.
.
فتحت عيني بصعوبة لتقابل عيني أشعة الشمس القوية القادمة من النافذة هناك ..أشعر بألم خفيف بظهري أه صحيح لقد تعرضت لإصابة بالسهم ..تفحصت المكان وقد بدى غريبا جدا ، أين أنا بحق الإله ثم ..أحد ما يمسك بيدي نظرت إليه وكم شعرت بسعادة حين رأيتها نائمة تضع رأسها على طرف السريرممسكة بيدي إبتسمت دون وعي مني بينما أتفحص ملامح وجهها الذي يبدو مرهقا جدا رفعت يدي ببطأ كي لا تستيقظ أربت على شعرها بلطف ..لاشك في أنها قضت يوما مرعبا ومتعبا جدا ..أيقظني من شرودي وسرحاني بجمالها أحدهم يقف هناك يمسك بكوب يرتشف منه بملل قائلا : لابد وأنك مغرم.
قطبت حاجبي متعجبا : من تكون؟؟؟
تقدم نحوي بخطوات : انا الشخص الذي تدين له بحياتك ..فقد أنقذتك البارحة .
شعرت بالارتياح حينها لأجيبه بينما اغادر السرير : اقدر لك هذا ..انت محق أدين لك بالكثير لكن لا تقلق سأعوض .
وقفت متجها نحو ردائي لأقوم برتدائه أستعد للرحيل : أعدك انني سأعود اليك وسأعوضك ما فعلته لأجلي ..ولكن يجب علينا أن نغادر الأن بأسرع وقت.
رفع حاجبيه متعجبا : بهذه السرعة ؟ عللى الأقل دع الفتاة ترتح قليلا فهي لم تنم منذ البارحة لأجلك..ثم إنه لايمكنك المغادرة الأن سيعاقبني زعيم القرية ان علم انني ادخلتك الى هنا حتى لو كنت اميرا .
نظرت نحو ايرين وقد شعرت بالشفقة عليها لكنها فتحت عينينها فجأة تبحث عني التفت الي لتشهق بعدم تصديق : كيف لك أن تقف هكذا فجأة بعد أن كنت على تحتضر البارحة.
رفعت كتفي بغرور : هذا لأنني قوي ربما؟!
وقفت لتتجه نحوي تسحب دراعي نحو السرير : توقف عن المزاح وعد الى السرير ..لقد قالت الطبيبة انه لا يجب عليك النهوض حتى تشفى .
قلت مستنكرا : طبيبة ؟
فجأة دخلت فتاة غريبة الى المنزل تحمل بيدها سلة كبيرة والذي ادركت أنها سلة طعام حين قالت : اه أرى أنك أصبحت بصحة جيدة ..فالتناول الفطور .
قطبت حاجبي متعجبا لتقول :أه نسيت ..أعرفك عن نفسي أنا جوي .
تدخلت أيرين فجأة قائلة : إنها الطبيبة التي قامت بمعالجتك البارحة .
نظرت إلي تلك الفتاة المدعوة جوي مبتسما ثم قالت بنبرة حماس : صحيح ..هل أنت حقا الأمير تايهيونغ ؟ هل حقا انت ولي العهد ؟ في الحقيقة لم يكذب الآخرون حين قالو أن جمالك ساحر.
كنت سأجيب ولكن ذلك الشاب الذي يقف هناك تدخل والذي بدى علي وجهه الانزعاج : أنت! ماهذا الهراء الذي تتفوهين به ..هل تقومين بمغازلته أم ماذا ..ثم أليس لديك عمل خارجا أعتقد أن المرضى ينتظرونك وقد نفذ صبرهم ..غادري هيا .
وضعت هذه الفتاة السلة على طاولة بغضب لتضع يديها على خصرها تستعد للجدال : وما شأنك أنت ؟ هل تشعر بالغيرة من مدى وسامته ؟ هل شعرت أن الأنظار تسرق منك ؟
قال بعد ان ضحك بسخرية : عن أي وسامة تتحدثين ؟ إنه عادي جدا .
مررت يدي على جبيني بتعب قائلا : حسنا ..أيمكنكما أن تتوقفا عن هذا قليلا وإخباري ..أين نحن تحديدا وكيف سنغادر ؟!
قال جونغكوك بينما يجلس لتناول الطعام : في الحقيقة أنت الأن في قرية غوانغجو وهي اروع و أجمع قرية في العالم ، تقع على مقربة من قصر الأمير سيهون ..ولكن الامر السيء بقريتنا أنها تمنع دخول الغرباء لذلك أنتما الاثنان لا يمكنكما المغادرة إلا حين حل الظلام عندها يمكنكما المغادرة في صمت .
تدخلت جوي التي ترمقه بنظرات إستهزاء : ألا تظن أنك تبالغ قليلا بقولك انها أروع و أجمل قرية بالعالم ؟!
تنهد بملل : لما تستمرين بانتقاد كلامي ..أنت مزعجة .
تحدثت ايرين مقاطعة : أنتما الاثنان تبدوان كمن يكنان المشاعر لبعضهما .
تحدثا في أن واحد بصوت عال : مستحيل .
أردفت جوي قائلة : إنه أخر شخص على وجه الأرض يمكن أن أقع بحبه ..لست بهذه الحماقة .
ليضيف جونغكوك مخاطبا : وأنت لست نوعي المفضل حتى ..لا داعي للتباهي بنفسك.
نظرت إلى ايرين خلسةو التي كانت تضحك بعفوية لكلامهما مستغلا كل هذه الفوضى العارمة هنا بسبب هذان الشخصان اللذان يستمران بالشجار منذ ان فتحت عينني ..ولوهلة سقطت نظراتها هي الأخرى علي لتنتبه أنني أحملق بها ، إبتسمت بلطف وكم كانت تلك الإبتسامة قاتلة ..قاطع سرحاني وقوف جوي المفاجأ : أنت مزعج جدا لا يمكنني أن أبقى هنا أزيد من ثانية سأغادر لعملي فهو أفضل من البقاء رفقة هذا المغرور المتبجح .
خرجها بعدها جوي ليقف جونغكوك كذلك قائلا : أما أنا فسأذهب رفقة ويندي لنقطف بعض الثمار من المزرعة ..يمكنكما البقاء هنا حتى حلول الليل ويحين وقت مغادرتكما ، ولكن إياكما أن تغادرا هذا البيت سيقضى علي إن تم الإمساك بكما ..
أومأت بحزم قائلا : حسنا ..أشكرك على كل مافعلته لأجلنا ..سنحرص على البقاء متخفيين لذلك لا تقلق.
أضاف بينما يفتح الباب للمغادرة : ساعود قبل حلول الظلام.
ــــــــــــــــــــــــــ
أيرين :
بعد أن غادر كلا من الطبيبة و جونغوك حل الهدوء و الصمت فجأة فقد أخدا رفقتهما كل الضوضاء التي تسبب في فعلها ..لنبقى أنا و تايهيونغ بمفردنا توجه تاي نحو القعد ليجلس مرميا بجسده بتعب متألما فقلت قاطبة حاجبي بقلق : هل أنت على مايرام ؟ لابد وأنك لم تشفى بعد عليك أن تعود للاستلقاء.
أسند ظهره بتثاقل يفرك عنقه بإرهاق : كلا أنا بخير ...ماذا عنك أنت ؟
قلت بإستنكار : أنا ؟
أكمل قائلا : لقد تعرضت للخطر وكل هذا بسببي لأنني لم أقم بحمايتك كما يجب .
وقف من مقعده متجها نحوي وبلمح البصر أجده يعانقني بقوة ..يجذب برأسي نحو صدره مربتا على شعري بينما يقول : أنا أسف ..أسف على كل شيء ..لأنني لم أقم بحمايتك ولأنني جعلتك تعيشين يوما مرعبا مليئا بالخطر ولأنني جعلت تبكين بحرقة البارحة .
أبعدت رأسي عن صدره لأنظر إلى وجهه متفاجأة : كيف ؟ أقصد كيف علمت بهذا؟
نظر نحو عيني قائلا : لقد كنت أسمع كل شيء.
هنا ابتلعت ريقي بقوة .ماذا يقول ؟ اسمع كل شيء ؟ يالها من ورطة وقت بها هذا يعني انه سمع كلامي حين قلت له ...
قاطعني قائلا بينما يضع يده محيطا بخصري ليسحبني نحوه قائلا بابتسامة خبيثة ماكرة: إذا ؟ متى ستفعلين؟
بدأت ضربات قلبي تتسارع تدريجيا فقربي منه بهذه الطريقة يجعلني أجد صعوبة في إلتقاط أنفاسي أو حتى التفكير بروية أملت برأسي مستنكرة : ماذا تقصد ؟
أحاول إبعاد يده عني والابتعاد قليلا لكنه يمنعني من ذلك بينما يقول : حين قلت أنك لم تعترفي لي بعد؟ متى ستفعلين ؟!
واللعنة لقد سمع ذلك بالفعل ..ولكن ألم يكن فاقدا للوعي ؟هل كان يتظاهر بذلك أم ماذا ؟! ما الذي سأقوله الأن يستحيل أن أعترف له الأن فالوضع نوعا ما غير لائق بل إنه أصعب مما توقعت ..هذا محرج.
ابتسمت بصعوبة أحاول التظاهر بالبلاهة : ماذا ؟ أنا قلت هذا ؟! كلا انت مخطئ لاشك في أنك كنت تهلوس ..لقد كنت غائبا عن الوعي بسبب إصابتك أو حتى انك قد تكون حلمت بهذا و الأن دعني أريد أن أذهب لأرتاح قليلا فأنا أشعر بالنعاس شديد.
ابتسم بخبث منزلا نظراته نحو ثغري قائلا : أنت تتهربين الأن لانك تشعرين بالخجل أليس كذلك؟
كنت على وشك أن أراوغ سؤاله بإجابة سخيفة ولكنني صدمت حين أدركت اقترابه المفاجأ نحو شفتي ..كلا مستحيل ..أنت لن تفعل هذا تايهيونغ أرجوك لا تفعل هذا ،حينها قد يغمى علي فلن أستيقظ إلا بعد مرور سنوات عدة ..لست جاهزة بعد لتصبح علاقتنا بهذه الجرأة تدفقت الدماء نحو وجنتي فأغمضت عيني بتوتر شعرت بأنفاسه القريبة من وجهي ...فتحت عيني لأن الأمر قد طال .. لأجده قدعاد ليجلس على المقعد ينظر إلي بسخرية : ما الذي توقعته ؟ ..يالك من منحرفة .
ماذا ؟ هذا الــ...وه كيف استطاع ان يفعل هذا بي ، أه اشعر انني حمقاء منحرفة بالفعل ..لابد وانني جننت لأفكر بتلك الطريقة.
أمال برأسه متسائلا : ماذا ؟ أرى انك منزعجة ..اتريدين قبلة بالفعل ..لا مشكلة لدي فالنفعل هذا .
وقف متجها نحوي لتتوسع عيناي بدهشة مبتعدة قائلة بنبرة تهديد : أياك و أن تفعل ..إبق بعيدا و إلا ..
ضحك مستهزءا بكلامي : وإلا ماذا ؟ ما الذي ستفعلينه مثلا ؟ ألست من بجدر به ان يقوم بالتهديد هنا ؟
وقفت بثبات محذرة : سأقوم بضربك تحديدا على جرحك .
قال بثقة : أشك في ذلك ..أنت من كان يبكي بحرقة لأجلي ومن ينم ليلا بأكمله لقلقه علي ..سيقوم بإيذائي ؟ أمر يصعب تصديقه .
قلت مشيحة بنظري بإرتباك : من قال هذا السخف ..غير صحيح ،لم أنم لأنني لا أستطيع النوم في بيت الغرباء .
أومأ برأسه متظاهرا بالتصديق : حسنا حسنا ..سأصدقك ، فقط إذهبي وخذي قسطا من راحة الأن .
أخد يدفعني نحو السرير لأجلس قائلة : أنا بخير لا أريد النوم .
ولكن لا أعلم كيف حدث هذا وغفيت فقد إستيقظت على صوت تايهيونغ الخافت : إيرين إستيقظي ، بسرعة!
فتحت عنيني بتثاقل أنظر إليه فقد كان يضع سبابته على فمه مشيرا بالصمت : ما الأمر ؟
أمسك بيدي يساعدني على النهوض ليأخد بي نحو الغرفة الأخرى من البيت بينما أتبعه ببلاهة ولا أفهم شيئا مما يحدث ، تبين أنه يحاول الإختباء من شيء ما فقد إختبيء بالغرفة بينما يجعلني أقف ورائه قلت بصوت خافت : ما الذي يحدث ؟ لماذا نحن نختبئ الأن ؟
بعد أن أنهيت جملتي سمعت أصوات خارج البيت كانت تبدو كأصوات لعدد لابأس به من الرجال تلى بعدها صوت مدوي في البيت تبين أنه صوت فتح الباب بقوة ..شهقت لأضع يدي بفمي بذعر إلتفت نحوي تايهيونغ قائلا بحذر : لا تصدري أي صوت ..لا يجب أن يروننا .
قلت بتوتر : من يكونون ؟
أجفلت حين سمعت صوت جونغكوك الذي تبين أنه يتألم بسبب أمر ما ، حاول إلقاء نظرة فدهشت حين رأيته يركع على ركبتيه محاطا بين أربع رجال وأحدهم يتمر بلكمه بينما يقول : متى سوف تعيد لما المال أيها الاحمق ..إلى متى سنبقى ندين لك أيها الفأر الصغير ، كيف تتجرأ على تلاعب بنا ، أتريد الموت ؟
قال جونغكوك والذي تبين أنه يتحدث بصعوبة : أخبرتك أن تمهلني بعض الوقت ..أنا أحاول جاهدا جمع المال لأجل رده لكم ..فقط أمهلوني شهرا أخر ..شهرا فحسب.
لكمه على بطنه مرة أخرى ليتأوه جونغكوك بقوة فتحرك تاي والذي بدى لي أنه على وشك التدخل قائلا : هؤلاء الأوغاد ، سألقنهم درسا .
لمحت جونغكوك الذي كان ينظر إلينا خلسة بينما ينفي برأسه مشيرا على أن لا يتدخل تايهيونغ فأسرعت أمسك بدراعه قائلة : تمهل ! هل جننت؟ إن تدخلت الأن ستزيد الطين بلة ، سيعلمون أنك لا تنتمي إلى هذه القرية عندها سيقع جونغكوك بمأزق .
صر تايهيونغ على أسنانه غاضبا بينما يشدعلى قبضته بنفاد صبر : هذا ظلم .
لفت إنتباهي حين رايت أحد هؤلاء الرجال يقوم بصب شيئا سائل حول البيت لأدرك بعد أن شممت الرائحة أنه بنزينا فتوسعت عيناي قائلة : ما الذي يفعله بحق السماء ..هل سيحرق البيت ؟!
قام الأخر بإشعال عود كبريت يوجهه نحو جونغكوك بتحدير : إسمع ..لقد طفح الكيل لا يمكنك تلاعب بنا أكثر من هذا أنت مجرد فقير قذر سرقت أموالنا وفي كل مرة تقوم بالكذب علينا أنك على وشك سد الدين ولكنك في الحقيقة لا تملك قرشا واحدا ...لا مزيد من هذه الألاعيب الأن فمنزلك سيذهب رمادا جراء سخريتك بنا ..
هتف جونغكوك بذعر شديد ينظر إلى عود الكبريت ذلك : مهلا ! أرجوك لا تفعل هذا ..أعدك انني سأعيد أموالكم ولكن لاتحرق هذا البيت ..أرجوك.
كل محاولات تايهيونغ ورجائه ذهب سدا فقد أسقط ذلك الرجل عود الكبريت ذاك على سائل البنزين أرضا قائلا : قل وداعا لبيتك إذا.
خرج الأربعة يضحكون بإنتصار ليتركو خلفهم ذلك اللهيب المشتعل الذي يزداد إلتهابا تدريجيا ..ركضنا أنا وتايهيونغ نحوه نحاول إطفائه بالمياه وكل ماهو يساعد على ذلك حولنا وكذلك جونغكوك بدوره الذي كان يبدو في أسوء حالاته ..بعد دقائق تبين أنه لافائدة فكل ما نفعله وكأنه يزيد اللهيب فحسب قال تايهيونغ بعد سعال متواصل : بسرعة فالنخرج لا جودى من هذا .
كان جونغكوك لا يستمع إليه كل ما يفعله هو إستمراره برش المياه دون إستستلام ..هتف تايهيونغ مخاطبا له : توقف ..البيت يضرم حريقا ...لا جودى الأن ..فالنخرج.
قال جونغكوك وملامحه يبدو عليها الإحباط الشديد : أخرجا أنتما ..أنا لن أفعل قبل أن أنقد منزلي .
أمسك تايهيونغ بكتفيه موقفا : هل جننت ؟! ستحترق لا محالة فألسنة اللهب تلتهم البيت بأكمله الأن ..لن تستطيع فعل شيء لوحدك ..بسرعة لنخرج.
صرخ جونغكوك بغضب : لن أفعل !
إلتفت تايهيونغ نحوي مخاطبا : أيرين ..غادري بسرعة سألحق بك بعد أن أخرج هذا الأحمق من هنا .
قلت بقلق شديد : ولكن ...
قاطعتني قطعة الخشب التي إنهارت أمامي فجأة لتفصل بيني وبينهم فأنا لا أستطيع رؤيتهم الأن بسبب الأسنة اللهب القوية ناديت بعد أن سعلت بتعب : تايهيونغ ! أنتما بخير ؟!
لم أعد أستطيع الرؤية خرجت مسرعة ينتابني الخوف شديد لعلي أجد أحدهم فيقوم بمساعدتهم ...وقفت بعجز أنظر يمينا ويسارا لكن لا أحد هنا بالرغم من أنه الظلام وهذا البيت يقف كالشعلة المضيئة هنا ولكن لا أحد إنتبه له بعد ..لمحت جوي التي تركض بإتجاهي والذعر واضح على ملامحها وقفت قائلة : ماذا حدث لما يحترق بيت جونغكوك ؟ أين جونغكوك ؟
قلت بنبرة مهتزة : إنه في داخل تايهيونغ يحاول إخراجها ..
بمجرد أن سمعت ماقلته ركضت ناحية البيت تحاول الدخول فأسرعت أوقفها : لا تدخلي الأن ، الوضع خطر ، لا تقلقي سيخرج بكل تأكيد .
أردفت تحاول الإفلات مني تدفعني بعيدا : إبتعدي ..جونغكوك بداخل ..لايمكن ..يجب أن أساعده .
أمسكت بكتفيها أحاول النظر إلى وجهها المبتل بالدموع فقلت مهدئة : تمالكي نفسك ..سيكون بخير تايهيونغ معه بالداخل سيقوم بمساعدته.
قلت هذا ولكنني لا أختلف عنها من ناحية القلق هنا فأنا على وشك أن أفقد أعصابي كذلك ..."وأخيرا لقد خرجا " هتفت بهذا حين رأيت تايهيونغ يقوم بجر جونغكوك نحو الخارج بتثاقل بينما جونغكوك يبدو منهارا ..أسرعنا نحوهم فقالت جوي التي تمسك جونغكوك قائلة بنبرة باكية : هل أنت بخير ؟ أيها الأحمق لماذا لاتكف عن إحداث المشاكل.
رفع جونغكوك رأسه نحو بدى أنه تذكر امرا : أين ويندي ؟!
أسرعت تقول بينما تمسح دموعها بسرعة : إنها في منزلي ..لقد أتت إلى بيتي قبل قليل قائلة أن هناك رجال قام بإختطافك ..ما الذي حدث تحديدا ؟! هل هم الدائنون مجددا ؟!
مشى مباشرة متفاديا النظر إلينا بحزن واضح على وجهه : لا عليك ..فقط خذي تايهيونغ و ايرين إلى بيتك الأن قبل أن يراهما احد هنا .
أوقفه تايهيونغ : إلى اين أنت ذاهب الأن ؟!
التفت جونغكوك وظهرت نظرة حاذه شريرة في عينينه : سأنتقم .
إبتسم تايهيونغ بخبث : هل تحتاج إلى مساعدة ؟!
ـــــــ
حسنا ها أنا الأن في بيت الطبيبة جوي ننتظر عودة تايهيونغ و جونغكوك بعد أن قررا الذهاب الإنتقام من هؤلاء الرجال اللذان أحرقا البيت ..لقد ذهبا ملثمان حتى لا يتم الكشف عنهما وأخشى أن يصابا بمكروه .. قاطعت تفكيري جوي قائلة :
إنه دائما ما يجلب المصائب لنفسه لانه غبي و أحمق .
سألت بفضول : ترى ما الذي سيفعله الأن هو و أخته الصغيرة بعد أن تم إحراق منزلهما ..هذا مؤسف .
ظهر بعض الاستياء على وجهها : سيهاجر بكل تأكيد فهو دائما يفعل هذا..
قلت مستنكرة : دائما ما يفعل هذا ؟!
أجابت : نعم ..كلما شعر بأنه بحاجة إلى المال يغادر القرية ويذهب للعمل بمكان أخر ويترك أخته لأعتني بها ريثما يعود .
يبدو أنها لا تحب أمر مغادرته فهي تبدو مستاءة كثيرا سألتها : ألا تريدينه أن يغادر؟ أقصد أنت لا يروق لك أمر مغادرته أليس كذلك ؟
خفضت عيناها لتنظر إلى أصابها التي تفركها بتوتر : حسنا ..في الحقيقة .. أجل .
ابتسمت أضيق عيني بشك : هل تحبينه ؟!
نظرت إلي بدهشة وقد توردت وجنتيها بخجل ..قاطع حديثنا دخولهما المفاجأ لتقف جوي سائلة بقلق : ماذا حدث ؟ّ!
نظرت إليهما أتفحص أجسادهم ولكن الحمد الله إنهما بخير لا توجد إصابة قلت بدافع الفضول : حسنا كيف جرى الأمل ؟ ما الذي حدث للهؤلاء الرجال ؟
قال جونغكوك يهز كتفيه بتكبر : حسنا جعلتهم يدفعون ثمن تدمير بيتي ..في الحقيقة كان كل هذا بفضلك أيها الأمير .
ابتسم تايهيونغ واضعا يده على كتفه : هذا لا يعد شيئا بعد ..فأنا أحاول رد الجميل إليك ..ولكن لا أنكر أنك مقاتلا بارع .لقد أدهشتني.
ضحك جونغكوك ليقول بغرور : أنت لم ترى شيئا بعد ..أتريد أن أخبرك بقصة قطاع الطرق اللذين هشمت عضامهم واحدا تلو الأخر حين ظهرو فجأة أثناء رحلتي نحو الجنوب ؟ لقد نسيت أمر هذه القصة أيضا .
تدخلت جوي بسخرية : تبا لك ولغرورك ..لم يبقى أحد في هذا العالم ولم تخبره بتلك القصة السخيفة ..
قال بخاطبا لها : أنت ..لا تتدخلي وإلى قد ينتهي أمرك مثلهم تماما.
أردف تايهيونغ قائلا : حسنا أخبرني ما الذي ستفعله الان ؟ بعد أن إحترق بيتك ؟
نظر جونفكوك إلى السقف مفكرا : هممم أعتقد أنني سأسافر لمكان ما رفقة أختي .
إسترقت النظر نحو جوي والتي بدت لي متظاهرة بعدم الإكتراث تبا كم تجيد التمثيل قال تايهيونغ والذي فاجئني بإقتراحه هذا : حسنا ما رأيك أن تنتقل إلى قصري ؟ سأقوم بمنحك مرتبة نائب القائد كرد على مافعلته لأجلنا .
توسعت عيناه بعدم تصديق ليقول بحماس : ماذا قلت ؟ نائب القائد ؟!
أردفت جوي تضم يديها نحو صدرها بملل : تشه ! إنه لايستحق ذلك أبدا .
إلتفت نحوها تايهيونغ ليردف : ماذا عنك ؟ ألا تريدين العمل بالقصر كطبيبة ملكية ؟
ابتسمت بسعادة لأنظر إلى ردت فعلها لكنها إكتفت بقول : كلا أفضل أن أبقى كطبيبة هنا في هذه القرية .
تدخل جونغكوك هاتفا : قرار صائب ..أحسنت إنها أول مرة تقولين فيها كلاما جيدا .
انزعجت جوي لكلامه : أجل بالطبع هو قرار صائب ..فأنا لن أضطر لرؤية وجهك هذا كل صباح سأتخلص من إزعاجك المستمر لي ..اذهب بسرعة لا تضيع ثانية هنا .
قال تايهيونغ الذي كان ينظر عبر النافذة : حسنا أظن أنه الوقت المناسب للرحيل بما انه الوقت المتأخر من الليل .
أضاف جونغكوك : معك حق ..فلنتحرك بسرعة .
جمع جونغكوك أغراضه وأيقظ أخته ويندي التي كانت تغط في النوم ثم بعدها أحضر فرسين من أحدهما ملكه و الأخر استعاره من احد أصدقائه ...خرجنا من بيت جوي بعد أن قمنا بتوديعها ننتظر لحاق جونغكوك الذي لا يزال بالداخل .
ـــــــــــــــــــــــــ
جوي :
كان صدري يزداد ضيقا كلما رأيته يجمع أغراضه مبتسما بسعادة أيعقل أنه لا يكترث لأمري ؟ سيغادر هذا للأبد دون أن يقول شيئا ؟!
وقف يرمي الكيس على ظهره قائلا : حسنا انتهيت ...والآن وداعا أعتني بنفسك جيدا وأتمنى لك حياة سعيدة .
وقفت بطريقه قائلة : هل ستعيش هناك إلى الأبد ؟ ألن تعود ؟
أومأ برأسه : أجل .. ولما قد أعود إلى هنا ؟ فأنا أصبحت بمرتبة نائب القائد .
شعرت بطعنة في قلبي حين قال هذا لكنه يستمر بالتحدث ببرود ..إظهرت إبتسامة مزيفة لاقول : حسنا حظا موفقا لك إعتني بويندي ولا تكن ملاحقا للفتيات كثيرا ومهتما بالمواعدة فقط فتهمل أختك الصغيرة .
نظر إلي في صمت ثم تنهد لينظر إلى الفراغ قائلا : هل أنت متأكدة أنك لن تأتي معنا ؟
أخيرا ..أخيرا أشعر ببعض الإهتمام منه لقد خشيت أن يغادر دون أن يظهر أي اكتراث إكتفت بقول : كلا لن أذهب .
خفض عيناه أرضا ثم رفعهما نحوي قائلا : ولكن من سيعتني بويندي ؟
قلت بغضب أدفعه خارجا : يالك من أحمق أناني .
أغلقت الباب بعد أن غادر لأسند ظهري عليه بانهيار .هل حقا غادر هكذا ببساطة ؟ تبا لهذا الأمير اللعين ليتني لم أقم بمعالجته كل هذا بسببه ..لم أدرك نزول كل هذه الدموع فقد تملكني الإحباط الشديد نظرت نحو النافذة لأراهم يغادرون فأجشأ بالبكاء.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أيرين :
خرج جونغكوك أخيرا والذي وقف متسمرا ينظر إلى بيت الطبيبة بملامح أصعب تفسيرها أيقظته من شروده أخته ويندي قائلة : أخي ما الذي تفعله هناك ؟ ألن تأتي أختي جوي معنا ؟
نفى برأسه بينما يحملها ليضعها على ظهر الحصان قائلا : حسنا لا تعلم لاذلك بعد.
قطبت حاجبي بعدم فهم ليقدم تايهيونغ يده نحوي يساعدني على امتطاء الحصان قائلا : ستأتي .
قلت مخاطبة تايهيونغ : كيف علمت بهذا ؟
قال بينما يصعد بدوره : ألم تلاحظي نظراتها التي لا تفارقه ..أعتقد أنها لن تتركه بهذه السهولة .
قلت متسائلة : ولكنها قالت أنها تريد البقاء في القرية لتخدم سكان القرية !؟
اقترب من أذني ليهمس في صمت : حسنا سنرى إن كانت مشاعر الحب ستتغلب على رغبتها أم لا . في النهاية الحب مثل المخذر يجعلك تفقد السيطرة على أفكارك و قراراتك ثم تنصاع له دون أن تدرك .
حسنا كلامه منطقيا بعض الشيء لكن لما يقول هذا لي الأن هامسا بأذني فقد أصابني بقشعريرة غريبة .
بدى وكأننا على وشك مغادرة القرية فقد وصلنا إلى التلة العليا فتوقف جونغكوك فجأة والذي بدى غارقا بالتفكير سأله تايهيونغ : ماذا هناك ؟
تردد جونغكوك في الكلام يدحرج عيناه مفكرا : أعتقد أنني ...لا يمكنني فعل هذا ..أن أسف ولكنني لن أذهب معك أيها الأمير .
سأل تايهيونغ : هل هذا لأنها لم تأتي ؟!
تنهد جونغكوك بينما ينظر إلى السماء : في الحقيقة أشعر أنني تركت خلفي شيئا ثمينا ..لا أستطيع فعل هذا .
تدخلت قائلة : إذا عد إليها ..لقد أدركت أهميتها أخيرا .
ابتسم إلينا ليقول : حسنا ..أنا أسف ولكنني يجب أن أعود .
لف جونغكوك مغيرا إتجاه الحصان ..وفجأة تهاوى على مسامعنا صوتا يقول : إنتظرو !
إلتفت كل منا نحو الصوت وقد تبين انها جوي التي تركض باتجاهنا وتتوقف من حين لأخر تلتقط أنفاسها ..ركض جونغكوك بحصانها إليها سائلا بقلق : ما الأمر ؟
وقفت تلهث بصعوبة لتبتسم قائلة بعد ذلك : سأذهب ...معكم .
إبتسمنا جميعا لتهتف ويندي بسعادة : مرحى ! اختي ستأتي معنا .
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
في صباح اليوم التالي وصلنا إلى القصر أخيرا ...دخلنا بأحصنتنا عبر البوابة ليطف كل الحرس أمامنا ..نظرت إلى جوي التي هتفت باندهاش : واو لا أصدق أنني أحط بقدمي داخل القصر حقا ..إنها لأول مرة أراه بعيني ..إنه رائع حد اللعنة .
أضاف جونغكوك : أنظرو إلى عدد كل هذا الحرس ..إنهم يساوون عدد سكان القرية بأكمله ..هذا مدهش!
قال تايهيونغ مخاطبا أحد الحرس : هذان شخصان ضيوفا لدينا لكن بعد ذلك سيعيشان هنا كأحد أفراد هذه العائلة أخبر الخدم أن يقومو بتجهيز غرف خاصة بهما وخذهما إليها .
إنحنى الحارس بانصياع : أمرك سمو الأمير .
دخلنا أنا وتايهيونغ إلى داخل القصر فأجفلت حين رأيت الملكة تشوي والدته تقف متسمرة مكانها بملامح لاتبعث بالراحة أبدا تقدم نحوها تايهيونغ لأتراجع انا بضع خطوات للخلف ولكنني رفعت رأسي بصدمة حين سمعت صوت تلك الصفعة التي تلاها بعد ذلك صراخ الملكة تشةي بغضب : أنت تتسكع في الخارج بينما كاي يحارب في المعركة ؟
توسعت عيناه في صدمة ليهتف بعدم تصديق : ماذا؟!
شدت على قبضتها بغضب تغرس نظراتها الثاقبة و الغاضبة على وجه تايهيونغ بحنق : لابد وأنك قد جنتت ..بسبب تلك الفتاة انت أصبحت مستهزئا جدا ..
أجفلت حين رأيت أصابعها موجهة نحوي ..عاد تايهيونغ إلى الموضوع الأول قائلا بعدم تصديق : أمي ما الذي تقولينه هل الملك سمح له بالذهاب إلى هناك ؟!
هتفت بنفاد صبر : أجل سمح له بذلك ..لأنه يراه مناسبا للمنصب لا أنت.
مشى تايهيونغ بخطوات سريعة نحو غرفة الملك بعد أن قال هذا ...أما أنا فقد إتجهت لأبحث عن يونا حتى أشكرها على مساعدتني فقد أخبرني تايهيونغ أثناء عودتنا أن خادمة سيرا هي من أخبرته بأمر إرسالي إلى القصر الأخر فأيقنت حينها أنها يونا بكل تأكيد ..صادف أن وجدت سيرا قادمة بإتجهاهي ..لتقف تنظر إلي بحنق : لا بد وأنك سعيدة كثيرا أن الأمير قد أعادك إلى هنا ...لا تفرحي كثيرا فأنت لم تري شيئا بعد .أما تلك اللعينة التي قامت بمساعدتك ..هي الأن تدفع ثمن فعلتها هذه.
توسعت عيني لأقترب منها قائلة : ما الذي فعلته لها ؟ أين هي الأن ؟
هزت كتفيها بغرور قبل ان تغادر : لا أعلم إسئلي الأميرة .
اللعنة لاشك في أنهم قامو بأذيتها ..مالذي سأفعله الأن ..يجب أن أبحث عنها لأتأكد أنها على مايرام ...ذهبت مسرعة نحو غرفة الأميرة روزي ..لكنني لم أجدها سألت الخدم عن مكان تواجدها فتبين أنها بالحديقة ...ركضت بسرعة نحو الحديقة لكنني توقفت حين سمعت صوت تايهونغ والذي بدى لي انه يجادل شخصا ما ..ألقيت نظرة من خلف الشجرة فتبين أنه يتحدث الى روزي ولكنني صدمت حين رأيت أنها تبكي .
قالت بصوت باكي و نبرة مهتزة : أنا اسفة تايهيونغ لم تكن بيدي حيلة .
هتف تايهيونغ بصوت عالي : كيف لك ان تقومي بخيانتي هكذا ...ذهبت لإقناع والدي ان كاي يستحق قيادة المعركة هذا غير معقول ..هل أنت أختي حتى ؟ أصبحت اشك في ذلك لا اعتقد اننا ننتمي لنفس العائلة ، لقد طعنتني بظهري بهذه البساطة .
ماذا يقول ؟ أقنعت والدها بشأن ذهاب كاي للمعركة ؟ كيف لها أن تفعل هذا ؟ مستحيل ! لكن مهلا لحظة قد يكون لذلك المدعو كاي يدا بالأمر ..ربما قام بتهديدها أو شيء كهذا فهو شرير حد اللعنة ، لا أصدق أنها قد تفعل أمرا كهذا لأخيها .
ظهرت ملامح غريبة على وجه تايهيونغ فقد احتدت نظراته وأصبحت نبرته أكثر حزما ليقول : حسنا ..أتعتقدين أنني لا أعلم بشأن علاقتك بالقائد ؟ ماذا لو ذهبت لأخبار والدي الأن ؟ها؟ مالذي ستفعلينه حيال هذا .
شهقت لأضع يدي على فمي بعدم تصديق ولكن صدمتي لم تكن بحد صدمتها فقد توسعت عيناه ليصبح لون بشرتها شاحبا : كـ..يف كيف علمت بهذا ؟
وضع يداه على خصره وبنبرة غاضبة يقول : لقد رأيتك عدة مرات بأم عيني ولكنني كنت أتظاهر بأنني لم أرى شيئا أنتظر اليوم الذي يأتي فتدركين أنك على خطأ مما تفعلينه ..لهذا أردته أن يكون قائد الجيش في تلك المعركة وكنت قد اتحدت معه على أن نفوز بها فترتفع مكانته ليصبح من الممكن لك ان تتزوجي به ..ولكن أنظري لنفسك أنت تساعدين عدوا لنا ..
كانت روزي تبكي بحرقة وتبدو انها نادمة اشد الندم على مافعلته لفت انتباهي حين لفظ اسمي قائلا : وايضا ..انت كنت تخططين لإرسال ايرين إلى قصر سيهون دون علمي..لقد طعنتني بظهري مرتان .انا لن اسامح على هذا .
شعرت ان قلبي يتمزق إلى أشلاء حين رأيتها تجثي على ركبتها مترجية تمسك بيد تايهيونغ وهي تبكي بحرقة : أرجوك ..أرجوك سامحني تايهيونغ اعدك أنني سأعوضك ..أعترف أنني أخطأت فيما فعلته لكن أرجوك لا تخبر أبي
أبعد يديها عنه ومشى قائلا : بلى يجب أن أخبره الأن وفورا حتى تدفعي ثمن أخطائك وخياناتك.
مشى بخطى سريعة لتقف هي بلهفة مسرعة نحوه تحاول إيقافه لكنه في كل مرة يبعدها عنه ولكنها تعود مجددا مترجية..كان مشهدا محطما فلم أستطع تمالك نفسي وعدم التدخل بل ذهبت بسرعة لأقف بطريق تايهيونغ قائلة : لا تفعل ..أرجوك
نظرا إلي في صمت لأكمل : فقط سامحها ولكن لا تخبر والدك بشأن علاقتها ..سيكون موقفها أسوء .
ولكنني صدمت حين لم يستمع لكلامي فأبعدني عن طريقه بصمت لأعود مجددا : تايهيونغ ..أرجوك لا تخبره ها؟ لقد قامت بالإعتذار.
قال بغضب : لا تتدخلي !
لتزداد شهقات روزي فأبعد يدها عنه ليواصل السير ...إستوقفه صوت الخادم قائلا : سمو الأمير ..هناك أمر مهم يجب علي إخبارك به .
نفى تايهيونغ بيده : ليس الأن .
فتلفظ ذلك الخادم بكلمات جعلتنا جميعا نطرف بأعيننا بعدم تصديق واستيعاب : سمو الأمير ..القائد نامجون لفظ أنفاسه الأخيرة اليوم بالمعركة .
لقد شعرت ان الوقت قد توقف ليمهلنا لحظات حتى نستوعب جيدا ماسمعناه لتو كنا ننظر إليه جميعا وكاننا ننتظر ان نستيقظ من حلم أو ماشابه حتى أغمى على روزي لتسقط أرضا ..ركض تايهيونغ نحوها هاتفا بإسمها مرارا و تكرارا ثم حملها بين دراعي ليركض بها نحو غرفتها .
وضعت على سريرها فأمر الخدم بإحضار الطبيبة فورا وكم كنت قلقة أن يفضح أمر حملها فستكون نهايتها من دون شك ..دخلت الطبيبة جوي فحمد الله انه تم ارسالها هي قالت بينما تنظر إلينا وإلى الغرفة مندهشة : لا أصدق انه اول يوم لي هنا وهاقد بدأت العمل فورا .
ذهبت نحو روزي لتقوم بتفحصها وكنت اقف الى جانبها بينما تايهيونغ يقف بعيدا قليلا يراقبها في صمت ...بعد قليل نظرت إلي جوي مندهشة وبدت كانها أدركت أمرا يخص روزي هتفت بصوت عال : هذه الفتاة ...إنها حــ...
أسرعت أضع يدي على فمها لأخرسها ثم همست قائلة : لا تخبر أحدا بانها حامل ..فقط قولي أي شيء أخر غير ذلك .
نظر إلينا تايهيونغ قاطبا حاجبيه : ما الأمر ؟
ضحكت جوي ممازحة : أقصد أنها ...حــ..حية أجل إنها بخير لذلك لا تقلقو أظن أنها ستستيقظ بعد قليل .
قال تايهيونغ بعد أن ظهرت علامات الراحة على وجهه : حسنا هذا جيد ..إعتني بها جيدا ولا تتركوها بمفردها..سأذهب الأن .
خرج تايهيونغ من الغرفة لأتنفس الصعداء فأجلس على المقعد بتعب : أه كان هذا وشيكا .
هتفت جوي قائلة بتعجب : ماذا هناك ؟ لما قمت بمنعي ؟ هل هي زوجته وتريد أن تفاجأه بنفسها بهذا الخبر ؟
ضحكت بسخرية : بحقك ..إنها الأميرة روزي أخته يا فتاة .
فتحت ثغرها بتدهشة : الأميرة ...رو..زي حامل ؟! من دون زواج!؟ غير معقول .
هتفت أشير لها بأن تخفض صوتها : أصمتي ..لا أحد يعلم بهذا الأمر غيرنا نحن ثلاثة لذلك لا تخبري أحدا رجأء .
نظرت إلي بعينين يملؤهما الشك : ولكن كيف علمت أنت بهذا ان كان سرا ؟
أجبت : لقد سمعته بالصدفة ...
أضافت : من يكون والده ؟
وفجأة تذكرت ماقاله الخادم قبل قليل ليظهر بعض الحزن على ملامحي : ولكن هذا مؤسف والد الطفل توفي .
قالت جوي متحسرة : كم هذا مؤسف لم يتسنه له رؤية طفله حتى .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور شهر
لاتزال الأميرة روزي في حالة إكتئاب بسبب وفاة القائد وهي لا تخرج من غرفها مطلقا ..تستمر الطبيبة جوي بزيارتها وتفحصها من حين لأخر بعد ان علمت انها هي من قامت بتستر على موضوع حملها بفضل إيرين ..وقد قامت بإطلاق سراح الخادمة يونا بعد ان كانت تحبسها بالقبو بسبب إخبار تايهيونغ بأمر ارسال ايرين .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
أيرين :
وأخيرا عدت إلى غرفتي وعدت كمحضية لولي العهد أما سيرا فعادت لتصبح مجرد جارية بسيطة ولكنها تستمر بإزعاجي في كل مرة ألتقي بها ..كنت أجلس منتظرة مجيء تايهيونغ فقد قال أنه سيتناول العشاء معي لذلك طلبت بعض من أطباقه المفضلة وها أنا أنظر إليها الأن بسعادة شديدة . شعرت ببعض العطش ففكرت في أن ارتشف بعضا من العصير ريثما يصل تايهيونغ.
ــــــــــــــ
تايهيونغ:
خرجت من غرفتي متجها نحوغرفة ايرين وصادف ان وجدت سيرا مارة برواق الذي توجد به غرفة ايرين اوقفتها قائلا : لما انت قادمة من ذلك الإتجاه في هاذا الوقت حيث يمنع أي احد المرور هنا .
بدت وكأنها تخفي شيئا بين بيدها لتقول بإرتباك :لا شيء.
أمسكت بيدها لأفتحها وتبين انها قارورة صغيرة الحجم لأقول قاطبا حاجبي : لما تحملين سما بيدك ؟
أشاحت بنظرها بعيدا تبعد يدها: لا شأن لك.
ولوهلة تذكرت أمر العشاء الذي قد سبق وطللبته ايرين الى غرفتها توسعت عيناي بينما أشد على يدها بتهديد : اذا حدث لها أي مكروه فإنني لن أعفو عنك مطلقا .
ركضت بسرعة إلى ايرين لافتح باب غرفتها بقوة وأرى أنها على وشك اتشرب شيئا ما بذلك الكأس الذي بيدها هتفت : توقفي لا تشربي !
أبعدت الكأس عن شفتيها غير فهم : أفزعتني ..
أسرعت أخد الكأس من يدها لأشمه وقد تبين انها رائحة السم بداخله ..لاشك في أنها هي من فعلت هذا لقد وضعت سما بداخل قارورة المياه هذه حتى تشرب منه ايريين او حتى انا ..هي تريد الإنتقام من دون ادنى شك .
نظرت الى ايرين التي سألت مستغربة : ما الأمر لما تقوم بشم الكأس ؟ هل جننت ؟
قلت بحزم : اخبري الخدم أن يتخلصوا من كل هذا الطعام .
ثم خرجت بعدها لألحق بسيرا .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أيرين :
ماخطبه فجأة يقوم بإلغاء العشاء ؟!
هذا تصرف غير لائق ..الى اين يذهب الان لقد جعلني الامر اشعر بالغضب الشديد ..وقفت لألحق به بعد ان خرج من غرفتي منذ لحظات ...مشيت ابحث عنه وأسئل الخدم إلى ان عثرت عليه ولكن الصدمة حين رأيته يقف برفقة سيرا وعلى مايبدو أنهما يتحدثان بأمر ما
سيرا :
انا ارتجف بشدة الأن فتايهيونغ قد رأى السم بيدي ..ماذا لو علم انني من وضعه بالمشروب ..اللعنة انا في مأزق ، إنتفضت حين سمعت ندائه لي إلتفت لأرى ملامحه الغاضبة وخطواته السريعة بإتجهي ..أمسك بدراعي ليصرخ بوجهي : كيف تجرأين على فعل هذا ..ها؟!
تظاهرت بالبلاهة : ها ؟! عن ماذا تتحدث ؟
صرخ مجددا : انت من وضع السم بالطعام الذي في غرفة ايرين لقد رأيته بيدك قبل قليل .
قطبت حاجبي بنبرة مترجية قلت : كلا لم أضع ذلك السم بطعامها ..كنت أخطط لشربه بنفسي .
مرر يديه على جبينه بنفاد صبر : أتحاولين تلاعب بي مثلما فعلت تلك المرة ؟ انا لن اسمح لك بذلك ولن اصدق تفاهتك هذه ..أنت فتاة خطيرة للغاية لا يجب أن تبقي هنا بهذا القصر بعد الأن ..يجب أن ترحلي . هذه اخر ليلة لك بهذا القصر ..سأقوم بإرسالك غدا إلى القرية .
وكأن سهما قد اخترق قلبي للتو انها لصدمة .. امسكت بيده بعدم تصديق : كلا أرجوك تايهيونغ لا تفعل هذا بي ..انا لم اضع ذلك السم بطعامها صدقني ..أرجوك لا ترسلني إلى القرية أرجوك.
أبعد يده عني ليقول بحزم : أنت أسوء شخص قابلته بحياتي ..انت لا تملكين قلبا حتى ، لذلك حسم الأمر ..بل يجب عليك ان تشكريني لأنني لم أقم بعدمك .
لقد غادر وتركني أقف هنا عاجزة عن الكلام او تحرك هل هذه نهايتي ؟ ان أطرد من القصر هكذا بسهولة !!
ـــــــــــــــــــــــــــــ
أيرين :
بعد ان رأيته يقف مع سيرا في الخارج عدت إلى غرفتي أستشيط غضبا ..كيف له ان يلغي عشائنا ليذهب إلى سيرا ؟ألأم يقل انه واقع بحبي ؟ أم ان سيرا قد غيرت مشاعره مرة أخرى ..
انتفضت حين رأيته يدخل غرفتي فجأة أشحت بنظري بعيدا بعدم إكتراث ليقول : لماذا لم تتخلصي من الطعام بعد ؟
رمقته بنظرات منزعجة : وما شأنك بهذا الطعام ؟ فقط عد لسيرا وأكمل سهرتك معها .
ظهرت إبتسامة بسيطة على شفتيه ليقول :تبا لغيرتك التي ليست في محلها إطلاقا .
قطبت حاجبي مستنكرة : ماذا !!!
قال مغيرا الموضوع : فالنطلب طعاما أخر.
هتفت منزعجة : لا أريد ..فلتتناوله بغرفتك .
صمت لوهلة لأضيف : غادر الأن ..سأنام .
قال مبتسما بخبث : سأنام هنا ذا .
ضحكت بسخرية : مستحيل ..
قال مقتربا نحوي ببطىء : أنا الأمير هنا ويمكنني النوم حيثما أشاء .
رفعت حاجبي مستنكرة : هكذا إذا ..سأنام بمكان أخر إذا .
إستوقفني قائلا : إذا ذهبت للنوم بمكان أخر فسوف أنام رفقة جارية أخرى .
لقد طفح الكيل فكلامه المستفز يجعلني أحترق غضبا ..عضضت شفتي بإنزعاج لأتنهد قائلة بإنفعال : حسنا فأليكن .. انت دائما نا تفعل هذا بي ..ترفع سقف أمالي لفترة ثم فجأة تركني لتبدلي بجارية أخرى كم هذا مخزي .
نظر إلي في صمت دون تلفظ بحرف واحد لاكمل بصوت مرفوع : حتى أنك ألغيت عشائنا لتذهب إليها ..إن كنت تحبها فالذهب إليها لما تقوم بتضييع وقتك معي أو أنك تستمع بالتلاعب بي فهذه هواية الأمراء على أية حال ..
لقد قاطع كلامي حين أطبق شفتيه على خاصتي فجأة جعل من كل عضو بجسدي يتوقف ..لا أستطيع تمييز إن كان هذا حلما أم واقعا فأنا أشعر بتخذر في عقلي بل بكامل جسدي ..إبتعد عني قليلا ليردف : لقد طردتها من القصر ...هل تشعرين بتحسن الان ؟
حسنا صدمة طرد سيرا لم تظهر على وجهي لأنني لا أزال مخذرة أقم بعدم حراك أنظر إلى عينيه بشرود .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
روزي :
شعرت بإختناق بغرفتي ..ففكرت بأن أخرج قليلا إلى الحديقة لأستنشق بعضا من الهواء ..مشيت قليلا بجانب بركة المياه تلك أفكر بالقائد ..لو أنه كان لايزال حيا ، لو أنه قد فاز بتلك المعركة وعاد إلي لو أنه سيرى طفلنا ..كيف ستكون الحياة عندها ..ولكن هي الحياة قاسية ناذرا ماتسمح لنا بالحصول على ما نريده ..تنهده بملل أرفع رأسي نحو السماء أنظر إلى النجوم وكم هي تبدو قريبة جدا ...فجأة شعرت أن قدمي قد زلقت وأجفلت حين أدركت انني سأسقط في المياه ولكنني شعرت بيد أحدهم تمسك بي ليسحبني نحوه ..صرخت مغمضة العينين بخوف وذعر كبير ...فتحت عيني ببطىء بينما لا أزال أشعر بأن أحدهم يحيطني بين دراعيه ..رفعت رأسي نحو وجهه ويال صدمة صرخت بأعلى صوتي لاقول بعدها : القائد !
وضع يده على فمي يمنعني من إصدار أي صوت أخر : شششش
يا إلهي ما الذي تراه عيني أيعقل أن تفكيري به جعلني أهلوس بوجوده ..لا يمكن ..مستحيل ..كيف حدث هذا .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ستووبــــــــــــــــتفااااعل
أنت تقرأ
عشيقة ولي العهد
फैनफिक्शनتقرير الرواية : هي رواية تاريخية رومانسية أبطالها أيرين و تايهيونغ تتحدث الرواية عن فتاة متمردة ترفض بشدة الذهاب إلى القصر الملكي حتى لا تكون محضية ولي العهد لكن ياترى هل ستسير الأمور وفق إرادتها ؟ الرواية ستكون مليئة بالأحداث الشقية وستظهر شخصيات...