن تكون ايرين بخير ..إنه لشخص مريض نفسيا وقد يؤذيها لا أريد أن أفشل في حمايتها مجددا .
صعدت على الحصان وقد ظهر أمامي جونغكوك فجأة : إلى أين ؟ أرى أنك تبدو غاضبا جدا ..هل عثرت على إيرين ؟
أومأت قائلا : نعم ..لقد كانت طوال الوقت في بيت يخص كاي ..كان يحتجزها دون علم أحد منا .
اردف جونغكوك بحماس : تبدو مهمة خطيرة بعض شيء ماذا لو كان يصنع لك فخا هناك ..سارافقك يا سمو الأمير ..فوظيفتي هي حمايتك .
صعد جونغكوك على حصانه ثم غادرنا معا .. إتبعت العنوان الذي رسمه على الخريطة ..أركض بذلك الحصان وخلفي جونغكوك الذي بالكاد يلحق بي ..بعد مسافة قليلة توقفت أمام بيت وقد تبين أنه مثلما وصفه لي ..ترجلت من الحصان متقدما نحو المنزل .فاستوقفني جونغكوك قائلا : مهلا دعني أتفقده أولا ..
تقدم جونغكوك بضع خطوات نحو الباب ليفتحه بحذر ..فلم أستطع الصبر ..ركضت لأدفع الباب وقد أصبحت بداخل البيت الأن ..ولكن ..مهلا ..لا أحد هنا ..ناديت بصوت عال : إيرين ؟!
لفت نظري بعض الحبال التي رفعها جونغكوك ين يديه قائلا : لا بد و أن أحدهم كان مقيدا هنا .
تنهدت بنفاد صبر : اللعنة ..لقد قام بخداعي ..تبا !
لكمت الجدار بغضب أنظر إلى الأرض بيأس ولكنني لمحت بعض قطرات الدماء على الأرض : تبا ..ما هذا !؟
إنبطح جونغكوك ليتمعن النظر : إنها دماء ..تبدو حديثة فهي لم تجف بعد ..ربما لم يمضي وقتا طويلا على مغادرتهم من هذا البيت ..
قلت بستياء في نفسي : أخشى أن تكون دمائها ..
أردف جونغكوك :  ايها الأمير ..عد إلى القصر قبل أن يتم تتويجه...سأذهب لأبحث في الأرجاء لعها تكون قد لاذت بالفرار ولم تبتعد كثيرا من هنا .
أومأت برأسي : حسنا أعتمد عليك .
ركضت نحو حصاني لأمتطيه عائدا إلى القصر ...وصلت أخيرا فترجلت مسرعا أبحث عن كاي ولكنني توقفت ماكني حين وجدت أن مراسيم التتويج قد بدأت ...كانت ساحة القصر مليئة بالناس الخدم و الجواري ..مهرجانات الرقص التي تحجب عني رؤية نحو المقعد الذي يجدر به أن يكون مقعدي ..تقدمت أكثر محاولا تفادي حركات راقصين أمامي .. أجفلت و تسمرت مكاني حين رأيته يجلس على ذلك المقعد مبتسما بفخر وبجانبه أو الأحرى بالمقعد الذي بجانبه كانت تجلس إيرين ..ترتدي الملابس الخاصة بالملكات ..ما الذي يحدث هنا بحق السماء !
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ستووب ــــــــــــــــــ
تفاااعل باليز

عشيقة ولي العهد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن