الفصل الحادي عشر

6.5K 293 7
                                    


سيرا :
بعد ان دخلت إلى غرفتي رأيت مالم أتوقعه أبدا ، ان اجد تلك الحمقاء تستلقي على سريري بالارتياح فهو لأمر مستفز للغاية لحقت بتايهيونغ الذي طلب ان نتحدث بالخارج..قلت بإنفعال وغضب واضح : ما الذي تفعله هذه الفتاة هنا ؟
رمقني بنظرات جافة ونبرة هادئة : لقد أدت قدمها فاضطررت لنقلها إلى هنا هذا كل ما في الأمر .
أجبت بعد أن زاد علو صوتي دون إدراك مني : هل جننت ؟! لما قد تحضرها إلى غرفتي مالذي سيقولونه الأخرين عنا !
تفاجأة بغضبه ونبرته الحازمة التي تحدث بها قائلا : توقفي عن التصرف وكأنك زوجتي أو ما شابه هل نسيت أننا عقدنا إتفاقا ؟! سبق و أخبرتك أن ما يدور بيننا ليس علاقة حقيقة فلا تسرحي بتخيلاتك بعيدا .
شعرت ببعض الإحباط لما قاله ..لم عليك ان تخبرني بهذا الأن فانا أدرك ذلك جيدا و أسعى جاهدة لأجعل ان اجعل  تقع في حبي هل كان عليك أن تكرار كلامك القاسي هذا ؟
ارتخت ملامحي لتسلط الاستياء علي فأجبته  بصوت هادئ : ولكن لماذا ؟ ألا يوجد امل في أن تصبح علاقتنا حقيقة ؟ ما الذي يمنعك من هذا أخبرني ؟
بدى وكأنه تفاجأ لكلامي فصمت ينظر إلي متعجبا ..تبادلنا النظرات في صمت حتى فتح باب الغرفة فجأة لتخرج إيرين تعرج بقدمها قائلة : لا داعي لأن تتشاجرا فأنا بخير لذلك سأغادر .
أجفلت حين رأيته يمسك بيدها ليمنعها من الذهاب قائلا بقلق باد على وجهه  : أتمزحين ؟ لا يمكنك المغادرة فالطبيبة لم تفحصك بعد..عودي إلى الداخل وإلا أعدتك بنفسي .
ضحكت بسخرية أخاطب تايهيونغ : غير معقول .
تجاهلني ببساطة بينما يأخد بيدها نحو الداخل لأبقى متسمرة مكاني وشعور الغيرة يتملكني هذه الحقيرة إنها تستمر بإفساد كل شيء لن أقف مكتوفة اليدين أشاهد هذه الدراما المبتذلة بينهما.
ــــــــــــــــــــــــ
في غرفة الملك تقف الملكة جيون والدة الأمير كاي تخاطب الملك بغضب شديد : أجل مثلما أخبرتك تايهيونغ قام بإلحاق الأذى بولدي .
جلس الملك على كرسيه متنهدا بإنزعاج : تقولين أنهم تدربو بسيوف حقيقة ؟
قالت بنبرة إلحاح : أجل وقد كانت فكرة تايهيونغ ولكن الأسوء من هذا أن كاي فقط من تعرض للأذى وقد كانت جروحه بليغة جعلته طريح الفراش ..كان تصرفا قاسيا إتجاه شقيقه الوحيد يا زوجي العزيز.
رفع الملك عيناه نحوها بنفاد صبر ليقول بحزم : سأجعله يدفع ثمن فعلته ...
ابتسمت جيون بإنتصار لكن سرعان ما تلاشت إبتسامتها حين قال : بل سأجعلهما يدفعان ثمن تنافسهما ضد بعضهما البعض بإستعمال سيوف حقيقة وليس السيوف الخاصة بالتدريب.
بدأت ملامح جيون تتغير إلى القلق لتقول بتلعثم : ولكن..إنه خطأ تايــ..
قاطعها قائلا : انتهى الحديث ارج وان تغادري فلدي عمل مهم .
بعد ذلك طلب الملك مقابلة تايهيونغ و كاي بغرفته وهاهو الأن بقف أمامهما بقة واضعا يديه خلفه ينظر إليهما ينظرات العتاب ليقول : ألم أخبركما انني لا أريد سماع أي شيء بخصوصكما ..أخبرتكما أنني لا أريد ان اسمع أي كلام يقول ان تايهيونغ و كاي قد تشابكا؟! ها أخبراني !؟
إكتفى كلاهما بالصمت خافضين أعينهم إلى الأرض ليضيف قائلا : كيف لكما أن تتبارزا مع بعضكما بسيوف حقيقة هل أنتما أعداء؟!
ثم قال مخاطبا تايهيونغ : هل صحيح أنك صاحب الفكرة ؟
ليجيب تايهونغ بحزم : لقد كان خطئي أعترف بذلك .
على صوته فجأة ليقول : كيف لك أن تقول هذا دون خجل ، لقد أخبرتني أنك ستحسن التصرف لما أخلفت بوعدك أيها المتهور.
إلتفت إلى كاي ليكمل : أما انت هل كان عليك أن تقبل بنزاله هذا ؟ ماذا لو حدث خطأ ما وقام بإزهاق روحك ؟ هل أنتما أحمقان ؟ أتريدان أن تحطما صمعة الملك الذي قضى حياته باكملها في الحفاظ على أمن وازدهار بلاده ؟ لقد خيبتما أملي فيكما ..
إلتفت إلى تايهيونغ قائلا : أنت لن تذهب إلى المنطقة الشرقية لقيادة المعركة هذا سيكون عقابك .
إبتسم كاي بسعادة ينظر إلى تايهيونغ الذي توسعت عيناه بدهشة : هل تتحدث بجدية يا أبي ؟!
رد الملك بحزم : وهل تظنه وقت مزاح لن أكرر كلامي سأمنعك من هذه الفرصة حتى تنضج قليلا وتتوقف عن التهور بأفعالك .
هتف تايهيونغ بانفعال : أبي! لقد إعترفت بأنه كان خطأ مني لما عليك أن تفعل هذا بي بحق السماء ..أنت تعرف جيدا أنني لطالما انتظرت فرصة كهذه .
قاطعه بنبرة عالية أكثر حزما : إخرس ! لا يجدر بك مجادلتي  .
تدخل كاي يحاول طمس إبتسامته بين ملامحه الثابة تلك : لن أخيب ظنك إن سلمتني المهمة يا أبي .
نظر إليه تايهيونغ بعينين يملئهما الغضب ليجيب الملك بنفس النبرة : هل تظن نفسك بريئا ؟! انت ايضا كنت مخطأ لذلك كعقاب لكما لا احد سيذهب ولا أحد منكما سيتكفل بهذه المهمة ..سأوكلها للقائد نامجون فهو الأنسب لهذا .
وقف تايهيونغ و كاي ينظران إلى الملك بصدمة وإحباط بينما يغادر الملك غرفته منزعجا.
قال كاي ساخرا : كان خطأك ، ما كان عليك فعل ذلك على أية حال..للأسف قلبك المغرم ومشاعرك الجياشة أفسدت كل شيء ..لا تنظر إلي بهذه الطريقة كما لو كنت السبب في كل شيء.
اقترب منه تايهيونغ بعض خطوات ليقابل وجهه تماما وبنبرة المهددة قال : اصمت ! انت بالفعل كنت السبب لو لم تحم حولي من اليوم الأول لكنت بافضل حال الأن ، هل تظن انك ربحت ؟ ونجحت بالوقوف في طريقي ؟ صدقني انت مخطأ، أعدك أنني سأحصل على كل ما أريده وسأسحق كل من يقف بطريقي حتى لو كان اقرب الناس إلي ..لذلك اخفض سقف أمالك وتوقع ماهو أسوء أنت تعلم جيدا انني شخص سيء حين يتعلق الأمر بالتحدي.
تنهد كاي بملل : حسنا سعيد أنك لن تذهب للمشاركة في تلك المعركة لولاك لكنت سأشعر بالملل بكل تأكيد.
أردف تايهيونغ قائلا : لا تقلق ليست النهاية ..هذه المرة ساعدتك والدتك  في إخفاقي لكنك لن تنجح بالمرة القادمة .
قطب حاجبيه متعجبا : أمي ؟ اه تقصد ذلك اليوم ..حسنا لا دخل لي بذلك لأنني لم أخبرها بان تخبر والدي بل فعلت ذلك من تلقاء نفسها .
تايهيونغ : بالنهاية أنتما في الفريق ذاته تسعون لتدميرنا .
أضاف كاي لكلامه : وانتما بفريق واحد ..انت و أختك ، حتى انها تساعد في أمور الدولة ...تستخدمها كرسول بينك وبين القائد أليس كذلك ؟!
قطب تايهيونغ حاجبيه مسنكرا : ماذا ؟ متى فعلت ذلك ؟ لا يمكنني أن أجعل أختي الصغيرة أن تفعل شيئا كهذا .
رفع كاي حاجبيه بعدم تصديق : هكذا إذا ، إذا هي ليست الوسيط بينكما ...
بنفاد صبر قال تايهيونغ منزعجا : اسمع ..اياك واقحام اختي بهذه الأمور ..ابقى بعيدا عن كل منهم قريبون مني أسمعت ! اخر تهديد مني وإلا لأبقى متساهلا معك أبدا.
غادر بعد ان ترك كاي يقف متسمرا مكانه مستغربا من انفعال تايهيونغ المفاجأ فلقد اعتاد أن يراه بارد الأعصاب اتجاهه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
ايرين :
لا أزال مستلقية على سرير سيرا و التي تجلس هناك ترمقني بنظرات كره و كأنها تحيك خطة جهنمية لقتلي أردفت قائلة : أنت لا تفكرين بالمبيت هنا في غرفتي أليس كذلك ؟
اجبتها ببرود : لماذا ؟ هل تشعرين بالإنزعاج لوجودي هنا ؟! الم تقولي من قبل أننا صديقتان و..
قاطعتني فورا : هل تتخذين هذا سببا الأن ، ولكنني لم أقصد أن تتعدي حدودك.
أجبتها بنبرة عتاب : أوه هل تضعين حدودا لذلك إذا ..يالها من صداقة مزيفة ، لقد ظهرت على حقيقتك.
أغمضت عيناها بنفاد صبر لتتنهد قائلة : جدا حلا لهذا فأنا لا أتحمل رؤيتك على سريري على أية حال.
وقفت ببطىء قائلة : حسنا .على أية حال انا لن اتحمل الجلوس معك و تنفس نفس الهواء الذي تتنفسينه ..سأغادر.
خرجت من غرفتها أعرج بسبب قدمي المصابة والتي سبق و أخبرتني الطبيبة انها ستشفى بعد أيام من الراحة ..ويال حظي البائس قابلت الجواري اللواتي لطالما تنمرن علي في الرواق المؤدي إلى الخارج
قالت إحداهن بينما تنظر إلي من الأعلى إلى أخمص قدمي : أنظرو إليها كيف تتظاهر بالألم حتى تثير شفقة الأمير تايهيونغ .
لتضيف الأخرى بينما تنظر إلي قدمي المصابة : هل أنت مصابة فعلا أم تتظاهرين بذلك ؟!
قلت مقلبة عيني بملل : لما قد أتظاهر فالأمر ليس ممتعا.
قالت من بدأت الحديث : سمعت ان تايهيونغ من قام بحملك مجددا لما يستمر بمساعدتك بالرغم من ان لديه عشيقة جديدة الأمر مثيرا للشك .
أجبت بحزم بينما أواصل السير متفاديتهما : لا شأن لكما.
أوقفتني بكلامها قائلة : توقفي عن مغازلته فهو لديه محضية الأن ..هل أنت عاهرة أم ماذا ؟
إلتفت نحوها وقد شعلت نار الغضب بداخلي لأجيب بإنفعال : ماذا تقولين ؟ راقبي كلماتك أيتها الغبية ..أنا لم أقم بمغازلته أبدا لست مثلكن .
قامت من تقف بجانبها بشد شعري قائلة : من تقصدين بمثلكن أيتها العاهرة.
أبعدت يدها عن شعري بإنزعاج وقلت بصوت عال : أبعدي يدك القدرة عني .
لتتغير ملامحها إلى دهشة فتقترب مني ترمقني بنظرات حقد و تهديد تراجعت بضع خطوات إلى الوراء وقد شعرت ان قدمي لا تلامس شيئا إلتفت فأجد أنني أعلى الدرج دفعتها لتتراجع مبتعدة عني قائلة : لماذا تستمران بمضايقتي .
قالت لتضحك بسخرية : هذا لأنك  محل إهتمام الأمراء ونحن نشعر بالغيرة هل هذا مفهوم الأن ؟
تستمر بالإقتراب مني قصدا وأنا بدوري احاول ان أتماسك كي لا أسقط من أعلى الدرج قلت منفعلة : إبتعدا عني فأنا على وشك السقوط.لما تحاصرانني هكذا
ـ لماذا هل أنت خائفة ؟
ـ ماذا لو سقطت فليس بالأمر الجلل.
انفجرا ضحكا ينظران إلى بعضهما لأقول بنفاد صبر : أنتما مجرد فاشلتان .
إلتفتا إلي و قد تبين ان الإنزعاج قد سيطر على ملامحهما : ماذا قلت ؟ فاشلتان ؟
قالت إحداهما للأخرى : أظن انها تستحق السقوط .
لتضيف الأخرى على كلامها : أجل ادفعيها لعلها تصيب قدمها الأخرى فلن تظهر أمامنا مرة أخرى .
وبالفعل قامت بدفعي إحداهن وهي تظر إلي مبتسمة بخبث لأسقط من الدرج متدحرجة إلى الأسفل ، فتحت عيني متأوهة  لألمح اقداما تقف بقربي ..حاولت أن اعدل من جلستي لأنهض من على الأرض فرفعت راسي لأرى صاحب الأقدام وقد تبين انه كاي الذي يقف و ينظر إلي مبتمسا كعادته مررت يدي على ظهري متألمة ليقول :هل كان ذلك مؤلما ؟
أشحت بنظري بعيدا حاول تمسك بأي شيء لكي أنهض ولكنني لم أجسد شيئا بجانبي ماعدا هذا الكيان الذي لن أتمسك به مطلقا رفعت نظري نحو حين قال بينما يخاطب الجاريتان اللتان تقفان في الأعلى بتوتر : هل أنتما من قاما بدفعها ؟
تفاجأت بهما يخفضان رأسهما بخزي وبنبرة مرتجفة يقولون : نعتذر بشدة جلالة الأمير ، أرجوك سامحنا لم نكن نقصد أن ندفعها كان خطأ .
ضحك بخفوت ليقول ببرود : لما تعتذران وكأنه على وشك أن يقطع رأسكما ..أنا لا اكترث حتى لو قتلتماها أمام عيني ، لا شأن لي .
كم أود أن أقف أقوم بخنقه بيدي هاتين لمدى انانيته ووقاحته كيف له ا، يتصرف بجفاء هكذا .عاد ينظر إلي بنظرات غرور و تكبر مبتسما ببرود ثم مشى مغادرا ..لكنه عاد فجأة ليقف أمامي : اه نسيت ..لابد وأن أقدم المساعدة في موقف كهذا .
قدم يده نحوي لأقول بينما أنظر إليه بغضب و كره شديد : لا داعي لذلك .
عاد يعرض يده علي مصرا : هيا أمسكي بيدي لابد وأنك لا تستطيعين الوقوف بسبب قدمك التي تبدو مصابة.
نظرت إلى يديه وكم كنت بحاجة إلى المساعدة على الوقوف ولكنني لا أريد أبدا أن أتشبث بيده مطلقا ..ليزال ينظر إلي مشيرا بعينيه نحو يده حتى أتمسك بها ولكنني أجفلت حين وجدت تايهيونغ و في رمشة عين يقف بيننا يزيح يده بعيدا قائلا : ابعد يدك !
رفعت رأسي انظر إليه في ذهول ماذا لو أساء فهم هذا الموقف أيضا ..ولكن مهلا هو لم يبد أي رد فعل يشير على أنه غاضب بل إنه يقدم يده نحوي هو الأخر شعرت بسعادة غامرة ابتسمت كالبلهاء دون إدراك مني ..وضعت كفي بيده ثم نهضت ليقول بإنفعال : ما الذي تفعلينه هنا على الارض ألم أخبرك أنه لا يجب عليك مغادرة الغرفة ؟!
قلت بتوتر : أردت أن أستنشق بعض الهواء خارجا.
إنتفضت لصراخه المفاجأ : هل أنت غبية ..ستسوء حال قدمك إن قمت بإستخدامها في المشي.
قاطع كاي شحنة تايهيونغ بقوله : أنظرو إلى طيور الحب هذه ! ما كل هذا الإهتمام أنتما تجعلانني اشعر بالغيرة توقفا أرجوكما.
أمسك تاي بدراعي خاطبا كاي بحزم : أنت إبقى بعيدا فحسب لا أريد أن أراك ثانية بجوارها .
هل أحلم ؟ هل أحلم أم انه قال ذلك بالفعل ؟ هل قال لتو لا اريد ان اراك بجوارها ؟! هل هذا يعني أنه يغار علي ..واه لا أصدق ماسمعته غير معقول.
نظرت إليه في ذهول بينما يقوم بجري ممسكا بيدي ويستمر بمعاتبتي ولكنني لا أستوعب شيئا مما يقوله فأنا قد غرقت في بحر أفكاري و تخيلاتي ..أوقفني عند باب غرفة سيرا قائلا : ماكان عليك الخروج من الغرفة أيتها الحمقاء.
استوعبت لتوا نني امام غرفة سيرا أزحت يديه عني لأقول مبتعدة : لا أريد أن أبقى في هذه الغرفة .
عاد يمسك بيدي يجرني إلى الداخل ..وقفت سيرا تنظر إلينا في حيرة قائلة : ماذا هناك؟
قال مخاطبا سيرا : لما سمحت لها بالخروج؟
رمقتنا سيرا بإندهاش متلعثمة : مـ..ماذا ؟! أنا..
ققلت مقاطع : تايهيونغ بالنهاية هذه غرفة سيرا لايمكنني أن أبقى فيها طوال الوقت ..
أضافت سيرا مؤكدة : اجل معها حق تايهيونغ لا يمكنها ان تبقى هنا طوال هذه المدة ثم أنه يوجد العديد من غرف الخدم التي بإمكانها أن تبقى فيها.
أجاب تايهيونغ بعد تفكير : غرف الخدم ليست مريحة ثم انني لن اتمكن من مراقبتها قد تخالف تعاليم الطبيبة و تنهض من فراشها مثلما فعلت اليوم..حسنا إذا لدي فكرة أخرى ستبقين بغرفتي حتى تشفين ..غرفتي مريحة وواسعة كما تعلمين  .
توسعت عينين في دهشة ولكن دهشتي لا تقارن بسيرا التي تقف متجمدة مكانها وقد بدى أن جسدها قد جف من الدماء ، ظهرت ملامح الغضب و الإنزعاج على ملامحها لتقول بعدم تصديق : ماذا تقول ؟ كيف لك أن تبقيها بغرفتك طوال الوقت هذا غير مقبول .
تنهد بنفاد صبر : لقد قمت برفض فكرة بقائها هنا ماذا سأفعل إذا ؟!
ابتلعت ريقها بحنق : ولكن..
لم تكمل كلامها لأن تايهيونغ قد غادر بينما يسحبني خلفه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
روزي :
كنت أمارس هوايتي المعتادة في ركوب الخيل في منطقة التدريب الخاصة بالعائلة الملكية وصادف أن رأيت كاي قادما نحوي يمتطي خيله ..تذكرت حين رأني أخرج من بيت القائد فشعرت بتوتر كبير ثم تظاهرت أنني لم أره لاكمل تدريب فأسمع هتافه قائلا : أختي !
تظاهرت بأنني لم أسمع ولكنه أصبح أمامي الأن ولايمكنني التظاهر أوقفت حصاني مخاطبة لكاي : ماذا هناك ؟ هل اتيت لمضايقتي؟
إبتسم بخبث بينما ينزل من حصانه ليأتي إلي : كلا ..بل أتيت لأنني إشتقت إليك .
رمقته بامتعاض : بحقك كف عن هذه الحماقات .
ضحك بخفوت بيقول : بصراحة لدي ما أقوله لك هيا إنزلي والنتحدث .
تنهدت بملل : بإمكانك البدأ في الحديث لا داعي لأنزل.
أشاح بنظره بعيدا يقول بغرور : أه اتريدين أن نتحدث هنا و أمام الجميع بأنني رأيتك تخرجين من منزل القائد؟
توسعت عينين منصدمة لأنزل من الخيل بسرعة أرمقه بنظرات كره : لا أصدق انت لأن تهددني أليس كذلك؟
رفع حاجبيه مستغربا : ماخطبك لما يبدو عليك الخوف و القلق ..هل هناك خطب ما ؟
ابتلعت ريقي لأقول بإنزعاج : كلا ..
قال مقتربا من أذني ليهمس : بلى يوجد ..هناك امر ما بينك وبين القائد.
شعرت أن قلبي سيتوقف نظرت حولي بتوتر لأقول : هل جننت ؟ لما قد يكون شيئا ما بيننا ؟ هذا مستحيل لا أصدق ما الذي تقوله .
ابتسم بسخرية : أنت أيتها الصغيرة هل تظنين أنني غبيا لهذا الحد ؟ ذلك اليوم حين كنت بمنزله لم تقومي بتوصيل أي رسالة لقد كذبت ..أنت ذهبت لتوديعيه.
احاول سيطرة على نفسي وتوتري، احاول ايجاد بعض كذبات اخرى لكنني لم استطع..عقد لساني لأقف بجماد ..اقترب مني مجدد ليهمس : أعلم جيدا أن والدي سيعاقبك لأنك على علاقة مع القائد خلسة ..قد يقوم بسجنك ..أو نفيك أو حتى تزويجك من شخص لا تعرفينه و..
قاطعته لأصرخ : أصمت ! توقف اخبرتك أنه لاشيء بيننا اتركني وشأني .
كاي : اخاك نفى بنفسه أنه لا يقحمك بعمله ،إذا ماذا كنت تفعلين هناك يا ترى ؟!
قلت بنفاد صبر : ماذا تريد مني ؟
  نظر الى الاعلى متظاهرا بالتفكير : أمم؟ ماذا أريد ياترى ؟
بدى وكأنه وجد امرا ليقوله  : اخبري والدي انك رأيت نزالنا انا و تايهيونغ ذلك اليوم وانني لم أرتكب أي خطأ بل كان تايهيونغ من أصر على نزال ..بعد ذلك أخبريه ان يقوم بإرسالي لأتولى مهمة المنطقة الشرقية فأنت إبنته الوحيدة ودائما ما ينصت إلى ما تقولينه ..إن فعلت هذا أعدك انني لن أخبر شخصا بما رأيته أو بالأحرى سأمحو كل شيء من ذاكرتي .
ضحكت بستهزاء : لابد وأنك جننت ..لما قد اساعدك فأن تبدو بطلا أمام أبي .
اكمل مهددا : و إن لم تفعلي فلا شيء يمنعني من إخباره حينها سينتهي أمرك و أمر القائد معا .
غضب شديد انتابني أكاد افقد عقلي منذ ان عاد هذا المعتوه الى قصرنا كيف يجرأ على تهديدي هكذا وماذا ايضا هو يريد ان يحطم حياة اخي بمساعدتي لابد وأنه مجنون.
قال بعدها : حسنا ..فكري جيدا في مقلته ..اراك لاحقا.
غادر كاي ليتركني في حيرة من أمري رفعت رأسي للأفق حتى أتنفس الصعداء لكنني لمحت سيرا القادمة بإتجهاهي والتي بدورها تبدو منزعجة للغاية ..وقفت أمامي تلتقط انفاسها لتقول بصوت متقطع : جلالة الاميرة ..بسرعة ..خطة تكاد أن تخفق ...الأمير تايهيونغ ..
تنهدت بنفاد صبر : ماذا أيضا ؟
أكملت بعد ان ابتلعت ريقها بصعوبة : تايهونغ اخد ايرين الى غرفته بحجة انها مريضة .. اخشى ان تخبره بأنك سوف ترسلينها إلى القصر الأخر ، ستفسد الخطة بكل تأكيد.
توسعت عيني في صدمة : ما الذي تقولينه ؟! كيف كيف حدث هذا ؟ يجب أن نمنعها من لقائه بأي طريقة كانت .
ناديت الخادمة لأنني وجدت فكرة لعلها قد تنجح معي .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ايرين :
أجلس الأن على سرير تايهيونغ و أنا أبتسم بسعادة أنظر إلى الغرفة بحماس انتظر عودته بعد ان قال انه سيقابل والدته للحظات ..طرق الباب فأصبح قلبي ينبض بسرعة لعله تايهيونغ قد عاد بدأت اشعر بتوتر ولكن لا احد يدخل بعد فأسرعت أقول : تفضل .
دخلت خادمة والتي لم يسبق لي ان رأيتها بين خدم تايهيونغ من قبل ، نظرت إلى المكان بتفحص ثم قالت : هل انت هي ايرين ؟
أومأت برأسي مجيبة : نعم أنا هي.
قالت مبتسمة بلطف : لقد طلب الأمير تايهيونغ أن يراك بالحديقة .
ماذا ؟ غريب لقد أصر على عدم خروجي من الغرفة ولا حتى نهوضي من على السرير لما يطلب لقائي بالحديقة فجأة ؟!
قلت بنما أميل برأسي متسائلة : في الحديقة ؟ لماذا فجأة؟!
قالت بنبرة هادئة لطيفة : قال أنه يريدك أن تغيري الجو قليلا وتستنشقي بعض الهواء المنعش في الخارج.
تسللت ابتسامة خجلة إلى وجهي لأقول : حسنا ...سأذهب.
خرجت مع هذه الخامة تقودني نحو مكان تايهيونغ ..مررت برواق كان خال من الخدم و الجواري اللذين اعتادوا على إثارة الضجة هنا شعرت ببعض الغرابة ولكن فجأة شعرت باحدهم يقف خلفي ثم يضع يده على فمي يمنعني من الصراخ ولكن كل شيء أصبح ظلاما حين قام شخص بوضع غطاء على رأسي يمنعني من رؤية .
ــــــــــــــــــــــــــــــ

عشيقة ولي العهد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن