الفضل الخامس عشر

6K 260 10
                                    

روزي :
شعرت بإختناق بغرفتي ..ففكرت بأن أخرج قليلا إلى الحديقة لأستنشق بعضا من الهواء ..مشيت قليلا بجانب بركة المياه تلك أفكر بالقائد ..لو أنه كان لايزال حيا ، لو أنه قد فاز بتلك المعركة وعاد إلي لو أنه سيرى طفلنا ..كيف ستكون الحياة عندها ..ولكن هي الحياة قاسية ناذرا ماتسمح لنا بالحصول على ما نريده ..تنهده بملل أرفع رأسي نحو السماء أنظر إلى النجوم وكم هي تبدو قريبة جدا ...فجأة شعرت أن قدمي قد زلقت وأجفلت حين أدركت انني سأسقط في المياه ولكنني شعرت بيد أحدهم تمسك بي ليسحبني نحوه ..صرخت مغمضة العينين بخوف وذعر كبير ...فتحت عيني ببطىء بينما لا أزال أشعر بأن أحدهم يحيطني بين دراعيه ..رفعت رأسي نحو وجهه ويال صدمة صرخت بأعلى صوتي لاقول بعدها : القائد !
وضع يده على فمي يمنعني من إصدار أي صوت أخر : شششش
يا إلهي ما الذي تراه عيني أيعقل أن تفكيري به جعلني أهلوس بوجوده ..لا يمكن ..مستحيل ..كيف حدث هذا .
وقفت أنظر إليه بشرود أحاول إيستيعاب أن من يقف أمامي هو القائد بالفعل و الذي سبق وقد وصلنا خبر عن وفاته  قام بمعانقتي فجأة ليهمس بأذني : أنا أسف جدا .
غير معقول إنه صوته بالفعل أنا لست أحلم ولكن كيف هذا ابتعدت عنه قليلا حتى أنظر إليه والدموع تتغلغل في عيني قلت محاولة إخراج تلك الحروف العاجزة بصعوبة : أنت ..حي !
أبتسم واضعا كفه على وجنتي بلطف : نعم ..لقد حرصت على الوفاء بوعدي لك ..أسف لأنني تسببت في فزعك لم يكن الأمر بيدي لقد كان محتوما تزييف موتي حتى نتمكن بخداع العدو .
طرفت بعيني لتنهمر تلك الدموع بغزارة على خدي بينما أضرب صدره بقبضتي قائلا : أنت أحمق ..لقد جعلتني أعيش طوال هذا شهر في جحيم ..ظننت أنني سأبقى وحيدة إلى الأبد ..كان عليك إخباري على الأقل ..لن أسامحك .
وضع رأسي على صدره محاولا تهدئتي قائلة : أنا أسف جدا ..صحيح أنه تصرف أناني بعض الشيء ولكن ماكت بيدي حيلة أخرى إنها الطريقة الوحيدة التي إستطعنا بفضلها التغلب على الأعداء و النصر .
توسعت عيناي بصدمة فأنظر إليه لأجده يبتسم قلت بعد ان طرفت بعدم استيعاب : هل ..هل قلت أنكم إستطعتم الفوز بتلك المعركة ؟ هل إنتهى الأمر ؟ أهذا يعني أن أبي سيسعد بهذا و يجعلك الجنرال الأول للمملكة !؟
أكمل القائد قائلا : حينها فقط بإمكاني أن أطلب يدك من الملك ونعيش معا ...حسنا عليك شكر اخاك تايهيونغ فكل هذا بسبب خطته المحكمة التي قدمها لي قبل أن أغادر .
وبسعادة كبيرة غمرتني قفزت لأحضنه بقوة تعبر عن مدى سعادتي بسماع هذا واشتياقي له .
بدى وكأنه يريد قول شيئا : صحيح ..كيف حال طفلنا..هل اعتنيت به جيدا ؟!
إبتعدت عنه قليلا لأنظر إلى بطني مبتسمة : في الحقيقة أخبرتني الطبيبة أنه لم يتبقى كثير على ولادتي ...وأنا الأن أحاول جاهدة أن أخفي حجم بطني  بهذه الفساتين الفضفاضة لقد كان ذلك مرهقا .
رفع حاجبيه غير مصدقا : معقول ! لا أصدق ما أسمعه ..متحمس للحظة التي سوف ينضم فيها هذا الطفل إلينا ..سأحرص على أن نتزوج قبل حدوث ذلك أعدك .
أمسكت بيده وبنبرة تدلل قلت : صحيح ..بسرعة تحدث إلى والدي لا أطيق الإنتظار.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في اليوم التالي دخل الأمير كاي بكل تفاخرمبتسماعلى حصانه عبر بوابة القصر وخلفه كل المحاربون و الفرسان الذين بقو على قيد الحياة بعد تلك المعركة وقف أمامه القائد نامجون الذي وصل قبله ليلة البارحة..فيقابلهم الملك مبتسا ليخاطب كاي قائلا : الحمد الله على سلامتكم .
إنحنى كاي بعد أن نزل من حصانه قائلا : مولاي يسرني أنك وكلتني بهذه المهمة ووضعت كل ثقتك بقدراتي وها أنا الان أعود إليك دون تخيب لظن جلالتكم .
وضع الملك يده على كتف كاي مشجعا : أحسنت ..سعيد أن أحد أبنائي بدوره كما يجب ..في الأخير أنا سأصبح عاجزا يوما ما أو قد أغادر هذه الحياة فيجب أن أخلف العرش لأحدكما بالنهاية مرتاح البال .
وقف تايهيونغ معتدلا ليقول بكل ثقة : أنا مستعد لتلك المسؤولية يا أبي سأحرص على إفدائها بروحي لو توجب الأمر.
أومأ الملك مقتنعا بكلامه و مبتسما ليلتفت إلى القائد الذي قف مطأطأ رأس : حتى أنت أيها القائد جعلتني فخورا بك ..وكما توقعت تماما فأنت لم تخلف بوعدك ابدا ..ابصحت مرتبة القائد غير كافية لشهامة وشجاعة رجل مثلك ..يسرني أن تحضر مراسيم تحويلك إلى الجنرال الأول لهذه المملكة الليلة .
جثى نامجون على ركبة واحدة قائلا بحزم : جلالتك ..أشكرك جزيل الشكر على كرمك .
غادر الملك ليترك كاي و نامجون يقفون بسعادة ليقول كاي ملتفتا نحو نامجون مبتسما بخبث : لابد وأنك سعيد جدا الأن بحصولك على هذه المرتبة و أيضا الأميرة سوزي معا لقد قمت بضرب عصفورين بحجر واحد ..يالك من ذكي ...ولكن لا تفرح كثيرا بهذا ففور حصولي على عرش الملك سأقوم بطردك من هذا القصر أنت و أميرتك العزيزة.
رمقه نامجون بنظرات كره قائلا : أتعتقد أننا فزنا بتلك المعركة بفضلك ؟ لا تنسى أو تنكر أننا إنتصرنا بفضل خطة تايهيونغ والتي بدورك قد إتبعتها لأنك كنت تشكك بقدراتك حتى .
قطب حاجبيه بإنزعاج :كيف تتجرأ على تحدث معي بهذه الطريقة هل تعتقد ان حصولك على مرتبة الجنرال ستسمحل لك بتعدي حدودك معي ؟إسمعني جيدا ..ألا تعلم أنني قد أحطم حياتك و حياة تلك الأميرة بوقفة واحدة رفقة الملك ؟ ألا تعلم بعد أنني أدرك بعلاقتكما ؟
ظهرت تقطيبة حيرة بين حاجبي نامجون : ماذا تقول ؟ كيف تعرف بشأن هذا ؟ لابد وأنك قمت بتهديدها لهذا استطعت الإنضمام إلينا عوض تايهيونغ ..
أومأ كاي برأسه قائلا : صحيح أصبت انت سريع البديهة كالمعتاد ..لذلك لا تتواقح معي مجددا بذكر تايهيونغ فحياتكما بين يدي .
غادر كاي تاركا خلفه هالة من الاستفزاز حول نامجون الذي يقف قائلا بغضب : لا تقلق..ففور حصولي على الأميرة سنغادر من هذا القصر ..ساحميها منك ومن أفعالك الشنيعة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جوي (الطبيبة) :
كنت اتجول بملل في القصر لفت إنتباهي صوت قهقهة الجواري ، قمت بتتبع الصوت وكم كان ذلك مستفزا حين لمحت جونغكوك جالسا بالحديقة وعدد من جواري يحيطون به وبدى كأنه يخبرهم بشيء ما ثم ينفجرون ضحكا ..هذا الأحمق إنه يتودد إليهن من دون أدنى شك ويقص عليهن قصصا من خياله  هو بطلها ..إتجهت نحو بخطوات سريعة  وملامح منزعجة : أنت ما الذي تفعله هنا رفقتهن أليس لديك أي عمل أخر تقوم به؟!
تجاهل كلامي ليكمل قص قصته لأتدخل مقاطعة مجددا : إنه مجرد كاذب لا تصدقو أي شيء مما يقوله .
ردت إحدى الجاريات التي كانت تجلس بالقرب منه تحاول التودد إليه :لا يهم ما يقوله إن كان كذبا أم صدقا ..المهم أنه وسيم ..أه لا أصدق أنه عازبا بالرغم من أنه يمتلك كل هذه الوسامة ..جونغكوك أتريد أن أصبح حبيبتك ؟!
تبا لهذه اللعينة ..كيف لها أن تكون بهذه الوقاحة ..رد عليها جونغكوك مغازلا : أنت جميلة جدا بالطبع يمكننا أن نكون حبيبين ما رأيك جوي ؟ ألسنا مناسبين ؟
هتف جميع الجواري متحسرين : كلا..
لاتجه نحوهم بغضب أدفع تلك الجارية لتبتعد عنه لأمسك بيده وأجره بعيدا عنهم قائلة : عليك أن تساعدني قطف بعض من الأعشاب من الخارج حتى أعد منهم بعض الأدوة .
هتف قائلا بتذمر : فقط أخبري  بعض الخدم بمساعدتك لما تفسدين علي متعتي كدت أن أحصل على حبيبة للتو.
هتفت بصوت عال : ألم تسأم من مغازلة فتيات القرية وأتيت لممارسة هاويتك هنا أيضا ؟
رد معيدا برأسه للوراء بسبب صراخي : فتيات القصر أجمل.
قاطعت إنفعالي إحدى الخادمات التي أتت نحوي قائلة : أيتها الطبيبة المحاربون و الفرسان بحاجة إلى تضميد جراحهم لقد عادو من الحرب قبل قليل .
كنت على وشك الكلام لولا صوت جونغكوك العال متدخلا : ماذا قلت ؟ محاربون ! هي من سوف تعالجهم ...جميعا ؟!
أومأت الخادمة ببرود : أجل هذا لأنها طبيبة .
هتف جونغكوك مخاطبا لها بإنفعال مما جعل الخادمة تتراجع بضع خطوات للخلف : ألا يجود طبيب أخر هنا من غيرها ؟ كيف لها أن تقوم بمعالجة كل هؤلاء الجنود غير معقول .
أضافت الخادمة مهدئة : حسنا إنه ليس بعدد ضخم مجرد عشرين شخصا .
صرخ مجددا بعدم تصديق : عشرين شخصا ؟!!!!!
حسنا تبدو فرصة لأقوم بإستفزازه أنا كذلك حاولت كتم ضحكتي لأقول : سأذهب ..إنها مهنتي على أية حال .
نظري إلي بتعجب : لابد وأنك مجنونة ...لن أسمح لك بذلك
رفعت كتفي ببرود : ليس من شأنك.
إنتهى بي الأمر أذهب إلى غرفة التمريض الخاصة بالقصر أعالج أحدهم الذي قد دخل لتو ليستلقي على السرير، بينما جونغكوك يقف بجانبي منذ فترة يضم ساعديه إلى صدره منزعجا يعكر صفو مزاجي بتصرفاته ..
شرع ذلك المحارب في نزع سترته لكي أقوم بخياطة الجرح الذي ببطنه مثلما قال فهتف جونغكوك فجأة مما جعلني أنتفض من مكاني بفزع قائلا : مهلا ! مهلا! لما تقوم بخلع ملابسك فجأة ؟!
نظر إليه ذلك المحارب بعدم فهم : ها؟
تدخلت قائلة : ماخطبك ..كيف سأخيط جرحه إذا لم ينزع ملابسه ؟
قال بإنفعال مخاطبا للمحارب : ليس عليه أن يخلع قميصه بأكمله يمكنه إظهار منطقة الجرح فحسب ،لابد وأنه يقوم بذلك عمدا لإغوائك.
قلت بسخرية : لا يمكن .لابد وأنك فقدت عقلك
إلفت لاكمل عملي
فقال مجددا بغضب : لا تنظري إليه !
أغمضت عيني بنفاد صبر : كيف لي أن لا أنظر إليه هل أنت غبي ؟!
اضاف قائلا منزعجا: ألا يمكنك خياطة جرحه بينما لا تنظرين إليه ؟ كيف تسمين نفسك طبيبة إذا ..على الطبيب أن يكون ماهرا في عمله ..يجب عليه أن يكون قادرا على خياطة الجروح دون النظر إليها ..ماذا لو كنت عمياء ؟ ها؟ كيف ستتمكنين من فعل ذلك إذا ؟!
تنهد بضيق لأضع المقص جانبا قائلة بنفاد صبر : أخرج! أخرج و إلا طلبت من الحرس بإخراجك أنت تعيق عملي .
رمقني بعدم تصديق : أنت ! لا يمكنك أمري ألا تعلمين من أكون في هذا القصر ؟ أنا نائب القائد أيتها الحمقاء لا أحد يمكنه أمري هنا ماعدا العائلة الملكية .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أيرين :
وقفت أفكر بأمر سيرا التي غدرت القصر نهائيا هذا الصباح بأمر من تايهيونغ وقد كانت في غاية الحزن ..صحيح أنها كانت كثيرا ما تسبب لي المتاعب ولكنني شعرت بعض الشفقة عليها لمغادرتها فقد كانت تريد البقاء في القصر بشدة ،ظهر تايهيونغ امامي فجأة قائلا : ما الذي تفكرين به بشدة هكذا ؟

عشيقة ولي العهد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن