الفصل الخامس

7.6K 367 12
                                    

قراءة ممتعة 🥰

كنت اقف على بعد مسافة قليلة من بوابة القصر أراقب الأمير تايهونغ وهو يجهز حصانه لكي نذهب للقرية مثلما أخبرني البارحة ..اقتربت نحوه وسألته : هل سنذهب بواسطة هذا الحصان ؟
كان يملس شعر الخيل ليجيبني دون ان يلتفت : أجل ..هل تخافين الخيول أم ماذا ؟
نفيت برأسي ثم قلت : كلا ولكن ...
صعد فوق الخيل فجأة ثم قام بمد يده نحوي قائلا بابتسامة عريضة : أعطني يدك ..لنذهب الأن .
هل سأمتطي نفس الحصان رفقة الأمير ؟ أليس هذا الأمر غريبا بعض شيء .أن يفعل الأمير كل هذا لأجلي ؟
ـ هيا !
قال مجددا ولا تزال يده ممدة نحوي ..مددت يدي انا الأخر فقام بسحبي إلى الأعلى لينتهي بي الأمر في المقدمة بينما هو يمسك بي جيدا كي لا أقع قال مهيئا : تمسكي جيدا .
كانت نبرته قريبة جدا لأذني فلا أدري كيف إلتفت فجأة إليه دون سابق إنذار لتتقابل أعيننا لوهلة كان الأمر أشبه بالخيال ..شعرت أن العالم توقف لوهلة حتى يمهلني أن أتمعن في تفاصيل وجهه الساحر لا أدري مالذي يحدث لي ولكنني أشعر بشعور غريب جعل الدماء تتسارع نحو الصعود لوجنتي أما نبضات قلبي فهي تدق طبول الإنذار أن روعة هذه اللحظة قد تسبب لي جلطة دماغية . انتشلني من تفكيري حين قال : لماذا تنظرين إلي بهذه الطريقة ؟ هل تخافين ركوب الخيل ياترى ؟ هل تريدين النزول و العودة إلى القصر ؟
قلت نافية بسرعة : كلا كلا ! لست خائفة ..فالنذهب حتى لو توجب علي أن أمتطي تنينا سأذهب ..
انفجرت ضاحكا لكلامي ثم انطلقنا ..
وصلنا إلى مدخل القرية أخيرا بعد طريق طويل كنا نتمشى على أقدامنا بينما تايهيونغ يجر حصانه أغلى جانبه توقفت للحظة أستنشق هواء القرية العليل حتى أستشعر أنني في ديار ، أشار تايهيونع بإصبعه نحو مكان يقابلنا يبدو كمطعم : فلنرتح هناك قليلا لتناول شيئا .
اتجه نحو ذالك المطعم الصغير فتبعته بينما انظر في الأرجاء والسعادة تغمرني .
ارتمى تايهيونغ على أحد الكراسي قائلا : أه أشعر بالتعب ..لم أكن أعلم ان المسافة بعيدة إلى هذا الحد
جلست على الكرسي المقابل له وسألته بتعجب : لماذا ؟ ألم تأتي إلى القرية من قبل ؟
ارتشف من الكأس الذي أمامه وقال بإرهاق : نعم هذه أول مرة أحضر فيها إلى هنا ..ألا تعلمين انني اخاطر بحياتي لأجلك ؟ يمنع على الأمراء زيارة القرى إلا إذا كان هناك سبب معين وأيضا رفقة الحرس بكل تأكيد .
فغرت فاهي بدهشة : ماذا ؟ ماهذه القواعد الغريبة لما قد يمنع عنكم شيء كهذا أليس هذا كثير ؟ ثم إنكم بالفعل فوتم الكثير من الأمور إن لم تحضرو إلى هنا كهذا الشيء مثلا ..
التفت مشيرة نحو مجموعة من الفرق الموسيقى التي تتوسط الشارع وتدعو السكان للرقص بحماس
نظر هو الأخر نحوهم مستغربا : مالذي يفعلونه تحديدا ؟ هل يحتفلون بشيء ما أو ما شابه ؟
أجبته  بحماس : في الحقيقة لا يوجد أي سبب ولكن أهل القرية يبحبون الرقص و الإحتفال المفاجأ رفقة بعضهم حتى لو كانو لا يعرفون بعضهم البعض . هل تريد الإنضمام ؟
نظر إلي قاطبا حاجبيه : هل أنت مجنونة ؟ كيف لولي العهد أن يرقص في الشارع هكذا فجأة ؟
قلت مبتسمة : هل يمكنك أن تنسى أنك ولي عهد ليوم واحد ؟ لاسيما أن لا أحد يعرفك هنا ..
مددت يدي نحو يده لأمسكها ثم سحبته خارجا بينما أسمعه يردد : لابد وأنك قد جننت ..ما الذي تفعلينه ؟
وقفنا نشاهد الفرقة الموسيقية تعزف بساعدة وحماس والسكان يلتفون حولهم ويرقصون بعفوية لم استطع ان اتمالك نفسي فانضممت إليهم بينما أدعو تايهيونغ بإصرار لكنه يرفض بشدة
تايهيونغ :
لقد دخلت فجأة وسط المجموعة ترقص برفقتهم بإندماج من يراهم أول مرة قد يعتقد انهم عائلة أو أصدقاء أو تربطهم علاقة قوية ولكنها لا تعرفهم إنها عفوية بطريقة جميلة لديها ابتسامة تجعلني أنسى كل الهموم التي أمر بها  ، هذه الفتاة مختلفة جدا بالرغم من أنني قد عرفتها منذ وقت قصير لكن شيء ما يجذبني إليها بشدة يجعلني أريد أن أفعل أي شيء فقط لأرى تلك الإبتسامة على وجهها الساحر. لقد توقفت فجأة عن الرقص يبدو أنها رأت شخصا تعرفه إنها تتجه نحوه الأن وتحضنه بقوة أيضا ..من يكون ياترى ..
ايرين :
ـ جين هذا أنت ؟!
قلت هذا بعد ان لمحته على بعد مسافة مني فركضت إليه فورا فتح دراعيه ليحضنني هو الأخر فشعرت كأنني أحيا من جديد
أبعدني عنه قائلا يتفحص وجهي بسعادةة : مالذي تفعلينه هنا ؟ لا أصدق ما الذي تراه عيني ..أيرين هل أنت ايرين فعلا ؟
ضربت كتفه بخفة : هذه انا بالطبع ..لقد استطعت القدوم اخيرا ..
هتف بسعادة : هل هربت ؟ هل هذا يعني انك لن تعودي للقصر مرة ثانية ؟
كنت على وشك الكلام لولا صوت تايهيونغ قاطعني قائلا بتدخل مفاجأ : كلا ستعود إلى القصر .
نظرت إلى تايهيونغ بإنزعاج ثم عبست قليلا : أجل هذا صحيح ..سأعود.
نظر جين إلى تايهيونغ بإنزعاج قائلا : من تكون يا هذا ؟
تلبكت واندهشت لطريقة جين في الحديث مع الأمير فحاولت أن أتدخل بسرعة : جين! هذا إنه ..
تكلم تايهونغ بنبرته الحازمة كالعادة : أنا أكون الحارس الذي ارسل برفقتها ..لأحرص على إعادتها إلى القصر ...ماذا عنك ؟
هتف جين بإنفعال : أنا أكون زوجها ..وسوف أحرص على إرجاعها من ذلك القصر اللعين .
علامات تعجب تربعت على ملامح تايهيونغ أما أنا
أصبحت كالحجر تسمرت مكاني وقطع لساني ..إنه موقف غريب ما الذي علي قوله تحيدا في موقف كهذا ؟
تدخلت محاولة تلطيف الجو : جين ..ايها الحارس  ..علي .. أن أذهب إلى المنزل لمقابلة أمي ألأن .
قال تايهيونغ بنبرة أمر : فالنذهب الأن
ثم قال جين ممسكا بيدي : فالنذهب معا
نظر تايهيونغ نحو يدي ثم إلى جين بإنزعاج قائلا : ليس عليك فعل ذلك
أضاف جين بنوع من الإستنكار : ماذا ؟ ولما عليك أنت فعل ذلك ..ألا يمكنك ان تذهب وتتسكع في المكان ريثما تلتقي بوالدتها قليلا ..هي لن تهرب لا تخف .
ضحك تايهيونغ بإستهزاء ثم تقدم منه بضع خطوات واتضح لي لتو انه اطوله منه قليلا : إسمعني يا هذا ..لايحق لك لمسها حتى لأنها أصبحت تابعة للعائلة الملكية الأن  ..استطيع أن أقطع رأسك بهذا السيف الرخيص اللذي تحمله لأنك عرقلت عملي لتو ..اما بخصوص أنها لن تهرب فلا شيء يضمن لي هذا لاسيما أنها سبق وفعلت هذا من قبل .
هل يحاول الأن أن يقف بصفي ام العكس لا أستطيع فهم نواياه تحديدا ثم لما هو يتحدث بهذه الطريقة وكأنني ملك له حقا تشه إنه مغرور .
ظهرت حالة غضب وإنزاج حول جين ليقول بإنفعال : ياله من ...مالذي يظن نفسه تحديدا ؟ هل يظن نفسه أميرا أم ماذا ؟ إنه مجرد حارس نكرة يخدم الملك طوال حياتها .. أه لا أصدق لقد جعلني كلامه أنزعج بالفعل .
وصلت إلي البيت بعد طريق مشحون بنظرات الغضب و الكره التي تتداول بين تايهيونغ و جين أما أنا فكنت بينما أحرص على إيقاف أي شجار عنيف قد ينشب بينهما في أي لحظة .
فتحت أمي الباب أخيرا لتقف لفي ثبات تحاول ان تستوعب أن من يقف امامها هيا ابنتها الوحيدة التي غادرت قبل مدة دون توديعيها حتى ..ارتميت في احضانها لعلها تستوعب أكثر لتبادلني هي الأخرى تردد اسمي في حيرة : ايرين !
امسكت وجهي بين كفيها تحدق إلي ودموع تملئ عينيها بينما تقول : أيرين ؟ كيف أتيت إلى هنا بحق الإله ؟
بدأت تتفحص جسدي وتردد : هل أنت بخير ؟ هل حدث مكروه لك ؟
ابتسمت بسعادة : أجل أنا بخير انا بألف خير ..كل شيء على مايرام .
دخلنا إلى المنزل وقصصت لها كل ماحدث معي
فسألت : إذا تقولين أن ذاك الشاب الوسيم الذي يقف بالخارج رفقة جين مجرد حارس ؟
قلت بتوترة متذكرة تحذير تايهيونغ بأن لا أخبر أي شخص على كونه ولي العهد : أجل امي اخبرتك انه مجرد حارس
ألقت نظرة من النافذة : ولكن هذا غريب ..وقفته وطريقة كلامه حتى ثيابه تدل على أنه دو مرتبة رفيعة ..هل أنت متأكدة؟
ـ أجل أمي كما أخبرتك
ـ إذا لما لا تدعينه لتناول الطعام معنا و تتركينه يقف بالخارج؟
توسعت عيني وأسرعت أجيبها : كلا .يا أمي لا داعي لذلك
ـ لا يمكن ..لاشك في أنه متعب من السفر الطويل ..
بالرغم من إلحاحي على عدم إدخاله إلى البيت لكنها أصرت على ذلك وهاهو الأن يجلس على مائدة الطعام مقابلا لجين الذي يستمر في النظر إليه بإنزعاج
وضعت أمي الطعام على المائدة طالبتا ان يبدأ في الأكل ولكني لاحظت أن تايهيونغ بنظر إلى الطعام بغرابة ولا يشرع في الأكل اقتربت من أذنه هامسة : لاشك في أن هذا الطعام لا يعجبك فليس هذا ماتتناوله في القصر أليس كذلك ؟
التفت إلي محاولا التظاهر بأن الأمر ليس كذلك : كلا سأتناوله ..أحب تجربة أمور جديدة
كانت نظرات جين إلينا كالأسهم الحادة تحذرنا من أي حركة نقوم بها .
بعد أن انهينا الطعام قال جين فجأة : ايرين هل يمكننا ان نتحدث قليلا في الحديقة الخلفية للمنزل ؟
أومأت برأسي قائلة : حسنا
رمقنا تايهيونغ بنظرات جعلتني أفكر بأن لا ألحق بجين إلى الحديقة ..كانت نظرات تهديد واضحة .
تركت تايهيونغ بالغرفة رفقة أمي أما أنا فقد لحقت بجين لأرى مالذي يريد إخباري به
رأيته يقف متوترا بجانب إحدى أشجار الحديقة حين لمحني عدل من وقفته قائلا : لدي أمر مهم أريد إخبارك به
شعرت بمدى أهمية كلامه في عينيه اللتان تلمعان ببريق من السعادة ...أمسك بيدي قائلا : هل تتزوجينني يا إيرين ؟
..فغرت فاهي بدهشة توسعت عيني لصدمة الموقف  : جين ..ما الذي تفعله ؟
قال متشيثا بيدي أكثر : لقد جمعت المال مثلما وعدت وقد أصبحت جاهزا الأن يا إيرين !
صمت قليلا لأكمل بنبرة حزينة : أنت تعلم جيدا أنني أصبحت أعيش الأن في القصر الملكي ولا يمكنني..
قاطع كلامي بحماس : لدي خطة لا تقلقي .. سألحق بك إلى القصر الملكي سأنضم كحارس بحيث يمكنني أن ألتقي بك ..بعدها يمكنني مساعدتك في الهرب ونهرب سويا ..مارأيك ؟
رفعت رأسي أنظر نحو عينيه اللتان يملئهما الحماس و السعادة بعينين تملئهما الدموع إنها دموع أجهل سببها تحديدا هل هي دموع الفرح ..ام العجز أم .. لا أدري .
تفاجأت به يدنو نحو شفتي ببطىء اغمضت عيني بشدة وفجأة شعرت بيدين وضعت على كتفي تسحبني إلى الخلف فلم ينجح جين بتقبيلي ...نعم إنه تايهيونغ ...التفت إليه مستغربة
فقال بينما ينظر الى جين : كم مرة علي إعادة كلامي انه لا يجب عليك أن تلمس هذه الفتاة ؟
وبنبرة عالية أجابه جين : ماشأنك أنت ..أخبرتك إنها زوجتي .
أردف تاهيونع ببرودة : أعتقد انها لم توافق لكي تدعوها بزوجتك .
رمقني جين بنظرات تطلب الإجابة حالا لإنقاده من لموقف ولكنني تكفلت بمبادلته النظرات المبهمة فقط ، فإنتفضت لصوته قائلا : أجيبي ..
وقفت بينهما في حيرة من أمري ، ابحث في أعماقي عن الإجابة او بالأحرى أقف مواجهة لمشاعري الغامضة ..لا أدري فأنا لم أشعر بأي شيء حين قال لي جين تلك الجملة لا أعلم مالذي يحدث لي بالضبط فقد كنت أتوق لرؤيته ولو لمرة ..ماذا حدث لمشاعري ؟ لماذا هي تقف عاجزة الأن !
تدخل تايهيونغ ليكسر جدار الصمت و النظرات الحارقة بيننا : حسنا أعتقد أنه حان الوقت للعودة إلى القصر ...علينا أ، نعود قبل حلول الظلام .
هتف جين قائلا : انا انتظر إجابتك يا ايرين ..أعلم انني فاجأتك بهذا لذا تعجزين عن الإجابة الأن ..لا تقلقي سألحق بك إلى ذلك القصر وأحصل على الإجابة .
كنت استمر في الصمت حتى خرجنا من البيت وودعت أمي والدموع لا تتوقف عن الانهمار ..في البداية طلب جين للزواج من المفاجأ والأن أعيش ذلك الشعور مجددا ..المغادرة .
كنا نمتطي الحصان على وشك الخروج من القرية متجهين إلى طريق القصر لم يتحدث تايهيونغ مطلقا أما أنا فكانت دموعي وشهقاتي هي من تتحدث ..أحاول إيقافها بشدة ولكنني لا أستطيع حتى نطق اخيرا قائلا : ماسبب كل هذه الدموع ..هل بسبب مغادرتك للقرية أم تركك لحبيبك المولع بك خلفك دون إجابة ؟
لم أتكبد عناء الإجابة لأنني بذاتي لاأعرف ..قد يكون كل شيء لا أدري
وصلنا إلى نهاية القرية فأوقف الحصان فجأة وترجل منه تاركا إياي أنظر إليه بعدم إستيعاب قال بصوت حازم : ألن تتوقفي عن البكاء ؟
مسحت دموعي وأظهرت ابتسامة مزيفة قائلة : أسف
إبتسم إبتسامة جانبية وقال : هل تريدين البقاء هنا ؟
طرفت بعيني بعدم استيعاب : ماذا ؟
ـ  هل تريدين الفرار من القصر ؟ اتريدين العيش في هذه القرية و الزواج من ذلك الأبله ؟
لم أقل شيء فأضاف : أنا أطلق سراحك الأن ..
إن كنت تريدين البقاء هنا بشدة وعيش الحياة التي تريدينها فاذهبي ....قبل أن أغير رأيي
لحظة مالذي يحدث للعالم ..هل صحيح مالذي أسمعه ؟ هل يتحدث بجدية أم أنه يمزح فحسب !
امسك بيدي وساعدني على النزول قائلا : هيا إذهبي ..عودي إلى القرية ..إن كان هذا ما ترغبين به .
قلت بنلعثمم : هل ...هل أنت جاد في هذا ؟
ربت على كتفي بلطف وبتسما : لا أحب تلك الدموع على وجهك ..أنت تبدين قبيحة حين تبكين ..لذلك فأنا أطلق سراحك حتى لا تبكين مجددا.
انهى كلامه بعد أن صعد على حصانه  وأمر بالإنطلاق فبدأ يمشي ببطئ مغادرا ..
هل هذه معجزة ام ماذا ؟ كيف يحدث هذا بكل سهولة ..وقفت أنظر إليه وهو يغادر ممتطيا حصانه ، ياله من أمير شهم فعلا ..
إلتفت لأعود أدراجي ولكن ..شيء غريب أشعر بألم في قلبي لا  أشعر بالسعادة أبدا ..لماذا ؟ لما لا أشعر بالسعادة ؟ ها أنا حرة الأن سأعيش في القرية لقد عدت ؟ دموعي لا تتوقف ..شعرت كأنني فقدت شيئا ..هل هذا لأنه غادر ؟ إنه ليس بشخص مهم في حياتي ولكن قلبي يستغيث يخبرني أن أعود و أذهب برفقته ..هذا جنوني
فجأة لمحت أمي تركض نحوي  وتحمل بيدها سلة طعام..وقفت تنظر إلي في حيرة : مالذي تفعلينه هنا بمفردك ؟ أين ذلك الحارس ؟
نظرت إليها بيأس : لقد أخبرني أنني حرة الأن يا أمي ؟
أمسك أمي بكتفي بحماس : ماذا تقولين ؟ هل تركك بسهولة ؟ ولكن أليس هذا الأمر خطرا عليه ؟لاشك في أنه سيعاقب بشدة ..
خفضت نظري للأسفل لأقول : لن يعاقب يا أمي ..لأمير لا يعاقب
فغرت فاهها بدهشة : الأمير !
ثم أكملت : هل تقولين أن الأمير بشحمه و عضمه تكبد عناء إيصالك للقرية بنفسه ؟
أومئت برأسي
ابتسمت برضى لتربت على ظهري قائلة : لما أرى الحزن في عينيك ؟ تبدين كمن تم هجرها من طرف حبيبها ...هل وقعت في حبه يا ترى ؟
رفعت رأسي أنظر إلى عينيها : كنت أرغب بالبقاء بشدة في القرية ولكن حين غادر ...
أمسكت بيدي وناولتي سلة الطعام قائلة بحماس يجوبه السعادة : خدي لقد وضبت لكم بعض الطعام لتتناولانه في طريق عودتكما ..إلحق به بسرعة يا فتاة ! لا تقلقي بشأني أبدا .
كلام أمي المحفزة كان بمثابة نور قد حل على عتمة فجأة ...لا أريد تركه نعم إنها الجملة بالضبط التي تعبر عن شعوري ...بدأت بالركض نحو طريق الذي أتيت منه أركض بسرعة أخشى أن يكون قد ابتعد وقد فات الأوان ..اخشى هذا بالشدة ...تايهيونغ أرجوك ..لا تبتعد كثيرا فأنا قادمة
^^^^^^^^^^^^
 

عشيقة ولي العهد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن